لماذا بات اقتناء طائرة فارهة لأسفارك أمراً ضرورياً؟
على صناع الطائرات الخاصة الفخمة أن يتوجهوا بالشكر لفيروس كورونا، لأن هذه الصناعة اكتسبت شهرة وطلبا خلال فترة الوباء كما لم يحدث لها من قبل.
الطلب بات كبيرا من الأثرياء حول العالم في ظل الوباء، رغبة في التنقل السلس، وهذا السوق بات يجذب أكثر فأكثر نجوم الأفلام حول العالم ورؤساء الدول، وشيئا فشيئا يأخذ طريقه إلى الأثرياء من كل حدب وصوب في ظل الحاجة الماسة للطائرات الخاصة خلال أيامنا هذه.
العائلات، مجموعات الأصدقاء وحتى أصدقاء العمل باتوا هذه الأيام يستقلون الطائرات الخاصة الفارهة أكثر من أي وقت مضى، تفاديا لتعقيدات المطارات في ظل الرغبة العالمية في احتواء أزمة تفشي فيروس كورونا.
ورغم أن سوق الفخامة بشكل عام شأنه شأن كل الأسواق، تلقى ضربات قوية في ظل أزمة فيروس كورونا، فإن الفترة الحالية ما بعد الوباء تشهد طفرة في بعض الأسواق، مثل سوق السيارات الفخمة، الملابس، البضائع، وفي القلب منها السفر الفاره وسط إجراءات الإغلاق، وباتت الطائرات الخاصة الصغيرة الفارهة مطلوبة، حتى الطائرات التي تسع لفرد وفردين.
لماذا استفاد سوق الطائرات الخاصة ورحلات الاستئجار الفارهة من الجائحة؟
رحلات السفر عبر الطائرات الخاصة للعائلات استفادت من الوباء في أسواق كبيرة، لأنه قبل الوباء كانت تلك الرحلات أكثر رفاهية وراحة، وتأثيرا في المسافر ووجاهة له، ولكن بعد الوباء أضيف إلى كل ذلك عامل مهم للغاية، أن تلك الرحلات باتت أكثر أمانا.
حينما تسافر عبر أي من مطارات العالم، فإنك تتعرض لـ 500 نقطة تلامس مع أشخاص حتى تخرج من المطار، في المرات الـ 500 تتضاعف نسبة العدوى حوالي 10 مرات عن السفر بالطائرات الخاصة ورحلات الاستئجار الفارهة، والتي لا تتعدى نقاط التلامس فيها 50 مرة في أعلى التوقعات.
إجرائيا، لا تحتاج الانتظار لأي وقت كي تصل إلى وجهتك بخلاف وقت الرحلة، بمجرد ضمان سلامة أوراقك ودخولك إلى البلاد التي تسعى للسفر إليها، فإن كل شيء يكون في الجو بعد ذلك، على عكس السفر عبر المطارات والذي قد يعطلك ساعات أثناء الوصول، وتتزايد تلك الساعات أكثر فأكثر في خضم الوباء.
زاد الأمر سهولة ومرونة حين باتت تلك العائلات من الأثرياء تستطيع أن تدير كل شيء "أون لاين" دون أن يحتاج الأمر إلى إجراءات بيروقراطية كثيرة، كانت هذه سمة قبل الوباء لكنها بعده صارت ضرورة في شتى الأسواق.
أكدت صحيفة "التليجراف" البريطانية الشهيرة أن شركات الطائرات الخاصة تشهد طلبا من نطاق أوسع من العملاء بعد الجائحة.
ما قد يدفع هذا السوق أكثر فأكثر، هو مدى التوفير والفارق المادي الكبير بينه وبين السفر الاعتيادي سواء على الفرد أو على المؤسسات والدول بشكل عام، فهناك عامل هام يتمثل في تكلفة الوقود والفارق الكبير بين الطريقتين في السفر لصالح السفر الخاص الفاره، عدد الطيارين وأفراد الطاقم وأعداد الركاب والمسافات المقطوعة، حجم الطائرة وإتاحة الطيران، كل هذه عوامل لها تأثير على الحسبة المادية، وكلها تصب في صالح السفر بالطائرات الخاصة ورحلات الاستئجار.
وعلى عكس الرحلات التجارية، ستحصل على طائرة كاملة وليس على مجرد مقعد!
على سبيل المثال، سنستعرض لك وجهتين داخل أستراليا وما هي تكلفة السفر بالطائرات الخاصة والطيران الاعتيادي، تكلف رحلة ملبورن-سيدني (أو رحلة حيث تكون المسافة من الانطلاق إلى الوجهة 1000 كيلومتر في اتجاه واحد) حوالي 11000 دولار (خمسة إلى 10 ركاب في مقصورة ذات طراز اقتصادي).
ولكن إذا كنت ترغب حقًا في أن تحظى بسفر فاره وأرخص، فإن طائرة من الدرجة الأولى تتسع لـ16 شخصًا ستعيد لك 25000 دولار مما تدفعه في الخيار الأول.
مع ارتفاع أسعار شركات الطيران الدولية بشكل كبير بعد الوباء، يبدو أن السفر بالطائرة الخاصة هو المستقبل، ورغم أن الأمر ليس رخيصا للغاية ولكن التفكير العقلاني يجعله الخيار الأمثل.