SS Delphine.. قصة يخت أيقوني تجاوز عمره 100 عام واستضاف أشهر زعماء العالم
حقق اليخت الأيقوني "إس إس دلفين" SS Delphine رقمًا قياسيًا فريدًا بين نظرائه من يخوت العالم الشهيرة، حيث احتفل بعيد ميلاده الـ100 في إبريل من عام 2021. ولكن هناك كثيرًا من الجوائز الأخرى إلى جانب احتفاله بالذكرى المئوية لبنائه، التي تجعل من "إس إس دلفين"، الذي يمتد بطول 78 مترًا يختا أيقونيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فبدءًا من استضافة بعض من أبرز رؤساء الدول في أثناء توسطهم في معاهدات السلام إلى الاستمرار في العمل بمحركاته البخارية الأصلية حتى يومنا هذا، يعد هذا اليخت رمزًا حقيقيًا بين يخوت العالم الرائد.
وفي معرض تعليقه على اليخت، قال إيمانويل آر بويتس، مدير "إس إس دلفين": "إنه اليخت الفاخر الوحيد في العالم الذي لا يزال يعمل حتى اليوم بمحركاته البخارية الرباعية".
تم تجهيز اليخت الكلاسيكي في الأصل بغلايات بابكوك Babcock وويلكوز الثلاثية، مما يوفر الطاقة لمحركيه البخاريين بقوة 1500 حصان.
وقد تم تحديث غرفة المحرك خلال عملية ترميم خضع لها اليخت في العام 2003، وتم تجهيزها بغلايتين حديثتين من أنابيب المياه، والتي تعمل الآن على تشغيل المحركات الأصلية.
تم بناء اليخت الكلاسيكي "إس إس دلفين" لصالح هوراس دودج، المؤسس المشارك لشركة "دودج برزارز" Dodge Brothers لصناعة السيارات في أمريكا.
وتم إطلاق اليخت للمرة الأولى في العام 1921 في Great Lakes Engineering Works. وتجدر الإشارة إلى أنه وفي وقت إطلاقه، كان اليخت لديه أكبر حمولة إجمالية من أي يخت آخر في عموم الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد وقت قصير وفي العام 1926، دُمر اليخت تقريبًا بعد أن اشتعلت فيه النيران وغرق في نيويورك. لكن جرى انتشاله وترميمه ليبدأ رحلات الإبحار من جديد.
وفي العام 1942، استولى سلاح البحرية الأمريكية على "إس إس دلفين" وأطلق عليه اسم USS Dauntless ، حيث كان بمثابة اليخت الرائد للقائد البحري الأدميرال إرنست كينج خلال الحرب العالمية الثانية.
اقرا أيضا: فخامة استثنائية ليخت «كريستيانو رونالدو» صاحب الـ 7 ملايين دولار
وخلال تواجده في الخدمة في البحرية الأمريكية، استضاف يخت "إس إس دلفين" الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت ونائب الرئيس هاري إس ترومان ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف مولوتوف استعدادًا لمؤتمر يالطا، الذي حدد إعادة تنظيم أوروبا بعد الحرب.
وفي هذا الصدد قال بويتس: "المكانة المتميزة لكونه يخت الأدميرال إرنست كينج ساعده بالتأكيد على تجنب المصير المؤسف للسفن الأخرى التي لم تنج من الحرب، ما سمح له اليوم بإسعادنا بروعته الأصلية".
بعد الحرب العالمية الثانية، عاد اليخت إلى ملكية عائلة دودج.
وعلى مدى العقود الخمسة التالية، خضع لعدة تطويرات. وبحلول العام 1997، كان اليخت في حالة سيئة ودفع مالكه التالي مبلغا زهيدًا مقابل شراء اليخت الشهير، لكنه استثمر مبلغًا أوليًا قدره 45 مليون يورو لإعادته إلى مجده السابق خلال مشروع ترميم مدته خمس سنوات.
وفي سبتمبر من العام 2003، أعادت ستيفاني ماري أميرة موناكو تعميد اليخت. واشترى الملاك الحاليون اليخت في العام 2015 ، وهو الآن معروض للمناسبات الحصرية والقيام برحلات في البحر الأبيض المتوسط.
ويمكن لليخت الترحيب بما يصل إلى 26 ضيفًا للإقامة الليلية و150 ضيفًا في المناسبات اليومية.
اليخت الشهير مُجهز الآن بجميع وسائل الراحة الحديثة التي يتوقعها المرء على متن يخت مستأجر، بما في ذلك الساونا والحمام التقليدي والجاكوزي وصالة ألعاب رياضية ومسبح وحتى غرفة لتصفيف الشعر.
لكن على الرغم من كل هذه التحديثات، لا يزال لدى "إس إس دلفين" روح قديمة أصيلة وجميلة. فقد احتفظ اليخت بديكور تيفاني الذي صُمم به في العام 1921، ولا سيما في غرفة الطعام والصالات والأجنحة الخاصة به.