10 نصائح تساعدك على الراحة النفسية في الحياة
في عالم الإنترنت، حيث كل شيء يسير بسرعة فائقة، نتناسى قيمة الراحة النفسية، وندخل في العديد من المعارك التي لا فائدة منها، لنحصد في النهاية نتيجة هذا الأمر، سواء إرهاق جسدي أو عقلي أو عاطفي، ونشعر بأنّ الحياة تصبح صعبة أكثر مع مرور الوقت. في هذا المقال سنقدم لك مجموعة من النصائح التي تساعدك على شعور الراحة النفسية في الحياة.
النصيحة الأولى: تعلم ممارسة عادات صحية في حياتك
كثيراً ما نعاني من صعوبة الوصول إلى الراحة النفسية نتيجة العادات الصحية الخاطئة التي نرتكبها، دون أن ندرك أثر ذلك علينا. مثلًا قد تجد نفسك تشعر بالتوتر وعدم التركيز، ويكون السبب في ذلك ليس شيئاً بعينه في عملك أو علاقاتك مع الآخرين مثلاً، لكن نتيجة عادات خاطئة.
لذا، من المهم الحرص على تعلم ممارسة عادات صحية في حياتك في جميع جوانبها، التي تتضمن الاهتمام بصحتك وتنظيم أمور حياتك، بالطريقة التي تساعدك على إدراك الراحة النفسية. من أهم الأمور التي يمكنك فعلها في هذا الشأن:
1- استبدل الطعام الجاهز بالطعام الصحي المعد في المنزل.
2- احرص على النوم لفترة كافية، ولا تسهر دون مبرر.
3- التزم بممارسة الرياضة باستمرار خلال اليوم، حتى لو كان ذلك لمدة ربع ساعة فقط.
4- احرص على ممارسة أنشطة مثل التأمل واليوجا.
النصيحة الثانية: لا تدع العالم الرقمي يسيطر عليك
في الوقت الحالي، تحيط بك مواقع التواصل الاجتماعي من كل ناحية، وتجد يومياً العديد من المواضيع المثارة المطروحة للنقاش. ربما يكون لديك الرغبة في التفاعل معها، لكن الأمر يؤثر على الراحة النفسية في النهاية، وذلك لأنّ تفاعلك معها على الأغلب يتسبب في دخولك بمعارك نقاشية كثيرة. ليست الأزمة في النقاش بحد ذاته، لكن في أثر ذلك عليك وشعورك بالضغط نتيجة لهذا الأمر.
بصفة عامة، أنت بحاجة إلى تحديد وقت لتواجدك في العالم الرقمي، إذ حتى بدون مسألة النقاش، فالتواجد خلال يومك على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤدي إلى تضييع الكثير من الوقت دون أن تدري، وبدلًا من استثمار هذا الوقت لصالحك، تكتشف في النهاية أنّك ضيّعت وقتاً ثميناً من يومك.
إذا حددت فترة تواجدك في العالم الرقمي، ستكتسب فعلاً شعور الراحة النفسية، ومن داخلك ستجد أنّك أكثر راحة في المعاملات الأخرى مع الآخرين، بعيداً عن المعارك الرقمية. يمكنك أن تبدأ بالاكتفاء بمتابعة هذه التطبيقات من جهاز الكمبيوتر، ومسحها من على هاتفك. إذا كنت تستخدم الهاتف فقط، فبإمكانك الاعتماد على تطبيقات التحكم في مواقع التواصل الاجتماعي، التي تغلق لك هذه المواقع عند الحاجة لتساعدك على التركيز.
النصيحة الثالثة: توقف عن التدخل في أمور الآخرين
أصبحت عادة لدى العديد من الأفراد أن يتحدثوا في شؤون الآخرين. يؤثر ذلك على الراحة النفسية دون أن تدري، فهو أولاً يكسبك عادات خاطئة قد لا تتفق مع شخصيتك، بالتالي يتولد لديك شعور بالذنب. وثانياً يجعل تركيزك بعيداً تماماً عن تحسين أمور حياتك بمعزل عن الآخرين، فدائماً يرتبط الأمر بما يفعلونه ويقولونه وغيره.
فبدلاً من التركيز على الراحة النفسية لك، تجد نفسك تندفع في معارك لا فائدة منها. في العمل لا تحاول مساعدة أحد لأنّه يوجد من يخبرك بأنّ زملاءك لا يتمنون الخير لك، وأنّهم يفكرون في كيفية أذيتك. حتى إذا لم يكن ذلك صحيحاً، لكن نتيجة تدخلك فأنت قد تظن أنّ هذه هي الحقيقة، بينما الأمور قد لا تكون كذلك من الأساس.
التدخل في حياة الآخرين عادة سيئة، وأثرها كبير على الراحة النفسية وعلى مسار حياتك، لأنّها تحولك إلى إنسان قد لا يتمنى الخير لأحد، ويحاول دائماً فرض آرائه على الآخرين، بينما أنت لا تفكر بهذه الطريقة من الأساس، ولكن فقط ما تفعله هو ممارسة عادة خاطئة، وتحتاج فقط إلى التوقف عن ممارستها سريعاً.
النصيحة الرابعة: لا تقارن ذاتك مع الآخرين
من أهم نصائح الراحة النفسية أن تتوقف عن مقارنة ذاتك مع الآخرين. هذا الأمر سيسبب لك الكثير من الضرر، وسيجعلك دائماً غير قادرٍ على الشعور بالرضا عن ذاتك. عندما تفعل شيئاً، ستجد أنّ هناك من سبقك بالتأكيد، أو هناك من فعل ما هو أكثر. وإذا كنت تعتمد على المقارنة، ستجد أنّك دائماً غاضب مما تفعله وأنّه لا يكفي.
في الحقيقة المقارنة مع الآخرين هو فخ يقع به الإنسان، يؤثر على الراحة النفسية ويجعله في حالة سيئة دائماً دون أي داعٍ لذلك. لكل إنسان حياته وتفاصيله الخاصة، والمقارنة مع الآخرين لن تفيد في شيء، لأنّها لا تحقق أي مكسب للإنسان. الصواب هو أن يقارن الإنسان نفسه اليوم، مع نفسه بالأمس، لمعرفة مدى التطور الحادث في شخصيته، فهذا يجعل هدفه مركّزاً على ذاته لا الآخرين.
النصيحة الخامسة: احرص على الموازنة بين العمل والحياة الشخصية
هذه النصيحة صعبة بالطبع، وذلك لأنّ الموازنة بين العمل والحياة الشخصية ليست أمراً سهلاً في عالمنا الحالي، بل يحتاج إلى مجهود كبير بالتأكيد. لكن أثر هذه النصيحة على الراحة النفسية كبير جداً، فالحياة ليست في العمل أبداً، وهو في النهاية وسيلة للإنسان ليحيا لا غاية في ذاته. فإذا طغى على باقي جوانب الحياة، سيؤدي إلى العديد من الأضرار عليك.
لذا، من المهم الحرص على الموازنة بين العمل والحياة الشخصية قدر الإمكان. إذا لم يكن لديك القدرة على ذلك، يمكنك الاستعانة بعجلة توازن الحياة لمساعدتك على تنظيم الأمور. عندما تصل إلى هذه الموازنة، ستدرك أثر ذلك على الراحة النفسية، وكيف تبدلت حالتك للأفضل، فتصبح أكثر إنتاجية وقدرة على إنجاز المطلوب منك في العمل وفي الحياة وفي كل الجوانب.
النصيحة السادسة: احترم جميع مشاعرك
أحد الأمور التي تؤثر على الراحة النفسية هي عدم تقبلك لبعض المشاعر التي تمر بها، فتشعر وكأنّه توجد مشكلة أكبر من داخلك. في الواقع لا يوجد عيب في أيٍ من المشاعر التي يمر بها الإنسان، فهي مشاعر طبيعية موجودة في الحياة منذ القدم، ويشعر بها الجميع، سواءً كانت إيجابية أو سلبية.
لذا، من المهم أن تتعلم احترام المشاعر التي تمر بها في حياتك. عندما تكون في حالة من الحزن، فاجعل تركيزك على تجاوز هذا الشعور، بدلًا من زيادة الحمل على نفسك والشعور بأنّك مخطئ نتيجة وجود شعور الحزن داخلك، فتصبح الأمور أكثر صعوبة. تعتمد الراحة النفسية على المشاعر، فإذا تمكنت من تقبل جميع مشاعرك، ستقدر على الوصول إلى الراحة النفسية.
النصيحة السابعة: أنشئ علاقات إيجابية
يعتمد جزء كبير من حياة الإنسان على نوعية العلاقات التي يخوضها في حياته. إذا اعتدت على التواجد مع أشخاص سلبيين، مع الوقت ستكتسب هذه العادة والطريقة في التفكير، ولن يكون لديك الدافع لتفعل أي شيء نتيجة شعور الإحباط، أو ستصبح الأمور صعبة دائماً. أمّا التواجد مع أشخاص إيجابيين، فسيكون محفزاً بالنسبة لك من أجل محاولة التطور والتقدم للوصول للأفضل، وهذا يؤثر على الراحة النفسية بدرجة كبيرة جداً.
لذا، اهتم في حياتك بإنشاء علاقات إيجابية في جميع الجوانب، لا يقتصر الأمر فقط على حياتك الشخصية لكنه يشمل حياتك العملية أيضاً. من أهم النقاط التي تساعدك على إنشاء علاقات إيجابية من أجل الوصول إلى الراحة النفسية:
1- احرص على علاقتك بأسرتك طوال الوقت، وأن تقضي معهم وقتاً كافياً باستمرار.
2- اهتم بمصادقة الأشخاص الإيجابيين الذين يشبهونك في الطموحات، فتستفيد من ذلك في أن يشجّع بعضكم البعض على النجاح طوال الوقت.
3- احرص على مصادقة الزملاء في العمل الذين تشعر بأنّه لديهم الرغبة في النجاح، ويحبون الخير للجميع من حولهم.
4- ابتعد عن زملاء العمل المؤذيين الذين يسعون إلى المؤامرات. سيجعلك ذلك تصل إلى الراحة النفسية من خلال تجنب المعارك التي لا فائدة منها سوى هدر الطاقة والوقت.
5- حاول امتلاك شبكة علاقات من أشخاص ناجحين، حتى يمكنك التأثر بهم وبمحاولاتهم للنجاح فتتحفز بها نحو الوصول للأفضل، لكن دون إجراء أي مقارنات معهم، والتركيز على ذاتك فقط.
النصيحة الثامنة: احرص على التفكير الإيجابي في الحياة
من المهم التركيز دائمًا على التفكير الإيجابي في الحياة، إذ يلعب دورًا في الوصول إلى الراحة النفسية، لأنّه يتحكم في طريقة رؤيتك للأمور المختلفة. بدلًا من التفكير في المسارات السيئة التي قد تسبب لك المشكلات، يمكنك التفكير في الأمور بطريقة إيجابية. مثلاً لا تنظر إلى التجارب غير الناجحة على أنّها فاشلة، بل هي تجربة تعلمت منه بعض الأشياء التي ستعود عليك بالنفع في حياتك.
كذلك من الأمور التي تساعدك على الوصول إلى الراحة النفسية وترتبط مع التفكير الإيجابي، هي أن تتوقف عن التفكير في الماضي، وأن تركز على العيش في الوقت الحاضر. لا يمكنك تغيير الماضي والتفكير به هو تضييع للوقت للأسف. لكن يمكنك الاستفادة منه كدروس لحياتك، تجعلك تغيّر في حاضرك الذي تتحكم به الآن، حتى تقدر على صنع مستقبلك، وهو الأهم في إدراك الراحة النفسية.
النصيحة التاسعة: تعلم قول لا لما يزعجك
توجد العديد من الأمور المزعجة في الحياة، وبعضها قد يكون جيداً في مظهره، لكن في جوهره يؤثر عليك سلباً دون أن تدرك ذلك. لذا، أنت بحاجة إلى تعلم قول لا لجميع الأمور التي تزعجك في الحياة، وألّا تدعها لتؤثر عليك سلباً لأي سبب من الأسباب. إذ تعلم قول لا هو من أهم الأمور التي تساعدك على إدراك الراحة النفسية.
تتعلق المشكلة في عدم قول لا، بأنّك تكلف نفسك ما يفوق قدرتها على الاستيعاب والتحمل، فيصبح الأمر كأنّ لديك أحمالًا فوق الأحمال التي تلتزم بها في حياتك، وفي بعض الأحيان تجد أنّك غير قادرٍ على فعل أي شيء جيد لنفسك ولحياتك. لذا، من المهم أن تدرك قيمة كلمة لا على جوانب حياتك المختلفة، وكيف أنّها تساعدك على الحفاظ على نفسك من التشتت.
النصيحة العاشرة: اسعَ للتطور مع الرضا عن الحال باستمرار
من أهم النصائح في إدراك الراحة النفسية، هي الجمع بين الرضا عن الحال مع السعي للتطور. يتمثل الرضا عن الحال في تقبل الوضع الحالي كما هو، وألّا تترك أي شيء ليؤثر عليك سلباً. ستجد من حولك أشخاصاً يتقدمون عليك حسب تصورك، فيجب ألا تدع هذا يؤثر عليك، بل تمنَّ الخير للجميع باستمرار، واحرص على مساعدتهم كلّما أتيحت لك الفرصة لذلك، لأنّ هذا يكسب حياتك معنى إضافي.
في الوقت ذاته، لا تتوقف عن السعي نحو التطور. إذ الرضا عن الحال دون تحرك هو شعور خادع بالرضا، لكن الأفضل الذي يساعد على الوصول إلى الراحة النفسية، هو امتلاك آلية واضحة من أجل تطوير الذات في مختلف الجوانب، فتقدر على التقدم بحياتك الشخصية والمهنية. هكذا تكون قادراً على تغيير حياتك للأفضل، دون أن تشعر بالغضب نتيجة أي شيء تمر به الآن.
ختامًا، تعد الراحة النفسية من أهم الأمور التي ينبغي على الإنسان الاهتمام بها في حياته، فهي تؤثر عليه وعلى جميع جوانب حياته، وتساعده في امتلاك حياة جيدة يشعر فيها بالرضا عن ذاته مهما كانت الأمور. لذا، احرص على الراحة النفسية والابتعاد عن أي مؤثرات أو مشتتات قد تقف في طريق ذلك، ستجد أنّك تصنع الأفضل لحياتك.
المصادر: