قصة النشيد الوطني السعودي من القديم إلى الحديث
النشيد الوطني السعودي هو النشيد الرسمي للمملكة العربية السعودية منذ عام 1984، كتبه الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي، ولحّنه الموسيقار السعودي طارق عبد الحكيم 1947، وكان بتوزيع الموسيقار سراج عمر. وكان الموسيقار المصري عبد الرحمن الخطيب هو أول من لحن السلام الملكي السعودي عام 1945 في أثناء زيارة الملك عبد العزيز لمصر.
في بداية الأمر كان يُعزف السلام الملكي السعودي من دون أي كلمات مصاحبة له بالرغم من وجود النشيد الذي ألفه الشاعر السعودي محمد طلعت.
فما قصة كتابة النشيد الوطني السعودي؟ تعرف إليها في هذا المقال:
أهمية النشيد الوطني السعودي
لا شك أن النشيد الوطني رمز لأي دولة كالعلم، فهو يعبر عن مدى حريتها واستقلاليتها وفخر المواطنين بأوطانهم، ولذلك نجدهم يرددون كلماته بشموخ في طوابير طلاب المدارس أو المؤتمرات أو غيرها من المناسبات الرسمية، وذلك ليعكس ويقوي مدى حب الشعب للوطن وانتماءه له، كما يبعث في النفس الطمأنينة والحماس.
أما عن النشيد الوطني السعودي فهو لُحن من الأصالة والفخر، ويشجع على رفع الهمم والروح المعنوية للسعوديين وتقديم الأفضل والحفاظ على الوطن وأمنه، وتطورت كلماته على مدى السنوات حتى وصلنا إلى النشيد الوطني الحالي الذي نردده في مدارسنا.
قصة النشيد الوطني السعودي
بداية الفكرة
تعود قصة فكرة كلمات النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية، لزمن زيارة رسمية، أجراها الملك خالد بن عبدالعزيز لجمهورية مصر العربية، إذ استقبله وقتها الرئيس محمد أنور السادات، وفي أثناء ذلك أعجب الملك خالد بكلمات النشيد الوطني المصري، وحينها لم يكن هناك نشيد وطني متعارف عليه للمملكة العربية السعودية.
فسأل الملك خالد وزير إعلامه المرافق له في الزيارة "محمد اليماني": لماذا لا يصاحب السلام الملكي السعودي نشيد وطني؟ لتبدأ ولادة الفكرة والبحث عن مؤلف لها.
وخاطب الدكتور "اليماني" كبار شعراء المملكة البارزين، طالبًا منهم تحقيق رغبة الملك خالد؛ منبهًا بأن يكون متوافقًا في وزنه ولحنه مع موسيقى السلام الملكي السعودي المعروف.
وهو السلام الذي لحنه الملحن المصري عبدالرحمن الخطيب بتوجيه من الملك فاروق ملك مصر؛ ليكون هدية بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله إلى مملكة مصر في عام 1365هـ 1945م".
التكليف بكتابة النشيد
كان الأمير عبدالله الفيصل هو من اقترح على القيادة وأصحاب الشأن تكليفَ الشاعر المكي "إبراهيم خفاجي" بكتابة النشيد الوطني السعودي؛ وذلك لمعرفته الشخصية بقدرة "خفاجي" على ذلك.
وصادف أن كان "خفاجي" يقضي إجازته في القاهرة؛ فبحث عنه السفير السعودي في مصر آنذاك "أسعد أبو النصر"، وعندما اهتدى إلى عنوانه ترك له إشعارًا بمراجعة السفارة السعودية في القاهرة لأمر مهم، وما أن علم "خفاجي" بالرغبة الكريمة وتشريفه بهذه المهمة الوطنية حتى استعد لها، ولكن شاءت إرادة الله تعالى وفاة الملك خالد فتأخر تنفيذ الفكرة.
وقال الشاعر الراحل إنه قد بلغته رغبة الملك فهد بن عبدالعزيز الشروع في تنفيذ الفكرة، وبلّغه اشتراط الملك فهد أن يكون النشيد خاليًا من اسم الملك، وألا تخرج كلمات النشيد عن الدين والعادات والتقاليد.
كتابة النشيد وتوزيعه
مكث "خفاجي" بعدها ستة أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سلّم النص للموسيقار السعودي المعروف "سراج عمر العمودي"، الذي كلّف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي.
وكان "علي الشاعر" وزيرًا للإعلام السعودي خلفاً للدكتور "اليماني"؛ فقدم له نص النشيد في صورته النهائية؛ فقام بدوره وقدمه للملك فهد بن عبدالعزيز الذي أجازه بعد سماعه له وإعجابه به، وأمر بتوزيع نسخ منه على جميع سفارات المملكة العربية السعودية.
تكريم إبراهيم خفاجي
إثر إعجابه به ونسخه وتوزيعه، منح الملك فهد الشاعر إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك.
وكان يوم الجمعة، أول أيام عيد الفطر المبارك 1404هـ/ 1984م هو يوم ميلاد النشيد الوطني الحالي، إذ سمعه الشعب السعودي والعالم بعد أن بثته إذاعة وتلفزيون المملكة في افتتاحية برامجهما ذلك اليوم.
كلمات النشيد الوطني السعودي
إليكم كلمات النشيد الوطني القديم في عهد الملك عبد العزيز:
يعيش ملكنا الحبيب
أرواحنا فداه حامي الحرم
هيا اهتفوا عاش الملك
هيا ارفعوا راية الوطن
اهتفوا ورددوا النشيد
يعيش الملك
النشيد الوطني في عهد الملك سعود
العُلَى لِمَن؟ .. يابَني الوَطَنِْ
تَوءَا خُلودْ .. نحنُ والزَّمنْ
سائِلوا الجُدودْ .. سائِلوا الحِقَبْ
يَهتُفوا سُعودْ .. عاهِلَ العَرَبْ
لِصاحِبِ الجَلاَلةِ العَظِيمْ .. لِقائدِ العُروبَةِ الحَكيمْ
أَرْوَاحُنَا فِدى، شِعارُنا الهُدى، السِّلمِ في الرِّدى، لِلتَّاجِ لِلْوَطن
كَوكَبٌ في السَماءْ .. عرشُه من إِباءْ
تاجُه دُرَّةُ الأوْفياء .. مَجْدُهُ شُعْلَةٌ من ضِيَاءْ
عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ
شبابُنا الهُمامُ يَقْتَدي .. بِرائِدِ الجِهادِ يَهْتَدي
سُعودِةِ الأبْي، وجيشِ يَعْرُبِ .. يَحوطُهُ النبَّيْ يُبَارِكُ الوَطَنْ
يا حِمَى زَغْرِدي .. يا سَما رَدِّدي
وابْسِمى لِلْمُنَى واشْهدي .. أنَّنا فِتْيَةُ الَُسؤْدَدِ
عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ
يُتَوِّجُ الجَزيرَةَ العَلَمْ .. يُعانِقُ الرّياَضَ والحَرَمْ
نَخيلُنا جلال، سُيوفُنا طِوَالْ .. مَلِكُنَا هِلالْ، يُزيِّنُ الوطَنْ
عَدْلْه في الزَّمانْ .. شِاهدٌ لِلْعَيَانْ
أسْدُهُ، ظَبْيُهُ، في أمَانْ .. شَعْبُهُ، جُنْدُهُ، لَنْ يُهانْ
عاشَ المَلِكْ، عاشَ الوَطَنْ
كلمات النشيد الوطني الجديد
بدأ عزف النشيد الوطني رسميًا في أثناء افتتاح واختتام البث الإذاعي والتلفازي يوم الجمعة 1 شوال، 1404 هـ/ 29 يونيو، 1984. إذ كلف الشاعر إبراهيم خفاجي من قبل الملك فهد بن عبد العزيز، بصياغة كلمات النشيد الوطني الذي جاء مواكبا لموسيقى السلام الملكي إذ نسق الموسيقار السعودي سراج عمر الكلمات للحن، لتردد في المدارس، ومن ثم أصبحت تنشده البعثات الرياضية والشبابية السعودية في المحافل الدولية.
ويتألف النشيد الوطني الجديد من أربعة مقاطع كالآتي:
سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا
مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ
يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِي الله أكْبَر
يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين
عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ
نبذة عن كاتب النشيد الوطني.. إبراهيم خفاجي
إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين خفاجي (1926 - 24 نوفمبر 2017م).
شاعر غنائي سعودي معاصر، كتب النشيد الوطني السعودي، ولُقِّب بـ «شاعر الوطن»، كما لُقِّب بألقاب أخرى غيرها.
ويُعد من الشعراء المؤسسين لمسيرة الثقافة في منطقة الخليج العربي، كما أنه أحد المساهمين في تأسيس نادي الهلال السعودي، إذ شغل منصب نائب رئيس النادي إبان نشأته.
كما أنه أول رئيس لجمعية الفنون في منطقة مكة، ورئيسا للجنة المشرفة على إعداد الموسوعة الصوتية للتراث السعودي.
غنّى أشعاره نخبة من الفنانين السعوديين والعرب، وكان يستمد أشعاره من الفلكلور الشعبي السعودي، وتميّز باستخدام لافت للكلمات الحجازية الصافية.
قدّم عبر موهبته الشعرية نحو 600 قصيدة غنائية، ومن أهم أعماله أوبريت (عرايس المملكة) الذي قدمه في مهرجان الجنادرية عام 1416هـ/ 1995م قبل ابتعاده عن الفن لظروفه الصحية.
شاهد أيضا: فيديو| وفاة إبراهيم خفاجى شاعر النشيد الوطني عن عمر يناهز ٩١ عاما
وكانت هذه حكاية تطور كلمات النشيد الوطني السعودي الرسمي من القديم إلى الحديث والذي يردده الطلاب في كل صباح، ويتغنى به الشعب السعودي بكل فخر في شتى الاحتفالات والمناسبات الوطنية والرسمية داخل البلاد وخارجها.