رائد الأعمال بيل تايلور: أفضل القادة يرون الأشياء التي لا يراها الآخرون
نشر بيل تايلور، الكاتب والمؤلف ورجل أعمال، مقالاً على موقع «هارفرد بيزنس ريفيو» في نسخته الإنجليزية والذي يتحدث فيه عن أفضل الطرق للتنافس والابتكار والنجاح، والذي جاء كالتالي:
في كثير من الأحيان لا أبدأ مقالات حول القيادة مستوحاة من رؤى من الروائيين الفرنسيين، ولكن في هذه الحالة تبدو مناسبة. حيث كتب مارسيل بروست يقول: "الفعل الحقيقي للاكتشاف، لا يتمثل في إيجاد أراض جديدة بل الرؤية بعيون جديدة". فاليوم، لا تتفوق الشركات الأكثر نجاحًا على منافسيها فحسب، بل إنها تعيد تعريف شروط المنافسة من خلال تبني أفكار فريدة من نوعها في عالم التفكير التقليدي. وهذا يعني، أن أفضل القادة يرون أشياء لا يراها الآخرون.
وهذا ليس سهلاً كما يبدو، خاصة بالنسبة للقادة الذين قضوا سنوات في نفس الشركة، أو في نفس المجال. وغالباً ما يستخدم القادة ما يعرفونه لتحديد ما يمكن تخيله فى المستقبل. فمعرفتهم يمكن أن تدخل إلى طريق الابتكار. ولهذا السبب، فمن المهم للغاية أن يرى القادة شركتهم وصناعتهم بعيون جديدة، مما يعني النظر إلى عملهم بطرق جديدة.
وقد تبين أن الأعمال الفنية أداة مهمة لتغيير كيفية رؤية القادة لعملهم. فقد تم تنظيم تمرين ممتع لتشجيع القادة المتمرسين على تحدي الطرق المعتادة والتقليدية في مدينة بروفيدنس، في مدرسة رود آيلاند للتصميم، في حدث سنوي يدعى Cops and Docs. ويجمع البرنامج، الذي استمر لمدة 10 سنوات، المهنيين الطبيين ذوي الكفاءة العالية وضباط الشرطة المدربين تدريباً عالياً، حيث يجب على الأشخاص الذين يعملون في وظائفهم أن يكونوا على سريعي البديهة لما يجرى حولهم، والتركيز على المشاكل، وابتكار حلول فعالة للمشاكل المعقدة التي غالباً ما تهدد الحياة. وأثناء المساء، نظرت مجموعات مختلطة من رجال الشرطة والدكاترة إلى اللوحات والمنحوتات والأعمال الفنية الأخرى، وتشاركوا إجاباتهم على سؤال أساسي وهو: ماذا ترى؟
وغني عن القول، أن ما رآه المشاركون نابع من الوظائف التي عملوا بها والتجارب التي مروا بها، وهو ما يفسر الاستنتاجات المختلفة التي توصل لها أشخاص مختلفون حول نفس الأعمال الفنية.
وفيما يلي تلخيص لنتائج الدراسة التي أجريت على المشاركين:
- اجعل الملاحظة الدقيقة عادة.
- تعلم وصف ما تراه.
- السماح بتفسير مختلف لما تم ملاحظته.
- فهم أن مشهد واحد يمكن أن يكون له عدة تفسيرات.
- تجنب التشبث بوجهة نظر معينة.
- ممارسة مهارات التفكير الإبداعي.
وهذه دروس رائعة للأطباء والمحللين، كما هى للمديرين التنفيذيين ورجال الأعمال والقادة في أي مجال.
ترتيب السعودية بين أكثر الدول يقيم فيها مليارديرات لعام 2018
وكما تبين، فإن Cops and Docs ليس البرنامج الوحيد الذي يستخدم الأعمال الفنية. حيث أنشأت إيمي هيرمان، مستشارة ومربية تم تدريبها كمحامية ومؤرخة فنية، برنامجًا مثيرًا يسمى "فن الإدراك"، والذي يصل إلى قلب الاختلاف الهام بين المظهر والرؤية. وقامت فيه باصطحاب محققو الشرطة، ووكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، وحتى كبار المسؤولين التنفيذيين السريين والمخابرات المركزية إلى متحف متروبوليتان للفنون، وغيرها من المتاحف والمعارض المعروفة. وهؤلاء المراقبون المتخصصون في الجريمة والإرهاب، والذين تم تدريبهم بطرق معينة للبحث عن أدلة حول جرائم القتل وتحديد التهديدات، بدلاً من أن يفعلوا ذلك وضعوا نصب أعينهم على أعمال بيكاسو وكارافاجيو وإدوارد هوبر وغيرهم من الأساتذة.
وتشرح هيرمان التمرين للمشاركين قائلة "إن الأمر لا يتعلق بالنظر إلى الفن، إنما يتعلق بالحديث عما تراه، أو في كثير من الأحيان، يتعلق بما لا تراه". فبمرور الوقت يهمل القادة الماهرين العناصر المهمة في اللوحة والتي ترسل رسالة مهمة، وتتغاضى عن العلامات البارزة في العمل الفني، أو لا يمكنهم الوصف الصحيح لما يرونه امامهم. فكانت هيرمان تحث المشاركين على "ألا تخشي تغيير وجهة نظرك". كما أوضح أحد نواب الرئيس أن "في نيويورك، الأمر الغير طبيعي هو أمر عادي بالنسبة لنا، لذلك في التدريب نحن دائمًا نتطلع إلى أن نكون أكثر وعيًا كمراقبين".
لماذا يعتقد ريتشارد برانسون أن الشغف هو المفتاح الرئيسي لتنويع الشركة؟
ويعد برنامج إيمي هيرمان، مثلCops and Docs ، خروجًا أنيقًا عن روتين القيادة المتعب، واستخدامًا مبتكرًا وفنيًا ذكيًا لزيادة المهارات وتصفية الأذهان. ولكن هناك طرق أبسط وأكثر "عملية" لتحقيق نفس الأهداف المنشودة. فقبل سنوات، في شركة Fast Company =، قمنا بإعداد قائد مبدع للغاية في شركة Royal Dutch / Shell يدعى "ستيف ميلر".
كانت إحدى تقنياته هي تجميع فرق متنوعة من الزملاء، مثل قدامى المحاربين المتقاعدين منذ فترة طويلة، والوافدين الجدد من الشركات، والمسوقين، والتكنولوجيين، ووضعهم في الحافلات، وأخذهم فى جولة في مواقع مختلفة في جميع أنحاء أوروبا. وقاموا بزيارة مواقع عمل الشركة والعملاء والأبنية الأخرى. ويقول ميلر بعد ذلك " عادنا إلى الحافلات وتحدثنا عما رأيناه، وكتبنا جميعًا انطباعاتنا، وانتقلنا إلى ما تعلمناه من الزيارات".
وغني عن القول، أن هؤلاء الناس كانت رؤيتهم على حسب وظيفتهم التي تخصصوا فيها. وما تعلّمه الجميع معاً كان أغنى وأعمق بكثير مما تعلمه أي فرد بمفرده. وهذه هي النقطة الحقيقية، سواء كان الموضوع الذي يتم ملاحظته هو قطعة فنية خالدة أو منشأة ما. وبالنسبة للقادة الذين يريدون أن يروا بأعين جديدة، تذكروا أن طريقة نظركم إلى شيء ما هي التي تشكل ما ترونه، وأنك ترى بشكل أكثر إبداعًا عندما تنظر إلى العالم مع قادة آخرين لديهم خلفيات وخبرات مختلفة.