معلومات عن وزارة الصحة والاستراتيجية الوطنية للصحة
إن الاهتمام البالغ بالصحة العامة ومكافحة الأمراض المنتشرة لمن أولويات الحكومة السعودية منذ قديم الزمن والذي نهض وتلألأ في مراحل توحيد المملكة العربية السعودية الحديثة.
وبدأت الخطوات الأولى والمسيرة الصحية في المملكة المنظمة عندما اتجهت نحو التركيز على الصحة العامة، والحرص على تطويرها، ورفع شأنها إلى الأعلى. وفي هذه المقالة سنتحدث عن تاريخ وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية.
تاريخ إنشاء وزارة الصحة في السعودية
في ما يلي نفصل لكم بداية نشأة مصلحة الصحة العامة في المملكة العربية السعودية:
أنشئت عام 1343هـ / 1925م وكان مقرها مكة المكرمة، على أن ينشأ لها فروع أخرى في شتى مناطق المملكة.
وبعد فترة ليست بكثيرة، وبالتحديد عام 1344هـ / 1925م أنشئت مديرية الصحة العامة والإسعاف، وكان إنشاؤها بهدف الاهتمام بالشئون الصحية والبيئية، والحرص على بناء مستشفيات ومراكز صحية في شتى أرجاء السعودية.
ونتيجة لتزايد الخدمات الصحية المقدمة في هذه الفترة في شتى أرجاء السعودية، إلى جانب ما يُقدم من خدمات صحية لحجاج وعُمار بيت الله الحرام والمدينة المنورة، وبعد أن لوحظ ازدياد أعداد المستشفيات والمراكز الصحية بصورة كبيرة، جاء إنشاء المجلس الصحي العام كأعلى هيئة إشرافية في البلاد.
ويضم المجلس قيادات رفيعة المستوى في السعودية، وكان التركيز الأكبر خلال تلك الفترة على تطوير الخدمات الصحية وزيادة كفاءة العاملين في القطاع الصحي الضروري والمهم، وذلك بجوار مكافحة الأمراض والأوبئة المنتشرة في ذلك الوقت.
وعن تلك الفترة فكان من الضروري صنع جهاز متخصص يتحمل مسؤولية الإشراف الكامل على الشؤون الصحية في السعودية، وبالفعل أعلن المرسوم الملكي في عام 26/8/1370هـ / 1951م ورقم 5/11/ 8697 القاضي بإنشاء وزارة الصحة في السعودية، وبذلك شهدت نشأة الوزارة تطورات هائلة صارت بمنزلة علامات ثابتة في طريق نهضة بالقطاع الصحي.
كما أنها حتى الآن تشغل وظائف وزارة الصحة المطروحة عددا من أمهر الأطباء في مختلف المجالات.
رؤية وزارة الصحة في السعودية
نعرض لكم رؤية وزارة الصحة السعودية من خلال كل ما تضمنته من أهداف وسياسات واستراتيجيات ومشروعات لتحقيق الأهداف المستقبلية السامية، ألا وهي توفير الرعاية الصحية الممتازة والمتكاملة بأعلى المستويات العالمية، والتي تشمل ما يأتي:
• تبني استراتيجيات صحية عامة وقومية، تركز على أعباء المرض الرئيسة، بما في ذلك الأمراض غير المعدية، والتغذية، والصحة الإنجابية، ومرض الإيدز، والتدخين، والحوادث، والإصابات الأخرى.
• التخطيط لنظام وأسلوب فعال ومنصف، وكذلك رسم رؤية النظر للتقديرات والأخطار والمزايا.
• الوصول لأقصى وأفضل مدى ممكن بالحالة المرضية لسكان السعودية من قِبل معايير كالعدالة والمساواة في الرعاية الصحية والفاعلية وتحمل العبء المادي في العلاج والرعاية، وذلك بواسطة تزويد المملكة العربية السعودية خدمات صحية خاصة وعامة ذات مستوى مرتفع وعال من الجودة، وبالتالي تغطي هذه الخدمات كافة السكان.
• تنوع مصادر الإيرادات، وذلك لتمويل النظام الصحي بفعالية، ويشمل أيضا تلك الإيرادات العامة والضرائب المخصصة ومناصفة التكلفة.
• بناء هيكل واحد أساسي لوضع السياسات الصحية، وبما في ذلك تشغيل مجلس الخدمات الصحية الذي أُنشأ مؤخراً.
رسالة وزارة الصحة في السعودية
تلتزم وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بأداء الرسالة التي تشرفت بحملها منذ قيامها، والتي توفر الرعاية الصحية بجميع مستوياتها، كما أنها تعزز الصحة العامة للمواطن، والوقاية من الأمراض، وكذلك وضع قوانين ولوائح منظمة للقطاع الصحي العام والخاص، ومراقبة الأداء العام له، والتركيز على الجانب البحثي ومجالات الاستثمار الصحي والتدريب الأكاديمي.
استراتيجيات وزارة الصحة في السعودية
تأتي استراتيجيات وزارة الصحة بشكلها الحالي متناغمة مع استراتيجيات الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والتي صُدِّق عليها بقرار من مجلس الوزراء، وكان بتاريخ 17/9/1430 ورقم 320.
ومنذ أن بدأت خطط التنمية الموضوعة للمملكة العربية السعودية قبل 40 عاماً، كان خيار تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدم لمواطني المملكة العربية السعودية خياراً نموذجيا واستراتيجياً.
ويتمحور هذا الاهتمام حول التنمية الصحية في المادة الحادية والثلاثين من النظام الأساسي للحكم، وأكدت هذه المادة على حرص وعناية الدولة بالصحة العامة، وتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن، وهذا ما أكدته خطط التنمية الـ8 السابقة، والتي كانت انطلقت جميعها من مصطلح واحد، الا وهو توفير مقومات رعاية صحية لتلبية احتياجات كافة سكان المملكة العربية السعودية.
وبالتالي بادرت وزارة الصحة من خلال الخطة الاستراتيجية الحالية إلى الاستعانة بالمناهج الحديثة وتقديم خدمة ورعاية صحية تستند إلى أن المريض الذي هو مركز النظام الصحي وليس مجرد جزء فيه.
ما يعني أن منظومة الخدمات الصحية تستهدف تلبية احتياجات المريض الصحية في الوقت والمكان المناسبين، بداية من الرعاية الصحية الأولية، وصولا بالخدمات العلاجية المتخصصة، وبأساليب مهنية يضمن معها المريض حقوقه كاملة، كحقه في اختيار الطبيب المعالج، وحقه في معرفة تفاصيل حالته المرضية، وحقه في معرفة خيارات العلاج المختلفة، وحقه في معاملته دوما بطريقة تحفظ كرامته، وتلبي تطلعاته وتوقعاته، بعناية واهتمام ولطف.
وهذه كلها جوانب لم تكن تلقَى حظها من الاهتمام الكافي في العقود الماضية، لكنها الآن من الأهداف الرئيسة التي تشملها هذه الاستراتيجية، وذلك باعتمادها منهج الرعاية الصحية المتكاملة كأسلوب لتقديم الخدمة، وتنفيذ هذا عملياً بواسطة المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة في المملكة العربية السعودية.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تبحث كذلك في جوانب أخرى مهمة للمواطن، كالبرامج الموجهة نحو دراسة دور الضمان الصحي التعاوني، والنظر في تفعيل دوره ليشمل شرائح جديدة في مجتمع المملكة العربية السعودية.
وتشمل استراتيجيات وزارة الصحة ما يلي: ضرورة إعداد الدراسات المتعلقة بما ستكون عليه مستشفيات الوزارة مستقبلاً، والأساليب المثلى في الإدارة والتشغيل، وذلك يكون وفق مبادئ اقتصاديات الصحة، وتنويع مصادر التمويل، والاستخدام الأمثل للموارد، وحساب التكلفة.
وأخيراً وليس آخراً، لا يمكننا أن نسهو عن التشييد بتطوير "برنامج التحول الوطني" والذي يعــد أهم البرامج التنفيذية لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
حدد برنامج التحول الوطني مجموعة من التحديات التى تواجهها الجهات الحكومية، وكذلك عملوا على بناء القدرة المؤسسية الضرورية لمواكبة أهداف وأحداث تلك الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية.
الاستراتيجية الوطنية للصحة الإلكترونية
تعريف الصحة الإلكترونية: وفقاً لتعليمات منظمـة الصحـة العالميـة، تعرف الصحة الإلكترونية بأنها الاستخـدام الموحد لتقنية المعلومـات والاتصـالات الإلكتـرونية في القطـاع الصحـي.
وتتبنى الدول أنظمة الصحة الإلكترونية، ويعود السبب إلى تخطيط وتقديم أحسن وأفضل رعاية صحية، إذ ترتكز محركات استثمارات الصحة الإلكترونية على توفير قيمة إكلينيكية ودعم احتياجات العمل.
وتمتلك وزارة الصحة استراتيجيات وخطط عمل، وكذلك تضع عددا من الأهداف والمبادرات التي يمكن تحقيقها من خلال الصحـة الإلكترونيـة.
وتسعى وزارة الصحة إلى تنفيذ برنامج مبهر لتحقيق رؤيتها المبتكرة الكاملة للصحة الإلكترونية، ألا وهي: "نظـام صحـي آمـن وذو كفـاءة، مبنـي على الرعـاية المتمحـورة حـول المريـض، موجـه بالمعاييـر، وممكن بالصحـة الإلكترونيـة".
ويكمن التحدي الأكبر والمحتمل في تحويل الأشخاص وعمليـة المعالجة المطلوبة من الوزارة، هو وجود نموذج حوكمة شامل، مع خطوط واضحة تتعلق بالمساءلة، وبرنامج لإدارة التغيير يتسم بالمرونة وقابلية التقدم والتطوير.
ختاما ومن هنا، تثبت لنا وزارة الصحة أنها توفر استراتيجيات وفوائد ضخمة تعود على شعب المملكة العربية السعودية بأساليب علاجية حديثة ومتطورة وضمن خطة مدروسة.
المصادر: