رائد التطبيقات حسين الصددي لـ«الرجل»: استثمر في أفكارك.. والفرص متاحة للجميع
أنشأ رائد الأعمال حسين الصددي "منصة سواعد الصحة" الخاصة التي تعنى بتدريب الممارسين الصحيين بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وتوظيفهم، وتأهيلهم لاجتياز اختبارات التخصصات، في الفئات الطبية والتمريضية والصيدلة والأسنان، وتوفير الفرص الوظيفية للممارسين في القطاع الخاص.
نال الصددي ابن سيهات جائزة أفضل فكرة بتصويت الجمهور بمسابقة ماراثون الأفكار في عرب نت 2019، ثم حصل على دعم “منشآت”، ودعم المستشفى السعودي الألماني؛ لينطلق المشروع في 4 دول خليجية، وليتأهل بين أفضل 50 مشروعًا على مستوى المملكة.
مجلة الرجل حاورت رائد التطبيقات وتوقفت عند أهم محطات تجربته، والتحديات وسبل مواجهتها، والنصائح التي يقدمها لرواد الأعمال الشباب.
-
كيف تعرّف نفسك، من هو حسين الصددي؟
حسين بن علي عيسى الصددي، مؤسس منصة سواعد الصحة الرقمية، رائد أعمال من منطقة سيهات مهتم بالتقنية، وبخلق فرص العمل، مدرب دولي معتمد في التنمية البشرية، ولي خبرة 14 سنة بالقطاع الخاص، تعنى شركتي بالتدريب وتساعد على توظيف الخريجين عبر منصة رقمية لتأهيل الطلبة والعاملين الصحيين لاجتياز الاختبارات المهنية والحصول على ترخيص مزاولة المهنة حيث تنقل التدريب والبرامج التأهيلية من قاعات الجامعات للعالم الرقمي في فئات الطب والتمريض والصيدلة والأسنان.
-
كيف أسست مشروعك؟
تبلورت الفكرة من خلال رؤية 2030 التي نكتشف من خلالها عشرات الفرص التجارية التي لا تتطلب إلا إعداد خطة عمل للتنفيذ؛ كون فرص نجاحها كبيرة، فتجد مع كل فرصة برنامجًا حكوميًا يدعمك.
وجدت من الفرص المطروحة برؤية 2030 تقليل نسبة البطالة، وتوطين الوظائف، وتطوير المناهج التعليمية، وبناء بيئة تعليمية محفزة وجاذبة للتعليم، ومساهمة التعليم في تطوير رأس المال البشري لتحقيق متطلبات وحاجات سوق العمل، ومن خلال مشاركتي في برنامج “رواد التقنية”، ومن خلال "مسرعة رواد التقنية"، بدأت تأسيس مشروعي: منصة “سواعد الصحة الرقمية”، التي تعنى بتدريب الممارسين الصحيين بالمملكة ومجلس التعاون الخليجي، وتأهيلهم لاجتياز اختبارات التخصصات في فئات الطب، والتمريض، والصيدلة، والأسنان، وتوفير فرص وظيفية لهم بالقطاع الخاص.
-
وماذا عن مشاركتك في ماراثون الأفكار؟
لقد شاركت بفكرة مشروعي بمسابقة ماراثون الأفكار في عرب نت 2019؛ أكبر حدث تقني بالمملكة؛ وحصلت على جائزة أفضل فكرة بتصويت الجمهور بعد فرز أكثر من 100 فكرة على مستوى الشرق الأوسط.
وشاركنا بعد ذلك في مسابقة الشركات الناشئة بالملتقى السعودي للشركات الناشئة بدعم “منشآت”، فحصلنا على تكريم مشروع سواعد الصحة الرقمية مع 14 مشاركًا، بعد فرز أكثر من 200 مشروع مشارك.
-
كيف خطرت لك فكرة المشروع ؟
الفكرة صالت وجالت داخلي عندما طرح برنامج "رواد التقنية" دعوة عبر حسابه في تويتر لتدريب من يملكون الأفكار النيرة والقدرة على تصميم المشاريع التجارية وتأسيسها، فالتحقت بالبرنامج وتأهلت للمرحلة الثانية وهي مسرعة "رواد الأعمال" حيث جرى العمل على تصميم النموذج الأول للمنصة مع فريقي المكون من 3 أشخاص.
-
هل يقتصر المشروع على المملكة؟
لا أبدًا، فقد جرى الاتفاق مع أربع دول خليجية لتشغيل منصة سواعد الصحة الرقمية لتأهيل الممارسين الصحيين في بلادهم؛ للحصول على الرخصة المهنية؛ حيث جرى الاتفاق في ملتقى وعرض رواد لريادة الأعمال الذي نظمته الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية. وتأهل مشروع سواعد الصحة الرقمية بين أفضل 50 مشروعًا على مستوى المملكة من أصل 3000 مشروع مشارك في برنامج رواد التقنية بدعم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
-
متى بدأ إطلاق النسخة الأولى من البرنامج ؟
أطلقت النسخة الأولى مع بداية عام 2020، وأطلقت النسخة النهائية خلال الربع الأخير من عام 2020، حيث بدأ تأهيل أول دفعة مع بداية هذا العام 2021.
-
أبرز التحديات التي واجهتكم؟
كان أبرزها مشكلة السيولة المالية لإنهاء الاتفاق مع المدربين لوضع البرامج في المنصة، استعدادًا لإطلاقها في السوق. وتغلبنا عليها من خلال مدخراتنا الخاصة.
-
كيف تجد المنافسة في هذا القطاع الحيوي؟
المنافسة شرسة جدًا؛ فهناك 200 جهة تدريبية حكومية وخاصة بالسعودية تعمل في الحقل ذاته، لكن “سواعد الصحة الرقمية” تأسست برؤية قائمة على عقد شراكات مع هذه الجهات، وليس منافستها؛ إذ اتفقنا مع جهة تدريبية حكومية؛ وهي جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بمركز الخريجين؛ لدعم توظيف خريجي الجامعة من الجنسين وتدريبهم بالتخصصات الطبية؛ لزيادة قدراتهم التنافسية في سوق العمل، وزيادة معدل التوطين بالصحة، تماشيًا مع مستهدفات التحول الوطني ورؤية 2030.
-
بماذا يتميز مشروعكم عن غيره من المشاريع المماثلة؟
في دراسة المشروع وجدنا أن خريجي كليات الطب يجب أن يخوضوا امتحانًا مهنيًا؛ للحصول على تراخيص لممارسة المهنة، لكن العقبة التي يواجهونها هي قصر مدة الإعداد للامتحان وارتفاع رسومه، فحاولنا في منصة سواعد الصحة الرقمية، أن نجد الحل بتحويل كل هذه المحاضرات إلى ورش تدريبية مصورة لأساتذة الطب من 200 جهة تدريبية حكومية وخاصة، بحيث يمكن للمشترك بالمنصة من طلبة الطب الرجوع للمحتوى في أي وقت.
كما يمكنه التواصل مع المحاضر أيضًا بالصوت والفيديو والكتابة، وأضفنا في المنصة اختبارًا لكل محاضرة شبيهًا بامتحان التخصص المهني مدته 6 ساعات، مكون من 300 سؤال؛ ليستطيع الممارس تقييم نفسه.
-
كيف تغلبت على تحدي التمويل، ماذا فعلت؟
شاركت في برنامج “تحدي الهوامير”، الذي يتيح الفرصة لشباب رواد الأعمال لتقديم عروضهم وأفكارهم ومنتجاتهم أمام كبار رجال الأعمال والمستثمرين في المملكة؛ لكسب ثقتهم، والحصول على فرصة شراكة أو تمويل.
وحقًا أتيحت لنا فرصة الحصول على الدعم المناسب لبدء المشروع بنحو 600 ألف ريال مقابل نسبة 20%؛ من أجل إنهاء الاتفاقات ووضع البرامج في المنصة استعدادًا لإطلاقها في السوق؛ حيث أبدى الدكتور مكارم بترجي؛ رئيس مجلس إدارة “مجموعة مستشفيات السعودي الألماني”، استعداده لدعم المنصة.
من خلال تجربتك كيف وجدت الإجراءات الحكومية لتسجيل مشروعك؟
اتسمت الإجراءات الحكومية بالسهولة؛ إذ حجزت اسمًا تجاريًا، وبعد 24 ساعة من اعتماده، استخرجت السجل التجاري خلال ثلاث دقائق فقط، مع ربط السجل تقنيًا بعدة جهات حكومية؛ مثل: وزارة العمل، والغرفة التجارية، وهيئة البريد السعودية البلدية، والهيئة العامة للزكاة والدخل، خلال ثوانٍ، وهذا تقدم باهر وداعم لتنمية العمل الريادي بالمملكة.
-
أخيرًا ما نصيحتك لشباب رواد الأعمال؟
- كل مشروع تجاري يبدأ بفكرة، فاستثمر في أفكارك لبدء مشروع تجاري؛ لأن دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في رؤية 2030 محوري؛ إذ تشكل محركًا أساسيًا للأفكار والإبداع.
- ابدأ بالقراءة في المجال نفسه، الذي ترغب في إطلاق مشروعك من خلاله، واحضر الدورات المساعدة من الجهات الداعمة المتنوعة، من حاضنات، أو مسرعات، أو جهات حكومية، أو جهات غير ربحية.
- ابدأ البحث عنها في محركات البحث؛ لتتعرّف مدى نجاح المشروع، والأخطاء التي يجب تلافيها قبل بدء العمل الرسمي.