معضلة قياس الألم وطريقة تفكيرك الخاطئة حوله
إذا قلت لأحدهم بأن إحساسه بالألم أمر جيد فربما ينعتك بالمجنون أو أنك ترغب في أذيته ولكن عزيزي فالحقيقة أن إحساسك بالألم هو أكبر دليل على أنك حي وبخير!
في بداية القرن الحالي اعتمد المجتمع الدولي للأطباء على مقياس للألم عن طريق تقييمه من 0 إلى 10 مع كون 0 هو أنك لا تشعر بالألم على الإطلاق و10 أنك تعاني من ألم لا يمكن احتماله، ولكن مع تقدم الطب بدأ بعض الأطباء المتخصصين في علاج الألم بالاعتماد على تقييم مختلف تماماً للألم.
مقياس شدة الألم
في عام 2008 كان يعاني السيد Kevin Boehnke وهو شاب أسترالي يبلغ من العمر 20 خريفاً وبصحة جيدة بل ويمارس الرياضة بشكل مستمر، ولكن فجأة بدأ السيد Boehnke يعاني من بعض الألم في يديه ولكنه لم يكن مزعجاً للغاية.
بالطبع مع إهماله لحالته في البداية بدأ الألم يزيد لدرجة أنه امتد لباقي ذراعه ووصل الأمر لكتفه وظهره ووصل معه الألم لدرجة أصبح لا يستطيع الحياة معها مع هذا الألم، بالطبع قبل أن يزداد الأمر، توجّه لمجموعة من الأطباء المختلفين على مراحل مختلفة ليعالج المشكلة.
دائما كان سؤال الأطباء يتعلق بدرجة الألم على مقياس من 0 إلى 10 ولكن هذا المقياس وتشخيص الأطباء عليه لم يعالج المشكلة ولم يساعد الأطباء على حل المسبب الرئيس لهذا الألم حتى قابل الطبيب Dan Clauw وهو متخصص في علاج الـألم والضعف العام.
في الحقيقة افتتح الطبيب سؤال مريضنا ليس عن درجة الألم بل عن قدرته على التعايش مع الألم وإن كان الألم يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
هذا السؤال وطريقته أراحت Boehnke للغاية وجعلته قادراً على وصف حالته بطريقة أفضل وهذا ما ساعد الطبيب على الوصول إلى التشخيص النهائي وهو إصابته بمرض fibromyalgia وهو تليف في الأعصاب والعضلات يصيب المريض بطريقة مزمنة للغاية.
يرى الطبيب Mark Hutchinson وهو عالم أعصاب أن طريقة النظر للألم بناءً على التقييم الرقمي فقط ليس مفيداً للغاية بل يمنع الأطباء من التفكير في مسبب الألم وأن الاعتماد عليه يجعلنا نبقي في الألم لمدة أطول.
درجات الألم
المشكلة أن مقياس الألم من 0 إلى 10 ليس مصمماً لوصف حالات الألم غير الطبيعية أو الناتجة عن الأمراض بل كان مصمماً لوصف طريقة عمل الأدوية التجريبية في التجارب السريرية الطويلة والتي تهدف لتخفيف الألم فقط وليس علاجه.
ولكن في عام 2000 كان الأمر أكثر فائدة من عدم وجود مقياس للألم على الإطلاق، في الواقع إن الاعتماد على درجة الألم نفسه أمر خاطئ للغاية فمقدار الألم المسبب من نفس المرض لشخصين مختلفين يختلف للغاية، ويختلف إحساس الشخص بالألم.
أثبتت الكثير من الدراسات أن الرجال يخبرون الأطباء السيدات بمقاييس خاطئ أو درجات كاذبة لكي لا تهتز صورتهم أمام هذه السيدات.
مثل هذه الدراسة والمنطق بالطبع دفع الكثير من الأطباء والباحثين للعمل على طريقة جديدة أو أفضل لتقييم الألم بشكل محايد وعملي.
بعض الأبحاث حالياً تعمل على تحديد مقدار الألم بناءً على تحاليل دم تبحث عن مواد كيميائية تفرز عند الإحساس بالألم بطريقة كبيرة.
أيضاً بعض الأبحاث تجري حالياً لقياس موجات الدماغ التي تتأثر بشكل كبير بسبب الألم.
المشكلة الحقيقية أن الألم لا يمكن قياسه بمقياس سهل بل الأمر يحتاج إلى بعض المجهود فهو ليس مثل درجة الحرارة ولا يعتمد على مادة كيميائية واحدة يمكن قياسها.
كل الشوائب التي قد تظهر على رقبتك ومعانيها المرضية
يقول الدكتور Dan Clauw أن سؤال المريض عن تفاصيل ألمه والمشاكل التي يسببها له في حياته اليومية يمكن أن يعطينا فكرة عن مسبب الألم الحقيقي أو بعض المشاكل الأخرى الخاصة بهذا الألم.
على الصعيد الشخصي والنفسي فإن مريضك الذي لا يستطيع الوقوف لفترات طويلة بسبب الألم سيقدر مجهودك لحل هذه المشكلة بدلاً من محاولة إنزال درجة الألم من 6 إلى 4 فهو أمر غير ملموس على الإطلاق.
تصنيف درجات الألم
فيما يلي تصنيف درجات الألم حسب أشد ألم تصاعديًا:-
أشد أنواع الألم الجسدي بالترتيب
بدلاً من التركيز على الأرقام التي تعطيك انطباعا بأنك دائما في حالة من الألم المستمر يجب أن تركز على محاولة العودة إلى حياتك الطبيعية قدر الإمكان وهذا سيساعدك أيضاً على تجربة بعض الحلول الأخرى التي لن تعمل على تخفيض مقدار الآلام ولكن ستساعدك على التعامل معها.
المقياس الجديد كما قلنا يعتمد على ما يمنعك الألم من القيام به ويبدأ من إحساس الا ألم وهو أن تعيش حياتك بشكل طبيعي للغاية إلى الألم الشديد الذي يعطلك ويمنعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعي وهو دائما في بالك ولا تستطيع نسيانه.
في يدك حل مشكلة الألم تماماً:
عندما تبدأ بالحديث مع طبيبك لا تركز على درجة الألم فقط بل يجب أن تركز على ما يمنعك الألم من القيام به، قم وصف ألمك بشكل مفصل وما يمنعك من القيام به وكيف يؤثر على حياتك حتى إن لم يسألك طبيبك مباشرةً على هذا الأمر.
علاج حساسية الأنف وهذه هي أعراض وأسباب المرض
عندما يسألك طبيبك عن مسبب الألم في وجهة نظرك يجب أن تجاوبه حتى إن كنت تظن بأن إجابتك خاطئة ويجب ألا تشعر بالحرج منها على الإطلاق.
جزء كبير من الألم يكون مسبباً نفسياً لذا يجب أن تعمل كطبيب ومريض على حل هذه المشكلة النفسية بشكل سريع حتى قبل العمل على حل مشكلة هذا الألم أو المسبب العضوي له.
لا يجب أن تخجل من الألم ومن وصف درجته بدون مبالغة بالطبع ويجب ألا تحاول احتمال مالا يحتمل فهذا لن يجعلك أكثر رجولة بالتأكيد ولا يجب أن تخاطر بصحتك في مثل هذه المبادئ الفارغة.
جهاز قياس الألم
هناك جهاز مبتكر تم تصميمه لقياس الألم وفق المقياس السابق ذكره، وهو يشبه قلم الحبر الجاف، ويتكون من 7 أسطوانات معدنية متداخلة، ويقيس درجات الحرارة ومستويات الألم.