لماذا يُعد الرسول "محمد" أعظم رجل في تاريخ البشرية؟
يعتمد جواب سؤال: "من هو الرجلُ الأعظم في تاريخ البشرية؟" على الشخص الموجه إليه، فإذا نحينا المعتقدات والأديان، والدين الإسلامي تحديدًا جانبًا، سنرى تفاوتًا كبيرًا في الإجابات، وهذا أمرٌ طبيعي، ولكن المثير للاهتمام أن كثيرًا من الشخصيات والرموز المؤثرة في تاريخ البشرية، تتفق على النبيّ "محمد" (صلَّى الله عليه وسلم) وتصفه بالأعظم. كتاب "الخالدون المائة" مثلًا لمؤلفه "مايكل هارت"، اعتبر الرسول "محمد" أعظم رجل في تاريخ البشرية.
لكن ما الذي يجعل شخصًا غير مُسلمٍ يشهد للرسول محمد بأنه أعظم إنسان في تاريخ البشرية؟ أو على الأقل يُبدي إعجابه الشديد به؟ هذا ما سنحاول الوصول إلى إجابته في السطور التالية، بينما نستعرض شهادات الغرب، فيما نتحدث عن كتاب "الخالدون المائة"، وعن بعض الشخصيات المذكورة فيه، والتي لا تُقارن بالنبي "محمد" طبعًا، وإن كان لها أثر عظيم في التاريخ البشري.
أعظم رجل في تاريخ البشرية

يُرسل الله أنبياءه إلى الأرض ليكونوا شاهدين على عظمته، أو مُبشرين بالخير، أو داعين للحق، فأنبياء مثل: "يعقوب" و"إسحاق" و"إسماعيل" شهدوا على عظمة الله وربوبيته، و"إبراهيم" و"عيسى" بشروا الناسَ بالخير، في حين أنذر "نوح" و"هود" و"شعيب" أقوامهم من عذاب الله للذين يستمرون في الضلال، بينما دعا "يوسف" و"يونس" الناس للهداية بطرقٍ تمس القلوب.
لكنّ أحدهم لم يكن كاملًا؛ والنبي الوحيد الذي تميز بالكمال "البشري" وجمع بين كل الصفات تقريبًا هو النبي "محمد"؛ أتقى البشر وأعلمهم بالله، وتعاليم الرسول (صلَّى الله عليه وسلم) كانت وما زالت وستظل شاملةً كاملةً، تُهدي الناس لطريق الحق.
آراء غير المسلمين في النبي "محمد"
في السطور التالية نستعرض بعض ما قاله غير المسلمين في النبي "محمد".
1. "راماكريشنا راو"، أستاذ الفلسفة الهندي:
"هو النموذج المثاليّ للحياة البشرية"، وأضاف: "من الصعب جدًا الوصول إلى الحقيقة الكاملة لشخصية النبي محمد، إنني بالكاد أستطيع أن ألمح جزءًا منها؛ هناك مُحمدٌ النبي، ومحمدٌ المحارب، ومحمدٌ التاجر، ومحمدٌ رجل الدولة، ومحمدٌ الخطيب، ومحمدٌ المُصلح، ومحمدٌ حامي العبيد، ومحمدٌ مُحرر النساء، ومحمدٌ القاضي، ومحمدٌ القديس، كل هذه صفات رائعة في جميع مجالات النشاط البشري، لقد كان بطلًا".
2. "مايكل هارت" في كتابه "الخالدون المائة":
"إن اختياري لمحمدٍ ليكون على رأس قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرًا في العالم قد يُفاجئ بعض القراء، وقد يُحير البعض الآخر، لكن محمد هو الشخص الوحيد في التاريخ الذي كان ناجحًا في المطلق على المستويين الديني والدنيوي، إن هذا الخليط الفريد بين التأثير الدنيوي والديني هو ما يجعلني أعتقد بأن محمد هو الشخصية الأبرز والأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية".
اقرأ أيضًا: «اعتنق الإسلام بعدها».. مباراة غيرت تاريخ محمد علي كلاي
3. المهاتما "غاندي":
"كنت أتطلع لمعرفة الشيء المميز في حياة النبي الذي يستحوذ على قلوب الملايين من البشر اليوم، لقد أصبحت مقتنعًا أكثر من أي وقتٍ مضى بأن السيف لم يكن العامل الذي منح الإسلام مكانةً في تلك الأيام، بل كانت بساطة النبي، وإنكاره للذات، ووفائه وإخلاصه الشديدين للوعود ولأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، وخوفه من الله وثقته المطلقة به وبرسالته. هذه العوامل، وليس السيف، هي التي تغلبت على كل شيء".
4. "توماس كارليل" في كتاب "الأبطال":
"كيف استطاع رجلٌ واحد، بمفرده، أن يوحد قبائل البدو المتصارعة في أمةٍ قوية ومتحضرة في أقل من عقدين"؟!
5. - "برنارد شو":
"إذا كان هناك دين يمكنه أن يحكم إنجلترا، بل أوروبا، خلال المائة عام القادمة فسيكون الإسلام"، "لقد كنت دائمًا أقدر ديانة محمد بسبب حيويتها الرائعة. إنها الديانة الوحيدة التي تبدو عصريةً وقادرة على استيعاب التغيرات في كل زمان بالنسبة لي، لقد درست الرجل الرائع مُحمد، وفي رأيي، بعيدًا عن كونه ضد المسيح، يجب أن يُطلق عليه منقذ البشرية"، "أعتقد أنه إذا تولى رجلٌ مثله قيادة العالم الحديث، فستُحل مشكلاته بطريقة تحقق السعادة والسلام".
6. الشاعر والمؤرخ "ألفونس دي لامارتين":
"كان هدفه فوق البشر، وهو القضاء على الخرافات التي وُضعت بين الإنسان وخالقه، وإعادة الله للإنسان والإنسان لله، لم يقم رجلٌ قط بعملٍ كهذا، ولم ينجح رجلٌ في تغيير العالم بهذه الطريقة الهائلة والدائمة".
شهادات الغرب للنبي "محمد"

لم تقتصر الآراء والشهادات الغربية على المذكور أعلاه:
كتاب "حياة وتعاليم محمد" لـ"آن بيزينت" يتناول أيضًا السيرة العطرة للرسول "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدًا أن أي شخص درس حياة هذا النبي العظيم ويعرف كيف علم الناس، يستنبط بالتأكيد القيمة والتأثير الذي يزامل شخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
الروسي "ليو تولستوي" وهو واحد من أهم أدباء التاريخ، له شهادة حول تأثير النبي "محمد" (صلى الله عليه وسلم) في أمته، وكيف أنه خلصها من عادات سيئة، وساهم في تحول تاريخها إلى الرقي والتقدم.
حتى الفيلسوف الألماني الشهير "كارل ماركس" يرى أن الرسول "محمد" (صلى الله عليه وسلم) نجح في تحدٍّ كبير، وهو محو الإرث المتراكم من الموروثات السيئة، بينما افتتح برسالته عصر العلم والنور.
اقرأ أيضًا: مشاهير أجانب قرروا اعتناق الإسلام
"برتراند راسل" الحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1950، قال أيضًا إنه قرأ عن الإسلام وعن الرسول "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، وخلص إلى أن تعاليمه أتت لتكون صالحة للعالم والإنسانية بشكل عام.
الفيلسوف الفرنسي "لامارتن"، من أشهر المفكرين في التاريخ، تناول نظرية تأثير الرسول عليه الصلاة والسلام، كنبي وفيلسوف ومحارب ومشرع وخطيب، وأنه بمقاييس العظمة البشرية قد يكون أعظم رجل في تاريخ البشرية حقًا، متسائلاً عمن قد يكون أعظم منه بالفعل.
المفكرة الألمانية "زيجرد هونكه" أيضًا ترى أن الرسول "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، "غير مجرى التاريخ برسالته العظيمة"، على حد وصفها.
الشهادات والثناءات على الإسلام ونبيه لا تُعد ولا تحصى، وما أوردناه هنا ليس سوى نماذج بسيطة، وبينما ندرك أن التاريخ حافل بشخصيات مؤثرة تركت بصمات واضحة في مسيرة البشرية، لكن التأثير وحده ليس كافيًا، ولعل "أدولف هتلر" على سبيل المثال أثر في تاريخ كوكب الأرض بأكمله، وتسبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى سقوط عشرات الملايين من القتلى، وتغيير شكل العالم كله، فهل يُصنّف من عظماء التاريخ؟!
الشخصيات التي تُصنّف من الأعظم في التاريخ، من حيث المُنجزات الفكرية والعلمية، هم من أمثال الواردين في كتاب "الخالدون المائة"، مثل:
1. نيلسون مانديلا:
اللمحة التحررية التي أطرت كفاح "نيلسون مانديلا"، وأدت إلى المساواة في جنوب إفريقيا، تجعله بالتأكيد من بين أعظم شخصيات عرفها التاريخ.
2. المهاتما غاندي:
مبادئ "المهاتما غاندي" التحررية والتسامحية في الوقت نفسه، تجعله لدى كثيرين من بين أعظم شخصيات عرفها التاريخ.
3. نيل أرمسترونج:
حينما حط بقدميه على سطح القمر، كان يعلن بداية حقبة جديدة في تاريخ البشر، وبالتالي قد يعتبره البعض من بين أعظم الشخصيات.
4. مالكوم إكس:
كان له دور كبير في تعميق تحرير ذوي البشرة السمراء في أمريكا، في فترة كانت العنصرية على أشدها في العالم كله.
5. إسحاق نيوتن:
العالم الفيزيائي والرياضي، له إسهامات متعددة في تاريخ العلم باكتشافه قوانين الحركة، لقد أدى إلى تغيير العديد من الأمور والمسلمات.
6. ألبرت أينشتاين:
"نظرية النسبية" كانت علامة فارقة في التاريخ البشري، وأدت إلى تطور علمي غير مسبوق.
7. جاليليو:
نظريات "جاليليو" حول جغرافية الأرض وتضاريسها أدت إلى تغيير تاريخ العلم.
8. توماس إديسون:
اختراع المصباح الكهربائي غير التاريخ رأسًا على عقب، وجعل فكرة الإنارة أسهل، وجعل العديد من الأمور تتم بسلاسة.
9. أحمد زويل:
تصوير الجزيئات في زمن الفيمتو ثانية غير مجرى التاريخ بكل تأكيد، ويفتخر العرب بهذا الكشف الفريد للعالم الذي حاز على جائزة نوبل في العلوم.
10. يوهان جوتنبرج:
توصل اكتشف الطباعة بمفهومها الحديث، فساهم في تاريخ البشرية وتطورت عملية نقل العلوم كما لم يحدث من قبل.
11. الأخوان رايت:
هل يستطيع أحد الآن تخيل العالم دون طائرات؟ هذا هو التأثير الذي لعبه "الأخوان رايت" في التاريخ.
12. نيلز بور:
هو صاحب "نظرية بناء الذرة"، التي انبثقت منها العديد من الاستنتاجات الهامة في تاريخ البشرية.
ومرةً أخرى، صنّف مؤلف كتاب "الخالدون المائة" نبي الإسلام "محمد" على رأس هذه الشخصيات جميعًا، ليجيب عن سؤال: "من هو أعظم رجل في العالم؟" بكل وضوح.