القمة الحكومية الثالثة تنطلق من دبي بمشاركة أبرز قادة التطوير الحكومي العالميين
الرجل: دبي
أبرزت الدورة الثالثة للقمة الحكومية والتي انطلقت فعالياتها في دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء تحت "شعار استشراف حكومات المستقبل" الدور الكبير للشفافية الحكومية والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التغيير المجتمعي. وقال معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته الرئيسية ضمن فعاليات الدورة الثالثة من القمة الحكومية: "يجب أن نحث الحكومات على الشفافية، فالقادة الذين
يتفاعلون مع مواطنيهم والمقيمين في بلادهم يصبحون أقوى، فيما تتسبب الأنظمة الفاسدة والمستبدة، والبيروقراطية في فقدان الأمل عند الشعوب وبالتالي عدم استقرار المجتمع".
وأكد أن الاستقرار الاجتماعي يتطلب وجود مؤسسات موثوقة، مبيناً أن كفاءة الحكومة لا تقتصر على العمل بشكل جيد، إذ يجب أن تخدم العمليات والأنظمة والخطط المصلحة العامة".
وأوضح أن القطاع الخاص أثبت قدرته على خدمة المصلحة العامة بطريقة مبتكرة، ويتوجب على القيادات والحكومات اليوم استكشاف العوامل التي تحرك الممارسات المستدامة في قطاع الأعمال، الأمر الذي تتعاون الأمم المتحدة لتحقيقه إلى جانب الحكومات.
وقال: "نلتقي في وقت يشهد فيه العالم الكثير من الاضطرابات الأمر الذي يجعل تحقيق سلام طويل الأجل أمراً في غاية الأهمية، وتلعب الأمم المتحدة دوراً محورياً في حشد استجابة العالمية، وتتعاون مع الحكومات لتسريع تحقيق السلام والوصول إلى مستقبل مستدام".
وأشاد بان كي مون بالحكومة الإماراتية ورؤيتها القيادية في تنظيم القمة الحكومية، ونجاحها المتواصل في إجراء التحديث مع الحفاظ على تراثها وهويتها الثقافية، وأثنى على إعلان 2015 عاماً للابتكار، وأكد أن هذا الأمر سيكون حافزاً للتعاون الاستراتيجي بين الحكومة ومؤسسات القطاع الخاصة.
وطالب الحكومات بضمان حقوق الإنسان وكرامته، مشدداً على مسألة التهميش وأثرها في تحفيز وإثارة التطرف، ومؤكداً أنه من واجب القادة اليوم الإصغاء إلى أصوات شعوبهم، والتعرف على أحلامهم ومخاوفهم وطموحاتهم، وبالأخص منهم النساء.
وأكد كلاوس شواب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، أن العلاقة بين الحكومات والابتكار هي التحدي الذي يواجهه العالم اليوم، منوهاً إلى أن انهيار الثقة بين الحكومات ومواطنيها هو تحد أساسي يواجهها، ومؤكداً أهمية الحاجة إلى القيادة الأخلاقية والمسؤولة، لأن القيادات يجب أن تستجيب لحاجات الأفراد الذين يعولون عليها في تحقيق متطلباتهم واحتياجاتهم.
وأشار إلى أن العالم يمر اليوم في مرحلة ما بعد الأزمة المالية العالمية وسيشهد في هذه المرحلة نمواً في وتيرة بطيئة خلال السنوات المقبلة، ولهذا فإن على الحكومات أن تكون فعالة ومبدعة وواعية، تبتعد عن البيروقراطية وتوجد نوعا من التواصل البناء والتعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، للوصول إلى التطور الذي يمكنها من الوصول إلى حكومة المستقبل.
وبين أن العامل المهم في السنوات المقبلة هو الثروة والثورة التكنولوجية التي أصبحت تتدفق بشكل كبير ومتسارع يفوق جميع التوقعات، ولهذا فإن آليات العمل الحكومي بأسره لابد أن تتغير، ليعتمد على الابتكار، ويتمكن من الاستفادة الكبرى من دخول عالم الانترنت المتسارع والعالم التقني الذي يعزز من تفوق العمل الحكومي ويقود إلى تحقيق أعلى معدلات التنافسية للحكومات على المستوى العالمي.
وقال "عندما يتم النظر إلى التنافسية سيكون الابتكار مجدداً هو المحرك الأساسي للتطور والتغيير وليس رأس المال المادي والموارد الطبيعية كما كان في السابق، فقد انتقلنا إلى عصر المواهب والابتكار وتوظيفه في التطور الاقتصادي، ولهذا فلابد من تركيز الحكومات على بناء علاقات مع القطاع الخاص لبناء نظام متكامل في الأداء الحكومي يقود إلى التميز وتحقيق معدلات تنافسية عالية.
وأضاف: "اليوم أمام الحكومات ضرورة الاستفادة من التقنيات الهائلة التي يتيحها الانترنت وتوظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات بدون طيار، التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة بما تقدمه من دعم غير مسبوق لها، ولهذا فلابد من التركيز على تشجيع الابتكار في الأفراد الذي سيقود إلى إحداث نقلات نوعية في جميع المجالات".
وأكد شواب أهمية تطوير نظم التعليم وتوظيف الابتكار فيها للوصول إلى الكفاءات والقدرات التي تمكن من تحقيق التطور المطلوب على المستوى العالمي، إضافة إلى تمكين المرأة في المجتمع لتتمكن من المشاركة بفاعلية في عملية التنمية، لأن المستقبل سوف يكون فيه رابحون وخاسرون وما سيحكم هذا هو التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة والاعتماد على الابتكار.
ومن جانبها قالت أميرة الطويل أن معوقات تطوير المرأة تكمن في السياسات الحكومية والفكر التقليدي القائم في المجتمع حول دور المرأة القيادية، ونوهت إلى حقيقة أن المرأة تقف بجانب الرجل، وليس وراءه كما يقول المثل: وراء كل رجل عظيم امرأة"، وضرورة تغيير
النظرة السائدة حول دور المرأة العربية والاستفادة من المنصات العالمية لتسليط الضوء على النجاحات المتحققة.
كما أكدت أن المرأة شريك مهم في مسيرة التنمية وخاصة في القطاع الاجتماعي، والذي يشهد مشاركة كبيرة هائلة من النساء، إلا أن المشاركة النسائية ما تزال قليلة للغاية في مجالس الإدارة والهيئات المسؤولة عن اتخاذ القرار.
ومن ناحية أخرى، قالت معالي غادة فتحي اسماعيل والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في جمهورية مصر العربية، أن المرأة لطالما ساهمت بدورها وتقدمت الصفوف لحماية المجتمع بأكمله وتناولت مسيرة المرأة العربية والمصرية عبر كافة العصور لتحقيق التقدم، ولم يكن الدافع الرئيسي وراء ذلك من أجل عائلتها فقط، بل لصالح المجتمع والدولة بأكملها.
وتناولت كذلك موضوع المساواة بين الجنسين، والتناقض بين وجهات النظر حول التمييز الإيجابي، وهو رد فعل يحمل بداية إيحابية سرعان ما تبدأ بالانحسار عند الوصول إلى مستويات محددة من الرضا بالأدوار التي تم تخصيصها للمرأة.
ويشارك في فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية التي تنعقد خلال الفترة 9-11 فيراير 2015، أكثر من 3800 مشارك، بما في ذلك كبار الشخصيات، وقادة القطاع الحكومي والخبراء من دولة الإمارات و93 دولة حول العالم، إضافة إلى مشاركة أكثر من 100 شخصية من كبار المتحدثين في جلسات رئيسية تفاعلية تجمع العديد من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيين، وقادة الفكر في مجال الابتكار الحكومي، والمسؤولين
الحكوميين والخبراء، الذين سيعرضون آراءهم وأفكارهم ورؤاهم حول حكومات المستقبل في أكثر من 50 جلسة من الجلسات المتخصصة.