عشرون صورة لمعاذ الكساسبة شغلت اعلام العالم
الرجل: ناريمان الزعبي
انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مساء يوم الثلاثاء 3 فبراير/شباط بعد بثه على حساب بموقع تويتر يستخدمه تنظيم داعش في نشر أخباره، في هذا الفيديو ظهر معاذ الكساسبة يرتدي اللون البرتقالي ومحبوسا داخل قفص حديدي يحيط به مجموعة من الملثمين، الذين اشعلوا النار الى ان وصلت اليه واحرقته حيا، وحسب احد افراد العائلة قام الجيش الأردني بابلاغ عائلة الكساسبة بمقتل ابنهم”، وكان الكساسبة قد سقط في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سقوط طائرته قرب مدينة الرقة بسوريا في 24 ديسمبر / كانون الأول الماضي خلال غارة جوية للتحالف الدولي الذي يحارب التنظيم المتشدد. وقد استند التنظيم خلال فيديو إحراق الكساسبة لموقف ابن تيمية من خلال رسالة ظهرت على الشاشة جاء فيها: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع" الأمر الذي دفع مراقبين مثل الصحفي السعودي المعروف، جمال الخاشقجي، إلى الإشارة لـ"اجتزاء" الفتوى.
يعتقد المحللون أن تنظيم الدولية الإسلامية في العراق والشام يعتمد أسلوب المغول والتتار في إرهاب الأعداء عن طريق إظهار مقاتليه بالمتوحشين الذين لا يترددون في البطش بأعدائهم دون أية رحمة، وذلك بهدف بث الرعب في الطرف الآخر والتأثير على الروح المعنوية لمقاتليه، ورسالة داعش هذه المرة كانت موجهة على مايبدو بشكل خاص الى الدول العربية المشاركة في محاربة داعش.
ولكن ماذا عن التقنية المستخدمة في فيديوهات داعش وخصوصا الفيديوهات المتعلقة باعدام الرهائن؟
من الواضح أن لدى "داعش" خبراء في الحملات الدعائية يقومون بإنتاج أفلام الفيديو القصيرة التي يتم فيها استخدام تقنيات عالية المستوى، ومؤثرات بصرية وصوتية، لا تتوافر إلا في "هوليود"، حيث يتم بواسطتها إنتاج أفخم وأهم أفلام السينما العالمية، وهو أسلوب يقوم على المونتاج السريع والإثارة، مع عرض مقاطع تتضمن عنفاً مرافقة لموسيقى سريعة، تشد المشاهد وتلفت نظره وتوصل الرسالة إليه سريعاً،من أجل استقطاب التأييد لهم على المستوى العالمي، واستقطاب اكبر عدد من المقاتلين من فئة الشباب، وخاصة من الغرب، اما عن المؤثرات المستخدمة في عرض الفيديوهات فهي نفسها المستخدمة في هيوليوود، قد ذكر الخبراء في مجال الإعلام إن "داعش" نجح في حربه الإعلامية، حيث تنشر على الإنترنت مواد فيلمية مدروسة، سواء ما يتم استخدامه لاستقطاب مزيد من الشباب والمقاتلين، أو تلك المواد المرعبة التي يتم استخدامها في تخويف الأعداء والخصوم لدفعهم إلى الهروب؛ خوفاً قبل أن يتم قطع رؤوسهم بالسكاكين في حال وصل مقاتلو "داعش" إلى المناطق التي يتواجدون فيها.
اما المتابع لما ينشره "داعش" من فيديوهات، تعكس وحشية هذا التنظيم وإجرامه، يلحظ أنه يحرص على استخدام تكتيكات تقنية تماما، مثل المشاهد التي تستخدم في أفلام الرعب، لكن الفرق عنها، أن ما تنشره أفلام "هوليوود" هو تمثيل، فيما ينشر "داعش" حقيقة قاسية تعكس تكوين هذا التنظيم الإرهابي.
مؤثرات صوتية وعرض بطيء، أو ما يسميه المختصون بالـ"سلو موشين"، تظهر في فيديوهات لـ"داعش"، وهي تعرض جرائم الإعدام بحق الرهائن، أو مناهضيها، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، في العراق وسورية، فضلا عن أن تقنيات الصورة، في الفيديوهات، وإضاءتها "تحتاج إلى خبراء تقنيين" لإتقانها، كما يرى مختصون، ومن المرجح أن يكون فريق "داعش" لإخراج هذا التسجيلات "من فئة الشباب القادرين على مخاطبة جمهور "اليوتيوب" والـ"سوشيال ميديا" بشكل عام، فهم لديهم خبرة كما هو واضح ببرنامج "الفاينال كت"، ويبدو أنهم خاضعون لدورات تدريبية".
اما عم من قام بعمليات الاعدام هذه فقد أكد متخصصون في مجال تقنية التعرف على الوجوه أن هذه التقنية قد تسهم في التعرف على حقيقة الشخص المعروف باسم "المجاهد جون"، الذي نفذ عمليات الذبح في الفيديوهات التي بثها تنظيم الدولة. وكان "جون" ظهر في ثلاث مقاطع فيديو نشرها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وهو يقتل كل من الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعامل الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز. ولم تتمكن الجهات الأمنية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من التعرف على هوية "جون" الذي يظهر في الفيديو وهو يتحدث بلكنة تظهر أنه من جنوب إنجلترا وذلك لأنه ظهر وهو ملثم في كافة المقاطع الثلاثة. إلا أن تقنية التعرف على الوجوه قد تيسر مهمة هذه الأجهزة المنية حيث تقوم هذه التقنية على التعرف على الملامح مستخدمة نقاطا محددة في العينين والذقن والحواجب وغيرها من أجزاء الوجه. ثم يقوم البرنامج برسم خريطة للوجه ليقارن هذه الخارطة بقاعدة بيانات قد تصل إلى مليون وجه في الثانية الواحدة. - See more