حكم العادة السریة في رمضان.. هل تبطل الصيام؟
رمضان يُطلق عليه شهر العبادات، فينتهز المسلمون حلول هذا الشهر الكريم للتقرب إلى الله بالصيام والمزيد من التضرع، والدعاء، وأداء النوافل، وبالكاد لا مكان إلى عصيان المولى، لذا نقدم لكم في الآتى حكم العادة السریة في رمضان، ونجيب على سؤال ما حكم من استمنى في نهار شهر رمضان متعمدًا؟
ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدًا؟
تحيط بالعادة السرية الكثير من الأسئلة المنتشرة بين الشباب المسلم، الذين يبحثون عن إجابات لها، وأبرزها: ما هو حكم العادة السرية في رمضان ، وما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدًا؟ لكن بداية العادة السرية هي إحدى أنواع الممارسات الجنسية، والتي قد يقوم بها الذكور أو الإناث.
يري جمهور الفقهاء أو ما يُقال له رأي الفقه، أن ممارسة العادة السرية محرم تمامًا، ويعود استناد العلماء إلى هذا الرأي لما جاء في قوله تعالى في كتابه: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ".
ويظهر من الآيات الكريمة وجوب حدوث الجماع في حالة واحدة فقط وهي بين الزوج والزوجة، لذا يميل رأي العلماء إلى أن هذه العادة مكروهة ومحرمة بشكل فقهي، وهو ما يتفق فيه جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة المالكي، الشافعي، الحنفي والحنبلي.
وورد سؤال من أحد الأشخاص إلى دار الإفتاء في مصر، قال فيه: "ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدًا"؟ رد على هذا السؤال الشيخ محمد خاطر المفتي السابق لمصر، رحمة الله عليه، قائلًا: "إن فقه الحنفية أقر بأن الاستمناء بالكف لا يمكن أن يُفسد الصيام ما دام لم يحدث إنزال للمني، أما إذا حدث الإنزال فبعد ذلك يفسد الصوم، ووجب على الرجل القضاء فقط".
اقرأ أيضًا| دعاء دخول شهر رمضان 2023 وأدعية استقبال الشهر الكريم
وواصل حديثه عن حكم العادة السرية نفسها، في رمضان أو في الأيام العادية، فتم الإجماع شرعيًا في مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء المصرية على تحريم ممارسة العادة السرية للذكر والأنثي.
وما بين التحريم والكراهية لممارسة العادة السرية، كان هناك رأي مخالف لبعض العلماء الذين أباحوا ممارستها إذا كان ليس هناك حل آخر لدفع الوقوع في خطيئة الزنا.
نعود لسؤال ما حكم العادة السریة في رمضان؟ إن تحريم ممارسة العادة السرية من الأساس، يعيدنا إلى سؤال حكم العادة السریة في رمضان قبل الإفطار، فالأمر برمته ينطوى على أن خروج المنى في الأيام العادية نتيجة ممارسة العادة السرية محرم، أما في نهار رمضان فيكون حرامًا ويُبطل الصيام أيضًا، ويجب أن يلتزم المسلم الذي فسد صيامه الكفارة.
اقرأ أيضًا| أفكار لتزيين البيت لاستقبال رمضان الكريم بطرق متنوعة ومبهجة
واتفق جمهور العلماء على أن ممارسة العادة السرية من مبطلات الصيام، بسبب أن خروج المني عن عمد هو مفسدة للصيام، لذا يقيس العلماء الأمرين على بعضهما في إفساد الصيام ووجوب الكفارة.
العادة السریة في رمضان
يعتبر الشباب ممارسة العادة السرية طريقة للوصول إلى حالة الإشباع الجنسي بشكل ذاتي، ودون الحاجة إلى وجود طرف آخر للمشاركة بالممارسة الجنسية، ولا تختلف العادة السرية نفسها في الأيام الأخرى عن شهر رمضان، ولكن بالكاد يمكن أن يختلف حكمها.
يقوم الذكر بممارسة العادة السرية عادة عبر إثارة النشوة الجنسية الداخلية لديه عن طريق المداعبة في العضو التناسلي باستخدام اليد، حيث يُطلق على هذه العملية لدى الذكور بعملية الاستمناء، وتُشبه العملية نفسها بالنسبة للإناث ويُطلق عليها أيضًا العادة السرية كونها يغلُب عليها السرية التامة.
ولكن ما هو الفرق بين ممارسة العادة السرية وعملية الاحتلام، الأمر يتعلق بالنية والفعل، فممارسة العادة السرية تتم بإرادة الشخص وبنية كاملة منه لممارستها وفي التوقيت الذي يُحدده ويراه مناسبًا، وتكون في حالة صحو وإرادة واضحة للرجل.
أما عن الاحتلام فيتم بشكل غير إرادي، ويكون في أثناء النوم، ويخرج السائل المنوي من سائل الرجل وقت النوم بطريقة لاإرادية بعد الوصول إلى النشوة في الحلم، لذا وقتها يكون الاستمناء بشكل غير متعمد.
أكدت دار الإفتاء المصرية بما يتفق معه آراء دور الإفتاء في الدول العربية، بأن الاستمناء حرام شرعًا، وهو الذي يتعلق بإخراج المني بغير جماع في اليقظة، ويُطلق عليه إفراغًا للشهوة، والرجل إذا ما استهدف لشهوته وراء ذلك الأمر، ولكن استثنى جمهور الفقهاء والعلماء من حرمة الاستمناء ما كان بيد الزوجة لزوجها والعكس أيضًا.
اقرأ أيضًا| صلاة التهجد في رمضان.. كيفية أدائها والدعاء المستحب
ويتحدث العلماء عن حكم العادة السریة بعد الإفطار في رمضان، فيُعامل أيضًا معاملة ممارسة العادة السرية في الأيام الطبيعية، حيث يحرُم على المسلم الرجل والأنثي الاستمناء باستحضار الشهوة، ومن ثم خروج المني، فيُحرم على المسلم هذا الفعل في أيام رمضان بعد الإفطار كتحريم ممارستها في باقي أيام السنة.
ولكن لأن شهر رمضان المعظم تكون فيه الأعمال مضاعفة ويجني فيها المسلم المزيد من الثواب والحسنات، فإن فعل المحرمات يُنقص من هذا الثواب ويُصعب عليه مهمته في الشهر الكريم.
وبخلاف حكم العادة السریة في رمضان فإن الاستمناء بحسب دار الإفتاء يترتب عليه سواء في رمضان بعد الإفطار أو في الأيام العادية استحقاق الإثم بالوقوع في الذنب، ولا يتم التفرقة في حرمته ما بين الرجل والمرأة، ولكن يجب عليهما التوبة على ما بدر منهما.
وتستلزم التوبة من العادة السرية الندم على التفريط في جنب الله تعالى، والعزم على عدم العودة إلى ذلك بأي حال من الأحوال، فيما يجب أيضًا بعد حدوث الجنابة بعد إنزال المني بشهوة، يجب على الرجل أو الأثني الغسل بتعميم الجسد بالماء المطلق، بنية رفع الحدث الأكبر للتطهر.
فالاستمناء يُعد من المفطرات في نهار رمضان والمحرمات بعد الإفطار في رمضان، أما عنه في الصيام فيستوجب على مرتكبه قضاء اليوم، فيما يجب عليه أيضًا التوبة الفورية من هذا الذنب بدون عودة، إضافة إلى التوبة من الإفطار العمد في رمضان بعد ممارسة العادة السرية ونزول المني.
هل يغفر الله لمن مارس العادة في رمضان؟
يغفر الله الذنوب إذا تاب المرء عنها، لذا فإن ممارسة العادة السرية أمرًا محرمًا، يجب على المسلم الإقلاع عنها، والمبادرة في التوبة إلى الله.
وإذا مارس المرء العادة السرية في نهار رمضان وأنزل، لزم عليه التوبة والقضاء للخروج من الألم النفسي الذي تسببه المعصية حيث قال الله تعالى: "وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة:118}.
نصائح علاج العادة السرية:
- لا تختل بنفسك كثيرًا.
- غض بصرك عن المحرمات.
- تحر عدم التفكير في مثيرات الشهوة.
- عليك ملازمة الصحبة الصالحة لإعانتك على ترك المحرمات.