4 كتب تساعدك على تحسين مهارات التعامل مع الآخرين
يعد التعامل مع الآخرين أحد أكثر الأشياء التي تشغل بال الإنسان، فالتعاملات قد تكون بمنزلة تحدٍّ كبير يواجهه باستمرار، لا سيّما مع تكرار المعاملات وتنوعها في حياته. إذ يحتاج الشخص إلى تكوين علاقات مع الأصدقاء، وفي بيئة العمل، وفي المجتمع من حوله، وعند تكوين أسرة. لذا، تساعد هذه المجموعة من الكتب على تحسين مهارات التعامل مع الآخرين.
1- كيف تتحدث لأي شخص: 92 خدعة صغيرة للوصول إلى علاقات أكثر نجاحًا (How to Talk to Anyone: 92 Little Tricks for Big Success in Relationships)
يقدم هذا الكتاب مجموعة من النصائح المختلفة التي تتكون من 92 نصيحة، والتي يسعى المؤلف ليل لوندز من خلالها إلى تحسين أسلوب التعامل مع الآخرين في المواقف المختلفة.
كيف تثير فضول الجميع دون النطق بأي كلمة؟
يركز الكتاب في بدايته على عرض مجموعة من النصائح، التي تستخدم لجذب انتباه الأفراد عند لقائهم، دون الحديث أو النطق بأي كلمة، وبالرغم من ذلك تؤدي هذه النصائح لترك انطباع أول جيد. تتضمن هذه النصائح:
- لقاء الشخص بابتسامة ترحيبية كبيرة، ولا تجعلها تبدو ابتسامة مفتعلة، لكنها خارجة من القلب.
- استخدام العين في التواصل مع الشخص، مما يعطي انطباعًا باحترامك له. لاحقًا عند الحديث ليس ضروريًا النظر بثبات واستمرار في عين شخص عند الحديث عن أمور شخصية.
- راقب وضعيتك في أثناء الاتجاه إلى الشخص، وأعطِ وضعًا يعكس احترامك له.
- إذا كنت تجلس في مكانك وأتى شخص للحديث معك، فمن المهم إدارة جسدك كاملاً ناحيته للحديث معه.
- تعلم قراءة لغة الجسد جيدًا، حتى تقدر على فهم انطباعات وأفكار الطرف الآخر.
كيف تختار ما تقوله لاحقًا بعد الترحيب؟
كثيرًا ما تتعلق مشكلات التعامل مع الآخرين بمسألة اختيار التوقيت المناسب للحديث. لذا، من المهم التركيز جيدًا على اختيار ما ينبغي لك قوله بعد الانتهاء من الترحيب. يمكنك اتّباع النصائح التالية:
- احرص على فهم الحالة المزاجية للطرف الآخر، والبدء في الحديث بموضوعات عادية لتخفيف التوتر.
- حافظ على تركيزك في أثناء الحديث مع الطرف الآخر، وذلك حتى يشعر باهتمامك به.
- اسأل الشخص عن آخر أخباره بطريقة تجعله منفتحًا على الحديث معك.
- أظهر الإيجابيات في حياتك، حتى يحب الطرف الآخر الحديث معك، بدلاً من الشعور بالضيق من الأحاديث السلبية التي قد تشاركها.
- كيف تتحدث مع الآخرين بصفتك شخصًا مهمًّا؟
يعرض الكتاب بعد ذلك مجموعة من النصائح، التي تساعدك على الظهور بصفتك شخصًا مهمًّا في الحديث مع الآخرين، ومن ثمَّ تكون لديهم رغبة التعامل المستمر معك. من أهم هذه النصائح:
- احرص على استخدام الكلمات المناسبة في الحديث مع الأشخاص.
- تجنب الردود السريعة على ما يقوله الآخرون. اترك لهم المساحة لقول ما يريدون، ثم بعد ذلك شاركهم بما لديك عن حياتك وتجاربك في الموضوع ذاته، دون التقليل من تجاربهم.
- لا تستخدم الكليشيهات أبدًا، أي الكلمات المستهلكة التي قد لا تعني شيئًا للطرف الآخر نتيجة لكثرة استخدامها.
- استخدم عبارات جذابة في وصف ما تقوم به، حتى يشعر الطرف الآخر بأهميته.
كيف تشارك مع مجموعة من الأشخاص لم تعرفهم مسبقًا؟
مفتاح التعامل مع الآخرين يتمثل في قدرتك على الوصول إلى نقطة تجمعكم معًا. لذا، يركز هذا الجزء على توجيهك لكيفية الاستعداد لهذا الأمر، حتى تكون قادرًا باستمرار على التواجد مع مجموعة أشخاص جديدة لك. من أهم هذه النصائح:
- تعلم طرح الأسئلة التي تساعدك على الاندماج مع المجموعة.
- اقرأ عن ثقافة هؤلاء الأشخاص قبل لقائهم. مثلاً ادخل إلى صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتعرف ما يهتمون به.
- ابحث عن الأمور المشتركة بينكم في أثناء الحديث ووجّه تركيزك إليها.
- حتى تقدر على فعل ذلك، فأنت بحاجة إلى تعلم كيفية الخروج من منطقة الراحة، فذلك سيساعدك على امتلاك موضوعات للحديث عنها مع الآخرين، نتيجة للتجارب الجديدة التي ستمر بها.
كيف تكسب ثقة الآخرين في الأحاديث؟
يتعلق التعامل مع الآخرين بالقدرة على كسب ثقتهم، ومن ثمَّ شعورهم بالراحة للحديث معك. لذا، توجد بعض النصائح التي تمكنك من كسب ثقتهم ببساطة. من أهم هذه النصائح:
- تعلم الحديث بنفس اللغة التي يستخدمونها، من خلال فهم المفردات والكلمات المنتشرة بينهم، وتوظيفها في الحديث.
- مشاركة أمثلة يسهل عليهم فهمها، ومن ثم يمكنهم الاندماج في الحديث معك.
- لا تكتفِ بهز الرأس في أثناء الاستماع، ولكن حاول المشاركة بما لديك أيضًا، ليشعر الطرف الآخر بتفاعلك معه.
- تعلم كيفية إظهار التعاطف للآخرين بطريقة صحيحة.
- كن معتادًا على شكرهم والحديث عنهم بالإيجاب، سواءٌ أكان أمامهم، أم من خلفهم في أثناء الحديث مع الآخرين.
2- التكلم في المحادثات: طرق جديدة مختبرة لزيادة فاعليتك الشخصية والاجتماعية (Conversationally Speaking: Tested New Ways to Increase Your Personal and Social Effectiveness)
قدم آلا غارنر في هذا الكتاب مجموعة من الطرق المهمة، التي تساعدك على تحسين فاعليتك في المحادثات مع الآخرين. يتكون الكتاب من مجموعة من الفصول، التي يتناول كلٌ منها طرقًا محددة لجانب معين، يساعد على زيادة فاعلية الأشخاص. من أهم الطرق التي تساعد على تحقيق هذا الهدف:
1- تعلم طرح الأسئلة التي تحسن من المحادثة
يؤدي طرح الأسئلة إلى تحسين المحادثات مع الأفراد، ويمنح الفرصة للحصول على حديث شيق. كما أنّ تعلم طرح الأسئلة يجعل لك السيطرة على مجريات الحديث. يمكنك تعلم طرح الأسئلة المفتوحة، التي تشجع الشخص على الحديث، لكن حاول ألّا تجعلها عامة تمامًا، بل لا بد من وجود قدر من التفصيل بها.
كذلك من المهم التأكد من تقبل الطرف الآخر لنوعية الأسئلة التي ستطرحها، وألّا يشعر بأنّها تتدخل في خصوصياته فتبدو كأنّك تقتحم حياته. يمكنك التركيز على أسئلة عن الأحداث العامة في الحياة، لتبقى بعيدًا عن الأمور الشخصية.
2- الاستماع الفعّال للآخرين
لا يرغب الآخرون في التعامل مع أشخاص يتولون هم الحديث بأنفسهم طوال الوقت، من ثم قد يتوقف البعض عن التعامل معك إذا كنت ترغب في الحديث باستمرار. في المقابل تعلم كيفية إظهار الاستماع الفعال للآخرين، حتى تترك لهم المجال للحديث ومشاركة ما لديهم.
من المهم الإدراك بأنّ الاستماع لا يشمل فقط الكلمات التي يقولها الأفراد، ولكن أيضًا الانتباه إلى لغة الجسد والإشارات المختلفة التي يرسلها الآخرون إليك. من المهم التأكد من الفهم الصحيح للكلام، حتى إذا تطلب الأمر سؤال الشخص للتأكد من الأمر لك.
3- البحث عن الأشياء المشتركة
عندما تركز على الاستماع أولاً إلى الآخرين، يساعدك ذلك على اكتشاف الأشياء المشتركة بينكما، ومن ثَمَّ يحسّن من إمكانية تفاعلكم معًا. مثلاً يمكنك الاستفادة من أحد التعليقات أو الآراء التي يدلي بها الشخص، ثم تبدأ في مشاركة تجربتك المتماثلة مع هذا الأمر.
من المهم أيضًا إتاحة الفرصة للآخرين لمعرفة من أنت، ويمكنك فعل ذلك عند معرفة الأشياء المشتركة، كذلك محاولة الإشارة إلى التجارب والخبرات الخاصة بك، حتى يعرف الآخرون كيفية الاستفادة منك في الواقع، فتنشأ علاقة جيدة بينكم.
4- تعلم الطرق الصحيحة لبدء الحديث
عندما تبدأ في التعامل مع أشخاص جدد، فغالبًا يكون التحدي هو كيفية البدء في الحديث بينكم. إذا كانت لديك القدرة على بدء الحديث، سيكسبك هذا ميزة بين المجموعة. توجد بعض الطرق التي تسهل بدء الحديث:
- الحديث عن الوضع الحالي.
- ذكر نقطة شخصية لديك تعرف أنّها متعلقة بالمجموعة.
- توجيه سؤال للشخص يزيل من الحاجز ويساعده على بدء الكلام.
- طرح سؤال عن الوضع العام للمجموعة.
5- التعامل مع الاعتراضات بطريقة صحيحة
يسير كل شيء على ما يرام حتى نقطة الخلاف الأولى. لذا، يأتي دورك في معرفة كيفية التعامل مع الاعتراضات بالطريقة الصحيحة، التي تجعل الأشخاص يحترمونك حتى إذا حدث خلاف بينكم. يمكنك التعامل مع الاعتراضات بالخطوات التالية:
- تجنب الدخول في النقاش حول هذا الخلاف من الأساس، لا سيّما إذا لم يكن أمرًا مهمًّا.
- اسعَ لفهم رأي الشخص الآخر إذا كان الموضوع يهمك، ووجه له أسئلة حول التفاصيل.
- اتفق مع النقد إذا كنت تراه صحيحًا، حتى إذا لم يترتب على ذلك تغيير للرأي.
- أكد أنّ الاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية حقًّا، لا كلمات فقط.
6- مقاومة محاولات الآخرين للسيطرة عليك
واحدة من أهم الأمور التي تحتاج إليها في تحسين مهاراتك للتعامل مع الآخرين، ويتطرق إليها الكتاب، هي أهمية إدراك محاولات الآخرين للسيطرة عليك في بعض الأحيان، وضرورة التعامل معها بالطريقة الصحيحة، حتى لا تسمح لأحد باستغلالك.
أشهر الأخطاء التي قد تقع فيها أثناء التحدث أمام الجمهور
يمكنك تطبيق ذات الأمور المتعلقة بالنقد في بداية الحديث، حتى إذا رأيت أنّ الأمر يهدف إلى السيطرة عليك، فحاول ألّا تمنح الشخص الفرصة ليظن بأنّه قد تمكن من فعل ذلك، بل أظهر له مدى تمسكك بأفكارك، حتى دون الحاجة إلى نقد أفكاره وتغييرها.
3- التعامل مع الناس بذكاء: تنمية الذكاء الاجتماعي (PeopleSmart: Developing Your Personal Intelligence)
من أجل التعامل مع الناس بذكاء، ستحتاج إلى امتلاك مجموعة من المهارات الأساسية التي تمكنك من فعل ذلك. يقدم لك كتاب التعامل مع الناس بذكاء هذه المهارات، التي تتمثل في ثماني مهارات رئيسة، لا بد من السعي لاكتسابها بالكفاءة المطلوبة.
المهارة الأولى: فهم الأشخاص
يعد السعي لفهم الناس هو أساس التعامل معهم بذكاء، إذ كلما كانت لديك القدرة على معرفة طريقة تفكيرهم، وما هي الأمور التي تتحكم في مشاعرهم وإدراكهم ودوافعهم من التصرفات، ستقدر على التواصل معهم بالكفاءة المطلوبة، وتكوين علاقات أفضل. لتفعل ذلك، فأنت بحاجة إلى التفكير في الأمور من خلال عيون الآخرين، مع الأخذ في الحسبان الاختلافات الثقافية والجغرافية والعمرية وغيرها، فتقدر على فهم رسائلهم لك بأفضل طريقة ممكنة.
المهارة الثانية: التعبير عن الذات بوضوح
من أهم المهارات التي تساعدك على التعامل مع الناس بذكاء، هي أن تكون لديك القدرة على التعبير عن ذاتك بوضوح، من خلال نقاط متنوعة، من بينها: حسن اختيار الكلمات، والحديث بوضوح وصراحة، وتجنب إحراج الشخص بقول شيء قد يزعجه. كذلك من المهم ألّا تحاول السيطرة على الحديث بمفردك، بل امنح الآخرين فرصة للمشاركة.
المهارة الثالثة: الوضوح بشأن احتياجاتك
لا يحب الناس التعامل مع الأشخاص غير الواضحين، الذين ينتهجون الغموض أو الكذب بشأن ما يريدونه. لذا، كن دائمًا واضحًا بشأن ما تريده من الآخرين في المعاملات، وكذلك بشأن ما يمكنك تقديمه لهم. من خلال ذلك ستضمن الاستمرارية في العلاقات، وزيادة الثقة معهم، مع تميز هذه العلاقات بالوضوح.
المهارة الرابعة: تبادل الملاحظات
قد يكون من السهل على البعض التعليق على كلمات الآخرين، لكن من الصعب فعل ذلك في إطار واضح ومقبول. لذا، من أهم المهارات في كتاب التعامل مع الناس بذكاء، هي معرفة كيفية تبادل الملاحظات معهم، من خلال إظهار تقبلك لأفكارهم وجعلهم أكثر راحة بشأن ما تريد قوله، مع التركيز دائمًا على السلوكيات في أي تعليق بعيدًا عن الأشخاص أنفسهم، فيكون بإمكانهم الاستفادة من تعليقاتك، دون الشعور بالهجوم.
المهارة الخامسة: التأثير على الآخرين
لا يتعلق التأثير على الآخرين بإجبارهم على تقبل الآراء والنصائح، لكن على مساعدتهم من أجل فعل ذلك بطريقة صحيحة. حتى تقدر على التأثير في الآخرين، فأنت بحاجة إلى التواصل الصادق معهم في تبادل المعلومات، كذلك التعاطف مع أفكارهم وخبراتهم واهتماماتهم وتجاربهم، مما يجعلهم أكثر تقبلاً لنصائحك وأفكارك عند رغبتك في المساعدة.
المهارة السادسة: حل النزاعات
لا تخلو العلاقات الشخصية أو في العمل من النزاعات. لذا، من أهم مهارات التعامل مع الناس بذكاء، هي امتلاك القدرة على حل النزاعات، سواءٌ أكنت طرفًا في النزاع أم شاهدا عليه فقط. عندما تتعلم كيفية حل النزاعات، من خلال تفهم الآخرين ودوافعهم، ثم العمل على البناء وفقًا لذلك، ستقدر في النهاية على الوصول إلى نتيجة مشتركة. من خلال السعي المستمر، ستقدر على إيجاد الحل الذي يناسب الجميع، فتكون نهاية النزاع هي تحوله إلى نقطة إيجابية.
المهارة السابعة: العمل الجماعي
تعد مهارة العمل الجماعي من أهم المهارات الشخصية في العمل، وهي مهارة يرغب أي صاحب عمل في وجودها لدى فريقه، ليضمن استثمار الجهود الجماعية لتحقيق الأهداف. لذا، من المهم أن تكون لديك مهارة العمل الجماعي، حتى تقدر على التعاون مع الآخرين في المجموعة، وأن تحسّن من مساهماتك معهم، وجعل تواصلك معهم قيمًا ومفيدًا للجميع.
المهارة الثامنة: المرونة والتغيير في الذات
تحدث غالبية مشكلات التعامل مع الآخرين، نتيجة تمسك كل طرف بشخصيته وعدم الرغبة في التغيير. إذا كنت مرنًا ولديك القدرة على تغيير ذاتك، ستقدر على تجاوز كثيرٍ من العقبات في حياتك، وستوطد علاقاتك بالآخرين بطريقة كبيرة، نتيجة محاولتك الدائمة للتغير والاستجابة للأوضاع المختلفة التي تمر بها في علاقاتك معهم.
ماذا تجنيه من امتلاك هذه المهارات الثماني؟
لا يمكن فصل هذه المهارات عن بعضها؛ إذ تساهم كل واحدة في مساعدتك على تحقيق فائدة أكبر لنفسك في الحياة، وذلك من خلال النقاط التالية:
- إذا امتلكت فهمًا جيدًا للآخرين، ستحظى بالتقدير والثقة، نتيجة سعي الآخرين للتواصل مع أولئك الذين يفهمونهم.
- من خلال التعبير عن الذات بوضوح، ستساعد الآخرين على فهمك، مع التقليل من أي سوء فهم محتمل.
- يؤدي مشاركة الاحتياجات إلى أن تحظى باحترام الآخرين، وذلك لأنّ الناس يحبون الوضوح في المعاملات.
- من خلال تبادل الملاحظات، يمكنك معرفة مقدار آثار سلوكياتك وأفكارك على علاقاتك المختلفة.
- إذا كنت تقدر على التأثير في الآخرين بطريقة إيجابية، ستحظى بالتقدير لآرائك ونصائحك على الدوام.
- تساعدك مهارة حل النزاعات على كسب ثقة الآخرين في المواقف المختلفة.
- يؤدي التعاون مع أفراد الفريق إلى تقديرك وزيادة قيمتك في الفريق، وهو ما يساعدك على التطور والحصول على مكافآت أكثر.
- عندما تحظى بالمرونة، يؤدي ذلك إلى الحفاظ على علاقاتك المختلفة، ويساعد الآخرين على التغير كذلك.
4- في الأحاديث الصغيرة: كيفية بدء محادثة، الحفاظ على استمراريتها، بناء مهارات التواصل، وترك انطباع إيجابي! (The Fine Art of Small Talk: How to Start a Conversation, Keep It Going, Build Networking Skills and Leave a Positive Impression!)
تختلف طبيعة المواقف التي نلتقي فيها مع الآخرين في الحياة، ما بين لقاءات العمل والاجتماعات والمناقشات اليومية، أو جلسات الأصدقاء والزملاء. يعتمد كل شيء في هذه المواقف على قدرتنا لإدارة الحديث وإنشاء محادثات ناجحة معهم. يساعدك كتاب فن الأحاديث الصغيرة على امتلاك محادثات متميزة مع الآخرين، بالاعتماد على ثلاثة نصائح أساسية.
النصيحة الأولى: تشجّع لبدء الحديث
لا شك أنّ الحديث مع الغرباء يصنع من أكبر المخاوف الاجتماعية، فكثيرًا ما يشعر الشخص أنّه غير مؤهلٍ للبدء في الحديث، ويخشى من التعرض للرفض بواسطة الطرف الآخر. يمكنك أن تبدأ من خلال الاقتناع بأنّ مجهوداتك للحديث مع شخص آخر ستقدر، فلن تجده يرفض الحديث معك. فكّر من ناحيتك إذا فعل شخصٌ ما ذلك، فسوف تتشجع على الحديث معه، لكن بشرط بدء الكلام بالطريقة الصحيحة، دون اقتحام للخصوصية.
عندما تبدأ في الحديث مع بعض الأشخاص، فيمكنك التركيز على البدء بطريقة بسيطة وتخفف التوتر، من خلال تقديم نفسك، مع توظيف لغة الجسد من خلال التواصل بالعين والابتسامة في وجه الطرف الآخر، إلى جانب سؤال الشخص عن الاسم. إذا كنت غير معتاد على بدء الأحاديث مع الآخرين، فيمكنك تجربة التدريب على الموضوع، حتى لو بدا ذلك غريبًا لك، لكنه سيساعدك على تقليل التوتر، وبدء محادثة رائعة.
النصيحة الثانية: لا تدع المحادثة تموت سريعًا من خلال طرح الأسئلة المناسبة
من أهم الأمور التي تساعد على استمرارية المحادثات، ليست هي محاولتك للمتابعة في قول ما لديك، ولكن من خلال معرفة الكيفية الصحيحة لطرح الأسئلة التي تتفق مع مجرى الحديث. من خلال الأسئلة، ستجد أنّه سريعًا ما تنتهي المحادثة، إذ لا يجد الطرفان ما يقولانه، بينما تساعد الأسئلة على فتح المجال للعديد من المناقشات.
لذا، يمكنك تعلم طرح أسئلة مناسبة، من خلال التركيز على الأسئلة المفتوحة التي تحفز الطرف الآخر للحديث، مع تجنب الأسئلة التي تكون إجابتها نعم أو لا. حتى تفعل ذلك، يمكنك الاعتماد على استراتيجية FORM، وهي تتعلق بطرح أسئلة في أربع مساحات أساسية، وفقاً للاختصار:
- أسئلة عن العائلة (Family).
- أسئلة عن الوظيفة والعمل (Occupation).
- أسئلة عن الترفيه (Recreation).
- أسئلة عن المواضيع المتنوعة (Miscellaneous).
إذا لم تجد الفرصة لطرح أسئلة في هذه الموضوعات الأربعة، فيمكنك البدء من خلال الشيء المشترك بينك وبين الشخص، سواءٌ في موقف اللقاء بينكما، أم شيء معين في شخصيته، حتى لو كان في الملابس التي يرتديها. من ناحية أخرى، لا بد من الحذر من التعمق في الحديث مع شخص غير قريب منك، حتى لا تسبب له شعورًا بالانزعاج، كذلك تجنب الحديث في أمور سلبية مثل النميمة أو المصائب الشخصية للآخرين، إذ يترك هذا انطباعاً سلبيًّا عن شخصيتك.
النصيحة الثالثة: تعلم الاستماع للحصول على تواصل جيد
تساعدك النصائح السابقة على معرفة طريقة بدء الحديث والاستمرار، لكن هذا لن يجعلها ذات جدوى ومنفعة كبيرة للطرف الآخر، ومن ثم قد لا تتولد لديه رغبة المتابعة في الحديث معك طوال الوقت، إذ العنصر الذي يقرّبك حقًّا من الآخرين، ويمكنك من التعامل معهم بطريقة صحيحة، هو تركيزك على الاستماع جيداً لهم.
عندما يبدأ الآخرون في الحديث، أعطهم اهتمامًا كبيرًا، وحافظ على لغة جسدك متفاعلة معهم بالدرجة المطلوبة، من خلال التواصل البصري المستمر، والإيماء بالرأس للتأكيد على أنّك تتابعه في حديثه، والابتسامة أو إبداء التعبير المناسب وفقًا للموقف. كذلك من الجيد توظيف طرح الأسئلة والردود التفاعلية لإظهار الاستماع، وحتى إعادة الصياغة لبعض الأجزاء، للتأكد من فهمها بطريقة صحيحة، وفي الوقت ذاته لضمان معرفة الطرف الآخر أنّك تستمع إليه حقًّا.
التحدث بصوت عال عبقرية لا جنون
ختامًا، يحتاج التعامل مع الآخرين إلى مهارات ومجهود كبير، لذا يمكن لهذه الكتب مساعدتك على معرفة بعض النصائح، واكتساب المهارات اللازمة، التي تمكنك من التفاعل مع الآخرين بطريقة صحيحة وممتعة.
المصادر: