نعلم جيدا بأن الكثير إن لم نكن جميعا نعاني من تراكم لبعض الذكريات والأحداث المؤلمة، التي مهما حاولنا تجاهلها تظل عالقة بأذهاننا إلى الأبد، فكيف نتعامل معها؟
ما وراء الذكريات وكيفية عملها
بدأ العلماء طريقهم في فهم العملية المعقدة للذاكرة، وغالبا ما تخلف تلك الذكريات السيئة للأفراد، قد تنمو مع تقدم العمر وتبقى إلى الأبد، بعض الأشخاص يصل بهم الحد إلى أعراض الاكتئاب.
لذلك سنحاول إخبارك بنصائح للتعامل مع هذه الذكريات السيئة.
الأوكسيتوسين أو ما يُسمى بهرمون الحب
توضح الدراسات بأن الأوكسيتوسين يلعب دورا مهما في تكثيف ذكرياتنا المؤلمة بدلا من محوها، وربما ما نتعرض له من أحداث عنيفة هو المحفز لإطلاق هذا الهرمون وتسببه في زيادة استعادتنا لتلك الذكريات.
هناك دراسات تشير إلى قدرة الأوكسيتوسين على تقوية الذكريات الاجتماعية السيئة، واستمراريتها لفترات أطول من الزمن، بما يثير علامات الخوف والقلق لدينا، ومن هذا المنطلق؛ فإن ما نتعرض له من القلق الاجتماعي المرتبط بمجريات الأحداث المؤلمة يعتمد بشكل كبير على مستويات ذلك الهرمون التي تصل إلى الدماغ.
وتشير الأبحاث والدراسات أيضًا إلى حقيقة أن الذكريات السيئة لا تُمحى بشكل كلي، ولكنها تُخزَّن في مكان ما داخل الدماغ وبشكل لا يمكن الوصول إليه إلا أنها تعود مرارًا إذا واجهت محفزا ما، كما تزيد حيويتها نتيجة التداخل مع المشاعر السلبية التي تتملك تفكير الشخص.
المحفزات المثيرة للذاكرة
ربما ترجع استعادة الذكريات إلى بعض المحفزات، فمثلا؛ قد تكون بعض الروائح أو مرورك بشارع ما هو ما يثير تلك الذاكرة السيئة، فهذه كلها بمثابة إشارات ترغم العقل على العودة إلى عالمه القديم وتذكر ما حدث في كل مرة، لذا؛ فتجنبك لمثل هذه المحفزات يمكّنك من إبقاء ذاكرتك متجنبَّة لهذه الأحداث المؤلمة في كثير من الأحيان.
ركز على النقاط الإيجابية داخل قصتك الخاصة
تعود دائرة الأفكار التي لا تنتهي داخل أدمغتنا إلى ازدواجية عالم خبراتنا وتخيلاتنا، ورغم انخراط أدمغتنا بأماكن يصعب الخروج منها، فإننا نستطيع التحكم فيها بشكل كامل.
فإذا وجدت نفسك محاصرا بما يؤلمك، فلا تمنح ذاكرتك السيئة الوقت الكافي لذلك، درب عقلك على التفكير في الأمور الإيجابية بما يقلل توترك وحتى لا تقع فريسة لحالتك المزاجية.
انخرط في أعمال جديدة
أكثر شيء يعيد الذكريات السلبية والمؤلمة هو الفراغ، فإن تغلبت على فراغك وانخرطت في أعمال جديدة فلن يكون لديك وقت في التركيز على الماضي، لذا؛ خذ الوقت الكافي للانخراط في الأنشطة اليومية، ركز على الأحداث من حولك من خلال الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة التي لم تكن تجذب انتباهك من قبل، فكل ذلك يبقي الدماغ منشغلًا باللحظات الحالية.
غير الروتين في الحياة
تكويننا لذكريات جديدة هو ما يخلصنا من الذكريات السيئة بمرور الوقت، ويمكن ذلك من خلال قضاء أوقات سعيدة مع الأشخاص الذين تستمتع برفقتهم، وإذا كنت من هواة السياحة والسفر، فحاول القيام برحلات إلى أماكن لم تزرها من قبل، والاهتمام بـالتمارين الرياضية المنزلية.
لكن ماذا لو لم يُجد الأمر مع كل ما سبق ذكره؟!
حسنًا؛ لا مانع في هذه الحالة من التحدث مع أخصائي نفسي، للتحدث عن كل ما مررت به بشكل تفصيلي مرة أو مرتين في الأسبوع، أو كتابة قصتك وسردها أثناء الجلسة العلاجية، بما يساعدك على التعافي والحصول على الاتجاه الصحيح للأفكار، إضافة إلى تقديمهم المشورة بطرق تجدد نظرتك لحياة أفضل.