كيفية كتابة قصة قصيرة إبداعية
تطور الفن وتطورت معه اهتمامات الجمهور المهتم بالإبداع والقراءة. ترتب على ذلك شيوع العديد من الفنون الكتابية المختلفة، ومن بينها الاهتمام بالقصة القصيرة.
تعد القصة من أهم الفنون التي يرتبط بها الناس باستمرار.
في هذا المقال سنتحدث عن كيفية كتابة قصة قصيرة إبداعية.
ما هي القصة القصيرة؟
قبل الحديث عن طريقة كتابة قصة قصيرة، يمكننا في البداية تعريفها بالشكل الصحيح. يمكن تعريفها على أنّها سرد حكائي، لكنّه يتسم بكونه قصيرًا، يركّز في الأغلب على حدث واحد فقط، دون تشتيت أو خروج منه إلى أحداث أخرى.
حتى على مستوى الشخصيات، عند كتابة قصة قصيرة فقد لا تكون هناك شخصيات كثيرة، بل ربما تكون وحيدة الشخصية، أو تجمع شخصيات متعددة في زمان ومكان واحد، وفقًا لطبيعة الأحداث التي تعالجها القصة.
يُختلف بشأن تاريخها، فيزعم البعض أنّ كتابة قصة قصيرة يعود إلى القدم، أمّا البعض يراها فنًا ذاع صيته خلال العقود القليلة الماضية، وأحد أهم الأسباب في ذلك هي رغبة القارئ في الحصول على قصة سريعة، دون الاضطرار إلى قضاء وقت طويل في القراءة. يمكن تقسيم كتابة قصة قصيرة إلى نوعين رئيسين:
- قصة الشخصية، وهي التي يكون محورها شخصية معينة، فتتشكل الأحداث بها بناءً على هذه الشخصية وما يحدث معها، فكل شيء في القصة يخدم الشخصية فقط.
- قصة الحادثة أو الموقف، وهي التي يكون محورها حادثة أو موقف محدد، فالشخصيات هنا تظهر في سياق الموقف، ولا تأخذ تركيزًا كبيرًا بل الاهتمام يكون مركّزًا على الأحداث.
نموذج لكتابة قصة قصيرة
على الرغم من أنّ الفن يعتمد على الإبداع، إلّا أنّه هناك دائمًا بعض المبادئ والمفاتيح الأساسية، التي تساعد على ظهوره بالشكل المناسب. لذا، هناك بعض المبادئ التي يمكنك الاعتماد عليها في كتابة قصة قصيرة إبداعية:
1- تحديد فكرة القصة وحبكتها
بالطبع أنت بحاجة إلى فكرة محددة يمكنك تناولها في القصة القصيرة. يظن البعض أنّ الفكرة تعني دائمًا تحديد المشكلة المجتمعية المرغوب حلّها، لكن يمكن تناول المزيد من الأشياء عند كتابة قصة قصيرة. إذ ليس المطلوب هو استلهام الأفكار من الواقع.
يمكنك كتابة قصة قصيرة خيالية تمامًا، ولا تمت للواقع بصلة. كما أنّه في اللحظة التي تقرر فيها الكتابة عن شيء، فأنت هنا قد فصلت ما بين الواقع والقصة، وأصبح بإمكانك كتابته بما تراه، لا بما يحدث في الواقع فعلًا، فالقصة لا ترتبط بأي إطار.
من المهم أيضًا تحديد الحبكة في القصة. وهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء: الأحداث العادية الموجودة في القصة، التصاعد في الأحداث حتى الوصول إلى العقدة، انتهاء العقدة وحلّها في آخر القصة.
2- تحديد الشخصيات في القصة
تعتمد كتابة قصة قصيرة أو أي نوع آخر من القصص على وجود الشخصيات. بدونها هي أشبه بخاطرة تحكي فيها عمّا يدور بداخلك نحو العالم. لذا، لا بد من تحديد الشخصيات، التي ستكون موجودة في القصة، مع الأخذ بالاعتبار عدم الإسراف في الشخصيات، نظرًا لصغر حجم القصة، بالتالي وجود العديد من الشخصيات قد يسبب تشتتًا. تنقسم الشخصيات إلى نوعين:
- الشخصية الرئيسة: وهي الشخص التي يدور العمل حولها. لذا، إذا كنت تكتب قصة قصيرة من نوع قصة الشخصية، فلا بد من وجود هذه الشخصية كجزء أساسي منها.
- الشخصيات الثانوية: وهي الشخصيات الأخرى في العمل، التي تظهر غالبًا من حكايات بقية الشخصيات عنها.
3- تحديد إطار القصة
يمكن تقسيم إطار كتابة قصة قصيرة إلى جزأين:
- الزمان: أي التوقيت الذي تدور به القصة، ويشمل التاريخ والتوقيت بالضبط.
- المكان: أي المواضع التي تحدث بها القصة. في بعض الأحيان مع صغر القصة القصيرة، قد لا يتم التركيز على هذه الأجزاء، لا سيّما إذا كانت قصة الشخصية، فيدور كل شيء حولها.
لكن إذا قررت الاعتماد على زمان ومكان معين، فلا بد من الاهتمام بالبحث حول مواصفاته، حتى تقدر على اختيارهما بشكل يلائم القصة، ويكون سببًا في قوتها، لا سببًا في تعرضها للنقد السلبي. إذا كنت تكتب قصة قصيرة خيالية، في هذه الحالة يجب الاهتمام بوصف المكان والزمان الخياليين بدقة، إذ يلعب ذلك دورًا كبيرًا في اهتمام الجمهور.
4- تحديد أسلوب السرد والحوار في القصة
في النهاية أنت بحاجة إلى توظيف كل هذه المقومات في الكتابة. لذا، يجب التركيز على تحديد أسلوب السرد، أي وصف الأشياء في القصة، وكذلك طريقة الحوار، سواءً كان حوارًا داخليًا مع الذات، وستجده كثيرًا في قصة الشخصية، أو حوارًا خارجيًا بين الشخصيات المختلفة.
هل يمكن الاعتماد على القصة القصيرة في التسويق؟
ببساطة إجابة هذا السؤال هو نعم. يمكن الاعتماد على كتابة قصة قصيرة بهدف الاستفادة منها في التسويق. في الواقع يحدث هذا باستمرار، بل إنّ الأسلوب القصصي في كتابة المحتوى، من أهم الأساليب التي تساهم في جذب الجمهور إلى العلامات التجارية.
في هذه الحالة يتطلب الأمر فقط التركيز على المقومات المختلفة لكتابة قصة قصيرة، وربطها مع الجمهور. على سبيل المثال، كتابة الشخصيات من خلال جمهورك، فتأخذ مواصفاتها وأفكارها من خلال شخصية الجمهور. كذلك تركيز الحبكة على الواقع اليومي الذي يعيشه الجمهور، إذ يساهم هذا في جذب انتباههم إلى القصة، وإقبالهم على القراءة.
4 نصائح لكتابة قصة قصيرة مميزة
من خلال الفقرات السابقة سيكون بإمكانك كتابة قصة قصيرة إبداعية، لكن هناك أيضًا بعض النصائح الإضافية، التي تساعدك على جعل قصتك أفضل، فيحبها الجمهور ويقبل على قراءتها:
1- الاختصار: الهدف الرئيس من كتابة قصة قصيرة هو جذب القارئ الذي هو ملول بطبعه، بالتالي قد لا يرغب في قراءة قصة كبيرة. لذا، ركّز دائمًا على الاختصار، لا تضع كلمات أو جمل لا تخدم القصة، بل ركّز على قيمة كل كلمة موجودة داخل القصة، وأنّها تقدم إضافة حقيقية.
2- ركّز على العنوان: من أهم مشكلات الكتابة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، هي أنّهم ينتجون أعمالًا مبدعة، لكن عندما يتعلق الأمر بالعنوان يصبح الأمر صعبًا عليهم. في الواقع يؤثر العنوان كثيرًا على كتابة قصة قصيرة، فربما القارئ يتحفز للقراءة من خلال العنوان، فهو العامل الأساسي في جذبه إلى القصة.
3- لا تجعل حجم القصة يحركك: تركّز القصة القصيرة على تقديم معنى في عدد كلمات قليل لتحقيق فكرة القِصر في القصة. بالتالي، حافظ على هذا الأمر، لكن لا تجعله هدفًا. فالقارئ لن يرتبط مع قصتك بسبب حجمها، ولكن وفقًا لإعجابه بمحتواها.
مثلًا إذا كنت تركّز على كتابة قصة قصيرة من 1000 كلمة، وفي المقابل وجدت القصة الحالية ستصل إلى 1200، لكن الأمر مبرر، فافعل ذلك. والعكس إذا وجدت القصة 300 كلمة، فلا تحاول الإطالة بلا فائدة. إذ ربما يُقبل القارئ على قراءة 1200 كلمة، لكن إذا أطلت في القصة ذات الـ300 كلمة وجعلتها 600، يتوقف في المنتصف، لأنّه يشعر بوجود خطأ ويفقد اهتمامه بالقصة.
4- مراجعة القصة جيدًا: بعد الانتهاء من كتابة قصة قصيرة، لا تتعجل في النشر. لكن توقف لبعض الوقت، ثم عد إلى القصة وراجعها جيدًا. يمكنك تقييم ومراجعة العناصر التالية:
- تأكد من سلامة الأسلوب، واستخدامك لغة مناسبة للقارئ.
- عدم وجود أخطاء إملائية أو لغوية أو نحوية. يفضل أن ترسلها لأحد المختصين بالتدقيق اللغوي.
- ملاءمة كل كلمة لموضعها، وإذا هناك أي حذف أو إضافة مطلوبة على القصة.
ستضمن لك المراجعة اكتمال قصتك، وأنّه بإمكانك نشرها الآن. ستساعدك هذه النصائح على كتابة قصة قصيرة احترافية. ومع تطبيق بقية العناصر الموجودة، سيكون بإمكانك كتابة قصة مبدعة، يحبها القرّاء ويقبلون على قراءتها بشغف.
كيفية كتابة قصة قصيرة للأطفال
كتابة قصة قصيرة للأطفال قد تكون أمرا في غاية السهولة وأيضا قد تكون أمرا بالغ الصعوبة ويلعب التوجيه الناضج دورا هاما في هذه العملية بشكل عام، فالطفل لديه حس الخيال وملكته، ويستطيع أن يحول حروفه إلى قصص ذات أبعاد مختلفة، ولكن هذا يحدث بالتوجيه الضروري، وبالصقل والتطوير وتعليمه القدرة على تطويع حروفه لخدمة بناء القصة، وقد تكون أمرا صعبا إذا انفلت تماما ولم يكن هناك أي سيطرة أو ضابط على هذه الأفكار.
كتابة قصة قصيرة خيالية
الخيال جزء أساسي من حكايات الأطفال، وعلينا ألا نكبته وأن نوظفه في بناء القصة ونحرص على أن تكون كل الحكايات خادمة لهذا الغرض.
مقدمة قصة مشوقة
ولكن لابد في مطلع أي قصة من مقدمة مشوقة تجذب القارئ وتجعله يكمل القراءة وتكون ذات صلة تمهيدية وثيقة بمضمون القصة.
المصدر :