محمد عبده فنان العرب.. بحّار مرساه شاطئ الطرب
الأماكن كلّها مشتاقة لك هكذا أطربنا محمّد عبده وهذا هو نداء الجماهير لمطرب استثنائيّ استحقّ محمد عبده عن جدارة لقب فنان العرب لأنّ حدود شهرته تخطّت دول الخليج دخل عالم الغناء في سنّ مبكرة، لكنّ رحلته لم تكن ممهدة بالورود.
وكان والد محمد عبده صيّادا فقيرا فقد أطفاله الستة بسبب وباء الجدريّ بمن فيهم "محمّد" البالغ من العمر ثلاث سنوات.
عندما انتقلت الأسرة إلى جدة تعهّد الأب بأنّ طفله القادم سوف يكون اسمه "محمّد" وفي 12 يونيو 1949 ولد المطرب محمّد عبده بعد سنوات قليلة توفّي الأب وصار محمد عبده يعاني من الفقر واليتم.
عاش فترة من حياته في دار أيتام وهناك بدأت تظهر موهبته في الطّرب.
وعندما كان محمد عبده في عمر الـ10 سنوات كان يغنّي لزملائه بالدّار من بعد العشاء حتى منتصف الليل، استدعاه مدير الدار، واستمع إلى حلاوة صوته وطلب من المشرفين تكليفه بقراءة القرآن في المناسبات الّتي تقيمها المدرسة الوطنية.
مرّت السّنوات ودخل محمد عبده المعهد الصناعيّ ودرس صناعة السّفن ليعمل في البحر مثل والده الرّاحل وسافر في بعثة إلى إيطاليا لاستكمال دراسته لكنّ مسار حياته تغيّر تماما بعدما استمع لنصيحة الإعلاميّ السعوديّ عباس فائق غزاوي الذي غنّى معه في الإذاعة في برنامج "بابا عباس".
سافر محمد عبده إلى بيروت وسجّل أول أغنية خاصة به في الإذاعة "خاصمت عيني من سنين" ثم بعدها قدّم أغنية "سكّة التايهين" عام 1966 والتي كانت سبباً في انطلاقته الفنية
ثم خاض أوّل تجربة في التلحين مع أغنية "الرمش الطويل".
تخطّت شهرة محمد عبده دول الخليج المجاورة، وعندما غنّى في الثمانينيات أمام الرئيس التونسيّ الحبيب بورقيبة أُطلق عليه بعدها لقب "فنان العرب".
وفي عام 1989، توفّيت والدة محمد عبده، كانت أكثر اللحظات حزنا في حياته كلّها لدرجة أنّه قرّر عدم إصدار أيّ ألبومات من عام 1989 حتى عام 1997.
في عام 1997، غنّى في احتفال بالعيد الوطنيّ وكان في أفضل حالاته ما شجّعه على استئناف نشاطه.
ذهب إلى لندن ليغني في ثلاث حفلات مع وردة الجزائرية وأصدر خمسة ألبومات دفعة واحدة في الأشهر الثلاثة التّالية.
وتوالت حفلاته الّتي أعادته بقوة إلى الخريطة الموسيقيّة وحصل محمد عبده على العديد من الجوائز والتّكريمات لما قدّمه في مسيرته الحافلة مثل:
- وسام وميدالية الاستحقاق من الدّرجة الثّانية للملك السعوديّ فهد.
-وسام بورقيبة للثّقافة من الدّرجة الثّانية عام 1982.
كما فاز بالأسطوانة الذّهبيّة عام 1989 وجائزة الموسيقى العالميّة لأفضل أداء حيّ وجائزة الموسيقى العالميّة لأفضل فنان ترفيهيّ في العالم لعام 1998 .
محمد عبده كان يتمنّى أن يصبح بحّارا لكنّ موج الحياة أعطاه مرسى جزيرة اسمها الطّرب.