احذر الأخطاء الشائعة في المقابلات الشخصية عن بعد
يعد إجراء المقابلات الشخصية الافتراضية، بالاعتماد على التطبيقات الموجودة أونلاين، شيئاً شائعاً هذه الأيام، لا سيّما بعد جائحة كورونا. بالنسبة للشركات، هذه طريقة جيدة لتوفير النفقات، وإجراء مقابلات عديدة، لكن بالنسبة لك، فالأمر يحتوي على العديد من التحديات، مع احتمالية حدوث بعض الأخطاء.
لذا، سنتحدث في هذا المقال عن بعض الأخطاء الشائعة في المقابلات الشخصية التي يجب عليك تجنبها.
أنواع المقابلة الشخصية
تتعدد أنواع المقابلة الشخصية التي يمكن الخوض بها، وتستخدم الشركات مجموعة متنوعة منها وفقاً لما يناسبها. من ناحيتك، أنت بحاجة إلى الاستعداد جيداً للمقابلة حتى تقدر على التعامل معها بكفاءة. من أنواع المقابلات الشخصية:
1- المقابلة الشخصية المباشرة: هي النوع الأكثر شيوعاً بالطبع، وتعتمد فيه الشركات على اللقاء بالمتقدمين وجهاً لوجه في مقر الشركة، أو في مكان آخر.
2- المقابلة الشخصية الهاتفية: في هذا النوع تجري الشركات المقابلات مع المتقدمين من خلال الهاتف، على الأغلب يُستخدم هذا النوع في البداية للاتفاق مع المرشحين، ثم الانتقال إلى مرحلة اللقاء المباشر.
3- المقابلة الشخصية عن بعد: هي الطريقة التي تلتقي فيها الشركة مع المتقدمين، وتجري اللقاء معهم عن بعد من خلال أحد التطبيقات المخصصة.
لماذا تحدث الأخطاء الشائعة في المقابلات الشخصية عن بعد؟
على الأغلب نحن اعتدنا على المقابلة الشخصية الاعتيادية، بالتالي في المقابلات الافتراضية نسعى إلى القيام بالأفعال ذاتها، وهو الأمر الذي يجعلنا أحياناً نقع في مشكلة. مثلاً طريقة التفاعل في أرض الواقع، تختلف تماماً عن التفاعل في أثناء التواجد على منصة مثل زووم مثلاً.
بالتالي المشكلة هي أننا لم نتدرب على المقابلات الأونلاين بالشكل الكافي. لذا، يتطلب الأمر الفهم بأنّ هذه المقابلات هي نوع فريد بذاته، ولا بد من التعامل معه بطريقة مختلفة. بدءاً من الاستعداد، ومروراً بجميع المراحل الخاصة بالمقابلة ذاتها.
كيفية التغلب على أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد
نتيجة للمشكلة المذكورة في الفقرة السابقة، يرتكب البعض مجموعة من الأخطاء التي تؤدي إلى التأثير على فاعلية أدائهم في المقابلة. لذا، من المهم معرفة كيفية التغلب على أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد الأكثر انتشاراً:
الخطأ الأول: الحضور إلى المقابلة الشخصية متأخراً
بالطبع أنت تجري المقابلة الشخصية من منزلك، لذا تظن أنّ الأمر لا يحتاج منك الوقت، فتلجأ إلى فتح جهازك لإجراء المقابلة قبل الموعد بالضبط، وهذه واحدة من أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد. إذ ربما تكتشف وجود مشكلة في اللحظات الأخيرة، وهو ما يجعلك تتأخر قليلاً، والأسوأ من ذلك هي أنّه يصيبك بالتوتر والتشتت قبل البدء.
لذا، لا بد من تجنب هذا الخطأ قدر الإمكان. وعليك قبل موعد المقابلة بفترة جيدة، يوم مثلاً على الأقل، أن تتأكد من أنّ كل شيء على ما يرام. ثم في يوم المقابلة تأكد من الحضور قبل الموعد بعدة دقائق، وتجهيز كل شيء في جهازك، ثم الجلوس في انتظار بدء المقابلة. سيمنحك هذا شعوراً بالثقة، وستدخل في أجواء المقابلة سريعاً.
الخطأ الثاني: عدم التمرن على التكنولوجيا مسبقاً
سواءٌ كنت تعتمد على تطبيق زووم أو جوجل ميت أو أي تكنولوجيا أخرى، لا بد من التمرن عليها مسبقاً. في عالم الأونلاين، الاعتماد على أي تطبيق هو تحدٍّ خاص بذاته، وإذا لم يكن لديك فهم كامل له، ربما يؤدي ذلك إلى شعورك بالتوتر في أثناء إجراء المقابلة الشخصية، هو شيء لا تريده أبدًا. يكفيك قلق المقابلة ذاتها.
لا تفترض أنّ فهمك لتطبيق زووم، سيعني بالتبعية فهمك لبقية التطبيقات. إذ ربما تتشابه المهام، لكن تختلف الطريقة من تطبيق لآخر. مثلاً لكل تطبيق طريقته في فتح المايك والكاميرا ومشاركة الشاشة، بالتالي لا بد من فهم طريقة عمل التطبيق جيداً، وواحدة من أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد الشائعة هي عدم الاستعداد الجيد للتطبيق المستخدم في المقابلة.
أفضل شيء هو معرفة التطبيق الذي سيستخدم في عمل المقابلة، بدلاً من الانتظار للحظة الأخيرة. بعد معرفة التطبيق، يمكنك تحميله والتدريب عليه بالفعل، وخوض تجربة المقابلة الشخصية. سيساعدك ذلك في الشعور براحة أكبر، وسيكون لديك المرونة الكافية للتعامل مع التطبيق بالشكل المناسب.
الخطأ الثالث: عدم تجهيز السيرة الذاتية
في المقابلة الشخصية التقليدية، من الشائع الذهاب إليها وأنت تحمل ملف السيرة الذاتية الخاص بك، وأي مواد أخرى مهمة بالنسبة لك. ينطبق الأمر ذاته على المقابلة الأونلاين، لكن بطريقة مختلفة. إذ لا بد من امتلاك جميع المواد التي تريدها في مكان منظم على جهازك، مثلاً السيرة الذاتية ونماذج الأعمال وأي شيء آخر مهم.
لا تريد أن تُسأل عن شيء لا يمكنك الوصول إليه، أو تأخذ وقتاً لفعل ذلك، وبالتالي يصيبك هذا بالتشتت في أثناء المقابلة. ينطبق الأمر أيضاً على أي شيء ترغب في استخدامه في المقابلة، مثلاً إذا أردت تناول الماء أثناء المقابلة، تأكد من وجود زجاجة مياه بجانبك قبل البدء، فلا تضطر للقيام من مكانك.
الخطأ الرابع: اختيار الزي الخاطئ
على الأغلب نعتاد على ملابس معينة في أثناء تواجدنا بالمنزل، لكن لا يمكن فعل الشيء ذاته في المقابلة الشخصية. إذ الافتراض أنّه لا داعي لارتداء زي مناسب، لأنّها مقابلة في المنزل، هو افتراض خاطئ وهو أحد أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد. لا يتطلب الأمر ارتداء زي رسمي بالكامل، لكن على الأقل لا يجب عليك الحضور مرتدياً ملابس المنزل.
قبل المقابلة اسأل عن الزي المخصص للمقابلة، وفي حالة عدم وجود زي معين، احرص على ارتداء ملابس مناسبة للمقابلة، التي يكون مظهرها جيداً على الكاميرا، ويعكس حضورا احترافيا لك. تجنّب الألوان الزاهية أو ملابس تشبه الخلفية التي تظهر وراء الكاميرا.
الخطأ الخامس: إجراء المقابلات الشخصية في مكان فوضوي
في الحقيقة بيئة العمل والتجهيز الجيد لمكان عملك هو شيء ضروري دائماً، فلماذا لا ينطبق ذلك على المقابلة الشخصية كذلك؟ من أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد أن تجريها في مكان فوضوي، مثلاً مكتب غير مرتب أو أوراق متناثرة، فيؤدي ذلك إلى تشتيت محاورك في أثناء المقابلة.
لذا، قبل البدء في المقابلة، تأكد من تجهيز المكان جيداً، تنظيفه من أي فوضى، وكذلك التأكد من اختيار موقع بعيد عن الضوضاء، يمكنك من خلاله التركيز على الأداء في المقابلة بشكل جيد.
الخطأ السادس: ارتكاب عادات خاطئة في المقابلة
من أسوأ أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد، هي ارتكاب عادات خاطئة في أثناء المقابلة، وأغلبها يحدث دون قصد للأسف. إذ تعكس هذه العادات عدم اهتمامك بالمقابلة، على الرغم بالطبع من أنّك لا تقصد ذلك على الإطلاق، فأنت تحاول الحصول على فرصة حقيقية.
لذا، انتبه جيداً لما يصدر منك أثناء المقابلة الشخصية، حتى لو كان ذلك يتعلق بالإيماءات الصغيرة التي تصدر عنك، أو نظرك إلى هاتفك، أو بعيد عن الشاشة دون قصد، بدلاً من تركيز التواصل مع المحاور. لذا، عليك الاهتمام بالتدريب على هذه الأمور جيداً، والتأكد من أنّك تظهر في أعلى درجات التواصل مع محاورك.
انتبه دائماً للتفاصيل في المقابلة الشخصية، وحاول القراءة حول العادات المناسبة للنجاح في المقابلة الشخصية الأونلاين، وإذا هناك أي ملاحظات مهمة لا بد من التركيز عليها. سيمكنك ذلك من تجنب أي عادات خاطئة، مع استخدام عادات صحيحة.
الخطأ السابع: عدم إجراء محادثات حقيقية
تبدو المقابلة الشخصية تحدياً كبيراً عند إجرائها أونلاين، لأنّك لا تقدر على التواصل مع المحاور بنفس الطريقة التي تفعلها على أرض الواقع، حيث يمكنك خلق محادثة حقيقية. في الحقيقة من المهم تطبيق الأمر ذاته على المقابلة الافتراضية. لكن واحدة من أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد أن تتعامل معها على أنّها لقاء لا تحتاج فيه إلى التفاعل.
من المهم التعامل مع الأمر على أنّه محادثة مع الطرف الآخر، تسعون من خلالها إلى تبادل المعلومات والأفكار بشأن موضوع المقابلة، من أجل تحقيق الهدف ذاته. اهتم بالاستماع إلى محدثك، وإظهار الاهتمام بما يقوله، ثم بعد ذلك الحصول على فرصتك في الحديث.
لا تجعل أخطاء المقابلة الشخصية عن بعد تؤثر عليك، وتجعلك تظن أنّه لن يكون بإمكانك النجاح في المقابلة الشخصية. سيساعدك في ذلك التدريب جيدًا على المقابلة، ستجد نفسك قادرًا على التحكم في هذه الأخطاء، والتأكد من عدم حدوثها معك. أجري بعض المقابلات الافتراضية الاستعدادية قبل المقابلة الفعلية، ستزداد ثقتك وسيصبح أداؤك أفضل.