هناك الكثير من التقنيات البديعة التي يستخدمها صناع الساعات الفاخرة لإظهار جمال الميناء والتأكيد على براعتهم.
من أبرز هذه التقنيات تقنية تصوير الميناء كأنه ثلاثي الأبعاد بطريقة مميزة تأسر العيون وتوحي بالعمق والأسرار التي تحتضنها الساعة.
جمعنا لك 3 ساعات جرى العمل على موانيها لتبدو كأنها ثلاثية الأبعاد بطريقة فنية تخلب الألباب لتمتع نظرك.
1- ساعة ماستر هيبريس آرتيستيكا كاليبر 945 غالاكسيا Master Hybris Artistica Calibre 945 Galaxia من جيجر لوكولتر Jaeger LeCoultre.
تأتي هذه الساعة المصنوعة من الذهب الوردي بإصدار محدود يقتصر على خمس قطع تحتفل بالإبداع الفني للدار العريقة وإتقانها للحرف الزخرفية، بينما تعيد تأكيد براعتها التقنية.
تتجسّد ماهيّة الساعة في طريقة تأويل الوقت الفلكي وعرضه على المعصم باستخدام الميناء للتعبير عن علاقتنا القائمة مع الكون بالمعنى الحرفي والفلسفي في آن.
إذ طوّروا آلية قادرة على عرض مرور الوقت الفلكي بالاستناد إلى مواقع النجوم ووضعوا في منتصف الميناء خريطة القبة السماوية الليلية لنصف الكرة الشمالي، كما يراها المرء من خط العرض السادس والأربعين، أي خط العرض الذي يقع فيه مقر جيجر- لوكولتر في فالي دو جو، ما يتيح رصد موقع الأبراج الفلكية آنيًا.
حيث يزدان الميناء بزخارف يدوية من إنجاز حرفيي ورشة ®Métiers Rares (الحرف اليدوية النادرة™) التابعة للمصنع، ويتألف من عدة مستويات فيُعزز جمال هذه السمة السماوية، بينما يسلّط الضوء على التوربيون الكوني.
أدرجت جيجر- لوكولتر لأول مرة تقنية الميناء المجسّمة بظلال اللون الرمادي في ممارساتها الفنية لرسم خريطة النجوم.
اقرأ أيضًا: «Qannati» تزيح الستار عن مجموعة أساور «Eternity» وساعات«Quantum» الفاخرة
ونشأت تقنية المينا "غريزاي" التصويرية في فرنسا خلال القرن السادس عشر، ومن سماتها الفريدة توزيع الضوء في الصورة كي تبدو ثلاثية الأبعاد بفضل الألوان النصفية والظلال.
ويجب على حرفي المينا أولاً أن يتقن رسم الخلفية الداكنة التي عادةً ما تكون زرقاء أو سوداء بإضفاء المزيد من العمق والكثافة على اللون ووضع كثير من الطبقات التي يجب تسخينها في الفرن واحدة تلو الأخرى ثم يضيف الصورة بطلاء مينا أبيض وفرشاة رفيعةٍ جدًا ويرسمها طبقةً تلو الأخرى بصبرٍ وأناة مع تسخينها في الفرن بعد كل مرحلة.
وبالنظر إلى أن طلاء المينا الكثيف يخلق مناطق فاتحة، ينبغي إتقانه ببراعة كبيرة للحصول على الجمال الأثيري والعمق الواضح اللذين يجعلان هذا الرسم الزخرفي المجسّم جذابًا للغاية.
وبفضل هذه التقنية النادرة، يعكس ميناء الساعة السماء التي نراها فوقنا ليلًا بمهارة فنية فائقة.
وفي إشارة غامضة إلى سماء الليل التي تبدو مثل القبّة فوقنا عندما ننظر إلى النجوم، صُمّمت المواني على مستويات عديدة تسودها بنية مقوّسة تلتف أيضًا حول التوربيون الكوني.
ويمكن رؤية أعمق مستويات الميناء حول حافة القبة وتحت التوربيون على شكل قرص أزرق كحلي أو أسود (لكل من قفصي الذهب الأبيض والذهب الوردي على التوالي) مطلي باللاكر نصف الشفاف البرّاق ومزيّن بنقوش بيضاء مطبوعة تشير إلى أسماء الأشهر وثواني التوربيون.
2- ساعة The Freak S من مجموعة فريك Freak من يوليس ناردان Ulysse Nardin .
نظرت فيها الدار إلى العوالم الكونية المحيطة بنا من أجل الوحي واستنباط نموذج جديد من المجموعة.
للوهلة الأولى تبدو الساعة كأنها تشبه مركبة فضائية مع محركين مزدوجين.
هذه الساعة مثل سابقتها من ساعات المجموعة لا عقارب لها ولا ميناء ولا تاج، فهي تحررت من كل قواعد صناعة الساعات التقليدية.
صنعت من عدة مواد مختلفة هي السيراميك والتيتانيوم والذهب، وتظهر فيها جلية براعة حرفيي الدار في استخدام الأبعاد الثلاثية.
لأول مرة يستخدم فيها محور مزدوج مائل العلامة الخاصة بآلية الحركة الجديدة UN-251.
أما العجلتان أو الترسان الضخمان من السليسيوم silicium فجرى وضعهما على مجالين مختلفين، كأنهما على منصتي إطلاق مختلفتين، جرى الربط بينهما بجسر من الذهب الوردي على شكل جناح صاروخ.
اقرأ أيضًا: Excalibur Spider Huracán.. مفهوم جديد في ميكانيكا الساعات
واللافت أن كل ترس أو عجلة جرى تثبيتها على منصة مختلفة كل منهما تميل 20 درجة عن الأخرى.
ويوحيان بأنهما ينبضان على نفس التردد 2.5 هيرتز ما يعزز التأثير ثلاثي الأبعاد للميناء وشكل الفضاء الذي استُوحي منه.
المحور بالإضافة إلى أنه منح الساعة شكل مركبة فضائية يعد أيضًا ابتكارًا تقنيًا يعزز دقة الحركة وانسيابيتها.
إذ باستخدام الترس التفاضلي يسمح المحور المتذبذب بتوزيع طاقة البرميل على الترسين الدوارين ما يسمح لهما بالدوران على السرعة نفسها.
وللإيحاء بالعمق عولج الميناء بمادة السليسيوم والألماس المصنع وهو ما يطلق عليه اسم DiamonSIL الذي سجلت الدار براءة اختراعه عام 2009.
3- ساعة لي كابينوتيير غريزاي تورتل Les Cabinotiers Grazille- Turtle من مجموعة الممالك المائية Les Royaumes Aquatiques من فاشرون كونستانتان Vacheron Constantin.
في عمق المحيط تظهر النباتات والكائنات البحرية في لعبة من الضوء والظل، وتقوم هذه الساعة بإصدار من قطعة واحدة بإعادة تفسير هذه البيئة الخاصة على الميناء فتصور سلحفاة خضراء تسبح في قاع المحيط.
من أجل ابتكار اللوحة الفنية على الميناء استخدمت تقنيات طلاء الميناء المصغر ثم أعطوا العمق للمشهد عن طريق طلاء غريزاي.
وقد تمثلت التحديات في تصوير ثراء أعماق المحيط في بيئة لا تصلها أشعة الشمس وتتميز بظلامها الدامس.
لذلك جرى التلاعب بالضوء والظل لإظهار الأشكال ضمن غلالة من الظلام.
وتمكن الحرفيون من تصوير السلحفاة والنباتات البحرية المحيطة بها كأنها مغمسة في المياه فعلاً.
إقرأ أيضاً:شركة IWC تطلق أحدث ساعاتها حصريًّا لمالكي Mercedes-AMG ONE
الخطوة الأولى تمثلت في صنع اللوحة على شكل ظلال مع التنبه إلى الأجزاء التي ستحصل على النور فيما بعد.
جرى تطبيق 3 طبقات من الصبغات الداكنة التي تمزج بين الأسود والأزرق قبل تحديد إطار السلحفاة الخارجي والعشب البحري والمرجان بدرجات لونية من الصباغ البنفسجي.
ثم قام الحرفيون باستخدام تقنية طلاء غريزاي وتم تسخين كل طبقة بمفردها لوقت معين لا يمكن الحياد عنه بالثانية.
وبعد 120 ساعة من الطلاء والطبقات خرجت السلحفاة والبيئة المحيطة بها إلى النور.
تحتضن الساعة آلية حركة ذاتية التعبئة عيار 2460 SC ضمن علبة قطرها 40 ملليمترًا من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا.