تسكن الآلام وتقضي على التوتر.. كيف تؤثر الموسيقى على أذهاننا؟
صاحبت الموسيقى والنغمات الإنسان منذ بداية الخليقة، على مدار التاريخ نجد أن كل الشعوب كان لها موسيقاها الخاصة التي اعتمدت فيها على بعض الآلات المصنوعة خصيصًا، والتي توارثتها وطورتها الأجيال فيما بعد.
لقد ثبت علميًا أن الموسيقى لها تأثيرًا كبيرًا وقويًا على الدماغ، وأظهرت الكثير من الأبحاث أن الموسيقى بإمكانها المساعدة في العديد من الجوانب المتعلقة بالدماغ، بما في ذلك الحد من الألم وتخفيف التوتر، وإنعاش الذاكرة.
ما هي فوائد الموسيقى للدماغ؟
تسكين الآلام
وجدت دراسة اُجريت عام 2014 أن الموسيقى كانت مفيدة للمرضى الذين يعانون من الفيبروميالغيا أو "الألم العضلي الليفي"، إذ أظهرت هذه الدراسة أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يساعد المرضى على الاسترخاء، ما يؤدي إلى انتشار بعض المواد الأفيونية في الجسم وهي مسكنات آلام طبيعية.
وأظهرت دراسة اُجريت عام 2013 أن كل الأشخاص الذين يعانون من نقص النالتركسون وهو أحد المُضادَّات الأفيونيَّة Opiate Antagonists، يَعمَل على الوقاية من تأثيرات الامتِناع عن المخدِّرات والكُحول وتَخفيف الألم النَّاجِم عن ذلك، يشعرون بمتعة أقل أثناء الاستماع إلى أغنيتهم المفضلة، ما يُشير إلى أن الموسيقى تُطلق المواد الأفيونية في الجسم بالفعل.
تحد من النوبات والسكتات الدماغية
أفادت بعض التقارير أن أدمغة بعض المرضى المصابين بالصرع تستجيب بشكل مختلف للموسيقى مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من المرض نفسه. تقول كريستينا شاريتون، من مركز ويكسنر الطبي في جامعة أوهايو إن الموسيقى تقلل قدر النوبات التي تصيب مرضى الصرع، والذين قالوا إنهم يشعرون براحة كبيرة أثناء استماعهم إلى الموسيقى.
ووجدت دراسة اُجريت عام 2008 أن مرضى السكتات الدماغية الذين يستمعون إلى الموسيقى في مراحل مُتقدمة يتم شفائهم أسرع من غيرهم.
وقال تيبو ساراكامو، مؤلف الدراسة، أن استماع مرضى السكتات الدماغية للموسيقى عقب إصابتهم بفترة قصيرة، له تأثير إيجابية يظهر خلال الأسابيع والأشهر الأولى.
الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة قد يعزز صحتك النفسية
تخفيف التوتر
بالنظر إلى ذوقك في الموسيقى نوع النغمات التي تميل إلى الاستماع إليها، فمن الممكن أن تساعدك الموسيقى على التخفيف من خدى التوتر عن طريق خفض مستويات الكورتيزول ، وهو الهرمون الذي يتم إطلاقه استجابةً للإجهاد.
وكشفت دراسة أجريت عام 2013 عن وجود صلة قوية بين الموسيقى وتقليل شعور الانسان بالإجهاد والتوتر، وخضع لها 42 طفلاً كانوا في غرفة الطوارئ تراوحت اعمارهم ما بين 3 و 11 عامًا.
تقوية الذاكرة
هناك الكثير من الدراسات التي أُجريت خلال القرن العشرين والتي تربط بين الموسيقى وانعاش وتقوية الذاكرة، والتي أثبتت أن الموسيقى مفيدة جدًا لمرضى الزهايمر.
وقال خبراء نفسيون وأخصائيون أعصاب أن الموسيقى تُحدث تأثيرًا عاطفيًا، والعواطف تجلب معها الذكريات، ما يسعد إلى إنعاش الذاكرة.
وأجريت دراسة عام 2014 على 89 مريضًا مُصابًا بالخرف، تم تقسيم فيها المرضى بشكل عشوائي إلى مجموعتين الأولى استمعت إلى الموسيقى لمدة 10 أسابيع، بينما قامت المجموعة الثانية بالغناء لمدة 10 أسابيع، ووجدت أن كل من الغناء والموسيقى يساعدان على إنعاش الذاكرة، إلى أن الاستماع إلى الموسيقى كان لها تأثيرًا أكبر على المرضى.
كيف تكشف الموسيقى عن كونك انسانًا مميزًا؟
هل استمعت يومًا إلى أحد الأغاني أو موسيقى عظيمة ثم بقشعريرة تسير في جسدك بأكمله، وأن الشعر الموجود في جسمك يقف؟ إذا كانت إجابتك بنعم فربما هذه إشارة على أن عقلك مميزًا وأنك لديك قدرات خاصة، وهذا ما وجدته دراسة اُجريت منذ فترة خضع لها حوالي 20 طالبًا تم إجراء مسحًا دماغيًا لهم عند السماع لموسيقى عظيمة وأغاني مميزة.
ووجدت دراسة اُجريت في أكاديمية أكسفورد أن الأشخاص الذين يشعرون بقشعريرة من الموسيقى من المرجح أن يكون لديهم مشاعر أقوى وأكثر حدة.
ذوقك الموسيقي يكشف الكثير عن شخصيتك
ووجدت دراسة اُجريتف في جامعة هيريوت وات أن ذوقنا الموسيقي والأغاني التي نميل إلى السماع إليها يكشف الكثير عن شخصياتنا، وجاءت نتائج الدراسة كما يلي:
البلوز: عشاق هذا النوع من الموسيقى غالبًا ما يتمتعون بقدر كبير من الاحترام لذاتهم، ويكونوا مبدعين ومخلصين ومريحين.
الجاز: وهؤلاء الأشخاص يتمتعون بقدر كبير من تقدير الذات، كما أنهم مبدعون ومتحررون ويحبون فعل كل ما يجعلهم سعداء.
الموسيقى الكلاسيكية: يتمتع عشاقها بقدر كبير من تقدير الذات، كما أنهم مبدعون ولكن من السهل أن يشعرون بالخجل.
الراب: وهم أشخاص متحررون ويحبون الخروج، كما أنهم واثقين من أنفسهم.
الأوبرا: عشاق هذا النوع من الموسيقى يكونوا مبدعين ولطفاء.
الكانتري والويسترن: هم أشخاص متحررون ويعملون بجد شديد.
الروكي والهيفي ميتل: وهم أشخاص مبدعون ولكنهم لا يعملون بجد، ولطفاء.