فوائد وأضرار مناورة فالسالفا للتنفس خلال رفع الأثقال
من يمارسون رفع الأثقال أو يؤدون التمرينات في صالة الجيمنازيوم بأثقال عالية الوزن يجدون دوماً أنفسهم أمام سؤال هام: كيف أتنفس بالطريقة المثلى أثناء رفع الوزن؟
البعض يقول إن الطريقة الصحيحة للقيام بذلك هي الشهيق أثناء النزول بالوزن والزفير أثناء الرفع.
وإذا كان الوزن يجبرك على الاستناد إلى ركبتيك بقرب الأرض، تتنفس بينما تخفض فخذك لتتوازى مع الأرض، ثم تتنفس بينما تتأهب للعودة إلى الوقوف على ساقيك. يقال إن تلك الطريقة تضمن عدم ارتفاع ضغط الدم أثناء رفع كل هذا الوزن وبالتالي تحمي من الإغماء أو الإصابة بسكتة دماغية.
مناورة فالسالفا
لكن هناك طريقة مخصوصة للتنفس أثناء رفع الأوزان تنسب لطبيب إيطالي ظهر في القرن السابع عشر، وتحمل اسمه، تدعى "مناورة فالسالفا"، وهي مثار الكثير من الجدل حول جدواها أولا، ومدى فائدتها وضررها ثانياً.
كيف أؤدي مناورة فالسالفا؟
قبل أن تتمكن من فهم فوائد مناورة فالسالفا تحتاج إلى معرفة ما الذي يتعين عليك القيام به، والمتمثل في التالي:-
- خذ نفساً عميقاً من البطن، فكر في الأمر حتى بذهنك واحصل على النفس العميق الذي تبحث عنه.
- إغلاق مزمار الحنجرة الخاص بك والزفير عكس اتجاه الإغلاق، بحيث لا يستطيع الهواء الهروب من رئتيك فيرتفع الضغط داخل البطن والصدر.
- قم بإجراء الرفع بالكامل مع الاستمرار في الزفير ضد اتجاه المزمار المغلق، لا تدع الهواء يخرج أثناء الإنزال أو عند العودة.
- اترك الهواء يهرب من المزمار بعد انتهاء المجهود، حرره تماماً.
باختصار، مناورة فالسالفا تعتمد على إخراج زفير قوي مع إغلاق كل ممرات الهواء، فيتم إغلاق الفم والأنف مع إخراج هواء قوي من الرئة إلى داخل الفم.
الأمر شبيه كما لو كنت تنفخ بالونًا، ولكن لا يسمح للهواء بالخروج من أي من الفم أو الأنف، فيتجه إلى قناة استاكيوس ومنها إلى الأذن الوسطى.
بينما توجد هناك نسخة معدلة من مناورة فالسالفا، تؤدّى عن طريق نفخ الهواء الداخلي تجاه مزمار الحنجرة وهي في حالة إغلاق، من دون إمرار الهواء في قناة استاكيوس، وبهذا تحدث استجابات القلب والأوعية الدموية الملائمة لمزاولة نشاط بدني قوي من هذا النوع.
في عالم رفع الأثقال، ترك الأمر للتجريب عديد المرات، ولكن هناك اعتقاد عام بأن مناورة فالسالفا هي نمط التنفس الأمثل لإنتاج القوة القصوى والملائمة لرياضة من هذا النوع.
أضرار مناورة فالسالفا
صحيح أن استخدام هذه المناورة يعمل على تحقيق الاستقرار في الجذع أثناء التمارين، مثل تمرين القرفصاء (بالإنجليزية: squat)، تمرين الرفعة المميتة (بالإنجليزية: Deadlift)، وتمرين ضغط البنش بالبار (بالإنجليزية: bench press). لكن العلم الحديث لا يقف نفس الموقف من هذه الاعتقادات، فقد أجريت تجارب تمت فيها محاكاة أقصى قوة رفع لتشير إلى أنه على الرغم من زيادة الضغط داخل البطن بشكل ملحوظ، فإن ذلك لا يترافق مع زيادة في قوة الجذع وهو الهدف الرئيس الذي يصبو إليه رافعو الأثقال باستخدام تلك التقنية في التنفس.
نمط تنفس فالسالفا بخلاف ذلك أيضا يفرض آثارًا سلبيةً على الحركة الدموية لنظام القلب والأوعية الدموية، مثل زيادة ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، وخطر النزف الدماغي، وبالتالي فإن عامل الخطورة أيضاً لا يشير إلى أن الأمر يستحق كل تلك المجازفة.
ولذا، لا ينصح بإجراء مناورة فالسالفا لأغراض تدريبات القوة، ولا سيما لمرضى ارتفاع ضغط الدم، والذين يعانون من اضطرابات الدورة الدموية بشكل عام.
ولكن السؤال يظل مُلحّاً، ما هي طريقة التنفس المثلى أثناء أداء التمارين بالأوزان، الحل أن تبقى في الأمان من خلال تلك الطريقة البسيطة للغاية، والمتمثلة في دفع هواء الزفير بقوة أثناء التمرين من أجل إنتاج أقصى قوة بدلاً عن أخذ قرارات قد تؤدي إلى ندم كبير.