كيف يمكنك تحسين مهارة القراءة السريعة؟
كثيرًا ما نرغب في التعرض إلى المحتوى سريعًا، لنأخذ فكرة عامة عنه، أو لضيق الوقت المتاح أمامنا. يتطلب هذا إجادة مهارة القراءة السريعة، والاعتماد عليها في المواقف المناسبة، فأنت في النهاية ترغب في تطوير ذاتك باستمرار، لكن مع ضغوط العمل قد يصبح الأمر صعبًا. في هذه الحالة يكون الأفضل هو الاعتماد على القراءة السريعة. في هذا المقال سنتحدث عن طرق لتحسين مهارة القراءة السريعة.
فوائد القراءة السريعة
يمكن تعريف القراءة السريعة على أنّها مهارة تمكنك من قراءة المحتوى في وقت سريع نسبيًّا مقارنة بالتوقيت المعتاد بالنسبة لك. قد يظن البعض أنّه لا فائدة من ذلك على أرض الواقع، لكن في الحقيقة استخدام القراءة السريعة هو أمر مفيد جدًا في العديد من الجوانب. من أهم فوائد القراءة السريعة:
1- التصفح اليومي للمحتوى
إذا كنت من الأشخاص الذين يرغبون في معرفة كل جديد يوميًا، بالتأكيد لديك العديد من المواقع التي تتصفحها، وفي الوقت ذاته قد لا تملك الوقت الكافي لفعل ذلك. لذا، من خلال القراءة السريعة سيكون بإمكانك الاطلاع على جميع المحتوى الخاص باليوم، لتأخذ فكرة بسيطة عنه.
بناءً على نتيجة القراءة السريعة، يمكنك التفكير بشأن التعمق في عملية القراءة لأحد المصادر. يساعدك ذلك على استثمار الوقت بالطريقة المناسبة لك، لتنفيذ أنشطتك اليومية الأخرى، مع الإبقاء على القراءة كجزء من روتين يومك المعتاد.
2- اختيار المصادر المناسبة لك
تخيّل أنّك ترغب في الحصول على دورة تعليمية معينة. ستجد على الإنترنت العديد من المصادر المتاحة للتعلم، وقد تحتار في أيها هو الأنسب لك. بالطبع لا يمكنك الاطلاع على جميع هذه المصادر بدقة نظرًا لضيق الوقت.
من خلال القراءة السريعة ستقدر على معرفة محتوى هذه الدورات دون تعمق، وبالتالي ستختار منها ما يناسبك. لا يقتصر الأمر على التعلُّم فقط، لكن أيضًا إذا كنت تبحث من أجل كتابة تقرير أو بحث، وتسعى للحصول على المصادر المناسبة لك. ستساعدك القراءة السريعة على التعرّف على المحتوى، والتأكد من الوصول إلى أفضل المصادر لتضمينها في المحتوى الذي تكتبه.
9 طرق تساعدك على تحسين مهارة القراءة السريعة
بالطبع لا تعتمد القراءة السريعة فقط على تسريع النطق، لكن على استراتيجيات مختلفة يمكن توظيفها بالشكل الصحيح، تؤدي إلى تحسين مهارة القراءة السريعة، وتجعلها عادة دائمة بالنسبة لك. إليك 9 طرق تساعدك على تحسين القراءة السريعة:
1- تحديد الهدف من القراءة
يرتبط وجود الدافع في تنفيذ القراءة، بوجود هدف معين تسعى إلى تحقيقه. على سبيل المثال، خصص لنفسك عددًا من الصفحات يوميًا أو أسبوعيًا أو شهريًا، وفقًا للطريفة التي تفضلها في التحديد. ستحتاج إلى الاعتماد على القراءة السريعة للتحرك نحو هذا الهدف. احرص على مكافأة نفسك عندما تصل إلى نقطة مهمة في طريق تحقيق هذا الهدف.
2- توقف عن الحديث الداخلي في أثناء القراءة وتقسيم الكلمات
من الأشياء التي تؤثر على القراءة السريعة هي الحرص على الحديث الداخلي في أثناء القراءة. يؤدي ذلك إلى تأثرك سلبًا نتيجة التوقف كثيرًا عند ما تقرأه. لذا، حاول وقف القراءة الداخلية، حتى إذا اضطررت إلى الاستعانة بمصدر للصوت بجانبك، مثل الاستماع إلى شيء. ستجد عقلك غير قادرٍ على القيام بهذه العادة، وسيكون تركيزك على النطق بالكلمات فقط.
كذلك من أهم الأشياء التي تساعد على تطوير القراءة السريعة، هي أن تكون قادرًا على رصد الكلمات التي تلتقيها سريعًا. كلّما تمكنت عيناك من قراءة عدد كثير من الكلمات، سيكون بالإمكان الوصول إلى نتائج أسرع. يمكنك فعل ذلك بتمرين نفسك على رصد الكلمات معًا في الوقت ذاته. وقيّم مقدار التقدم الذي يحدث معك في القراءة السريعة.
3- عدم إعادة قراءة الكلمات
في الواقع هي واحدة من العادات التي يقوم بها أغلب الأشخاص، وهي أنّهم يعودون دائمًا إلى قراءة الكلمات مرة أخرى. فتارة يعود لقراءة جملة، وتارة أخرى قراءة فقرة كاملة. السبب في ذلك هو تصور الشخص أنّه لم يستوعب الكلمات.
لكن في الحقيقة من أهم طرق تطوير القراءة السريعة هي عدم العودة إلى الكلمات ومحاولة قراءتها مرة أخرى. ستكتشف في النهاية أنّك قد استوعبت عدد أكبر من الجمل على عكس تصورك. مع التدريب ستصبح القراءة السريعة أسلوبًا ثابتًا بالنسبة لك في القراءة، ولن يفوتك الكثير من المحتوى.
يمكنك تدريب نفسك على فعل ذلك من خلال امتلاك قلم معك في أثناء القراءة. واجعل عملية القراءة تتبع حركة القلم الخاصة بك، فعندما تتحرك من السطر الأول في الصفحة، لا تتوقف أبدًا، وركّز على القراءة السريعة لمحتوى الصفحة حتى النهاية. وقيّم مدى استيعابك للكلمات التي تعرضت لها.
4- استخدم الرؤية المحيطية
تسعى الطريقتان الثانية والثالثة إلى توصيلك لهذه الخطوة، التي تربط بينهما في فعل واحد؛ استخدام الرؤية المحيطية. يعني ذلك ببساطة محاولة قراءة مجموعة من الكلمات معًا في الوقت ذاته، بدلًا من قراءة كلمات فردية في كل مرة.
قد لا يكون الأمر ناجحًا من البداية، وقد تشعر أنّك لا تحصل على الفائدة الكاملة. لكن من خلال الاعتياد على فعل ذلك، سيزداد إدراكك للمحتوى وتتعلمه بتركيز كذلك.
5- الاعتماد على عداد الوقت
يتحفز الإنسان دائمًا بوجود شيء معين يرغب في تحقيقه. لذا، عندما تضع نصب عينيك رغبتك في القراءة السريعة لمحتوى ما في وقت قليل، فسيفيدك حساب الوقت الذي تستغرقه في الأساس. لذا، يمكنك فعل ذلك من خلال الاعتماد على عداد الوقت لحساب معدل قراءتك في المعتاد.
اضبط المؤقت على وقت معين، مثلًا 10 دقائق، ثم ابدأ في القراءة. قيّم الأداء بعد الانتهاء من الوقت لتعرف عدد الكلمات أو الصفحات التي قرأتها. عندما تحاول تحدي نفسك لتزيد عدد الكلمات في الفترة ذاتها، سيكون بإمكانك تطوير مهارة القراءة السريعة للمحتوى، وفي كل مرة قد تحقق نتيجة أفضل من السابقة.
6- القراءة دائمًا
في الواقع الفارق بين المحترف والهاوي في أي مجال، يتمثل غالبًا في مقدار الممارسة الذي يقوم به كلٌ منهما. فالهاوي هو شخص يفعل الشيء كلّما أراد ذلك وفقًا للهوى والرغبة. أمّا المحترف فهو يعتاد على ممارسة الشيء، وهكذا يصل إلى أفضل النجاحات في حياته.
لذا، انظر إلى القراءة السريعة بهذه الطريقة. كلّما نجحت في قراءة المزيد من الكلمات، ستزداد مهارة القراءة السريعة لديك بصفة عامة. الأمر يشبه أي شيء آخر في حياة الإنسان، من خلال التمرين والممارسة، قد يفقد جزءًا من قدراته نتيجة لذلك، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على القراءة السريعة.
7- استخدم أدوات تساعدك على القراءة
قد يكون من الصعب في بعض الأحيان ممارسة التقدم في القراءة السريعة، بسبب التشتت أو عدم القدرة على المتابعة في القراءة لعدم القدرة على تنظيم المحتوى. لذا، يمكنك الاستعانة بأدوات تنظيم الوقت واستخدامها للتركيز في عملية القراءة السريعة.
كذلك من المفيد استخدام قلم التعليم (Marker) وتستخدمه في أثناء القراءة، مثلًا تضع علامات على الكلمات، أو يمكنك تلوين كل فقرة بلون مختلف، بالتالي عندما ترغب في القراءة السريعة، تساعدك هذه العلامات على التركيز أكثر في أثناء القراءة.
8- العمل على تحسين مفرداتك اللغوية
قد تصادف أحيانًا كتابا يتكون من 200 صفحة، وتقرأه في ساعة واحدة. في أحيانٍ أخرى كتاب أقل من 100 صفحة، لكنّك تستغرق في قراءته ساعات. أحد الأسباب في ذلك هو اختلاف الأسلوب، وكذلك الكلمات المستخدمة في المحتوى. إذ كلّما صادفت كلمات لا تعرفها، ستشعر بالصعوبة في القراءة، وستحتاج إلى التوقف لتعرف معنى هذه الكلمات، فتصعب القراءة السريعة.
لذا، يمكنك التركيز على تحسين المفردات والكلمات التي تعرفها، من خلال البحث ومحاولة معرفة المزيد من الكلمات. في هذه الحالة ستزداد مهارة القراءة السريعة لديك، وستزيد الحصيلة اللغوية التي تملكها. في الواقع امتلاك مفردات هو أمر مفيد لحياتك بصفة عامة لا فقط من أجل القراءة السريعة، فهو يجعلك متناقشا جيدا يقدر على استخدام كلمات كثيرة في أثناء الحديث.
9- تصفح النقاط الرئيسة أولًا
تناسبك هذه الطريقة عندما ترغب في معرفة محتوى كبير، ولا تملك وقتًا كثيرًا. في الوقت ذاته تعزز مهارة القراءة السريعة والقدرة على الخروج بأكبر قدر ممكن من الفائدة من المحتوى. يمكنك البدء بقراءة الفهرس في حالة وجوده لتعرف النقاط الأساسية.
يمكنك بعد ذلك الانتقال لتقرأ عناوين النقاط الرئيسة داخل المحتوى، وتفهم الفكرة العامة من خلال ذلك. بعدها يمكنك قراءة الفقرات الأولى تحت كل عنوان داخل المحتوى. بهذا ستعرف فكرة عامة وشاملة عن الموضوع، ويمكنك التعمق فيه لاحقًا بالاعتماد على بقية الطرق المستخدمة. فتكون قد حققت هدفك من القراءة السريعة، دون تفويت قيمة المحتوى.
ختامًا، تؤدي مهارة القراءة السريعة إلى تعزيز إمكانياتك في القراءة، وتجعلك تقدر على استيعاب كم كبير من المحتوى في وقت قليل. لكن تذكّر لا تجعل القراءة السريعة غايتك دائمًا، بل امنح بعض التركيز للمحتوى الذي تراه مهمًا ويحتاج إلى مجهود لفهمه. بالجمع بين الاثنين ستقدر على توظيف القراءة السريعة والقراءة العادية في المواقف المناسبة.