دليلك المختصر إلى تطوير مهارات التفكير
لا شك أنّ التفكير مهارة مطلوبة بشدة في سوق العمل. إذ على الأغلب مهارات التفكير هي أحد أهم أنواع المهارات الشخصية التي يبحث عنها أصحاب العمل، وهي ميزة لا يمكن تعويضها أبدًا بواسطة الآلات أو حتى الذكاء الاصطناعي حتى الآن.
إذًا كيف يمكنك تطوير مهارات التفكير؟ في هذا المقال نقدم لك الإجابة.
ما هي أنواع التفكير المختلفة؟
إذا قررت البحث عن أنواع التفكير فعلى الأغلب ستجد أنّ هناك العديد من الأنواع المختلفة التي يتحدث عنها الباحثون.
يعود السبب في ذلك إلى أنّ مهارات التفكير يمكن أن ينتج عنها استفادة كبيرة دائمًا، فيحدث توظيف لمختلف مهارات التفكير معًا لإنتاج طريقة تفكير جديدة. من أنواع التفكير الشائعة:
1- التفكير النقدي:
يعد التفكير النقدي من أهم أنواع التفكير الموجودة، ويحتاج إلى العديد من مهارات التفكير، إذ يعتمد على تنفيذ مجموعة من الخطوات المختلفة، حتى الوصول إلى النتيجة النهائية.
يعتمد التفكير النقدي على بحث الأمور المختلفة بهدف الوصول إلى رأي مبني على حقائق ومعلومات لا مجرد افتراضات شخصية.
2- التفكير الإبداعي:
يعتمد التفكير الإبداعي على إنتاج الحلول للمشكلات بطريقة مبتكرة، بعيدًا عن الطرق التقليدية المعتادة، التي يستخدمها الأفراد باللجوء إلى الحلول النمطية المتكررة.
يعتمد التفكير الإبداعي على الخيال وتوظيف مهارات التفكير في سبيل الوصول إلى هذه الأفكار المختلفة.
3- التفكير التحليلي:
تعتمد مهارات التفكير في هذا النوع، على محاولة تقسيم الأفكار الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، بهدف تحليلها والتفكير في الروابط بينها، لفهمها بطريقة جيدة. ي
مكن استثمار مهارات التفكير التحليلي في تعلم كيفية النقد والإبداع.
في الحقيقة لا يهم أنواع التفكير المختلفة، على قدر أهمية وجود مهارات التفكير. إذ يمكن استثمار هذه المهارات دائمًا في التفكير. وهنا لن يركّز أحد على مسمى نوع التفكير، لكن على النتائج التي تتحقق من خلاله.
فوائد مهارات التفكير:
1- ابتكار حلول للمشكلات:
عندما تكون هناك مشكلة معينة، فإن الهدف لا يكون فقط حل هذه المشكلة الآن، لكن محاولة الوصول إلى حلول مختلفة تقضي على هذه المشكلة للأبد.
قد يكون من الجيد أيضًا الوصول إلى حل يساهم في التحكم بالتكاليف وتقليلها، أو الإنجاز في الوقت، وهذا يأتي من خلال مهارات التفكير وتوظيفها بطريقة صحيحة.
2- اتخاذ القرارات:
لا ينتهي الأمر عند حل المشكلات، لكن أيضًا يمكن توظيف مهارات التفكير في عملية اتّخاذ القرارات بصفة عامة.
يشمل ذلك المفاضلة بين القرارات، واتخاذ أقربها إلى الواقع، وما يمكن من خلاله تحقيق أفضل نتيجة ممكنة، مع الأخذ بالاعتبار عوامل مثل الوقت والتكلفة وغيرها.
3- العلاقات الشخصية:
لا يقتصر دور مهارات التفكير على جوانب عملية فقط، لكن أيضًا في العلاقات الشخصية مع الآخرين، سواءً مع الأهل أو الأصدقاء أو غيرها من العلاقات.
ستساعدك مهارات التفكير على فهم المواقف المختلفة، والتفكير بشأن التصرف المناسب الذي يجب عليك القيام به.
يمكنك استثمار هذه الفوائد بأكثر من طريقة، إمّا للبحث عن فرص شخصية خاصة بك، والحصول على وظائف للعمل أو للاعتماد عليها في إنشاء شركة خاصة بك.
وبالتالي استثمار مهارات التفكير في تحقيق العديد من النجاحات الشخصية والمهنية.
10 من أهم مهارات التفكير
يعود السبب إلى التداخل بين أنواع التفكير، إلى أنّ هناك العديد من مهارات التفكير المتداخلة بين هذه الأنواع معًا.
ليس شرطًا إجادة جميع هذه المهارات، لكن الأفضل التركيز على محاولات تعلمها، حتى تحصل على طريقة تفكير أكثر تكاملًا.
وتنقسم مهارات التفكير إلى عشر مهارات أساسية:
1- التذكر:
امتلاك القدرة على تذكر المحتوى جيدًا، واستدعاؤه في المواقف المختلفة التي تمر بها، فتكون مدخلاتك مبنية على هذه المعلومات، لا فقط الافتراضات الشخصية.
2- التركيز:
القدرة على توجيه مجهودك إلى المحتوى الأكثر أهمية فقط، مع التخلّي عن المحتوى غير المهم. يؤدي ذلك إلى توفير الوقت، بدلًا من تضييعه في محاولة التفكير في محتوى غير مهم.
3- الجمع:
القدرة على البحث عن المحتوى الذي له صلة حقيقية بما تريد، وهذه من أهم مهارات التفكير المطلوبة، نظرًا لأنّ اختيار المحتوى المناسب يسهّل تكوين الآراء الصحيحة، بينما عدم القدرة على الوصول إلى المصادر المطلوبة سيجعل النتيجة النهائية غير ملائمة للهدف.
4- الترتيب:
لن يكون بإمكانك فحص المحتوى، إذا كان مرتبًا بطريقة عشوائية، فقد تشعر بالتيه بين أجزاء المحتوى المختلفة. لذا، ترتيب المحتوى يسهّل عليك عملية الفحص جيدًا، والتأكد من عدم إهمال أي محتوى مهم.
5- التحليل:
ما فائدة جمع المعلومات دون القدرة على تحليلها؟ لذا، تعد مهارة التحليل من أهم مهارات التفكير، إذ في الكثير من الأحيان تعمل بمعزل عن المهارات السابقة، فيكون لديك المحتوى جاهزًا، ويكون دورك الأساسي هو تحليله. بالتالي امتلاك القدرة على التحليل يسهّل التعامل معه.
6- التصنيف:
يعد التصنيف من مهارات التفكير المطلوبة كذلك، إذ تساعدك مهارة التصنيف على وضع المحتوى معًا، وذلك نتيجة لعمليتي الجمع والترتيب.
7- الربط:
تكمّل مهارة الربط مهارة التصنيف، إذ يمكنك من خلال الاثنين معًا إنشاء العلاقات بين المحتوى المتشابه لتصنيفه معًا.
8- الدمج:
من خلال التصنيفات المختلفة للمحتوى، يمكنك دمج المكونات المتشابهة معًا في فكرة أو رأي واحد.
9- التقييم:
تعد مهارة التقييم من مهارات التفكير المهمة مثل التحليل، فهي تحدد الفائدة من عملية التحليل، وتخبرنا بإمكانية الاستفادة من المحتوى أو لا بعد تحليله.
10- التوليد:
آخر مهارة من مهارات التفكير هي التوليد، وهي تتعلق بإنتاج وتوليد أفكار أو منتجات جديدة، وهذا جوهر مهارات التفكير عندما يتعلق الأمر بالعمل في الشركات. إذ قد لا يهتم أحد بمهارات التفكير على حدة، لكن يكون التركيز على النتيجة النهائية.
كيف يمكنك تطوير مهارات التفكير؟
يمكنك العمل على تطوير مهارات التفكير من خلال مجموعة خطوات، بهدف إمّا اكتساب بعضها، وإما تطوير مهارات التفكير الحالية.
يعتمد الأمر على التجارب والخبرات في المقام الأول، فلن يكفيك فقط معرفة التصورات النظرية. يمكنك تطوير مهارات التفكير من خلال الخطوات التالية:
1- حدد مهارات التفكير التي تملكها:
تتطلب هذه النقطة إجراء تقييم للذات، في محاولة التعرف على مهارات التفكير التي تملكها، من خلال تقييم تجارب العمل الخاصة بك، ومراقبة ما هي مهارات التفكير التي تستخدمها.
2- حدد مهارات التفكير التي ترغب في اكتسابها وتطويرها:
ليس ضروريًا العمل على تطوير جميع مهارات التفكير في الوقت ذاته، إذ يعتمد الأمر في الأساس على احتياجاتك الشخصية والمهنية. إذا كنت في وظيفة تحتاج إلى الإبداع، سيختلف الأمر عن الاحتياج إلى التحليل. لذا، حدد المهارات التي تريدها أولًا.
3- ابحث عن التجارب المناسبة:
يحتاج الأمر إلى الممارسة في المقام الأول. لذا ابحث عن التجارب المناسبة لمحاولة تطبيق أجزاء مهارات التفكير عليها. مثلًا حضور تدريب أو دورة تعليمية معينة، أو أي نشاط آخر متاح بالنسبة لك.
4- التطبيق من خلال القراءة:
إذا لم تجد فرص على أرض الواقع، فلا يزال بإمكانك العمل على اكتساب وتطوير مهارات التفكير من خلال القراءة. ركّز أكثر على قراءة التجارب والأبحاث ودراسات الحالة، والكتب الأخرى التي تؤمن بفائدتها، ثم ابدأ في التطبيق عليها.
مثلًا إذا أردت تطوير مهارة التحليل، فبإمكانك محاولة تفكيك العلاقات بين أجزاء المحتوى الذي تقرأه، وهكذا وفقًا لتحديدك المسبق لأجزاء مهارات التفكير التي تحاول التركيز عليها.
ختامًا، العمل على تطوير مهارات التفكير هي خطوة مهمة لحياتك المهنية، فلا تزال مهارات التفكير تحظى بالتقدير الأكبر لأصحاب العمل، وكلّما أمكنهم الوصول إلى كفاءات فيما يتعلق بالأفكار، سيحاولون توظيفهم والاستفادة منهم قدر الإمكان. لذا، استفِد من هذا الأمر، واسعَ إلى امتلاك مهارات التفكير المناسبة لمسيرتك المهنية.
المصادر: