مدير حلبة "ديراب" صخر السديري للرجل: الوقت حان لاستضافة سباقات عالمية.. وحلبتنا مفتوحة للجميع
السعودي صخر السديري مدير حلبة "ديراب لسباقات السيارات والدراجات النارية"، الذي يُنظّم ويستضيف العديد من الفعاليات الرياضية الاحترافية والترفيهية، يفتح أبواب ميدانه لعشاق رياضة المحركات في أيام مفتوحة للجميع، ويطمح لاستقطاب سباقات وبطولات دولية للسيارات.
حين زار حلبته رئيس الاتحاد الدولي للسيارات جون توج، أثنى على مشروعه وقال "إنه للمرة الأولى يجري إنشاء مشروع بهذا الحجم لرياضة السيارات يعتمد على تمويل ذاتي ومفتوح للعامة".
على المستوى الشخصي يعشق السديري ركوب الدراجة النارية ويصفها بحصان العصر، ويجد متعته في التجوال والاستكشاف، ورياضة المحركات. استضافته مجلة الرجل ليروي حكاية الحلبة التي صنعها بشغفه وأمواله الخاصة، ولتحاوره في رؤيته لمشروعه والخدمات التي يقدمها للجمهور السعودي ولاقتصاد بلاده.
مواطن سعودي
نشأ صخر السديري في مدينة الرياض وتعلم بمدارسها. يكشف لمجلة الرجل أنه كان منذ صغره شغوفاً بكل ما يتعلق بعالم المحركات من طائرات أو سيارات أو دراجات نارية، ويضيف "لا يزال هذا الحلم معي في كل أوقاتي بعد أن بات واقعاً أعايشه يوميا".
تخرج السديري في جامعة نورث أریزونا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2000 حاملا شهادة البكالوريوس في التسويق، وعمل موظفا في بنك یو بي إس في سویسرا بقسم التسويق سنة ٢٠٠١م. وبعد عودته للمملكة أسس مؤسسة الیاسم للدعایة والإعلان في سنة ٢٠٠٤م، ثم شركة الفكر یصنع الفرق وشركة یو بي ایه سنة ٢٠١٥م.
يقول صخر السديري عن نفسه: "أنا مواطن سعودي مهتم بكل أمر يتعلق ببلادي المملكة العربية السعودية، مدير حلبة ديراب للسيارات. قمت بإنشاء هذه الحلبة واستقطاب الشباب لها. أعشق الترحال في أصقاع الدنيا، والاستكشاف، ولدي شغف بركوب الدراجات النارية وأعتبرها جواد العصر لأنها تشعرني بالطبيعة وتعطيني الفرصة لمعايشتها دون حواجز، كما أنني أعشق الطيران ومهتم بأدق تفاصيله، وفي كل الأحوال اعتدت خوض المغامرات".
الفكرة والتكلفة
يرى السديري أن رياضة السيارات السعودية شهدت تطوراً هائلاً وانتشاراً في السنوات العشر الماضية، وأصبحت الرياضة الأكثر شعبية بعد كرة القدم.
ويعتبر أن إنشاء ميدان ديراب ومرافق السباقات المختلفة التي يمتلكها، وعدد السباقات والبطولات التي أجريت عليه على مدار الأعوام الماضية، من العوامل الرئيسة وراء نمو الرياضة، ويضيف "أيضا كان له أثر كبير في صقل شخصيتي الوطنية ومسيرتي العملية".
وعن مصدر فكرة إقامته لحلبة خاصة للسباقات يكشف أنها تعود لنحو 15 سنة، ويضيف: "وقتها لم يكن لدينا أي اتحاد معني برياضة السيارات ليشرف أو ليصدر التراخيص اللازمة والتواصل مع الاتحاد الدولي للسيارات بهذا الخصوص ويسمح بإنشاء حلبات لسباقات السيارات وأنا شخصياً كنت متسابقا، وبعد أن شهدت رياضة السيارات طفرة تكلمنا في هذا الموضوع مع مشعل بن فهد السديري بعد أن جرى تعيينه رئيساً للجنة رياضة السيارات في السعودية، وحصلنا منه على التشجيع الكبير، بدأنا نضع اللمسات الأولى".
وعن الهدف والرؤية التي دخل بها مشروعه يقول "التفكير كان يتجه لإنشاء مجمع متكامل لرياضة السيارات، إذ يدخل المتسابق ويجد جميع أنواع سباقات السيارات والدراجات النارية وجميع الأنشطة والخدمات المتعلقة بها، لذلك أطلقنا عليه اسم (ميدان ديراب لسباقات السيارات والدراجات النارية).
تقع الحلبة على مسافة 30 كيلومتراً من العاصمة الرياض، ووضع التصاميم المهندس البريطاني المتخصص بإنشاء هندسة الحلبات توم بيرنارد، يقول عنه السديري أنه "قام بتصميم الكثير من الحلبات العالمية المختلفة في أوروبا وكانت آخر حلبة يقوم بها هي حلبتنا قبل تقاعده بموافقة من قبل الاتحاد الدولي للسيارات" ويلفت إلى "تسلم مكتب هندسي في السعودية للمشروع ، ومن المتوقع أن تجهز هذه الحلبة، وتفتح أبوابها نهاية العام الجاري، وخلال 8 أشهر ننتظر الانتهاء من مشروع الدراغ ريس، كما سيضم المشروع أيضاً فندقاً يحتوي على 60 غرفة في الوقت الحالي".
وبخصوص كلفة هذا المشروع يكشف السديري أن "الأرض التي يقام عليها المشروع خاصة وهي لوالدي، وتمويلها ذاتي 100 في المئة على نفقتي الخاصة، وبلغت الكلفة 130 مليون دولار تقريباً، وجميع مواصفاتها دولية". ويضيف "دور صديقي البحريني فهد تقي الرئيس التنفيذي للمشروع أن يتسلم الرئاسة التنفيذية للحلبة بعد افتتاحها، وهو رجل صاحب خبرة واسعة في مجال رياضة السيارات، وأنا أثق كل الثقة أنه سيبذل قصارى جهده لتطويرها ونشر ثقافة رياضة السيارات في المملكة العربية السعودية".
الوقت مناسب
يحرص السديري على الحصول على جميع التراخيص الحكومية ذات الصلة قبل البدء في تنفيذ وتشغيل المرافق والأنشطة المختلفة المذكورة، ويرى أن "الوقت بات مناسباً تماماً وأكثر من أي وقت سابق للمملكة لتنظيم فعاليات بمستوى عالمي لبعض أنواع رياضة المحركات التي تتمتع بشعبية كبيرة وبمشاركات سعودية وخليجية وعالمية واسعة".
ويلفت إلى أن فريق عمل ميدان ديراب عمل على تدريب وتطوير فريق عمل من شباب سعوديين يملكون خبرة كبيرة في تنظيم فعاليات رياضة المحركات، ويضيف: "لقد استضافت المملكة في العامين الماضيين العديد من الفعاليات العالمية لرياضة المحركات، ما زاد من وعي السعوديين بهذه الرياضة وإقبالهم عليها. رياضة السيارات صحية وإيجابية للمجتمع وتتعدى كونها رياضة لتصبح صناعة ترفيهية، وهذه رياضة مجتمعية لكلا الجنسين".
الأيام المفتوحة
وينظم ميدان ديراب مزيجاً من الأيام المفتوحة والسباقات والبطولات لمختلف أنواع رياضة السيارات مع توفير مكان مخصص للعائلات لأنشطة الترفيه في الهواء الطلق في بيئة آمنة وقانونية. يوضح السديري" "في كل عطلة نهاية أسبوع على مدار العام تستضيف ديراب أنشطة لسباق الدراج ريس، والدرفت، والأوتوكروس، والكارتينج، والاستعراض الحر، وقريبا جدا سباقات الحلبات، بينما جرى تخصيص بعض المناطق داخل الميدان لتجمعات أندية السيارات والدراجات النارية مع منطقة بازار، ومنطقة أنشطة للأطفال، ومنطقة لعربات الأطعمة".
ويلفت إلى أن ميدان ديراب نظم واستضاف العديد من الفعاليات الترفيهية الموجهة لجميع أفراد العائلة مستفيدا من موقعه والبنية التحتية الصلبة -بحسب وصف السديري- والمرافق الخارجية المختلفة التي يتضمنها سواء كانت مناطق معبدة بالإسفلت أو المناطق الجبلية الوعرة داخل حدود الميدان. تنوعت هذه الفعاليات من أحداث محلية وعالمية عملاقة إلى فعاليات ترفيهية ورياضية متوسطة الحجم وكل هذا بالتوافق مع رؤية المملكة 2030.
ويقدم السديري أمثلة على الأحداث التي جرى تنظيمها واستضافتها من قبل ميدان ديراب مثل مهرجان مزولة 2016، وسباق العقبات الدولي (سبارتن 2016)، ومهرجان الشانزليزيه 2017، ومهرجان العيد الوطني 2017، وبطولة ديراب للدراجات الجبلية 2017.
بيئة آمنة
وردا على سؤال الرجل بماذا تنصح من يريد ممارسة رياضة السيارات بميدان ديراب؟ يجيب السديري: "يرغب معظم الأشخاص الذين يشترون سيارة أو دراجة نارية رياضية في تجربة إمكانياتها وتطوير مهارات القيادة لديهم ومعرفة ما يمكنهم فعله، خصوصا في مجال التحديات مع السيارات والدراجات النارية الأخرى. وفي حين أنه من المغري القيام بذلك في شوارع المدينة إلا أنه يمثل خطورة كبيرة أيضاً. لا يقتصر الأمر فقط على عقوبات صارمة على هذه السباقات على الطرق العامة، بل إنها تعرض الآخرين للخطر في الشارع. يجب عليه أن يختبر سيارته أو دراجته في ظروف سباق حقيقية آمنة وبشكل قانوني مع تحسين مهاراته في القيادة في الوقت نفسه".
كما يلفت إلى أن الميدان يوفر أيضاً مكانا رائعا للقاء أشخاص آخرين لديهم اهتمامات مماثلة. ويضيف: "نرحب بجميع أنواع السيارات والدراجات النارية في الأيام المفتوحة التي نقيمها بشكل أسبوعي، سواء كان السائق هاويا للرياضة أو محترفا".
طموح وإعجاب
يكشف السديري عن أن لديهم "توجهات كثيرة، منها استضافة الكثير من السباقات الدولية والبطولات المختلفة مثل بطولة الشفروليه سوبر كارز الشرق الأوسط". وينوه بزيارة رئيس الاتحاد الدولي للسيارات جون توج الخاصة لموقع حلبة ديراب والمنشأة الرياضية، مشيرا إلى أنه أبدى إعجابه الكبير به، مشيداً بالطفرة الكبيرة التي تشهدها رياضة السيارات في منطقة الخليج، وذلك خلال شهر مارس الماضي، وما أذهله هو أنه للمرة الأولى يجري إنشاء مشروع بهذا الحجم لرياضة السيارات يعتمد على تمويل ذاتي ومفتوح للعامة.
ويرى السديري أن ما جرى إنجازه من مرافق وخدمات حتى الآن والمشروعات المستقبلية والفرص الاستثمارية المتاحة داخله "تضعه كأحد المعالم الرياضية والسياحية والترفيهية في الشرق الأوسط تماشياً مع رؤية المملكة 2030".
اقتصاد رياضي
وعن علاقة المشروع برؤية المملكة 2030 يشير السديري إلى "وجود الاهتمام الكبير من ولي العهد ومتابعته ودعمه المباشر والعمل الكبير الذي يقوم به وزيرنا الشاب سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة الذي حقق عدة قفزات ومبادرات وبرامج تمثل لبنة أساسية ودافعة لتحقيق الرؤية".
ويخلص إلى القول: "من الواجب علينا العمل والمساهمة الجادة سواء كأفراد مجتمع في تحقيق رؤيتنا 2030 ووعينا بالمسؤولية تجاه اقتصادنا وصحة مجتمعنا وأهمية وجود مجتمع رياضي محب للرياضة ودوره المهم في جودة حياتنا وكذلك وعينا كرياضيين بأهمية وجود وتأسيس اقتصاد رياضي".
وعن النصيحة التي يقدمها للشباب السعودي لتحقيق آماله وطموحاته؟ يقول السديري "الإصرار والعمل الجاد والتطوير الذاتي والمهارات، والاستفادة من الخبرات والاستشارات ومتابعة الناجحين السعوديين والاقتداء بهم الذين أصبحوا رموزا في كل المجالات سواء العلمية أو الاقتصادية أو الأدبية".