هل التعرق ينقص الوزن ويحرق الدهون؟ ولماذا تعرق أكثر من غيرك؟
التعرُّق سبيل الجسم لتخفيف حرارته، ويحدث غالبًا مع ممارسة التمارين الرياضية، ويزداد مع زيادة شِدّة التمرين الذي تُمارِسه، إذ تُساعِد في حرق سعرات حرارية للمساهمة في خسارة الوزن، لكن هل التعرق ينقص الوزن أو يحرق الدهون؟ ولماذا قد يعرّق بعض الناس أكثر من غيرهم؟
هل التعرق ينقص الوزن؟
التعرق هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم لتنظيم حرارته الداخلية؛ إذ تُفرِز الغدد العرقية ماءً وأملاحًا على سطح البشرة، ثُمّ تتبخّر لتبريد حرارة الجسم.
ويظنُّ كثيرٌ من الناس أنّ كمية التعرق تدل على مقدار السعرات الحرارية التي حرقها الجسم، إذ كُلّما زادت شِدّة التمارين، كثر التعرّق، ومِنْ ثَمّ يحرقون مزيدًا من السعرات الحرارية، لكن هذا غير صحيح.
فالتعرُّق نفسه لا يحرق دهون الجسم المُتراكمة، فحرق الدهون وخسارة الوزن يحدث عندما يكون هناك عجز في السعرات الحرارية، يدفع الجسم إلى حرق الدهون لتحصيل الطاقة، والتعرّق ما هو إلّا ناتج ثانوي عن عملية تنظيم حرارة الجسم.
هل التعرق يحرق دهون البطن؟
ثمّة اعتقاد قد يروج لديك، وهو أنّ التعرق الشديد قد يساعد في حرق دهون البطن، لكن الحقيقة أنّه أيًا كانت كمية التعرّق فليس لها علاقة بحرق دهون البطن، بل هو مؤشر على شِدّة التمارين الرياضية التي تمارسها.
جديرٌ بالذكر أنّ دهون البطن تتطلّب المزج بين نظامٍ غذائيٍ صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لخسارتها إلى جانب خسارة دهون الجسم أيضًا.
كم عدد السعرات الحرارية التي يحرقها التعرق؟
يزعم بعض الناس أنَّ الأنشطة التي يعرق معها الإنسان كثيرًا، قد تُساعِده على حرق ما يقرب من 1,000 سعر حراري في الساعة، لكن هذا غير صحيح أيضًا.
فقد وجدت دراسةٌ، حسب موقع "healthline"، أنَّ ممارسة يوغا بيكرام لمدة 90 دقيقة، جعل النساء يحرقن 300 سعر حراري فقط، والرجال 460 سعر حراري، وهو ما يُعادِل المشي الخفيف بسرعة 3.5 ميل في الساعة "1.34 متر/ثانية" لنفس الفترة الزمنية.
ومع ذلك هل التعرق ينقص الوزن؟ الحقيقة أنّه بمقدورك أن تحرق سعرات حرارية حتى عندما تمارس الأنشطة التي لا تجعلك تعرق كثيرًا، بل حتى لو لم تعرق على الإطلاق، كما في السباحة أو مع ممارسة التمارين الرياضية في الشتاء أو الطقس البارد. لكن يظل التعرّق مقياسًا لشِدّة التمارين الرياضية التي تمارسها.
اقرأ أيضًا:التضخيم النظيف vs الديرتي بالك.. أي منهما أفضل لبناء عضلات ضخمة؟
لماذا يعرق بعض الناس أكثر من غيرهم؟
كثيرةٌ هي العوامل التي تتحكّم في مقدار التعرق الذي يصل إليه المرء، لذا فقد يكون بعض الناس أكثر عرقًا من غيرهم وإن مارسوا نشاطًا بدنيًا محدودًا، وتشمل أهم العوامل المُؤثِّرة في ذلك:
1. كمية الغدد العرقية ونشاطها في جسمك
تعتمد كمية العرق التي تخرج من الجسم ابتداءً على كمية الغدد العرقية الموجودة فيه ومدى نشاطها، فيمكن أن يكون لديك بين 2 - 4 مليون غدة عرقية، كما أنّ تلك الغدد تكون نشطة جدًا في سن البلوغ، كما أنّها أيضًا أكثر نشاطًا عند الذكور مقارنةً بالإناث.
2. مشكلات الغدد العرقية
قد تؤدي بعض مشكلات الغدد العرقية إلى اختلاف كمية العرق التي تفرزها، كما في حالة:
- فرط التعرق.
- انقطاع التعرق.
- نقص التعرُّق.
- طفح العرق، وهو اضطراب يُسبِّب آفات جلدية، نتيجة انسداد قنوات التعرق، ما يُؤدِّي إلى حبس العرق في الجلد.
3. التأقلم مع درجات الحرارة
إذا كان جسمك يُحاوِل التأقلم مع درجة حرارة مرتفعة، فغالبًا ما سيزداد تعرقك في البداية، فهذه طريقة الجسم لتبريد نفسه وخفض حرارته الداخلية، وقد يختلف وقت بداية التعرّق بين الناس باختلاف درجات الحرارة.
فوائد التعرق للجسم
الفائدة الرئيسة للتعرق هي تبريد الجسم وخفض حرارته، كما تشمل فوائده أيضًا، حسب موقع "healthline" الحفاظ على صحة البشرة، فكُلّما زادت شدة التمارين الرياضية التي تمارسها، زاد التعرّق، ما يُساعِد على تحسّن تدفّق الدم عبر أنحاء الجسم، ووصول العناصر الغذائية اللازمة للبشرة.
اقرأ أيضًا:"رجيم أتكنز".. إنقاص الوزن رغم "وفرة البروتين والدهون"
هل للتعرق أضرار؟
ما دُمت تعرق فأنت تفقد بعض سوائل الجسم، ولو استمرّ فقدان تلك السوائل أو زاد التعرّق وبلغ حدًا شديدًا، فقد تكون هناك مخاطر على صحتك؛ أهمها:
1. الجفاف
قد يجعلك التعرق عُرضةً للجفاف، خاصةً لو كان الطقس حارًا أو ذو رطوبة عالية، لأنّ ذلك يزيد كمية التعرق، لذا ينبغي شُرب كميات مناسبة من الماء بانتظام طوال فترة التمرين لتعويض نقص السوائل والوقاية من الجفاف، الذي من أعراضه جفاف الفم، وقلة التبول عن المُعتاد، والدوخة.
جديرٌ بالذكر أنّ الجفاف الشديد قد يُؤدِّي إلى بعض المشكلات الصحية، مثل:
- الدوخة.
- التعب الشديد.
- ضعف النبض وتسارُعه.
- التشنجات.
- فقدان الوعي.
2. فرط التعرق
إذا كُنت تتعرق بانتاظام بصورة مفرطة، فقد تكون مُصابًا بفرط التعرق، ويجب استشارة الطبيب، خاصةً لو كُنت تتعرّق ليلًا دون سببٍ واضح أو تتعرّق فجأة بشكلٍ مُفرِط، أو منعك التعرّق المفرط من أداء مهامك اليومية.
كذلك، يجب السعي للحصول على مشورة طبية على الفور، حال المعاناة من بعض الأعراض، مثل:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم وتجاوزها 40 درجة مئوية.
- ألم الصدر.
- ضيق التنفُّس.
- سُرعة مُعدّل ضربات القلب.
كيف تتمكّن من حرق الدهون وخسارة الوزن؟
تتوقّف خسارة الوزن وحرق الدهون على عِدّة عوامل، ليست ممارسة الرياضة والتعرّق فقط، وهذه بعض الاستراتيجيات الفعّالة في حرق الدهون:
- العادات الغذائية الصحية: يتضمّن ذلك اتّباع نظام غذائي متوازن مع خلق عجز في السعرات الحرارية، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الفواكه والخضروات، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون.
- تدريبات القوة: تُساعِد في بناء كتلة العضلات، ما يُعزِّز التمثيل الغذائي وحرق الدهون، ومِنْ ثَمّ خسارة الوزن، لذا حاوِل أن تدمج بعض تلك التدريبات، مثل القرفصاء والضغط في روتينك اليومي.
- تمارين القلب: قد تساعد ممارسة تمارين القلب بانتظام، مثل الركض أو السباحة أو ركوب الدرّاجات، في حرق سعرات حرارية وخسارة الوزن الزائد، ويُفضّل ممارسة تمارين القلب متوسطة الشدة 150 دقيقة أسبوعيًا، بمعدل 30 دقيقة يوميًا على مدار 5 أيام أسبوعيًا.
- تخفيف التوتر: قد تُؤدِّي زيادة التوتر إلى زيادة الوزن وصعوبة خسارة الدهون، خاصةً مع زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، لذا ينبغي تخفيف التوتر قدر الإمكان، وقد يساعدك على ذلك التأمل أو تمارين التنفس العميق.