كيفية إنشاء خريطة ذهنية احترافية في 6 خطوات
تجلس في اجتماع لمناقشة الأفكار الجديدة التي يمكن تنفيذها، أو حتى تفكّر في تعلم ودراسة موضوع جديد. في الحالتين أنت تبحث عن وسيلة تمكنك من تنظيم أفكارك، وتسجيلها بطريقة سهلة وبسيطة.
وهنا تظهر الإجابة في تصميم خريطة ذهنية تساعدك على فعل ذلك بسهولة، فما هي كيفية إنشاء خريطة ذهنية بخطوات بسيطة؟
تابع معنا..
ما هي الخريطة الذهنية؟ ولماذا هي مفيدة؟
تُعرف الخريطة الذهنية على أنّها مخطط بسيط لتنظيم الأفكار حول فكرة مركزية. ظهرت على يد توني بوزان. يمكن استخدام خريطة ذهنية في تحقيق العديد من الأغراض، سواءً فيما يتعلق بالدراسة، أو بالعمل. يمكن الحديث عن أهمية إنشاء خريطة ذهنية من خلال النقاط التالية:
1- تحليل الأفكار: عندما تكون لديك فكرة مركبة، تحتوي على العديد من التفاصيل، يمكنك من خلال إنشاء خريطة ذهنية تحليل هذه الأفكار جيدًا إلى أجزاء أصغر، فتكون أكثر قدرة على فهم الفكرة وتحليلها، ومعرفة ما الذي يعنيه كل مكوّن من هذه الأفكار.
2- الوصول إلى حلول متنوعة لفكرة: يُعدُّ استخدام خريطة ذهنية كأداة لتوليد الأفكار شائعًا، لا سيّما عند استخدامها جنبًا إلى جنب مع العصف الذهني. إذ استخدام خريطة ذهنية يُشجّع الذهن على إنتاج الأفكار، وكذلك الربط بينها بطريقة سهلة للحاضرين.
3- أداة مفيدة للتعلُّم: تعد الخرائط الذهنية أداة مهمة جدًّا على مستوى التعلُّم. إذ تساعدك على تلخيص أفكارك والمحتوى الذي تدرسه، وتنشئ العلاقات بين الأجزاء الخاصة به. بالتالي، عندما تنتهي من عملية التعلّم، تكتشف أنّك كنت قادرًا على استيعاب جميع الأفكار الواردة في المحتوى.
4- تشجيع التفكير الإبداعي والنقدي: يؤدي الاعتماد على خريطة ذهنية إلى تشجيع الأفراد على التفكير، سواءً التفكير الإبداعي والخروج بأفكار كثيرة ومتنوعة، أو التفكير النقدي من خلال بحث الأفكار وتحليلها، ومحاولة الربط بينها في نقاط سهلة وبسيطة وواضحة.
5- سهولة تذكُّر المحتوى: عند الانتهاء من الاجتماع، أو بعد إنهاء عملية التعلّم، قد يكون من الصعب أحيانًا تذكّر المحتوى. يمكنك ببساطة العودة إلى الخريطة الذهنية التي رسمتها، وإلقاء نظرة على المحتوى، لتتذكره بسهولة دون أي مشكلة.
6- مشاركة المحتوى مع الآخرين: لا يقتصر الأمر على استخدامك الفردي للخريطة الذهنية، لكن يمكنك أيضًا مشاركتها مع الآخرين، وسيكون لديهم القدرة على استيعاب المحتوى الخاص بها. بالتالي فهي لا تعمل كأداة فردية خاصة بك، لكن أيضًا تُستخدم في إطار جماعي.
كيفية إنشاء وتصميم خريطة ذهنية احترافية (6 خطوات)
يتطلب العمل على تصميم خريطة ذهنية بذل بعض المجهودات في سبيل تحقيق ذلك، فالأمر لا يقتصر فقط على رسمة ترغب في وضعها ومشاركتها مع الآخرين، لكن أيضًا فعل ذلك بطريقة منظمة، حتى تكون الخريطة فعّالة.
-
الخطوة الأولى: تحديد الفكرة الرئيسة
هذه هي الخطوة الأهم في تصميم الخريطة الذهنية، وهي تحديد الفكرة الرئيسة في الخريطة.
إذا فعلت هذه الخطوة بطريقة صحيحة، ستكون هي البناء الذي تستكمل بقية الخطوات من خلاله.
لذا، من المهم البدء بتحديد الفكرة الرئيسة، وكتابتها في منتصف الخريطة.
إذا كنت تستخدم خريطة ذهنية بشكل جماعي، فمن المهم في البداية شرح طريقة استخدام الخريطة إلى المجموعة، والتأكد من فهمهم الكامل للموضوع، حتى يكون لديهم القدرة على استخدام الخريطة في توليد الأفكار بطريقة مفيدة.
-
الخطوة الثانية: البدء في تفريع الخريطة الذهنية
بعد الانتهاء من تحديد الموضوع الرئيس، يمكنك الانتقال إلى الخطوة الثانية، وهي البدء في تفريع الخريطة، وذلك من خلال تحديد الأفكار الفرعية الأساسية المتعلقة بالموضوع، التي ترى أنّها أكثر ملاءمة لها.
إذا كنت تستخدم خريطة ذهنية لحل مشكلة، فهنا ستكون الفكرة الرئيسة هي المشكلة، والفروع الأساسية هي الحلول المقترحة لهذه المشكلة، فيكون في كل فرع حل مقترح ومحدد وظاهر للجميع.
-
الخطوة الثالثة: إضافة الفروع الناتجة عن الفروع الأساسية
بعد الانتهاء من تفريع الخريطة الذهنية، يمكنك الانتقال إلى التركيز على كل فرع رئيس، وإضافة الفروع الأخرى الخاصة به.
مثلًا لكل حل اخترته في الخطوة السابقة، كيف يمكنك تطويره وإنتاج الخطوات الخاصة بتنفيذه؟ هذا سيظهر في الفروع الناتجة من الفروع الأساسية.
-
الخطوة الرابعة: تكرار الخطوات الثانية والثالثة
في النهاية استخدام خريطة ذهنية بهدف التفكير، يعتمد على إطلاق العنان لتوليد الأفكار، ويكون دور الخريطة هو تنظيم هذه الأفكار والربط بينها.
لذا، لا يمكنك التحكم في إنتاج الأفكار، فأحيانًا تظهر أفكار خاصة بفرع معين، بينما أنت حاليًّا في فرع آخر.
كما أنّه من المحتمل ألّا تكون الأفكار الناتجة كافية بالنسبة لك.
لذا، يمكنك تكرار الخطوات الثانية والثالثة مرة أخرى، حتى تنجح في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار، التي يمكنك الاختيار من بينها، والتأكد من مساهمة الجميع ومشاركته بما لديه من أفكار.
-
الخطوة الخامسة: تطوير الشكل المرئي للخريطة
تصميم خريطة ذهنية يحتاج غالبًا إلى وجود عناصر مرئية.
عندما تنظر إلى الخريطة لن تشعر بأنّها مجرد كلمات موجودة بجانب بعضها البعض، لكنّها موجودة في صورة مرئية، لتسهيل رؤيتها من الآخرين، وتشجيعهم على التفكير.
لذا، من المفيد التركيز على الشكل المرئي للخريطة في أثناء تجهيز المحتوى الخاص بها.
-
الخطوة السادسة: إخراج المحتوى النهائي ومشاركته مع الآخرين
في الخطوة الأخيرة، بعد تصميم خريطة ذهنية بمحتوى مفيد، يمكنك مراجعتها مرة أخرى، حتى تخرج بالمحتوى النهائي، الذي يمكنك مشاركته مع الآخرين.
هذه الخطوة مهمة، لأنّها بمثابة تنسيق وتلخيص لجميع الخطوات السابقة.
وبالتالي إذا كانت هناك مشكلة سيكون بالإمكان حلها في هذه الخطوة، لضمان الاستفادة القصوى من الخريطة الذهنية.
3 طرق تساعدك على إنشاء خريطة ذهنية
بالطبع الهدف الأساسي من استخدام خريطة ذهنية هو إطلاق العنان للذهن للتفكير، وبالتالي يجب ألا تضع قاعدة ثابتة دائمًا حول طريقة استخدام الخريطة الذهنية، حتى لا تؤثر على الحاضرين، وتجعلهم يتحركون دائمًا في إطار واحد، فتفقد ميزة التفكير الإبداعي الذي تحققه لك الخريطة. من أجل ذلك هناك ثلاث طرق لإنشاء الخريطة الذهنية:
-
الطريقة الأولى: الانتقال من مستوى إلى آخر
توجد ثلاث مستويات في إنشاء الخريطة الذهنية:
- المستوى الأول: الفكرة الرئيسة.
- المستوى الثاني: الفروع الأساسية.
- المستوى الثالث: الفروع الناتجة عن الفروع الأساسية.
لذا، يمكنك الاعتماد على تصميم خريطة ذهنية، من خلال الانتقال من مستوى لآخر، وهذه هي الطريقة الظاهرة في الخطوات الماضية. من المهم في هذه الحالة بعد الانتهاء من مستوى، العودة إلى المستوى السابق للتأكد من كون جميع التفاصيل مكتوبة بطريقة جيدة.
-
الطريقة الثانية: الانتهاء من الفرع قبل الانتقال لآخر
بدلًا من إنشاء خريطة ذهنية من خلال العمل على كل مستوى، يمكنك الدمج بين المستويين الثاني والثالث في خطوات متداخلة. ببساطة، عندما تضع فرعا أساسيا، تبدأ في وضع جميع الفروع الخاصة به، ثم بعد ذلك الانتقال إلى التفكير في الفرع الأساسي التالي.
مثلًا إذا كنت تفكر في حلول لمشكلة، فبمجرد طرح حل معين، تبدأ في تحليله ووضع الخطوات الخاصة به بالكامل. عندما تنتهي من هذا الحل، يمكنك الانتقال إلى البحث عن حل آخر، وهكذا وفقًا لرؤيتك.
-
الطريقة الثالثة: التدفق الحر للأفكار
نحن نستخدم الخريطة الذهنية لتشجيع الأشخاص على التفكير، لذا في بعض الأحيان لا يُفضل البدء مباشرةً بمسألة المستويات، وتحديد طريقة تفكير الأشخاص. بل يمكن الاعتماد على التدفق الحر للأفكار، فبعد الانتهاء من تحديد الفكرة الرئيسة، تطلب من الأشخاص مشاركة جميع الأفكار التي يملكونها.
في هذه الحالة أنت لن تقوم بتصنيف هذه الأفكار داخل الخريطة الذهنية، لكنّك ستكتفي بكتابتها كما هي، وبعد الانتهاء من مشاركة الجميع بأفكارهم، يمكنك البدء في تحويلها إلى مستويات في الخريطة، لتنظيم المحتوى والخروج بالشكل النهائي من الخريطة.
ختامًا، استخدام خريطة ذهنية هو أمر مفيد للعمل، ويساعدك على الاستفادة من فريقك بكفاءة، من خلال تحفيزهم للمشاركة بأفكارهم، وتحقيق استفادة قصوى من هذه الأفكار. لذا، تأكد من اتّباع هذه الخطوات عند رغبتك في إنشاء خريطة ذهنية احترافية.
المصادر: