"الأب البطل" يدفع حياته ثمنا لإنقاذ ابنته من الغرق في بريطانيا
توفي رجل بريطاني أثناء محاولة إنقاذ ابنته الصغيرة كادت تغرق في مياه نهر إيرمي، وأطلقت عليه الصحف البريطانية اسم "الأب البطل".
الرجل الذي يُدعى "ريزا" كان مع أسرته على ضفاف نهر إيرمي في إيفيبريدج بديفون، حينما شاهد ابنته تعاني في السباحة بمياه النهر المليء بالتكوينات الصخرية، فما كان منه إلا أن نزل فورا لإنقاذها.
ومع التكوينات الصخرية وجريان المياه بسرعة وعدم قدرة ريزا أصلاً على السباحة إذ لا يستطيع فعل ذلك، نجح ريزا في إنقاذ الفتاة لكنه تضرر بشكل بالغ، ورغم المحاولات التي قامت بها الإسعافات الأولية إلا أنه توفي وتم إعلان ذلك.
من المعتاد أن يخرج الناس للاستجمام على ضفاف الأنهار وخصوصا نهر إيرمي في درجات الحرارة المرتفعة، ومع درجة حرارة "84 فهرنهايت" لم يكن الأمر مستغربا أن تقضي أسرة "ريزا" الوقت على ضفاف هذا النهر.
ومن المرجح أن الطفلة لم تكن بها أي إصابات، لأنها حملت إلى المستشفى للفحوصات، وكانت حالتها النفسية سيئة بالتأكيد ولكن الإصابات تكاد تكون معدومة.
الكل في بريطانيا سواء من متابعي الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي يمنح التأبينات ويقدر السلوك العظيم الذي قام به "ريزا" هذا الرجل البطل الذي يضع حياة غيره قبله، كما تقول شريكة حياته.
وتطورت حملة التعاطف إلى سلوكيات تجاه عائلته، فقد تم تدشين حملات تبرع من أجل عائلته التي فقدت مصدر الكسب الأساسي لها.
دايزي كوبر، إحدى مؤسسي حملات التبرع قالت: "ابنة ريزا تعرضت لصعوبات في السباحة داخل النهر، ورغم أن الحظ أسعفها لتنجو إلا أنه لم يسعفه هو لينجو من الموت".
وأكدت كوبر أن ريزا خاطر وألقى بنفسه في النهر رغم أنه لا يستطيع السباحة، وذلك وفقا لموقع صحيفة "دايلي ميل" البريطاني الشهير.
وأضافت كوبر بأن ريزا برهن على أنه غير أناني ولا يفكر في نفسه فقط، وأن سيرة حياته تؤكد أنه كان يفعل ذلك في كل يوم.
زوجة كوبر أكدت أن التبرعات سيتم عمل شيء بها يبقى للذكرى ويحمل اسم ريزا، ويعود للمكان الذي نشأ به، ويكون إرثا لعائلته كلها وليس أسرته الصغيرة فقط، مؤكدة أنه كان رجلا طيبا ويستحق سلوكه البطولي التذكر دائما.
وتم تجميع حوالي 5 آلاف يورو حتى الآن لمصلحة حملات التبرع من أجل عائلة "الأب البطل".