كيف يمكن لقادة الموارد البشرية بناء فريق مرن في عصر العمل عن بُعد؟
قبل اندلاع جائحة كوفيد-19، كان مشهد العمل يتغير بسرعة فائقة، مع توجه أعداد متزايدة من الأفراد للعمل عن بُعد، ومع انحسار الجائحة الآن، حصد الموظفون والمؤسسات بالفعل فوائد العمل الهجين، لكن هذه المقاربة لا تخلو من التحديات.
يبحث خبراء الموارد البشرية الذين يستشرفون المستقبل الآن عما هو أبعد من تحديات كوفيد-19 بما يمكنهم قيادة المؤسسات وموظفيها عبر التغيير المستمر والسريع.
وتوضح سونيا تشابالالا، مديرة قسم الأفراد لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط لدى سايج، ست سبل يمكن عبرها لقادة الموارد البشرية الاستعداد لمستقبل العمل وبناء قوة عاملة أكثر مرونة واستعدادًا للتكيف مع احتياجات السوق المتطورة باستمرار:
1- التفكير في النتائج بدلاً من المناصب الوظيفية
فوجئ الموظفون وفرق الموارد البشرية بمدى إمكانية تطبيق ترتيبات العمل المرن قبل انهيارها. وخلق ذلك مساحة للتفكير بجدية أكبر بترتيبات العمل المبتكرة من مجرد أربعة أيام عمل إلى اعتماد العمل عن بُعد أو العمل المختلط بشكل دائم.
ومع تصميمهم لملامح القوى العاملة في المستقبل، يفكر عدد من الشركات وقادة الموارد البشرية بدرجة أقل في شغل مناصب محددة، وبدرجة متزايدة في إيجاد المواهب المناسبة لتحقيق نتائج الأعمال. يتيح لهم ذلك التفكير في نماذج عمل أكثر مرونة مثل جذب المواهب من بين العاملين المستقلين والأسواق وحشد الجمهور وغير ذلك الكثير.
2- جذب المواهب عبر الفرق الافتراضية
بعدما أصبح العمل عن بُعد والمختلط حقيقة وواقعا نتوقع أن تصبح فرق العمل أكثر مرونة لتنفيذ مشاريع ومبادرات محددة، ثم حلها لتتمكن من نقل تركيزها إلى أقسام أخرى من العمل. ولن يكون الموقع الجغرافي عائقًا بعد الآن.
إذ ستضم الفرق الافتراضية أفرادًا من كل أنحاء الدولة. وستتولى أقسام الموارد البشرية مسؤولية تسهيل ذلك التحول عبر مساعدة المديرين في الحصول على المواهب وتطويرها عندما يحتاجون إليها.
3- توفير خيارات مهنية مرنة
يعلم المتخصصون في التسويق أن المستهلكين ليسوا متشابهين ويجب تقسيمهم. كما يدرك متخصصو الموارد البشرية أيضًا حقيقة تنوع احتياجات الأفراد المختلفين من تجربة العمل، بحسب شخصياتهم وظروفهم ومراحلهم العمرية.
يعني ذلك أن فرق الموارد البشرية ستبدأ بالتفكير في تطوير المسارات والمسؤوليات الوظيفية لتناسب الشخصيات المختلفة في العمل، مع التركيز على جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها وتقديم العرض المناسب لاحتياجاتهم.
كما تطور فرق الموارد البشرية طرقًا جديدة لقياس الأداء ومكافأة الموظفين بشكل لا ينحاز للعاملين عن بُعد أو في المكاتب.
4- بناء الثقافة بوعي
مع تزايد عدد الذين يقضون جزءًا من وقتهم في العمل أو كله خارج المكتب، يحتاج قسم الموارد البشرية والمؤسسة ككل إلى بذل جهد أكثر وعيًا لنشر الثقافة المؤسسية عبر القوى العاملة.
يبدأ ذلك بتحديد القيم والمعتقدات والبنى والسلوكيات المشتركة التي تثمنها المؤسسة. انطلاقًا من ذلك، يمكن لقادة الموارد البشرية وقادة الفرق التفكير في كيفية التواصل وبناء تلك المحركات الثقافية.
5- التركيز على التعلم المستمر
تتمثل إحدى أكبر التحديات التي تواجه أقسام الموارد البشرية في مساعدة القوى العاملة على مواكبة الوتيرة السريعة للتغيير في العالم الرقمي الحالي. ووفقاً للاستطلاعات، تتخذ 94% من المؤسسات إجراءات لتنمية مهارات موظفيها وتمكينهم من العمل باستخدام التكنولوجيا المستقبلية.
ولتحقيق النجاح في هذه الحقبة التي يسودها التغيير والعمل الهجين، يجب على أقسام الموارد البشرية التطلع إلى أبعد من مجرد برامج التعلم الثابتة، باتجاه خلق ثقافة يتم فيها تقدير التعلم المستمر.
ويشمل ذلك توفير فرص المشورة والتعلم خلال العمل، والاستجابة بسرعة عبر التعلم المصغر والتدخلات الأخرى عندما تحتاج الأعمال إلى مهارات جديدة.
6- الصحة النفسية والجسدية مهمة
أبرزت جائحة كوفيد-19 أهمية الصحة النفسية والجسدية في مكان العمل. ونما ارتياح أقسام الموارد البشرية وقادة الفرق والموظفين تجاه التحدث عن المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية.
ويسود إدراك متنامٍ للروابط بين السلامة النفسية والإمكانات البشرية والأداء المؤسسي. يجب استخلاص العبر من هذه الجائحة وحملها إلى مرحلة ما بعد الجائحة.
ومع تعامل فرق الموارد البشرية مع تحديات مستقبل القوى العاملة، لا يمكن إعاقة تقدمها بالمهام الإدارية المتكررة الروتينية.