الطيران الخاص.. كيف تحدد الأسلوب الأمثل لاحتياجاتك
في الماضي -ومنذ بداية الطيران الخاص- كان الطلب على السفر الجوي الخاص مدفوعًا إلى حد كبير بعدم توافق رغبات بعض الزبائن مع ما يمكن أن توفره شركات الطيران التجارية؛ حيث -وعلى النقيض من ذلك- يوفر الطيران الخاص للمسافرين كثيرًا من المزايا الإضافية، ومنها على سبيل الذكر:
مزيد من الراحة في أثناء السفر، وتوفير للوقت، وعدم التقيد بجدول للرحلات، وطبعًا يتوافق السفر الخاص مع المعايير الأمنية الصارمة المطلوبة عند بعض الأفراد، بالإضافة إلى مزايا كثيرة إضافية، التي تعمل على تحسين جودة الحياة الخاصة بالزبون.
ولكن في ظل الوباء الحالي، ارتفع عامل الصحة والوقاية إلى أعلى قائمة فوائد الطيران الخاص، ما أدى إلى ظهور ما لا يمكن وصفه إلا بفيض من الاهتمام بالسفر الجوي الخاص حول العالم.
كيف تحدد أسلوب الطيران الخاص الأمثل لاحتياجاتك؟
لكن اختيار السفر الجوي الخاص يتطلب معرفة نوع الاستثمار في السفر الجوي الخاص المناسب لك، مثل ملكية جزئية أو الاشتراك في برامج المشاركة أو التملك المباشر. حيث من المهم الوضع في الحسبان أن الخيارات المطروحة في مجال الطيران الخاص تعتمد على احتياجات الزبون المختلفة ورغباته، ولذلك فإن الحل الذي نجح مع صديقك أو زميلك لن يكون بالضرورة مناسبًا لك، كما أن معظم مندوبي المبيعات لحلول الطيران الخاص يحاولون بيع حصة معينة أو تقديم حلول معينة.
وعليه عند مناقشة خيارات السفر الجوي الخاص، يجب طرح عدة أسئلة مهمة ومن بينها:
- ما ميزانيتك؟
- كم مرة تطير في السنة؟ وأين ومتى تسافر؟
- إلى أي مدى مقدمًا تخطط لرحلاتك؟
- كم عدد الركاب؟ وكم تحمل من الأمتعة؟
- هل تفضل السفر على أسطول يديره مشغل واحد؟
- هل لديك تفضيلات خاصة بالطائرة؟
- ما أفضل استخدام لرأس المال الخاص بك؟
الردود على هذه الأسئلة يمكن عدها بمنزلة مخطط لتحديد نوع برنامج الطيران الذي يناسب احتياجاتك الفردية ونمط حياتك وميزانيتك.
القاعدة العامة للاختيار الأمثل، التي تستخدم في بداية اتخاذ القرار: أنه إذا كنت تطير ما بين 50 و400 ساعة في السنة، فقد يكون أفضل خيار لك هو الملكية الجزئية، والتي تتضمن امتلاك حصة من طائرة يديرها مشغل واحد كجزء من أسطول.
إذا كنت تسافر أقل من 50 ساعة في السنة، فقد تكون أفضل حالاً باستخدام بطاقة نفاثة أو ميثاق "الدفع حسب الاستخدام". وإذا كنت تسافر أكثر من 400 ساعة سنويًا، فمن الأفضل أن تفكر في شراء طائرة كاملة. ومع ذلك، فإن هذه القواعد ليست سوى نقطة البداية لتحليلنا.
الطيران الخاص عبر الملكية الجزئية:
بالإضافة إلى الطيران لأكثر من 50 ساعة في السنة وهو الحد الأدنى لحجم معظم مشغلي خدمة الملكية الجزئية، فإن هنالك عوامل أخرى مشجعة لاستخدام خيار الملكية الجزئية في الطيران الخاص وهي:
أن تسافر في الغالب داخل منطقة الخدمة الأساسية للبرنامج الجزئي، حيث تُحدد نطاقات عامة قارية أو داخل دولة معينة، بحيث لا تتحمل بشكل روتيني رسومًا إضافية لرحلاتك المعتادة.
ألا تسافر في الغالب في أيام السفر ذات الاستخدام العالي مثل العطلات الرسمية والمعتادة، عندما يمكن أن تتأخر رحلتك ويكون من المرجح أن تسافر على متن طائرة مستأجرة لأن جميع طائرات الأسطول لدى المشغل قيد الاستخدام من قبل زبائن آخرين.
تستغرق معظم رحلاتك أقل من ساعة واحدة، لأن الشركات تحتسب الاستخدام بالساعات، حتى لو كانت رحلتك أقصر من ذلك.
تتوقع أن تكون رحلاتك ثابتة إلى حد ما خلال السنوات الكثيرة القادمة، لأنك إذا أخطأت في تقدير عدد الرحلات السنوية الجوية، فقد تشتري ساعات طيران كثيرة جدًا من دون استخدامها، أو إذا اشتريت ساعات طيران قليلة، فسيتعين عليك استكمالها لاحقًا باستثمار آخر أعلى سعرًا.
اختيار طائرة في الأسطول الجزئي تتناسب مع احتياجاتك، على سبيل المثال عبر إجراء رحلتك المفضلة دون توقف للتزود بالوقود، أو عدم إمكانية ولا شحن معداتك للتزلج أو معدات الجولف، أو عدم إمكانية الهبوط في بعض المطارات لصغر المدرج.
أن تكون على استعداد لاستثمار مالي كبير إلى حد ما، لأنك تشتري حصة في طائرة حقيقية.
إذا كان ملف السفر الخاص بك وتفضيلات الاستثمار تفي بهذه المعايير وبعض المعايير الأخرى، فقد تكون الملكية الجزئية هي من أفضل الحلول المطروحة على الطاولة.
الطيران الخاص عبر استخدام البطاقة النفاثة:
لكن إذا كنت تحب فكرة الطيران على أسطول طائرات مُدار بشكل جيد، ولكنك تطير أقل من 50 ساعة في السنة، أو كنت تفضل الحفاظ على رأس مالك، وترغب في دفع أجر أعلى بالساعة لتجنب فترة طويلة التزام المدى، فقد يناسب خيار الاشتراك عبر البطاقة النفاثة (جيت كارد) احتياجاتك بشكل أفضل.
لكن يجب العلم بأن برامج البطاقات النفاثة تفرض رسومًا ساعية أعلى بكثير من تلك الخاصة ببرامج المشاركة الجزئية، حيث يمكن عدها أغلى طريقة للحصول على خدمات الطيران الخاص.
الطيران الخاص عبر الدفع عند الاستخدام
وإذا كانت احتياجات الطيران وتفضيلات الاستثمار لديك لا يتوافقان جيدًا مع نموذج الملكية الجزئية أو عروض البطاقات النفاثة، فقد ترغب في إلقاء نظرة على أحد أقدم الخيارات في مجال الطيران الخاص، وهو خيار "الدفع حسب الاستخدام" دون أي التزام، وقد يكون من أفضل الخيارات وخصوصًا إذا توافقت احتياجاتك مع التالي:
أن معظم رحلاتك تكون في اليوم نفسه بحيث تقلل من التكاليف الثابتة.
أن تضع خططك للسفر مقدمًا، ما يتيح لك إجراء بحث شامل وموسع في مشغلي خدمة الطيران الخاص.
أن تعرف مشغلي الطائرات المستأجرين الجيدين والآمنين في مدينتك، الذين يطيرون بالطائرات التي تلبي احتياجاتك، والذين لديهم أسطول من الطائرات، لتقديم خدمة موثوقة وإتاحة الطائرات عند الحاجة إليها.
قد يختلف استخدامك بشكل كبير بمرور الوقت، لذا فإن ميثاق "الدفع حسب الاستخدام" أفضل لك من الانخراط في برنامج مع التزام يجب أن تستخدمه أو تخسر استثمارك فيه.
في النهاية قد تجد أنه لا يوجد تطابق كامل بين احتياجاتك والخيارات المتاحة. وفي مثل هذه الحالة يوصى بمجموعة من الاستثمارات التي تلبي جميع احتياجاتك بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة. على سبيل المثال، إذا كنت تطير في الغالب لمدة ساعة واحدة لرحلات العمل، ولكنك في الوقت نفسه تحتاج إلى طائرة أكبر قادرة على الرحلات الطويلة لقضاء الإجازات العائلية، ففي هذه الحالة، قد يخدم خيار تملك الحصة الجزئية في طائرة خفيفة احتياجات عملك. في حين أن برنامج البطاقة النفاثة المستأجرة الذي يستخدم طائرة نفاثة متوسطة الحجم قد يكون الحل الأمثل لتلبية متطلباتك العائلية.
يجب أن يكون هدفك هو شراء أقصى وقت طيران على متن طائرة تناسب احتياجاتك على أفضل وجه من شركات موثوقة ومستقرة ماليًا بأقل تكلفة ممكنة، حيث قد يكلفك اتخاذ القرار الخاطئ مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الدولارات.