6 خطوات تساعدك على العمل في تخصص التسويق
قد يكون اختيار تخصص معين، أو التحول من تخصص لآخر، هو تفكير مهم لا بد من القيام به. في الوقت الحالي يعد تخصص التسويق من أهم التخصصات التي يمكنك التفكير في العمل بها إذا أردت ذلك. في هذا المقال، سنتحدث عن الخطوات العملية التي تساعدك على بدء العمل في تخصص التسويق، وبعض النصائح المهمة للنجاح.
الخطوات الأساسية التي تساعدك على البدء في تخصص التسويق
يحتاج البدء في تخصص التسويق إلى مجموعة من الخطوات، وذلك حتى تفهم أكثر كل شيء عن تخصص التسويق، فتكون لديك خطوات واضحة المعالم لتساعدك على تحقيق ما تريد. هناك 6 خطوات أساسية مهمة في سبيل تحقيق ذلك.
الخطوة الأولى: فهم تخصص التسويق جيدًا
يجب عليك أولًا فهم تخصص التسويق جيدًا قبل القيام بأي اختيار، وذلك حتى تقدر على تكوين صورة كاملة عن المجال، وطريقة العمل به ومتطلباته في هذه الأيام. لذا، فأنت بحاجة إلى إجراء تحليل جيد للمجال، يشمل ذلك النقاط التالية:
1- معرفة التخصصات الموجودة: توجد العديد من التخصصات داخل تخصص التسويق، ولا بد من معرفة هذه التخصصات قبل البدء، سواءً بهدف دراستها أو اختيار أحدها للعمل به. ينقسم تخصص التسويق إلى نوعين أساسيين: التسويق التقليدي المعتاد، التسويق الرقمي. بالطبع في داخل كل نوع هناك العديد من التخصصات الأخرى الموجودة.
2- معرفة أهم المهارات المطلوبة: إلى جانب معرفة التخصصات، من المهم كذلك معرفة أهم المهارات المطلوبة للعمل في تخصص التسويق، أو في أحد أقسامه. تشمل هذه المهارات: التحليل، البحث، كتابة المحتوى، التفكير الإبداعي، وغيرها من المهارات.
3- دراسة متطلبات السوق حاليًا: الهدف الرئيس على الأغلب من دراسة تخصص التسويق هو الحصول على فرصة عمل. لذا، لا بد من الاهتمام بمعرفة متطلبات السوق، وما هي أكثر الوظائف التي يرغب الجميع في العمل بها.
الخطوة الثانية: اختيار المجال المناسب
بعد الانتهاء من فهم تخصص التسويق ومجالاته المختلفة، فعليك التفكير بشأن المجال المناسب للعمل به. يمكنك العمل في تخصص التسويق بصفة عامة بالطبع تحت مسمى مسوّق، أو يمكنك اختيار أحد المجالات، مثلًا العمل في صناعة المحتوى أو التسويق عبر البريد الإلكتروني كجزء من التسويق الرقمي.
يعود السبب من ذلك إلى أنّ التخصصية في البداية مهمة ومفيدة جدًا، إذ سيتيح لك ذلك تركيز مجهوداتك، نحو تعلم كل شيء يتعلق بهذا المجال، ومن ثم بعد الانتهاء من الأساسيات الخاصة والتعمق في دراسته، يمكنك الانتقال إلى تخصص آخر. بالطبع أخذ فكرة معينة عن بقية المجالات في تخصص التسويق هي خطوة جيدة، وستفيدك في العمل، لكن ركّز في النهاية على التخصص في مجال واحد.
الخطوة الثالثة: أخذ دورات تعليمية تساعدك على احتراف تخصص التسويق
لا يمكن القول إنّ العمل في تخصص التسويق يعتمد على الشهادات في المقام الأول، لكن بالتأكيد على الأقل فأنت بحاجة إلى الحصول على دورات تعليمية، لتساعدك على احتراف التخصص. فالاكتفاء بالمعرفة من خلال الإنترنت لن تمنحك كل ما تريده، إذ إنّها لم تصمم في إطار تعليمي محدد وموجّه في أهدافه.
لذا، فالأفضل هو معرفة أفضل الدورات التعليمية المتاحة في تخصص التسويق، وتبدأ في أخذ هذه الدورات حتى يمكنك تزويد مهاراتك. من أهم الموارد المتاحة حاليًا هي دورة عن التسويق الرقمي تابعة لبرنامج مهارات من جوجل.
ستعرّفك هذه الدورة على أساسيات مجال التسويق الرقمي، وستأخذ فكرة عامة عن كل أجزائه. بعد الانتهاء من دورة مهارات من جوجل، يمكنك الانتقال إلى بقية الدورات الأخرى التي تراها مناسبة لك. احرص على أن يكون أكبر قدر من هذه الدورات في مجال التخصص المستهدف.
الخطوة الرابعة: تطوير المهارات المطلوبة للمجال
يعد تخصص التسويق أحد التخصصات التي لا تكفي المعلومات النظرية للنجاح بها، وغالبًا إذا أردت التقديم على أي وظيفة، فستجد أنّ محور الاهتمام ليس الشهادات التي تملكها، لكن قدرتك على التطبيق وممارسة المبادئ التي تعرفها. لذا، فتطوير المهارات المطلوبة للمجال هي خطوة ضرورية ولا بد من القيام بها. هناك العديد من الطرق التي تساعدك على تطوير مهاراتك، من أهمها:
1- تنفيذ مشاريع شخصية: في سبيل التعلم وتحقيق أهدافك، يمكنك الاعتماد على تنفيذ مشاريع شخصية خاصة بك غير تابعة لشركة معينة. مثلًا إذا اخترت كتابة المحتوى في تخصص التسويق، فبإمكانك إنشاء حملة تسويقية لعلامة تجارية تحبها، أو كتابة مقالات في موضوع معين. سيساعدك ذلك على التطبيق العملي وتطوير مهاراتك.
2- الحصول على تدريب داخل شركة: يمكنك أيضًا البحث عن فرصة للتدريب داخل الشركات الموجودة من حولك. على الأغلب تكون فترة التدريب شهراً أو ثلاثة أشهر، وحتى قد تصل إلى ستة أشهر، وذلك وفقًا لمجالك في تخصص التسويق والوقت الذي تحتاج إليه للتطبيق على المجال. في هذه المرحلة لا تركّز على القيمة المادية، لكن وجّه التركيز إلى التعلم وتطوير مهاراتك.
الخطوة الخامسة: تحديث السيرة الذاتية ونماذج الأعمال الخاصة بك
من أهم الخطوات في سبيل العمل في تخصص التسويق، هي أن تبدأ في تحديث سيرتك الذاتية، وكذلك نماذج الأعمال الخاصة بك، حتى تستخدمهما في التواصل مع الشركات؛ بحثًا عن الوظيفة المناسبة لك، ولتبدأ خطواتك الفعلية.
1- السيرة الذاتية: إذا كنت تجري تغييرًا على حياتك المهنية، فأنت في هذه الحالة ستحتاج إلى تبديل معلومات السيرة الذاتية بالكامل تقريبًا، حتى تحدّث بياناتك بما يتوافق مع تخصص التسويق. ستقوم بإضافة الدورات التعليمية والمهارات والتدريبات التي حصلت عليها، حتى تكون السيرة ذاتية جاذبة للشخص الذي يقرأ المحتوى.
2- نماذج الأعمال: تعد نماذج الأعمال شيئًا أساسيًا في تخصص التسويق، فصاحب العمل لا يرغب فقط في تقييم سيرتك الذاتية، لكنّه يرغب في معرفة ما تقدر على إنجازه فعلًا، أيًا تكن سنوات خبرتك. لذلك فهو سيرغب بالتأكيد في إلقاء نظرة على نماذج الأعمال الخاصة بك، ويقيّم المحتوى الوارد بها، وبناءً عليه سيأخذ قراره بالتوظيف أو لا.
لذا، من المهم تجهيز نماذج الأعمال، وإرفاقها دائمًا مع السيرة الذاتية عن التقديم على أي وظيفة تابعة لتخصص التسويق. احرص في هذه النماذج على تضمين أعمال متنوعة، ولا تكتفِ بذكر الأرقام النهائية المنجزة، بل وضّح الخطوات التي اتبعتها لتفعل ذلك، من الخطوة الأولى وحتى النهاية.
الخطوة السادسة: البحث عن وظيفة
أنت الآن مستعد للبدء في البحث عن وظيفة في تخصص التسويق. توجد لديك في سبيل ذلك ثلاث طرق متنوعة، يمكنك استغلال الثلاث حتى تصل إلى ما تريد.
1- مواقع التوظيف: يمكنك البحث في مواقع التوظيف المختلفة، إذ تتخصص هذه المواقع في نشر فرص العمل الموجودة. يمكنك البدء بإجراء حساب خاص بك على هذه المواقع، ثم البحث جيدًا عن الوظائف، حتى تعثر على الوظيفة المناسبة بالنسبة لك في تخصص التسويق، وتبدأ في التقديم عليها.
2- مواقع العمل الحر: ليس ضروريًا العمل في تخصص التسويق بشكل مستمر، فقد تكون وظيفة جانبية بالنسبة لك، أو حتى قد ترغب في الاعتماد عليها كعمل حر لا وظيفة بدوام ثابت. لذا، فاختيار مواقع العمل الحر هو اختيار ملائم لك في هذه الحالة. هناك العديد من المواقع الموجودة مثل موقع مستقل، وبها العديد من المشاريع في تخصص التسويق وغيرها من التخصصات الداخلية التابعة للمجال. جهّز حسابك وأكمل بياناتك على هذه المواقع، وأبدأ في البحث.
3- متابعة الشركات في المجال: تملك أغلب الشركات في تخصص التسويق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا فيسبوك ولينكد إن، وغالبًا تنشر على هذه الصفحات الوظائف وفرص العمل المختلفة التي تعرضها. لذا، يمكنك متابعة هذه الصفحات، وعند الإعلان عن وجود وظيفة يمكنك التقديم عليها.
4 نصائح تساعدك على النجاح في تخصص التسويق
هناك العديد من النصائح المهمة التي تخص العمل في تخصص التسويق، نتيجة المنافسة الكبيرة ووجود العديد من الأفراد الذين يبحثون عن فرصة للدخول في هذا المجال. إليك 4 نصائح أساسية ستساعدك على النجاح في تخصص التسويق.
1- تعلّم أساسيات التسويق
يظن البعض أنّ رغبته في العمل كصانع محتوى مثلًا، ستعني أنّه ليس ضروريًا الاهتمام بتعلم أساسيات التسويق. في الواقع هذا الأمر خاطئ، إذ إنّ أساسيات التسويق مطلوبة دائمًا، حتى إذا لم يكن هناك تصور لاستخدامها الفعلي في التطبيق. لكن الحقيقة هي أنّ كل شيء يرتبط بأساسيات التسويق.
مثلًا، فهم مبادئ التسويق وسلوك المستهلك من صانع المحتوى، سيمكنه استثمارها في إنشاء المحتوى المناسب للجمهور، فالمحتوى التسويقي لا يقتصر على جودة الكتابة الإبداعية، لكن على مقدار مساهمتها في تحقيق الأهداف التسويقية المطلوبة. ينطبق الأمر على جميع الوظائف في تخصص التسويق.
2- التوازن بين المعرفة النظرية والتطبيق
في سبيل التعلم، يسعى البعض إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من الدورات التعليمية. طبعًا هذا جيد على المستوى النظري، لكن في تخصص التسويق، حيث كل شيء يعتمد على التطبيق العملي، فالقيام بذلك قد لا يؤدي إلى تحقق النتائج المطلوبة، وربما تنسى المعلومات النظرية التي اكتسبتها لاحقًا.
لذا، من المهم الحرص على التوازن بين ما تكتسبه من معلومات، ثم التطبيق على هذه المعلومات. مثلًا عند أخذ دورة تعليمية معينة، فمن المهم التطبيق على جميع المبادئ الخاصة بها، حتى لو ترتب على ذلك طول مدة الدورة، لكن في النهاية ستكون قد جمعت بين المعلومات النظرية والتطبيق على هذه المعلومات، بالتالي تزيد من مهاراتك التي تؤهلك للعمل في تخصص التسويق.
3- تعلم استخدام أدوات التسويق
نحن نعيش في عصر الأتمتة، حيث توجد العديد من الأدوات التي تستخدم في تنفيذ العديد من المهام. لذا، لا بد من الحرص على تعلم كيفية استخدام الأدوات المختلفة في التسويق، إذ ستسهل هذه المهمة من عملك في تخصص التسويق.
من الناحية الأخرى، تهتم الشركات بتوظيف الأشخاص الذين يمكنهم استخدام هذه الأدوات بكفاءة، وغالبًا تمثل جزءًا أساسيًا من أسلوب عمل الشركة. لذلك، أنت بحاجة إلى الاهتمام كثيرًا بالبحث حول الأدوات التسويقية المختلفة الموجودة، وتعلّم كيفية استخدام هذه الأدوات. يمكنك التعامل معها على أنّها نقطة قوة بالنسبة لك لاحتراف العمل في تخصص التسويق، وهي فعلًا ميزة قد تجعلك الخيار الأنسب للشركات على الآخرين.
من أشهر الأدوات مثلًا الأدوات الخاصة بشركة جوجل، سواءً تحليلات جوجل التي تمنحك المعرفة بالمعلومات والبيانات الكاملة لاستخدامها في أخذ القرار، أو أداة جوجل للتخطيط للكلمات المفتاحية، التي تساعدك على معرفة كثافة البحث عن كلمة محددة، فيمكنك تحديد أنسب الكلمات لاستخدامها في كتابة المحتوى.
4- متابعة التحديثات المستمرة
النصيحة الأخيرة هي مهمة جدًا، لكن يتناسى البعض قيمتها للنجاح في تخصص التسويق، وهي تتعلق بمتابعة التحديثات المستمرة في المجال. يعود السبب إلى إهمالها هو أنّ الشخص يكون قد حصل على وظيفة فعلًا، فيظن أنّه قد حقق هدفه، ويتوقف عن التعلم ويركّز فقط على عمله.
لكن في الحقيقة فإنّ تخصص التسويق هو تخصص متطور باستمرار، ومتابعة التحديثات ضرورية لتحسين الأداء في العمل. مثلًا تجري جوجل تحديثًا مستمرًا على خوارزمياتها، لا بد من معرفة هذه التحديثات للتأكد من العمل بطريقة صحيحة تواكب التغيّر، لا الاستمرار في الطرق القديمة فتقل فاعلية الأداء.
لذا، من المهم أن تخصص جزءًا من يومك، مثلًا نصف ساعة يوميًا لمتابعة أخبار في المجال، والاطلاع على الإصدارات المختلفة من التطبيقات والأدوات المستخدمة في عالم التسويق. في حالة لم تفعل ذلك يوميًا نتيجة للانشغال بالمهام المطلوبة منك، فعلى الأقل حاول فعل ذلك أسبوعيًا، حتى تضمن أنّك لم تفوّت أي شيء جديد في المجال.
ختامًا، يبدو العمل في تخصص التسويق واعدًا في الفترة الحالية، لكن لا بد من فعل ذلك بالطريقة الصحيحة، من خلال أخذ الخطوات المناسبة للاستعداد للعمل بهذا المجال، وعدم التوقف عن محاولات التعلم أبدًا. سيساعدك ذلك على خوض رحلة نجاح جديدة في هذا المجال الواعد.
المصادر: