الرئيس العراقي فؤاد معصوم لـ الرجل: لا بدّ من تصفير المشاكل مع جيراننا
بغداد: معد فياض
ينتمي الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم، إلى الجيل الاول من رجال الثورة الكردية وقادتها الذين قاتلوا في الجبال الى جانب زعيم الثورة الكردية الملا مصطفى بارزاني، مؤسّس الحزب الديمقراطي الكردستاني، والزعيم جلال طالباني الرئيس العراقي السابق والامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني. جيل تميّز بروحه الثورية وأخلاقه الوطنية، فهم لم يدافعوا عن حقوق الأكراد فحسب، بل رفعوا شعار"الحرية لكردستان والديمقراطية للعراق"، جيل لم يلوّث الفساد المالي صفحاتهم الناصعة، وبقوا يعملون بلا ضجيج اعلامي من اجل قضية العراق.
ولم يجد العراقيون اية غرابة في انتخاب معصوم الذي يجيد العربية بطلاقة، كونه خريج جامعة الازهر في القاهرة، بل انهم استقبلوا هذا الخبر بسعادة اعتماداً على الروح الوطنية التي يتمتع بها سياسي، طالما عبّر عن انتمائه للعراق عبر جميع مواقفه، ولم توجه اليه يوماً اية اتهامات تنال من سمعته الشخصية او السياسية، بل ان جميع الكتل السياسية تتفق عليه .. الرجل التقت الرئيس العراقي ودار معه حوار حول جوانب عديدة من حياته . فالرئيس معصوم الذي يميّزه تواضعه وهدوؤه وحكمته وعدم تسرعه في اتخاذ القرارات، استقبلنا مرحباً، كعادته، عند باب بيته الرئاسي في حيّ الجادرية الذي يقع مباشرة عند ضفاف نهر دجلة، بجانب الرصافة من بغداد، فهو ينشغل اليوم بأكثر من قضية، فبعد ماراثون تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة حيدر العبادي الذي قرب فيه الرئيس معصوم وجهات نظر بعض الأطراف من أجل دعم مهمته في الإسراع بوضع التشكيلة الوزارية، يعمل (الرئيس معصوم) لوضع تصوّراته عن "لقاءات شهرية تجمع الرئاسات الثلاث؛ البرلمان، والجمهورية، والوزراء، مع نوابهم ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية للتداول من أجل تذليل العقبات"، ليتفرغ بعدها لإجراء "لقاءات مع الأدباء والصحافيين وأساتذة الجامعات ومنظمات المجتمع المدني".
خبر ترشحه للرئاسة
عندما تمّ ابلاغه بترشيحه لمنصب رئاسة جمهورية العراق، كان الدكتور فؤاد معصوم يأخذ قهوته الصباحية مع أخيه وأحد اصدقائه في بيته المتواضع غربيّ لندن. الرجل الذي امضى كل سنوات حياته مناضلاً ومدافعاً عن حقوق شعبه الكردي خاصة، وعن العراقيين عامة، سيكون بعد أيام رئيساً للبلد الذي فرّ منه لعقود طويلة، في عهد النظام السابق، تلاحقه أجهزته الامنية.
خبر ترشيحه لم يغيّر من جلسته او تعابير وجهه او من هدوئه المعتاد، بل كل ما قاله "سأكون في بغداد غداً لأرى كيف ستجري الامور". فالسياسي الكردي الذي عرف عنه تواضعه وحكمته لم يسع إلى مثل هذا المنصب او اي منصب آخر، بل كان يطمح إلى أن ينعم بتقاعد هادئ، "لأكتب مذكراتي وهي غنية، وأجتمع إلى عائلتي بعد سنوات طويلة ومتعبة من العمل السياسي"، على حد قوله، خاصة بعد ان كان قد اعتذر عن عدم الاستمرار في العمل السياسي عضواً في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كان أحد مؤسسيه عام 1975، الى جانب طالباني وعادل مراد وعبد الرزاق فيلي، كما كان قد انسحب من قيادة الحزب الذي يرئسه طالباني، واعتذر أيضاً عن عدم قبول الترشّح للانتخابات البرلمانية الاخيرة، حيث كان يرئس لدورتين كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي.
علاقتي بمسقط رأسي
محمد فؤاد معصوم، هذا هو اسمه الكامل، ربما كان سيتغيّر مصيره لو لم يولد عام 1938 في مدينة كويسنجق، تلك البلدة التي تحتضنها جبال كردستان العراق، وتقع بين اهم مدينتين كرديتين، أربيل والسليمانية، والتي عرفت بمدنيّتها وشغف سكانها للثقافة والسياسة والدين الاسلامي في آن، هناك في كويا( كما يختصر الاكراد اسم كويسنجق) شاء القدر ان يجمع بين ابرز رجالات العراق السياسيين جلال طالباني، الرئيس السابق للعراق وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وأن تضمّ المدرسة الابتدائية الوحيدة الصديقين ـ والرفيقين فيما بعد ـ بالرغم من ان طالباني اكبر عمراً من معصوم بستّ سنوات. يقول عنه "كان طالباني قد قاد تظاهرة في كويسنجق ضد الاستعمار البريطاني وعمره ثماني سنوات، وكان قدوتنا ويمارس دور القيادة منذ لك العمر".
التنوع الثقافي والانفتاح الحياتي في كويسنجق، هما اللذان صاغا بدايات الفتى الذي سيدرس فيما بعد في جامعة الازهر، بالرغم من افكاره الاشتراكية، وبالرغم من انه نجل رجل الدين الملا معصوم المعروف بمكانتيه الاجتماعية والدينية، فقد كان رئيساً لعلماء كردستان ومن دعاة التقارب المذهبي والتعايش الديني.
يقول الرئيس معصوم عن كويسنجق "هذه المدينة منحتني سعة من الوقت والتفكير والتعرف إلى الافكار السياسية الثورية، كما ان طبيعتها الساحرة التي كنت الجأ اليها اكسبتني الهدوء"، مشيراً الى ان" كويسنجق مدينة بكل معنى الكلمة، بالرغم من صغر مساحتها، بين ازقتها العتيقة تعمّقت علاقتنا بالعمارة وبالتاريخ، ومن مكتباتها الغنية نهلنا اعظم المعارف وقرأنا امهات الكتب".
الفلسفة الاسلامية اختصاصاً في مجتمع حافل بالاختلافات
وكما في السياسة، حيث اختار معصوم الطريق الاصعب للتعبير عن تطلعاته وتطلعات شعبه نحو الحرية، فإنه لم يختر في دراسته طريقاً هيناً، بل ذهب الى اصعب المواضيع تعقيداً في دراسته للفلسفة الاسلامية، وعندما اختار ان يكون موضوع اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة الازهر في القاهرة "إخوان الصفا"، يقول" ذهبت لآخذ رأي الدكتور طه حسين في هذا الموضوع، صمت متأملاً وقال: انت عراقي ومن الصعب ان تدرس مثل هذا الموضوع، بسبب الاختلاف الطائفي في المجتمع، وكلا المذهبين لن يرضى عن اية نتائج ستصل اليها. ثم بادرني بسؤال"هل انت سني او شيعي؟" فأجبته بأنني كردي، عندها قال "نعم يمكنك دراسة اخوان الصفا، لأنكم لا تهتمون للاختلاف الطائفي".
وقبل ان ينخرط معصوم في الثورة الكردية، عبر الاحزاب الكردية العراقية، كان قد انضمّ إلى الحزب الشيوعي، وبعد سفره إلى سوريا ولقائه سكرتير الحزب الشيوعي السوري خالد بكداش، وعلى خلفية مواقف بكداش من القضية الكردية، استقال من الحزب، وانضمّ إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اسّسه الملا مصطفى بارزاني (ويقوده اليوم نجله مسعود بارزاني) عام 1964، وبعد ما يقرب من 11 عاماً اسس مع طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني.
لا حاجة لسكرتارية مع الاصدقاء والمقربين
الرئيس معصوم، مايزال يردّ على اتصالات اصدقائه الهاتفية مباشرة دون الحاجة للوصول اليه عبر مكاتب سكرتاريته اومستشاريه اومرافقيه، ففي آخر لقاء لنا به في العاصمة البريطانية، وقبيل توجهه الى بغداد، قال "سنبقى على اتصال"، وعندما سألته عبر اي رقم هاتفي اتحدث معه، اجاب مباشرة "الرقم الذي تتصل عبره دائماً"، وهذا ماحدث بالفعل عندما طلبت مجلة "الرجل" اجراء هذا الحديث الذي يتداخل فيه ما هو سياسي وما هو حياتي.
الرئيس معصوم بادرنا منذ بداية اللقاء به بأنه قرر "حذف وصف "فخامة"، والإبقاء على التعريف الوظيفي (رئيس الجمهورية)"، إيماناً منه بأن "الألقاب لا تقيّم الناس، بل إن أفعالهم هي التي تقيّمهم".
تعقيدات السياسة في العراق
وبالرغم من تاريخه السياسي العريق، فإن الرئيس معصوم يتحدث عن الاوضاع الصعبة في بلده بلغة الانسان الحكيم، والمعلم الذي يريد للامور ان تكون في نصابها، خاصة فيما يتعلق بوضع الحكومة العراقية الجديدة، يقول "في بلد مثل العراق وفي مثل هذه الظروف، لا بدّ أن تكون الحكومة ذات قاعدة واسعة، وحكومة ذات قاعدة واسعة تحفّها المشاكل، فكل طرف يريد أن ينحاز البرنامج الحكومي له، ويرى طروحاته من أهمّ الأولويات، وكل واحد يريد إضافة نقاط هنا وهناك، وكأن البرنامج الحكومي هو برنامج حزبي، بينما أي حكومة تتشكل لا بدّ أن تضع أمام أعينها نقاطاً أساسية. وفي العراق عندنا أولويات لا بدّ أن نتفق عليها؛ وهي: محاربة الإرهاب وتوحيد المواقف من الإرهاب، والاهتمام بالخدمات، وإعادة تنظيم الجيش والأجهزة الأمنية. وكل هذه الأمور مترابط بعضها ببعض. دون ان ينسى الحديث عن المعوقات "ومن العقبات التي واجهت تشكيل الحكومة، وهي أن كل طرف يريد من يمثله في التشكيلة الوزارية، حتى يصل الوضع إلى ضرب أخماس في أسداس ضمن النسبة المئوية، لكن في الوضع العراقي نرى أنه يجب رفع النسبة إلى 200 في المئة، لضمان طلبات التمثيل في الحكومة، لهذا دائماً هناك مصاعب كثيرة مع كل تشكيل وزاري جديد، وتؤدي إلى بعض المشكلات، مثلما حدث ليلة التصويت على الحكومة تحت قبة البرلمان، حيث المشادات الكلامية والخلافات، لكن في النهاية الحكومة تشكلت، وهذا أهم إنجاز. صحيح أن بعض الوزارات بقيت شاغرة (الدفاع والداخلية)، ويمكن هذا لمقتضيات المصلحة العامة، ولكن لا يعني هذا أن تسند هذه الوزارات إلى رئيس الحكومة. لا بدّ أن يتم الاتفاق على أن يكون من تسند إليهم الحقائب الأمنية أصحاب اختصاص، ويجب التأكد من ذلك؛ إذ إن شغل وزارتي الدفاع والداخلية مسألة ليست سهلة على الإطلاق".
هذا ما تعنيه صفة رئيس جمهورية
يتفهّم الرئيس معصوم ان مهمة رئاسة جمهورية العراق، هي ان يمارس الرئيس دور الأبوّة من دون ان يفرق بين ابنائه، وأن يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويدلي بآرائه من اجل ان تسير سفينة البلد نحو الاستقرار، يوضح قائلاً "نحن سعينا الى التغيير، والتغيير لا يكون بالأسماء والأشخاص، الحكومة مصرّة على أن تكون سياستها تتفق مع الواقع الذي نحن فيه، ورئيس الحكومة وأغلب أعضائها الذين التقيتهم وناقشتهم، وجدتهم متفائلين بنجاح عمل هذه الحكومة، وعلينا أن نحاول دعمها من أجل أن تنجح، ومع أن تشكيل الحكومة من مهام الأطراف السياسية، فإن بعض الأطراف رغبت في تدخلي من أجل دفع العملية إلى الأمام".
وبالرغم من ان الرئيس معصوم امضى جلّ عمره مدافعاً عن القضية الكردية، فإنه بوصفه رئيساً لجمهورية العراق ينطلق من مواقفه مواطناً عراقياً، حتى في الحديث عن مشكلة الأكراد مع الحكومة الاتحادية في بغداد، يقول "الأكراد بشكل عام عندهم معاناة مع الحكومة الاتحادية السابقة، مثلاً عندما قطعت بغداد المستحقات المالية عن أربيل وحرمت الموظفين هناك من رواتبهم، وأنا كنت عضواً في مجلس النواب وأبلغت المسؤولين ببغداد، وقلت لهم لا تعتقدوا بأنكم إذا فعلتم ذلك سيبدأ ربيع كرديّ في إقليم كردستان، وستقوم تظاهرات وسيهاجمون مقرات حكومة الإقليم.. بل على العكس من ذلك، فإن الذاكرة الكردية ستتذكر مباشرة تاريخ التعامل السيّئ للحكومات العراقية مع الأكراد، وسيقول الشعب الكرديّ إن هذه الحكومة (السابقة) لا تختلف عن سابقاتها في إلحاق الأذى بالشعب الكردي، لذلك كانت هناك حاجة للمزيد من النقاش بين الأطراف الكردية قبل الموافقة على المشاركة في هذه الحكومة، وهذا من حقهم. لكن بالنتيجة الأكراد قرروا المشاركة في هذه الحكومة ودعمها، مع تقديم بعض النقاط التي اتفقت عليها الأطراف الكردية".
مضيفاً "المفروض ان تكون هناك ضمانات سياسية وأخلاقية، ومن حق الجميع؛ السنة والشيعة والأكراد، وكل من يشارك في الحكومة، أن يطالبوا بضمانات، ولكن لا نعني بالضمانات القسم بالالتزام بهذه الضمانات؛ لا، وإنما بالاتفاق على البرنامج الحكومي وآلية تنفيذ البرنامج، وبعض النقاط تحتاج إلى سقف زمني لتنفيذ هذه النقطة أوتلك، وهناك نقاط تحتاج إلى ستة أشهر لتحقيقها وأخرى لاتحتاج سوى أسابيع، وعندما نلمس أن هناك جدية في تنفيذ البرنامج، فسيكون هناك انفراج بالوضع العام، وسوف تتولد ثقة بين الأطراف، وهذه مسألة ضرورية، والثقة لاتأتي بالوعود فقط، وإنما بخطوات عملية، ثم إن الجميع يحتاج بعضهم إلى بعض، وأيّ مكوّن لا يشترك في الحكومة، فستكون ناقصة، لذلك من واجب أي حكومة أن تستمع لمعاناة أي مكوّن وتعمل على إزالة هذه المعاناة، وأعتقد أن هذه الحكومة سوف تنجح".
المفارقة الرئاسية في العراق
المفارقة في الشأن الرئاسي في العراق، ان لرئيس الجمهورية ثلاثة نواب، وصادف في هذه الدورة ان يكون للرئيس معصوم ثلاثة صقور، ثلاثة سياسيين عراقيين غير متفقين فيما بينهم، وكانوا يشغلون مناصب قيادية، وهم الدكتور إياد علاوي، رئيس اول حكومة بعد تغيير نظام الرئيس الراحل صدام حسين، ونوري المالكي رئيس الحكومة السابق، والثالث، أسامةالنجيفي، الرئيس السابق للبرلمان. يعلق الرئيس معصوم قائلاً "اعتقد ان رئيس الجمهورية ليس بحاجة الى ثلاثة نواب، لكن هذا القانون وضع في مجلس النواب (البرلمان) سنة 2011، ويخوّل رئيس الجمهورية تعيين او اختيار ثلاثة نواب حداً اقصى". مشيراً الى ان "رئيس الجمهورية ليس بحاجة إلى ثلاثة نواب، يمكن أن يكون بحاجة إلى نائب واحد، لكن مادامت الحكومة في العراق تتشكل على أساس المكوّنات والتوافقات، فالقانون راعى تمثيل الكتل السياسية، أما في الواقع فليست هناك حاجة لوجود ثلاثة نواب للرئيس. وفي وقت سابق، كان هناك ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، وانسحب الدكتور عادل عبد المهدي وقدم استقالته، بسبب ضغوط الرأي العام والمرجعية".
وفي ردّ على سؤال لـ"الرجل" عن وجود ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، بالرغم من ان صلاحيات الرئيس نفسه دستورياً محدودة، يقول" صلاحيات الرئيس محدودة وغير محدودة، بنقاط مكتوبة في الدستور، ومذكور أنه ليس من صلاحياته كذا، وكذا، ولكن أهم مهامه هي حماية الدستور، وهذه صلاحية شاملة لكل شيء تقريباً؛ حماية الدستور من أن يُخترق، ومن أهم المواد هي عدم تفسيره حسب الأهواء، وهذه مهمة كبيرة، وأنا مصمّم على صيانة الدستور".
هذه هي اولوياتي كرئيس جمهورية
ويلخّص الرئيس العراقي اولوياته داخلياً، قائلا" متابعة عمل الحكومة وتقديم المشورة لأعضائها، وإسنادهم في مهامهم. وهناك جملة مقترحات نقدمها، أبرزها ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، ونحن بحاجة لتلك المصالحة بين مكوّنات الشعب العراقي من جهة، وبين الأطراف السياسية من جهة ثانية، هذه مسألة مهمة للغاية، ويجب أن نبدأ بها الآن. وهناك مقترح بأن يكون هناك لقاء شهري بين الرئاسات الثلاث ونوابهم؛ الجمهورية والبرلمان والوزراء، وكذلك مع زعماء الكتل السياسية، للتشاور في سير الأمور ومعالجة أي خلل طارئ، وهذا مهمّ للغاية. كما أن هناك خططاً للاهتمام بالمجال الثقافي والإعلامي والنواحي الاجتماعية وبالجامعات.. يعني سنضع خططاً للقاء المثقفين والأدباء العراقيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات ومنظمات المجتمع المدني، والعمل على إعادة التوازن إلى ميزان مختل".
اما اولوياته خارجياً فهي "لا بدّ من تطوير علاقاتنا مع دول الجوار العربي ومع جميع الدول العربية، وفي مقدمتها دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومع جامعة الدول العربية.. لا بدّ من فتح صفحة جديدة وتصفير المشاكل".
علاقتي بـ جلال طالباني
الرئيس معصوم الذي غالباً ما يؤكد قائلاً " لقد تعلمت الكثير من "مام جلال" طالباني"، ومفردة "مام" تعني بالكردية "العم"، مستطرداً "تعلمت منه خلال مراحل الفتوة والشباب وبقينا متلازمين حتى يومنا هذا". وتشاء الاحداث ان يخلف معصوم صديق طفولته وفتوته وشبابه الرئيس طالباني في منصب رئاسة الجمهورية. ولكن هل سيسير الرئيس الخلف على نهج السلف؟ هذا ما يبدو من الصعب تحقيقه، فلكل رجل اسلوبه في ادارة الامور مع ان الجميع يتوحدون في الايمان بقدرات وسياسة طالباني، وعندما يتحدث عن موضوع اعتراض الرئيس العراقي السابق على عقوبة الاعدام، وعدم وضع توقيعه للمصادقة على تنفيذ اية عقوبة من هذا النوع، بل ترك لنائبه السابق خضير الخزاعي المصادقة على قرارات تنفيذ عقوبة الاعدام، يوضح الرئيس معصوم رأيه بهذا الموضوع قائلاً "عقوبة الإعدام مقررة في الدستور العراقي، من ناحية ثانية مسألة إزهاق روح عملية صعبة جداً بالنسبة لي، والظروف الحالية في العراق لا تسمح بتعليق عقوبة الإعدام، فكيف يمكن التسامح مع قاتل أزهق عمداً أرواح مواطنين أبرياء، أومع قاتل للأطفال، هؤلاء لا بدّ أن ينالوا عقابهم، وأنا سوف أكون دقيقاً ومتريّثاً للغاية في دراسة ملفات المحكومين بالإعدام، ولن أضع توقيعي إلا بعد أن أتيقن أن القضية أخذت جوانبها القانونية كاملة، واستوفت أبعادها القضائية، وقد ألجأ إلى الأسلوب ذاته الذي اعتمده الرئيس طالباني".
اهم ما اشغل به اوقاتي
لم ينعم الرئيس معصوم بالكثير من اوقات الفراغ، ليسعد بقضائها مثلما خطط او يريد، يقول "لم يمهلوني كثيراً كما ترون، فأنا كنت عضواً في مجلس النواب الاسبق ورئيساً للكتلة الكردستانية فيه، حتى انتخبني البرلمان الحالي رئيساً للجمهورية، وهو منصب اتشرف به، لأنني اتمكن من خلاله من تقديم خدمة اكبر لعموم العراقيين، وليس لحزب او لقومية او لطائفة معيّنة".
لكن ما ان يتاح القليل من الفراغ، حتى ينصرف الرئيس معصوم للقراءة "القراءة اهم ما اشغل به اوقات فراغي، وكنت اخطط وسأعمل على كتابة مذكراتي، كما ان قضاء بعض الساعات مع عائلتي وأحفادي خاصة، يمنحني سعادة كبيرة". مستطرداً "كما افضل اللقاء بأصدقائي من الكتاب والمثقفين والفنانين التشكيليين، فهم يمنحونني الكثير من الافكار المختلفة والخلاقة".
وعندما نسأله عن عدد الساعات التي يقضيها امام شاشة الكمبيوتر، يبتسم ويقول" اولاً وقتي لا يسمح بذلك، نعم انا اقرأ ما ينشر من اخبار عبر العالم، ولكني لا استطيع التفرغ للكمبيوتر، لكني بالتأكيد اقرأ كل الرسائل التي تردني عبر عنواني الاليكتروني"، منبهاً الى "اني افضل قراءة الورق، اي الصحافة والكتب المطبوعة، اكثر مما تستهويني القراءة على شاشة الكمبيوتر".