9 طرق تساعدك على ممارسة حب الذات لتحسين حياتك
كثيراً ما اعتقد الناس أنّ حب الذات هو أمر أناني، وإذا فعله الإنسان فهذا ليس مؤشراً صحياً بالنسبة له. في الحقيقة، فالأمر عكس ذلك تماماً، إذ ما يحتاج إليه الإنسان فعلاً هو إدراك قيمة حب الذات وأثر ذلك على حياته، وأنّ الأمر لا يوجد به أي قدر من الأنانية، بل هو الصواب الكامل. إذاً كيف تحرص على ممارسة حب الذات لتحسين حياتك؟
ما هو حب الذات؟
تبدو المشكلة الرئيسة في حب الذات هي الفهم الخاطئ لما تعنيه بالضبط، وبالتبعية الشعور بأنّ ممارسة حب الذات هو أمر أناني. بينما الواقع أنّ حب الذات هي حالة تعبّر عن تقدير الإنسان لذاته، من خلال الأفعال التي تساعده على النمو العقلي والجسدي والروحي.
أي إنّ حب الذات ببساطة يعني الاهتمام بالاحتياجات الشخصية، وعدم القبول بأقل مما يستحقه الإنسان، وأنّه لا يجب عليه التنازل عمّا يريده من أجل إرضاء الآخرين. قد يختلف المعنى في تعريف حب الذات من شخص لآخر، وبالتبعية تختلف وسائل تحقيقه، لكنها في النهاية تدور في الإطار ذاته، وهو تقدير الذات والبحث عن الأفضل لها.
9 طرق تساعدك على ممارسة حب الذات
توجد العديد من طرق حب الذات التي يمكنك الاعتماد عليها، وهي جميعها تتعلق بما تراه مناسباً لذاتك، ومجالات الرعاية الذاتية التي تهتم بها في حياتك. لذا، يمكنك تطوير الطرق التي تلائمك وفقاً لاحتياجاتك الشخصية، إلى جانب الاختيار من بين هذه الطرق التسعة.
1- الاعتماد على أسلوب حياة صحي
تتعلق الكثير من مشكلات حب الذات بعدم الرضا عن الوزن الحالي، أو بسبب المشكلات الصحية التي قد يعاني منها الفرد. يمكن التعامل مع هذا الأمر بسهولة، من خلال تبديل أسلوب الحياة المعتاد، إلى أسلوب حياة صحي باستمرار.
يشمل الأسلوب الصحي تناول الطعام والشراب المناسب للشخص، وكذلك التركيز على ممارسة الأنشطة المختلفة في أثناء اليوم، التي تساعد الإنسان على تحسين حالته. مثلاً الاعتياد على ممارسة الرياضة كجزء أساسي من أنشطة الإنسان في يومه المعتاد.
2- اختيار الأشخاص بعناية
في الحقيقة يلعب الأشخاص من حولك دوراً كبيراً، فهم قد يساعدونك على حب الذات، أو في المقابل قد يتسببون في شعورك بالغضب من نفسك وعدم تقبلك لها. لذا، احرص على اختيار الأشخاص بعناية شديدة في حياتك.
مثلاً لا تصادق إلا الأشخاص الجيدين الذين يتمنون لك الخير، وفي وجودهم تشعر أنّك إنسان أفضل في الحياة، وحاول التخلص من العلاقات المسمومة في حياتك التي تسبب لك ضرراً باستمرار، وتجعلك تشكك في قدراتك وعدم إيمانك بذاتك.
3- عدم مقارنة الذات مع الآخرين
لا شيء يمكنه إرهاق ذاتك أكثر من مقارنتها المستمرة مع الآخرين، إذ يؤدي ذلك إلى الغضب من الذات بدلاً من حب الذات، نتيجة لشعورك المستمر بوجود بعض الأشياء التي تنقصك وتحتاج إلى تعويضها، ولا يكون لديك أي شعور بالرضا.
في الحقيقة أنت تؤذي نفسك وتعيقها عن التقدم. بدلاً من المقارنة مع الآخرين، تعلم مقارنة ذاتك مع نفسك فقط، وتقبل أنّ الظروف التي تمر بها أنت لا يمر بها الآخرون، وبالتالي قد يحدث أحياناً ألّا تتمكن من تنفيذ الأشياء مثلهم، نتيجة لوجود ظروف تمنعك عن فعل ذلك.
4- تعلم تقدير الإنجازات البسيطة في الحياة
في العالم المادي الذي نعيش به، تبدو الإنجازات البسيطة لا قيمة لها بالنسبة للبعض. لكن في الحقيقة فهي أحد أهم طرق حب الذات، إذ يمكنك دائماً تحقيق إنجازات بسيطة في حياتك، مع التذكر أنّه لا يوجد فارق في حجم الإنجاز، الفارق الرئيس هو في تقديرنا لها.
قد تجد شخصاً يفعل أشياء كبيرة في نظر الآخرين، لكنه لا يشعر بالرضا نحوها، بالتالي لا يكون لها أي فائدة. لذا، تعلم دائماً الاحتفال بمكاسبك الصغيرة قبل الكبيرة، واشعر بالفخر والتقدير نحو ذاتك نتيجة لهذا المجهود المبذول من أجل النجاح، وستجد هذا يساعدك على ممارسة حب الذات دون مجهود.
5- تقبل ما تحبه ولو كنت بمفردك
في الكثير من الأحيان نفعل أشياء لا يحبها الناس من حولنا، أو يجدونها أشياء عادية جداً بالنسبة لهم، والبعض منهم يقلل من قيمتها. مثلاً قد تجد شخصاً يحب الرسم، ويأتي شخص آخر إليه ليقلل منه ويخبره أنّ هذا الأمر لا فائدة منه أبداً.
إذا كنت الشخص الذي يحب الرسم، فاعلم أنّ تقبل ما تحبه والقيام به هو أمر مهم في سبيل حب الذات، وسيساعدك على امتلاك حياة أفضل. تذكّر أنّه لا يوجد أي داعٍ من الأساس لاقتناع الآخرين بما تحبه، ويكفيك أنّك أنت فقط تحبه وترغب في تنفيذه لقيمته في حياتك.
6- تسامح مع الأخطاء والتجارب
لا يوجد ما يجعلك تشعر بالخجل من تجارب غير ناجحة في حياتك، أو بعض الأخطاء التي ارتكبتها. هذا يحدث كجزء أساسي من حياتنا طالما نحاول التعلم والوصول إلى أشياء أفضل. بالتالي، عندما تخطئ لا تظل كثيراً في لوم نفسك على هذا الأمر، ولا تشعر بالضيق أو الخجل من نفسك عندما تتذكر هذه الأخطاء لاحقاً.
تذكّر أنّ كل شخص عظيم احتاج إلى التجربة، فهي معلم أساسي بالنسبة له. وجزء من حب الذات يعتمد على التسامح مع هذه الأخطاء والتجارب، حتى تقدر على الدخول في تجارب جديدة، مما يمكنك من تحقيق أهداف لحياتك، بدلاً من الوقوف في مكانك نتيجة الخوف.
7- إظهار الحب والاحترام للآخرين
ذكّر نفسك دائماً أنّك لست في موضع الآخرين، وبالتالي لا تحتاج إلى التعامل بالطريقة ذاتها التي يقومون بها، بل احرص على إظهار الحب والاحترام لهم في المواقف المختلفة، ولا تحاول التعامل بأسلوب سيئ لا يعبّر عن شخصيتك الحقيقية.
لا يعني ذلك أن تسمح لأحد بالتجاوز في حقك، ولكن المقصد الرئيس هو أنّ حب الذات يعتمد على تقبل سلوكياتك الجيدة في الحياة، وألّا تستبدلها بسلوكيات سيئة في سبيل التعامل مع العالم. فكّر في الحلول المناسبة دائماً لكل موقف، لكن لا تجعل ذلك يشمل التصرُّف بطريقة خاطئة أو استخدام أساليب تتنافى مع مبادئك وقيمك.
8- تعلّم قول لا
تبدأ المشكلة في حب الذات في الشعور بضرورة مساعدة الآخرين على الدوام، حتى إذا كان ذلك في أمور صعبة عليك. بالتالي عندما لا تفعل ذلك، تشعر بوجود مشكلة من داخلك، مع احتمالية وصفك لذاتك بالأنانية، وهو ما قد يفعله الآخرون بوصفك بهذا الأمر أيضاً.
لكن الحقيقة هي أنّ حب الذات يعتمد على تقديرها وجعل أولويات نفسك في المقدمة. بالتالي، فأنت لن تكون قادراً على تقديم الدعم والمساندة للآخرين في كل وقت، ولذلك تحتاج إلى تعلم قول لا حتى تقدر على التعامل مع هذا الأمر. بدون ذلك ستجد نفسك مرهقاً باستمرار في أشياء لا تخصك، وستجد أنّك تشعر بالغضب نحو ذاتك دون إدراك لأنّ الفكرة كلها في قدرتك على قول لا.
9- الاستمتاع بالوقت
إحدى علامات وطرق حب الذات هي أن تحرص على الاستمتاع بوقتك، وألّا يكون الوقت كله منصباً نحو العمل وتنفيذ المهام المطلوبة منك. في الحقيقة عندما تركز على العمل لفترات طويلة، دون امتلاك أوقات للراحة والاستمتاع بوقتك، سيتسبب في شعورك بالإرهاق وعدم القدرة على المتابعة في أي شيء.
بدلًا من ذلك فكّر في كيفية الاستمتاع بالوقت، وفعل الأشياء التي تحبها فقط، فلا تضع نفسك في نشاطات لا تحبها لمجرد قيام الآخرين بها. خطط لوقتك جيداً واعرف ما تريده وضعه في الأولوية، ولا تشغل بالك بأي شيء آخر.
ختاماً، يعد حب الذات علامة على الحياة الصحية، لأنّه سيساعدك على تقبل الأشياء المختلفة التي تمر بها، وستكون لديك الرغبة في فعل الأشياء الصحيحة لنفسك باستمرار. لذا، احرص على تطبيق هذه الطرق، وإذا توجد طرق غيرها تؤمن بأنّها ستساعدك على ممارسة حب الذات في حياتك.
المصادر: