اتجاهات سوق الرفاهية والفخامة في مرحلة ما بعد كورونا
لم تعد إجراءات الإغلاق العالمية بسبب تداعيات فيروس كورونا بمعزل عن صناعة الفخامة حول العالم، وخصوصا فيما يتعلق بالتنقلات والبيع والشراء وما شابه، وبدأت كبرى العلامات التجارية في اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تعزز دخول السوق وتراوغ إجراءات الإغلاق.
من هذه الإجراءات تفعيل نظام الترميز الرقمي "التكويد" في عمليات البيع والشراء بحيث لم يعد المرء يحتاج الكثير لمعرفة كل شيء عن السلعة، وشرائها، وإيصالها إلى غرفته.
صحيح أن هذا التحول الرقمي ليس وليد اللحظة، ولكن تعزيزه وكونه ضرورة ملحة بات أمرا لا مفر منه في ظل تداعيات فيروس كورونا.
من أبرز ملامح هذا التحول الرقمي خاصية "الكتل" أو "البلوكشاين" والتي مثلت ثورة حقيقية في الآونة الأخيرة لدى كبرى علامات الفخامة، والمبيعات بشكل عام، وباتت ضرورة في ظل معطيي التحول الرقمي وتغيرات السوق بفعل الجائحة.
تقوم تلك الخاصية على تكوين قواعد بيانات للعملاء والمستهلكين تساعد على معرفة خصائصهم وميولاتهم، ورغم أن هذا الأسلوب متبع في كل شيء، إلا أنه في العامين الأخيرين بات أكثر كثافة لأن المستهلك بات يرغب في الجلوس داخل المنزل واتخاذ قراراته الشرائية بدلا من زيارة المتاجر وشراء السلع بنفسه، وهنا باتت "البلوكشاين" صناعة في حد ذاتها.
إحصائيات "نيلسون آي كيو" تشير إلى أن 73% من جيل الألفية الثالثة، و66% من جمهور المستهلكين حول العالم يفضلون شراء سلع مستدامة (تمكث وقتا أطول وتباع من خلال ذات العلامة التجارية) في توجه بات أكثر عملية من المستهلك الحديث، وهذا ما فرض على العلامات التجارية دخول واقع المستهلك من خلال إجباره على التوجه إلى أنماط بعينها سواء في أنواع السلع أو طريقة الشراء.
هذه الطريقة تضمن للعلامات التجارية تسليم القطع للمستهلك مباشرة، وعمل تقييم موضوعي حقيقي ومعبر عن احتياجاته، وكذلك إعطاء المنتجين رؤية شفافة وعملية لسلسلة التوريد برمتها.
كما ضمنت تلك التقنيات وصولا أسهل للمستهلك، وإيمانا بالعلامات التجارية المفضلة لديه أكثر من أي وقت مضى.
عززت تقنيات "البلوكشاين" أيضا من قدرات المستهلك والمنتج على مواجهة عمليات الاحتيال ومشكلات الروبوت السائدة، أصبح هذا العالم أكثر أمانا في كثير من الأحيان من العالم الواقعي، خصوصا في عصر ما بعد كورونا، الذي يعد الاختلاط فيه بالبشر في حد ذاته أمرا ينطوي على خطورة، لكن هذا الأمان رهن الثقة في العلامة التجارية المختارة والتجربة التي خاضها العميل معها.
باتت ضرورة السوق في عصر كورونا، وما بعده، أمرا يجب وضعه في الاعتبار، صناعة الفخامة لا تقف مكتوفة الأيدي حيال كل تلك التطورات.