اضطراب الشخصية الحدية.. الأسباب والأعراض والمخاطر
يُطلق على اضطراب الشخصية الحدية borderline personality disorder والمعروف اختصارًا بـ BPD، أيضًا اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفيًا (EUPD)، واضطراب الشدة العاطفية (EID)، لكن يظل مصطلح اضطراب الشخصية الحدية هو الأكثر شيوعًا بين المصطلحات الثلاثة.
وبديهيًا أن كل شخص يفكر بطريقة مختلفة، وكذلك يشعر ويتصرف بطريقة مغايرة عن الآخرين. وبالطبع فإن تلك الأفكار والمشاعر والسلوكيات تؤثر على "شخصيتنا" إما بالإيجاب وإما بالسلب، بل تشكلها في النهاية، لتصبح هي "سمات" شخصياتنا، وترسم لنا الطريقة التي ننظر من خلالها إلى العالم والأسلوب الذي نتعامل به مع الآخرين.
ولكن عندما تبدأ هذه السمات في التسبب في مشكلات لك قد يجري تشخيصك على أنك تعاني اضطراب الشخصية الحدية.
اضطراب الشخصية الحدية خلل سلوكي
يمكن أن يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على كيفية تعاملك مع الحياة وإدارة العلاقات والشعور العاطفي. قد تجد أن معتقداتك وطرق التعامل مع الحياة اليومية مختلفة عن الآخرين. وقد تجد صعوبة في تغييرها.
قد تجد مشاعرك محيرة ومتعبة ويصعب السيطرة عليها. قد يكون هذا محزنًا لك وللآخرين. نظرًا لأنه أمر محزن، فقد تجد أنك تعاني مشكلات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق، وحينما قد تلجأ إلى القيام بأشياء أخرى مثل شرب الكحوليات بكثرة أو تعاطي المخدرات أو إيذاء النفس كي تتكيف مع الوضع وتهرب من الواقع الأليم.
وتظهر الدراسات أن حوالي 1 من كل 100 شخص يعيشون مع اضطراب الشخصية الحدية الذي يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
اقرأ أيضا: اختبار.. هل تملك الشخصية المرنة؟
ويعتقد بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية أن هذا الاسم مهين أو يجعلهم يشعرون بأنهم يعانون شيئا مُخجلا. ومن المهم أن تتذكر أن هذه حالة صحية فقط لا غير.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
إذا كنت تعيش مع اضطراب الشخصية الحدية ، فقد تواجه واحدًا أو أكثر من بين الأعراض التالية:
- الاندفاع. هذا يعني أنك تحب القيام بأشياء في لحظة.
- الشعور بالسخط إزاء نفسك.
- التحكم في عواطفك.
- إيذاء النفس.
- الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.
- الشعور بالفراغ.
- التفكك. قد يكون هذا شعورًا بالانفصال عن جسدك. أو الشعور بالانفصال عن العالم من حولك.
- التباس الهوية. قد لا يكون لديك إحساس بمن أنت.
- الشعور بجنون العظمة أو الاكتئاب.
- سماع أصوات أو ضوضاء عندما تكون متوترًا.
- علاقات قوية ولكن غير مستقرة مع الآخرين.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
لا يوجد سبب واحد وراء إصابة بعض الأشخاص باضطراب الشخصية الحدية (BPD). لا يمكن للمحترفين استخدام أشياء مثل اختبارات الدم أو فحوصات الدماغ للمساعدة في تشخيص الأشخاص.
يُعتقد أن اضطراب الشخصية الحدية قد يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل، مثل:
اقرأ أيضا: صفات الشخصية الشريرة.. لابد أن تعرفها
الوراثة: قد تكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية إذا كان أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني أيضًا اضطراب الشخصية الحدية. لا يوجد دليل علمي قوي على ذلك على الرغم من أن جينًا معينًا مسؤول عن الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
المواد الكيميائية في الدماغ: مشكلات في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ، وخصوصًا السيروتونين.
نمو الدماغ: كثير من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم أجزاء أصغر أو أكثر نشاطًا من الدماغ. تتأثر هذه الأجزاء من الدماغ بنشأتك المبكرة. ويمكن أن تؤثر على تنظيم عواطفك وسلوكك وضبط نفسك. يمكن أن تؤثر أيضًا على التخطيط واتخاذ القرار.
العوامل البيئية: يبدو أن عددًا من العوامل البيئية مشترك بين الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. ويمكن أن تشمل هذه العوامل:
- معاناة سوء المعاملة.
- الشعور بالخوف أو الضيق على المدى الطويل عندما كنت طفلاً.
- أن تنشأ مع أحد أفراد الأسرة الذي كان يعاني حالة صحية عقلية خطيرة. مثل الاضطراب ثنائي القطب أو مشكلة مع الكحول أو المخدرات.
ما هي المخاطر والمضاعفات التي يمكن أن يسببها اضطراب الشخصية الحدية؟
الأذى الذاتي
من الشائع أن يؤذي الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية أنفسهم. يجد بعض الناس أن إيذاء النفس يمكن أن يساعدهم على التعامل مع المشاعر المؤلمة. ولكن يمكن أن يتسبب في إصابة خطيرة أو ندوب أو التهابات أو وفاة عرضية. يركز علاج BPD بشكل كبير على إيجاد طرق أخرى للتعامل مع المشاعر المؤلمة.
الانتحار
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية هم أكثر عرضة لخطر الانتحار أو محاولة الانتحار. يشعر معظم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية الذين يشعرون برغبة في الانتحار بمزيد من الإيجابية في غضون ساعات قليلة. لذلك من المهم استخدام تقنيات لمحاولة تشتيت الانتباه عن المشاعر الانتحارية القوية.
اقرأ أيضًا: الشخصية السيكوباتية.. إليك علاماتها وكيفية التعامل معها
المخدرات والكحول
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية قد:
- يتصرفون باندفاع.
- شرب كثير من الكحول.
- سوء استخدام الأدوية الموصوفة.
- تناول العقاقير المحظورة.