الدكتور عصام بخاري لـ«الرجل»: سنُصدّر الإبداع بدلاً من النفط... أحب اللعب والذهاب إلى السينما مع أولادي
وُلِد في الطائف، ودرس في مدارس جدة، وحصل على الماجستير والدكتوراة من أشهر جامعات اليابان، اختير ليشغَلَ منصبَ المُلحق الثقافي بالسفارة السعودية في اليابان لمدة سبع سنوات، ويتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة مانجا التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك)، والتي أنتجت أول فيلم "أنمي" سعودي بالشراكة مع اليابان، مُستلهِمةً إحدى قصص التراث العربي.
يعمل اليوم في الهيئة العامة للثقافة السعودية بصفته عضواً بمجلس إدارتها، يدعو إلى مَنْح الشباب الثقة ويعمل على تحفيزهم وإلهامهم، ويرى بأن طموحات الجيل الجديد بلغت عنان السماء، ويؤمن بأن الاستثمار في التعليم ورعاية الأطفال السبيلُ إلى اقتصاد المعرفة ومستقبل سعودي يصدر الإبداع عوضاً عن النفط.
زرعت والدته فيه الرغبة بالتفوق الدائم، يستشير زوجته بكل خطواته، يُحبُّ عائلته ويجد سعادته في لعب البولينج مع أطفاله الثلاثة أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم كرتوني. إنه الدكتور عصام بخاري، في لقاء مع مجلة الرجل يتناول أهم محطات حياته العامة والخاصة.
أمي وراء تفوقي
وُلِد عصام أمان الله بخاري في مدينة الطائف عام 1398هـ. ثم انتقل مع عائلته إلى جدة، حيث عاش طفولته فيها ودرس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في مدارسها.
يَعتبِر أن الأثر الأكبر على حياته ومستقبله كان لوالديه، وخاصة والدته التي يصفها بـ"الطموحة". قائلاً عنها: "تسعى دائماً إلى الكمال في كل شيء، كانت دائماً تحفزني لأكون الأول على الفصل ثم على مستوى المدرسة، وأخيراً على مستوى المملكة".
ويضيف: "لن أنسى أنني كنت من العشرة الأوائل بالمملكة ومع ذلك غضبت مني وزجرَتْني طويلاً ولم تكن راضية أنني لم أحقق المركز الأول".
ويسترسل في حديثه عن والدته قائلاً: "أثرها كان كبيراً على حياتي العملية، جعلني دائماً أبحث عن التفوق بأي مجال وفي أي موقع أشتغل به".
الخطابة و"الحصان الأسود"
تحفيز والدته لم يكن بلا طائل، فمنذ طفولته، لفت بخاري الانتباه إلى تفوقه في الخطابة، يروي أنه عندما كان بالصف الأول الابتدائي اختير لإلقاء كلمة الفصل الدراسي. ويضيف: "الحمد لله نجحت في هذا؛ ما جعل مدير المدرسة الأستاذ محمد جميل الدين يُرشّحني لإلقاء كلمة الفصل الدراسي بعد عام، عندما كُنتُ بالصف الثاني الابتدائي، وأيضاً حققت النجاح".
ويوضح: "بالرغم من صغر سني، فقد كنت بالصف الثاني الابتدائي، والمنافسون لي بالصفوف الأعلى، لن أنسى كلمة مدير المدرسة حينما قال إني الحصان الأسود الذي يراهن عليه، والحمد لله شرفتُ المدرسة، وحصلت على المركز الأول بمجال الإلقاء والخطابة على مستوى مدارس جدة، ثم حصلت على جائزة الأمير ماجد".
يقول: "كانت الجائزة الكبرى حصولي على منحة دراسية بمدارس دار الفكر خلال المرحلة المتوسطة التي تُعدُّ نقلة نوعية لي على مستوى الدراسة والتعليم، وفي حياتي العملية، كوَّنَتْ هذه الأحداث شخصيتي وفتحت لي أبواباً متعددة، ولا أنسى فضل الجميع من معلمين وأسرتي فقد أثّروا جميعاً فيما وصلت إليه".
رائد فضاء
على مقاعد الدراسة الثانوية، كان بخاري يحلم أن يكون عالماً متخصصاً في علوم الذرّة وفكّر بأن يصبح رائد فضاء، ولكن هذا لم يحدث. يوضح: "استدعاني مالك مدارس دار الفكر الشيخ هشام زين، كنت في الثالث الثانوي وقال لي يا عصام أريدك أن تستعد للسفر إلى اليابان لمتابعة الدراسة". يضيف: "في البداية استغربت الطلب خاصة أن أغلب الطلاب خريجي المدرسة ذهبوا إلى الولايات المتحدة للدراسة في هارفارد".
بعد مشاورات مع العائلة والأصدقاء، اتخذ قراره بالتوجه إلى اليابان، والفضل كما يقول لأستاذه الدكتور مازن بليلة الذي ألهمه "طريق الصواب".
قصدت اليابان
حزم بخاري حقائبه وغادر إلى اليابان يقول: "ظللت أنا وزملائي لمدة عام ونصف العام، ندرس بأحد المعاهد المتخصصة باللغة اليابانية بالإضافة لدراسة الكيمياء والفيزياء والرياضيات بنفس اللغة، حيث إن المحتوى الياباني بالمرحلة الثانوية كان مُطابِقاً لما يدرسه الطلاب في البلاد العربية بالمستوى الجامعي". ويضيف: "كنت أدرس بكل اجتهاد حتى تمكنتُ خلال هذه الفترة من معرفة اللغة والمواد الدراسية بشكل جيّد جداً".
جامعة "الرؤساء"
بعد الانتهاء من اللغة اختار بخاري دراسة الهندسة. يقول: "استشرت في ذلك أمي التي شددت على ضرورة الالتحاق بجامعة قوية، وعلى أهمية التفوُّق فيها، وبالفعل التحقت بجامعة واسيدا التي تخرج فيها سبعة رؤساء وزارة من اليابان ومؤسس شركة سوني، ونظيره لشركة سامسونج، وغيرهم من رؤساء الشركات الكبرى".
ويصف تجربة دراسته بأنها كانت "مفيدة جداً" وقد حصل خلالها على "جائزة إيبوكا اليابانية للطلاب الأجانب عام 2006". ويعلق على هذا بالقول: "أعتز بهذه الجائزة كثيراً".
حصل بخاري على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في مجال هندسة النظم الصناعية والإدارية، ثم تابع فحصل على الدكتوراة في إدارة التقنية والابتكار. يقول: "كنت أسعى لمعرفة أرقى المراتب والتقدم التكنولوجي، والاستفادة من دراسة أسباب النهضة الاقتصادية والتكنولوجية باليابان والصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية والدروس المستفادة من هذه التجارب لتطبيقها بالمملكة".
منصب رفيع
وحول الظروف التي قادته للعمل الدبلوماسي يوضح بخاري: "في زيارة من الأمير سلطان بن عبد العزيز -طيب الله ثراه- لليابان، كان معه وفد من وزارة التعليم، وطلبوا مني أن أقوم بالترجمة خلال الزيارة، ورشحني في ذلك سعادة السفير أستاذ فيصل طراد. وبعد انتهاء الدراسة رُشِّحت لأكون ملحقاً ثقافياً للمملكة باليابان".
ويضيف: "رُفِعت الأوراق لمعالي الوزير الدكتور خالد العنجري، وكان عمري وقتها 29 عاماً وكان هذا مشكلة بالبداية لصغر سني، لكن معالي الوزير أعطى لي الثقة الكاملة".
وعن تحدّيّات عمله يقول: "تولّيت بالفعل جميع المناصب بالملحقية سواء المالية أو الإدارية ومنها أوراق الطلاب فكان هذا تحدياً كبيراً لي، حيث يجب أن يجتاز الطلاب دراسة اللغة والمواد خلال 18 شهراً، فإذا نجحوا يستمرون وإذا فشلوا يعودون للمملكة. فقمت بزيارة نحو 25 من مديري الجامعات اليابانية للتفاوض لقبول الطلاب السعوديين وبالفعل قُبِلوا ونجح الجميع وحصلوا على جوائز وتكريمات خلال فترة الدراسة مثل الفوز بكأس العالم في سباقات السيارات الشمسية".
في أثناء عمله الدبلوماسي حصل بخاري على كأس وزير الخارجية اليابانية على مستوى الدبلوماسيين الأجانب في طوكيو عام 2011م وعام 2015م. ويعد الدبلوماسي الأجنبي الوحيد الذي حصل على هذه الجائزة مرتين.
وطالما كان يُستعان به في ترجمة اللقاءات الرسمية للمسؤولين بين المملكة واليابان. يكشف بأنّ من أهم الشخصيات التي تَرجَم لهم "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسبعة رؤساء وزراء يابانيين بما فيهم رئيس الوزراء الحالي شينزو آبي".
وعن صفات الدبلوماسي الناجح والمهارات التي يجب أن يتمتع بها، يرى بخاري بأنه يجب أن يكون "لديه معرفة بأسلوب الاتّصال المناسب، مع الانفتاح على الأفكار الجديدة، والمعرفة بالتّحدث، واستخدام لغة الجسد بشكلٍ جديٍ وحازمٍ، وكذلك التحدُّث بطريقة غير مباشرة، ويجمع معلوماتٍ عن كلّ أمرٍ يحمل قيمةً من وجهة نظر بلاده، ويُدافع عن حقوق مواطنيه، في البلد الذي يعمل به".
أما أهم المهارات الدبلوماسية -برأيه- "القدرة على التكيُّف مع المتغيرات، واللباقة، والفضول، وحسن التدبير، والشجاعة، والقدرة على التعامل مع أي شخص".
وأنتج فيلماً
بعد دراسته وعمله الدبلوماسي في اليابان، تعاوَن بخاري من خلال شركة "مانجا" مع الخبرات اليابانية لإنتاج فيلم الرسوم المتحركة (أنمي) بعنوان "الرحلة"، يستلهم قصة من تاريخ شبه الجزيرة العربية، إذ يروي حكاية أوس الخزاف ذي الماضي الغامض، الذي يخوض معركة ملحمية للدفاع عن مدينته.
يكشف بخاري بأن "المشاركين السعوديين دُرِّبوا في اليابان لفترة طويلة، نظراً لامتلاكهم مواهب واضحة في هذا النوع من الفنون، التي كانت في السابق حصراً على دول شرق آسيا". ويضيف: "مع الانفتاح الإعلامي والفني نشأ جيل عاشق لمثل هذه الأعمال فكرة ورسماً. والشباب السعوديون والعرب لديهم إمكانات ومواهب، تبشر بقدوم جيل سيكون له بصمة في عالم الأنيميشن".
ويصف بخاري فيلم الرحلة بأنه "ليس فيلم أنمي فقط. وإنما رحلة جديدة في الصناعة، أُنجِز بسواعد سعودية رسمت وأنتجت وأبدعت، ويعكس نتائج البرامج التدريبية المكثفة في مجال الرسوم المتحركة بين شركة مانجا للإنتاج التابعة للمؤسسة وتوئي أنيميشن".
وعن أهم دروس تجربته اليابانية يعلق بخاري "أنا سعيد جدّاً بالحصول على الفرصة التي أتيحت لي للتعرف على الثقافة اليابانية على المستويين العام والشخصي". ويردف "تعلمت في اليابان أن أفضل طريقة يعبر فيها الطالب عن وفائه لمعلمه أن يتفوّق عليه. جميل لو نشرنا هذه الثقافة البناءة في مجتمعاتنا التعليمية والمهنية، فشبابنا ومبدعونا لديهم القدرات والإمكانات وما يحتاجون إليه التمكين، وتوفير البيئة الداعمة، وبناء الثقة، ورفع سقف الطموحات".
عنان السماء
وردّاً على سؤال "الرجل" عن المستوى الذي وصل إليه الشباب السعودي في صناعة الأنميشن، يردّ بخاري بأنّ جيل "رؤية السعودية 2030"، يؤمن بأن "عنان السماء طموحهم، وهم يهدفون لإنتاج محتوى سعودي وعربي على أعلى مستوى ينافس الشرق والغرب، يكون قادراً على إلهام أبطال المستقبل من الأبناء والشباب، وقادراً على إيصال الرسالة الثقافية العربية والسعودية للعالم كله".
وأضاف بأن "الثروة الحقيقية تكمُن في مواهب الشباب والشابات السعوديين في هذا العمل الفني". وكشف بأن "تنفيذ الفيلم بين الرياض وطوكيو استغرق عاماً كاملاً وشارك في صناعته 300 شاب وشابة، من السعودية واليابان، تحت إدارة وإخراج شيزونو كوبون مخرج سلسلة أفلام "المحقق كونان"، ووصلت كلفته إلى 15 مليون دولار، وهو أول فيلم سينمائي أنيميشن سعودي بتقنية 4DX".
قام بأداء الأصوات مجموعة من المواهب السعودية هم: ناصر الناصر، عبده شاهين، ورشا رزق التي ستقدم مجموعة من الأغاني في الفيلم. فيما قام بتأدية الأصوات بالنسخة اليابانية: ورو فورويا، كوتونو ميتسويشي، هيروشي كاميا، يويتشي ناكامورا، كازويا ناكاي، تاكايا كورودا، سوليفان من. وقد عُرِض فيلم “الرحلة”، في جميع صالات السينما في السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وعمان والعراق ومصر ولبنان، فيما تجري مفاوضات حاليّاً لعرضه في عدد من الدول في ثلاث قارات.
ويوضح أن "المشاركة في العمل تحدٍّ ومسؤولية في الوقت نفسه". وتابع: قُدِّم الفيلم بشكل مناسب، من كل المشاركين فيه، من فنيين ومؤدي صوت وكتاب سيناريو".
وأعتز بإنجازي
وعن أهم إنجاز في مؤسسة "مانجا" اليوم، يوضح بخاري "نعتز في مانجا للإنتاج بالشراكة مع فيرجن ميجاستور في ترخيص وتفعيل الملكية الفكرية لشخصيات فيلم "الرحلة" على شكل منتجات وبضائع للجمهور في تجربة نوعية و ريادية في عالم صناعة الأفلام السينمائية السعودية والعربية".
ألعب البولينج
وردّاً عن أسئلة ماذا يهوى عصام بخاري؟ وكيف يجد السعادة؟ وكيف يصف العلاقة مع الأسرة؟ يقول "أنا رجل بيتوتي، أعشق الحياة مع أسرتي وزوجتي وأبنائي. لدي بنتان وولد، أقوم باللعب معهم وخاصة لعب البولينج والمشي يوميّاً في وادي حنيفة، وأذهب معهم للسينما، وخاصة مشاهدة رسوم الكارتون، وأنا أشجع النادي الأهلي". ويردف مازحاً "لكني أنوي جعل ابني عبد الملك هلاليّاً" .
وعن دور المرأة في حياته يوضح: "أمي -ربنا يبارك في عمرها- كان لها فضل كبير فيما وصلت إليه -قد ذكرت ذلك مسبقاً - لكن زوجتي الدكتورة أبرار بار كانت معي مع بداية الرحلة فقد تزوجنا مع سفري لليابان ودَرَسَتْ معي وحصلَتْ على درجة الدكتوراة من اليابان، هي معي في كل خطوة وأستشيرها في مجالات عملي كافة".
يستثمر بالطفولة
يدعو بخاري إلى الاستثمار في الأطفال، فهو يرى أن "إنفاق المال على الأطفال في سن صغيرة لا ينعكس فقط على تنمية الإحساس الأخلاقي لدى الطفل ورفع معنوياته، وإنما يمثل أيضا استراتيجية اقتصادية بعيدة النظر لأي أمة تسعى إلى التقدم وتجنب المشكلات في المستقبل".
ويرى بخاري أن "تطوير اللغة والمهارات الشخصية، والسلوك لدى الطفل مهمٌّ جدّاً، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الرعاية المبكرة بالطفل حيوية وضرورية للوصول إلى قمة الطاقة الممكنة في مراحل لاحقة".
ويكشف بأنه يقوم بتطبيق هذا على أبنائه. ويضيف "أحاول أن أصل بهم للتعلم وتطوير المهارات، وبناء الشخصية المستقلة، ورعاية المواهب الكامنة لديهم. وتشاركني زوجتي في ذلك" .
الإبداع
ينوه بخاري بمكانة السعودية الاقتصادية والدينية ورؤيتها الطموحة. ويضيف: "أصبح من الضروري لها الآن الالتفات لموضوع مركزي وحيوي في اقتصاديات الدول الحديثة، وأعني بذلك موضوع الإبداع. وتُعرّف المنظمات العالمية الإبداع بأنه أي تطوير في المنتج أو الخدمة أو الإجراءات والآليات التي تؤدي إلى ذلك".
وعن السبيل لدعوته إلى تصدير الإبداع بدلاً من النفط يقول "التعليم في السعودية الركيزة الأساسية وتسخير الجهود للتحول إلى اقتصاد معرفي يعتمد على العقول والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة، والاهتمام والبحث والدراسة والتقدير في تعزيز الفرص الاستثمارية المولدة للفرص الوظيفية في مجالات متنوعة منها التحول الرقمي والإنتاج الرقمي ونقل المعرفة في شتى أنواع العلوم".
يرى بأن المملكة تسير بهذا الاتجاه من خلال برامج رؤية 2030 ويضيف "استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - بعون الله وفضله- تحقيق إنجازات استثنائية عالجَتْ تحديات هيكلية خلال خمسة أعوام فقط".
ويتابع "تم التغلُّب على الكثير من التحديات خلال الفترة الماضية، واكتُسِبت خبرات لا تُقدَّر بثمن، عزّزت الثقة في تحقيق أهداف الرؤية. ولا يزال هناك الكثير الذي يجب القيام به على مختلف الأصعدة؛ لتحقيق المأمول".
وتتميز هذه المرحلة برأيه بـ "دعم المحتوى المحلي؛ وتسهيل بيئة الأعمال، وتعزيز دور المواطن والقطاع الخاص في تحقيق الرؤية، من خلال مزيد من التمكين لتوظيف القدرات لمزيد من النجاح والتقدم".
وردّاً على سؤال إلى أين نحن سائرون، يرى أن "برامج الرؤية 2030 لامسَت الحاجة وواكبت التطور التقني واستثمرت في الإنسان وهيَّأَت المكان لتكون السعودية في المقدمة ولتجاوز كارثة اقتصادية كبيرة بسبب الاعتماد على النفط كمصدر للدخل".
ويتابع "بإشراف ولي العهد شخصيّاً، ستكون السعودية دولة اقتصادية من الطراز الأول، منفتحة على العالم، تواكب كل حديث ومتطور، ستعمل للاستغناء عن دخل النفط الذي ظلت خزانة الدولة تعتمد عليه منذ سبعينيات القرن الماضي وسنرى مصادر أخرى تجعلها في مصاف الدول المتقدمة".
كما أن المبادرات التي أطلقتها الرؤية الطموحة كانت بمثابة حائط صد أمام انهيار الاقتصاد السعودي في أزمة "كورونا" وما خلَّفته هذه الأزمة من كساد اقتصادي عالمي وانغلاق تام خلال عام كامل، والسعودية في ظل قيادتها الطموحة جعلت من الأزمة فرصاً جديدة كانت في محل إشادة الجميع.
عبارات ملهمة
يستشهد بخاري في كتاباته ونشاطه على السوشيال ميديا بالكثير من العبارات الملهمة، يذكر منها: "أعطِ الناس أكثر مما يتوقعون"، نسأله عن هذا فيوضح "هذه واحدة من 511 نصيحة كتبها المؤلف الأمريكي الشهير جاكسون براون جونير في كتابه المعروف "تعليمات الحياة المختصرة".
ويكشف بخاري بأنه يؤمن بمقولة هنري كاليه "لا تهزني فأنا مليء بالدموع". وقد كتب مغرداً "اتقوا الله فوجع الكلمات قد يكون أكثر إيلاماً من ضرب السياط". وعن رأيه بالنقد يقول "فمن الضروري أن يكون النقد والمعرفة متلازمين، إذ إنَّ الناقد يتمتَّع بعدَّة صفاتٍ منها: قدرته العالية على انتقاء المصطلحات الأدبية التي تجعل السامع يتقبَّل هذا النقد برحابة صدر، ومناقشة هذه الأفكار النقدية، وكيفية تطوير الفكرة دون أن يدمِّرها، والارتقاء بالعمل؛ فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده". ويلفت إلى ضرورة تقديمه بطريقة ودية وليس بطريقة فيها عناد.
الشباب والتوازن
وبسؤاله عن النصيحة التي يقدمها للشباب يقول "لدينا القدرة وشبابنا يحتاجون إلى الثقة والإيمان بقدراتهم". ويرى أن "القائد الناجح هو من يبني فريقاً ناجحاً، ويدعوهم إلى التوازن بين الحياة والعمل". ويضيف: "يجب أن تعيش حياتك العادية مع العمل، كل في الوقت المخصص له" .
كلمة أخيرة
وعن كلمة أخيرة لمجلة الرجل يقول "أشكر مجلة الرجل على إتاحة هذه الفرصة لي للتحدث إلى قرائها، كما أود من خلال هذه الفرصة أن أؤكد بأن الاستثمار في الإنسان -بما يحظى من اهتمام من القيادة الرشيدة- أحد المحركات الأساسية ومن أهم عوامل النجاح لتحقيق رؤية 2030، ورفع اسم الوطن عالياً وليكون في مصاف الدول المتقدمة على جميع المستويات بإذن الله".