خطوات اتخاذ القرار الصحيح ونصائح تسهل لك ذلك
قد تحتاج في حياتك اليومية إلى مهارة اتخاذ القرار الصحيح في العديد من الأمور، سواءً المتعلقة بحياتك الشخصية أو حياتك العملية.
لذا، أنت لا تريد ترك الأمور للصدفة، بل تسعى إلى امتلاك منهجية محددة، تمكنك من اتخاذ القرار الصحيح والمناسب لك.
في هذا المقال سنتحدث عن الخطوات السليمة لعملية اتخاذ القرار السليم، وما هي الأساليب المختلفة لاتّخاذ القرارات الصحيحة في الحياة بشكل عام.
خطوات اتخاذ القرار الصحيح
يمكنك اتخاذ القرار وفقًا لتقديراتك الشخصية، أو يمكنك فعل ذلك بالاعتماد على خطوات متحددة، مترابطة فيما بينها وتساعدك على الوصول إلى القرار المناسب.
لا تجعل اعتقادك أنّ نجاح اتخاذ القرار دون منهجية في إحدى المرات سيظل هو الوضع الدائم، كما أنّك لا تضمن ما الذي قد يحدث لاحقًا.
لذا، يجب عليك الالتزام بالخطوات الأساسية لعملية اتخاذ القرار:
-
الخطوة الأولى: تحديد ما هو القرار الذي تحتاج إلى القيام به
تعد هذه الخطوة الرئيسة المحركة لبقية خطوات عملية اتخاذ القرار، لذا لا بد من التفكير بها بطريقة صحيحة، حتى تكون قادراً على تحديد ما هو القرار الذي تريد القيام به.
يمكن أن يكون القرار:
- الوصول إلى حل لمشكلة معينة، وبالتالي لا بد من تعريف جميع أبعاد هذه المشكلة قبل البدء.
- سؤال مطروح تبحث عن إجابة له.
- هدفًا تسعى إلى تحقيقه وتفكّر بشأن الطريقة المثالية لفعل ذلك.
- مفاضلة بين منتجين ترغب في شرائهما.
كما ترى تدخل عملية اتخاذ القرار في جميع أجزاء حياتك اليومية، ويتكرر الأمر باستمرار.
عندما تقرر تحقيق هدف معين من خلال قرارك، فانت بحاجة إلى جعله هدفًا ذكيًا، يمكنك قياسه ومحدد بوقت معين، فتكون قادرًا على متابعة آلية اتخاذ القرار وتنفيذها في الوقت المناسب.
-
الخطوة الثانية: جمع المعلومات المتعلقة بالقرار
من أهم الأشياء التي تحتاج إليها في عملية اتخاذ القرار، هي أن تفعل ذلك وفقًا للمعلومات لا الافتراضات الشخصية الخاصة بك.
مثلًا عندما تقارن بين منتجين، فلا تقول إنّ أحدهما أفضل من الثاني نظرًا لأنّك تظن أنّ الشركة المصنعة له هي الأفضل.
بل يجب عليك الاهتمام جيدًا بجمع المعلومات المتعلقة بهذا القرار.
في هذه الخطوة لا تحاول الانحياز لأي شيء من المعلومات التي تخرج بها، بل اسعَ للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بالقرار، حتى يكون بإمكانك الاعتماد عليها في الخطوات التالية.
مثلًا جمع كل المعلومات المتعلقة بالمنتجين الذين ترغب في المقارنة بينهما.
من المهم هنا الانتباه إلى واحدة من أهم تحديات عملية اتخاذ القرار، التي تتمثل في وجود العديد من المعلومات، أو على العكس من ذلك، نقص المعلومات المتوفرة.
فالحالة الأولى قد تشتتك وتجعلك في حيرة بشأن القرار المناسب. والثانية لا توفر لك المعلومات الكافية للحكم واتخاذ القرار الصحيح.
يمكنك هنا الاعتماد على إطالة عملية البحث جيدًا، ومحاولة الوصول إلى النتائج المناسبة بأي طريقة، حتى إذا تطلب الأمر الحصول على استشارات مدفوعة، من متخصصين في هذا الأمر، ويمكنهم المشاركة بآراء ذات قيمة تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.
-
الخطوة الثالثة: تحديد أفضل الخيارات المناسبة
بعد الانتهاء من جمع المعلومات المتعلقة بعملية اتخاذ القرار الحالي، يمكنك البدء في تنظيم هذه المعلومات، ومعرفة الطرق الملائمة لحل المشكلة التي تواجهك، أو البنود الأكثر أولوية لك في المقارنة بين المنتجين الذين ترغب في شرائهما.
في هذه الخطوة أنت بحاجة إلى التزام الحياد أيضًا، فلا تنحاز لخيار على حساب الآخر أبدًا، بل كن حريصًا على تحديد جميع النقاط في الحلول المقترحة، وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف الخاصة بها.
كذلك لتحسين عملية اتخاذ القرار، يمكنك الاطلاع على الماضي لمعرفة المزيد من المعلومات عن الحلول.
-
الخطوة الرابعة: اختيار أفضل خيار متاح
وفقًا للمقارنة التي عقدتها بين الحلول، يمكنك اتخاذ القرار بشأن الأنسب لك.
في هذه الحالة لا تجعل اهتمامك مقتصراً فقط على رغباتك الشخصية، لكن أيضًا على الظروف المتاحة لك.
ويشمل ذلك النقاط التالية:
-
القدرة على تنفيذ الحل:
في النهاية الهدف من اتخاذ القرار هو تحويله إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع. لذا، يجب عليك التفكير جيدًا في قدرتك على تنفيذ هذا الحل، وإذا كان مناسبًا لك أو لا.
من المهم التركيز على أنّ نجاح أحد الحلول مع شخص، لا يعني بالتبعية نجاحه مع آخر، فلا تجعل اختيارك معتمداً على تجربة شخص آخر غيرك.
-
الوقت:
يلعب الوقت دوراً رئيساً في اتخاذ القرار، إذ الكثير منها يتأثر بفكرة الوقت المتاح.
مثلًا قد ترغب في الحصول على دورة تدريبية معينة في أرض الواقع، فيجب التفكير جيداً إذا بإمكانك توفير الوقت لها مع مشاغلك الحالية، أم الأفضل في هذه الحالة هو اللجوء إلى دورة أخرى متوفرة على الإنترنت، من أجل ضمان قدرتك على التحكم في الوقت.
-
الميزانية المتاحة:
قد يكون أحد الحلول مناسبًا جدًا، لكن المشكلة هي أنّك لا تملك القدرة المادية على تنفيذه الآن.
مثلًا إذا كنت تفكر في اتخاذ القرار بشأن شراء هاتف جديد، وهناك خيار مميز جدًا لكن تكلفته بعيدة عن قدرتك المادية الآن، بالتالي فلن يكون هذا أفضل قرار تقوم به، فأنت لا تعرف كيف يمكنك توفير المال المناسب.
لذا، اتّخذ القرار المتوافق مع الميزانية المخصصة.
أيضًا في هذه الحالة، إذا كانت لديك القدرة على تعديل ميزانيتك، وفقًا لقناعتك بأنّ هناك فرصة لا تعوّض إذا اشتريت هذا المنتج الآن، فافعل ذلك.
في النهاية هذا جزء من عملية اتخاذ القرار، من خلال المفاضلة بين الاختيارات وفقًا لمعاييرك الشخصية، حتى تصل لأفضل خيار مناسب لك أنت فقط.
لا توجد أولوية لعنصر على الآخر، لكن يعتمد الأمر عليك، فبإمكانك إعداد مزيج بين هذه العناصر والاختيار من بينها ما تراه مناسبًا لك.
-
الخطوة الخامسة: وضع خطة التنفيذ وتقييم القرار
لا توجد فائدة من اتخاذ القرار ثم بقائه هكذا دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع.
لذا، بعد الانتهاء من تحديد الخيار المناسب، يمكنك البدء في تحويل هذا إلى خطة متكاملة، موضحًا به تاريخ البدء، وتاريخ الانتهاء المتوقع من تنفيذ القرار، وإذا هناك نقاط أساسية في المنتصف ستهتم بالوصول إليها.
في هذه الحالة يجب الانتباه إلى وضع خطة جيدة وتناسبك على المستوى الشخصي، لا مجرد التركيز فقط على وضع خطوات للتخطيط في المطلق. إذ تأكد أنّ هذه الخطوات متفقة مع وضعك الحالي، وسيكون بإمكانك العمل على تنفيذها، حتى لا تفاجأ بالواقع.
كذلك من المهم بعد اتخاذ القرار والبدء في تنفيذه، السعي إلى تقييم القرار والنتائج من أرض الواقع.
هذا حتى تتمكن من معرفة إذا كنت تسير على الطريق الصحيح فعلًا، أو أنّك تحتاج إلى تعديل في المسار الخاص بك، واستبدال بعض مكونات الخطة، حتى تتمكن في النهاية من تحقيق ما تريد.
5 نصائح لستهيل عملية اتخاذ القرار
تحتوي عملية اتخاذ القرار على العديد من الصعوبات والتحديات، لذا من المهم الانتباه إلى ذلك، وتوقع الاحتمالات وما قد تواجهه في أثناء اتخاذ القرار. لذا، إليك هذه النصائح الخمسة لتساعدك على عملية اتخاذ القرار:
1- ركّز على التعريف الصحيح للوضع الحالي:
يركّز البعض أحيانًا على عملية اتخاذ القرار ذاته، ويتناسى تحليل الوضع الحالي بطريقة جيدة. لذا، الخطوة الأولى هي البدء بالتعريف الصحيح للمشكلة، وجميع الأبعاد الخاصة بها، لا سيّما مع التغيّر المستمر في الواقع، وما يترتب عليه من آثار.
2- لا تتأثر بتجارب وكلمات الآخرين:
من السهل على البشر الإدلاء بأحكامهم الخاصة بشأن أي شيء. لكن يجب ألّا تجعل هذا يؤثر عليك ويعيقك عمّا تريد القيام به، واتخاذ القرار المناسب بشأن ذلك.
إذ لكل فرد تجربته الخاصة، وهذا لا يعني أنّها التجربة الوحيدة فقط. إذا اقتنعت بهذا الأمر، ستجد نفسك تعاني من اتخاذ القرار المناسب لك.
3- ابحث عن الحلول المستخدمة سابقًا:
البحث الجيد مفتاح اتخاذ القرار الصحيح. لذا، ابحث جيدًا عن كل شيء، وركز على محاولة معرفة الحلول المستخدمة سابقًا في الموضوع الذي تحاول اتخاذ القرار به.
ربما تجد في هذه الحلول ما يناسبك، أو على الأقل ستقدر على توفير وقتك، بدلًا من المحاولة في شيء لن يكون مفيدًا لك.
بالطبع بالوضع في الاعتبار الظروف وقت المحاولات السابقة، ومدى التشابه بينها وبين الوضع الحالي.
4- استعن بمن هم أكثر خبرة:
لا توجد أي مشكلة في الاستعانة بالآخرين، شرط أن تفعل ذلك بطريقة صحيحة. ولا يعني اتخاذ القرار الشخصي أنّه يجب فعل ذلك بمفردك، بل يمكنك البحث عن الأشخاص المناسبين للحصول على مشورتهم بشأن ما يجب فعله أو لا.
لذا، ابحث عن أشخاص لديهم خبرة، سواءً خبرة حياتية في المطلق تؤمن بأنّها ستفيدك، أو خبرة في مجال القرار الذي تريد القيام به، وتؤمن أنّهم سيقدمون إضافة حقيقية لك.
اعرض عليهم الموضوع بتفاصيله كاملًا، واستمع إلى الآراء التي سيشاركونك بها، ثم عد وقم باتخاذ القرار؛ مستفيدًا من هذه المدخلات الجديدة.
5- تعلّم من تجاربك:
نحن نخوض تجارب وتحديات مستمرة، ومن المحتمل حدوث بعض التجارب غير الناجحة في أثناء بعض المحاولات.
لذا، لا تجعل هذه التجارب تؤثر على قناعتك بشأن قدرتك على اتخاذ القرار الصحيح في المراحل القادمة من حياتك، بل اجعلها بمثابة معلم لك، تسعى إلى تحليلها جيدًا، ومعرفة ما المشكلات التي واجهتك، وما هي الدروس التي تعلمتها، حتى يمكنك تضمين هذه النقاط في المرة القادمة عندما ترغب في اتخاذ قرار جديد لحياتك.
ختامًا، مهارة اتخاذ القرار الصحيح هي مهمة جدًا لحياتك، لأنّك تحتاج إليها باستمرار. لذا، حاول دائمًا تطبيق خطوات اتخاذ القرار بطريقة منهجية، تمكنك من الوصول إلى أفضل الخيارات الملائمة لك. ابذل مجهود في اتخاذ القرارات حتى تحصل على الراحة مستقبلًا وتجني ثمار قرارك الصحيح.
المصادر: