متى يصبح الطلاق هو الحل وكيف تتكيف مع قرارك؟
يرى المجتمع في العادة الأثر النفسي للطلاق على المرأة أكثر مما يراه على الرجل، في ظنٍ ساذج أن الرجل أقوى نفسيًا أو أقل عاطفية، والحقيقة أن العاطفية والأثر النفسي لا يقاسان بمقياس من 1 إلى 10، وإنما بطبيعة الشخصية ومدى قوة العلاقة الزوجية والمشكلات التي أدت للطلاق وفترة الزواج وغيرها.
مراحل الطلاق العاطفي.. احذر هذه العلامات
مرحلة ما قبل الطلاق
تختلف تلك المرحلة في سيناريوهاتها بين عدة أشكال، فمن أنت من هؤلاء الأزواج؟
- أريد الطلاق وأرى أنه الصواب لعلاقتنا لكني لست متأكدًا إن كان هو القرار الصحيح لأطفالي، وما مدى تأثيره على حياتهم.
- أريد الطلاق لكني أرى أن زوجتي هي المخطئة، وأريد استمرار اللوم واعترافها بالخطأ، وإلا فالصراع والانتقام عبر إجراءات الطلاق هي الحل.
- لا أريد الطلاق لكن زوجتي هي من تريده.
لو لاحظتَ، يعدّ العنصر المشترك في جميع المعضلات الأربع هو الخوف، إما خوف من الوقوع في الخطأ وإما خوف من الاعتراف بالمشكلة وإنكارها، لأن ذلك أيسر خوفًا من المسؤولية أو خوفًا من المساءلة.
تجنب الخلافات الزوجية يؤدي إلى الطلاق
ليصبح الطلاق حضاريًا ومحترمًا، من المهم قبل اتخاذ القرار الإجابة عن الأسئلة السبعة التالية:
- هل ما زلت تشعر بمشاعر حب تجاه زوجتك؟
لا تتعجب فكثيرٌ من طالبي الطلاق يحبون زوجاتهم لكن بسبب الصراعات وعدم التفاهم، أصبحت الحميمية والتقارب العاطفي أقل. إن كانت تلك هي حالتك، فأنصحك باللجوء لاستشاري علاقات زوجية، والمحاولة مرة أخرى.
- هل أنتما متزوجان حقًا؟
الزواج يعني المشاركة وأن نصبح "نحن" لا "أنا وأنت"، فإن كنتما لم تشعرا قط بهذا القرب الوجداني النفسي فأنتما لم تتزوجا بعد.
- هل أنت مستعد حقًا للطلاق أم هو تهديد فقط؟ السؤال بطريقة أخرى، هل هو قرار واعٍ مسؤول أم رد فعل عاطفي؟
كثيرًا ما يكون الطلاق تهديدًا بدافع الغضب والإحباط، أو لاكتساب القوة أمام شريكة الحياة، أو لكي تأخذك على محمل الجد، أو لتظهر أنك تريد تغييرًا حقيقيًا.
- هل حاولتَ حقًا؟
يلجأ البعض لإنهاء العلاقة بدلاً من محاولة العمل عليها وبذل الجهد فيها والسير في رحلة التغيير، خطوة مقابل خطوة من شريكة الحياة. حاول مع زوجتك قبل أن تتخذا القرار.
كل من يتعرض للطلاق هو متعارض. يمكن أن يشعر الناس بالذنب في الوقت نفسه الذي يتأكدون فيه من رغبتهم في إنهاء العلاقة.
- هل فكرت جيدًا في مزايا الطلاق وعيوبه؟
من المهم التفكير في عيوب الطلاق، فالبعض ينظر للمزايا كأن الطلاق مخلص من سجن بينما هو مرحلة تفضي إلى مرحلة أخرى، لذا من المهم التفكير في العواقب غير السارة للطلاق، والتأكّد من القدرة على التعامل معها، ضع العواقب أمامك دون أن تضخمها ولا تقلل منها وفكر مثلاً في التغييرات التالية:
- إذا كنت لا تريد تغييرًا في مدخراتك ولا نمط حياتك، فأنت لست مستعدًا للطلاق.
- إذا كنت لا تستطيع قبول حزن أطفالك وغضبهم ولم تتعلم التعامل معهم واحتواءهم، فأنت لست مستعدًا للطلاق.
- إذا لم تستطع قبول أوقات انعدام الأمن والخوف والمجهول، فأنت لست مستعدًا للطلاق.
- إذا لم تكن على استعداد للتخلي عن زوجتك عقليًا وعاطفيًا وروحيًا، فأنت لست مستعدًا للطلاق.
- هل أنت على استعداد للسيطرة على حياتك بطريقة مسؤولة وناضجة؟
سواء أكنت أنت من تريد الطلاق أم زوجتك فعليك أن تتفق مع نفسك ومع شريكة حياتك على ما يلي:
- احمِ حقوقك واحترم حقوق زوجك قبل الطلاق وبعده.
- لا تتدخل في حياتها بعد الطلاق مهما حدث.
- ضع أولادك أولوية واطلب منها ذلك.
- اقرأ عن التعافي بعد الطلاق والفت نظرها له.. هذا في مصلحة أبنائك.
13 خطوة للتعافي في مرحلة ما بعد الطلاق
إذا كان قرارك النهائي بالطلاق فعليك التكيف مع الطلاق عبر 13 خطوة مختلفة وتدريجية، وتختلف من شخصية لأخرى ومن طبيعة العلاقة الزوجية. فكر في تلك الخطوات قبل اتخاذ القرار:
- تقبل ما تشعر به واسمح لنفسك بالتعبير لصديقك المقرب أو لمعالجك.
- تكلم عن الطلاق مع استشاري نفسي فهذا أفضل، وثق بأن هذا سيجعلك تتجاوز أسرع، فضلاً عن مساعدته لك في جوانب حياتك الأخرى.
- جرب طرقًا جديدة للاعتناء بنفسك ومحبتها.
- لا تنس دورك بصفتك أبًا مهما حدث بينكما.
- لا تتعثر واطلب المساعدة إن لاحظت أي مظهر من مظاهر الاكتئاب أو القلق.
- تجنب الإلحاح على طليقتك إن كانت هي من طلبت الطلاق، واحذر التردد إن كنت أنت من طلبه.
- انتبه لطعامك واجعله صحيًا.
- التزم بروتين يومي يبعدك عن الاكتئاب.
- مارس بعض الرياضة ولو بعض المشي.
- لا تفرط في عادات إدمانية سيئة مثل السجائر أو القهوة أو الطعام غير الصحي.
- قاطع أي أنماط سلبية بينك وبين طليقتك، فإن كان حديثك معها يثيرك فتوقف عن الحديث معها.
- أعد التواصل مع اهتماماتك كالصيد والرسم وغيرهما حسبما تحب.
- تجنب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض الرجال بعد الطلاق ومنها:
- التسرع في القرار بالزواج مرة أخرى:
- الانعزال التام:
- الاستسلام للعداء:
- التراجع عن الأبوة والأمومة
أخيرًا نصيحتي لك التأني قبل القرار وقبول التغييرات بعده، وطلب المشورة النفسية في كل وقت فهذا ليس عيبًا.
المصادر