منذ عامين، وجّه إيلون ماسك رسالته للشباب، أنّ أكثر ما يهمه في التوظيف هو المهارات لا الدرجات التعليمية التي حققوها من الدراسة. في الواقع، ليست هذه كلمات إيلون ماسك فقط، لكنّها أصبحت التوجّه الذي تؤمن به العديد من الشركات عند التوظيف.
بدلًا من اللجوء إلى الأشخاص الحاملين لشهادات جامعية معينة، فإنّ الاهتمام أصبح يضم أشياء أكبر من ذلك. حتى وصل في بعض الأحيان إلى إهمال جانب الشهادة تمامًا. لذا، في هذا المقال، سنتحدث عن البدائل التي يمكن استخدامها، التي من شأنها المساعدة في الحصول على وظيفة جيدة، دون امتلاك شهادة جامعية.
دعوة للتنمية الذاتية لا ترك التعليم
في الحقيقة، ليس الهدف من المقال هو دعوة الشباب إلى ترك التعليم، وعدم السعي نحو الحصول على شهادات جامعية جيدة. إذ إنّ ذلك الأمر يعود إلى رغباتهم، والحصول على شهادة، حتى دون الاستفادة الملموسة منها، هو أمر مهم ومفيد في عالمنا، لذا لا بد من الاهتمام به.
يهدف المقال في الأساس إلى التركيز على أنّه يمكن تعلم بعض المجالات الأخرى، فبدلًا من الاكتفاء بمجال واحد فقط من خلال الشهادة الجامعية، بإمكان الشباب دخول مجال آخر. في هذه الحالة، فإنّه يقوّي فرصته في الفوز بوظيفة رغم صعوبة سوق العمل هذه الأيام.
كما أنّ التنمية الذاتية هي هدف في حد ذاته للأشخاص ليكونوا أفضل. على سبيل المثال، تضع الكثير من الشركات شرط وجود شهادة في الإعلان، لأنّها ترى ذلك طريقة تضمن لها وجود الأساسيات لدى المتقدمين. لكن من خلال مهاراتك، يمكنك إثبات العكس لهم، وقد تحصل على فرصة للتوظيف.
تساءل أولًا: هل يمكنني أداء الوظيفة؟
قبل أي شيء، يمكنك العودة إلى تفاصيل الوظيفة التي ترغب في العمل بها، والتفكير جيدًا في متطلباتها، وما هي الأشياء التي تحتاج إليها حتى تكون قادرًا على أداء الوظيفة. ربما تكتشف أنّك تملك الإمكانيات المطلوبة لذلك، وربما تكتشف أنّ الأمر بعيد عنك كليًا، بالتالي تصرف النظر عن الأمر.
من المهم أثناء التقديم قراءة الشروط الخاصة بالوظيفة، هل مثلًا مكتوب عن الدرجة التعليمية أنّها "مطلوبة"، أم مجرد وجودها يعد مرغوبا به. سيساعدك هذا في التقديم على الوظيفة، مع وجود فرصة أكبر لتوظيفك. بالطبع سيتوقف الأمر على إجاباتك في المقابلة الشخصية.
الاعتماد على الدورات التعليمية
في الوقت الحالي، أصبح بالإمكان الحصول على تعليم في أي مجال ترغب به، وذلك بسبب زيادة عدد المنصات التي تقدم دورات تعليمية، وبعضها له اعتمادية من الجامعات، لا فقط يقدمها محترفون. لذا، يعد خيار الاعتماد على الدورات التعليمية في تنمية الذات، هو خيار ممتاز في زيادة فرصة الحصول على وظيفة جيدة بدون شهادة جامعية.
يمكنك البدء بالبحث في المواقع المختلفة، ومعرفة تفاصيل عن الدورات التي تقدمها. ستكتشف أنّ هناك مواقع مثل "coursera" تقدم مساقات تعليمية متكاملة، تمكنك من إجادة مجال كامل، لا فقط تمنحك معرفة عنه. بعد تحديد المواقع والمحتوى المناسب، يمكنك البدء في التعلّم.
المشاركة في التدريبات التابعة للمجال
لا يقتصر الأمر على الدورات التعليمية، لكن يمكنك أيضًا الاحتكاك بالواقع العملي، والبحث عن التدريبات التابعة للمجال في الشركات المختلفة، ومحاولة الحصول على فرصة. على الأغلب فإنّ شروط الانضمام لهذه التدريبات تكون بسيطة، لكنّها مفيدة بالنسبة لك.
يمكنك من خلال هاتين الطريقتين، الدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، من ثم الاستفادة من ذلك في المقابلة الشخصية لتوضيح تميزك. يمكنك التركيز على أنّك جمعت بين العنصرين، مما يجعل مسألة الدرجة الجامعية ليست ذات أهمية، من خلال امتلاكك لدليل آخر يدعم قدراتك.
تنفيذ مشاريع خاصة بك
ما الذي تبحث عنه الشركات في المقابلة الشخصية؟ شخص يملك قدرات تساعده في تنفيذ المهام المختلفة. ماذا عن تقديم إثبات واقعي على المهام، لا فقط القدرات. يمكنك فعل ذلك من خلال تنفيذ مشاريع شخصية خاصة بك.
على سبيل المثال، إذا كنت بدأت التعلم في البرمجة وتبحث عن وظيفة في هذا المجال. يمكنك الاستفادة من اللغات التي تجيدها، وتصميم موقع إلكتروني كامل، وعرضه كنموذج عمل خاص بك. كلّما زاد عدد المشاريع التي نفذتها، فإنّك تزيد من فرصتك في الحصول على الوظيفة.
طبقًا للمجال الذي ترغب في احترافه والحصول على وظيفة به دون شهادة، يمكنك التفكير جيدًا في الطريقة المناسبة لتنفيذ هذه المشاريع. سيفيدك أيضًا إجراء بحث من واقع سوق العمل، لتعرف أكثر الأشياء التي يبحث عنها أصحاب الشركات، وتبدأ تقديمها في مشروعاتك.
تكوين شبكة علاقات
من الطرق التي تساهم في الحصول على وظيفة، هي الاستعانة بشبكة العلاقات الخاصة بك. على الأغلب، لن يهتم هؤلاء الأشخاص بدراستك فقط، لكنّهم سيركزون أيضًا على ما تفعله، وطالما يتفاعلون معك في الواقع، فبإمكانهم تقييمك بالشكل المناسب، وتحديد مدى قدرتك على العمل.
يمكنك العمل على تطوير شبكة علاقاتك من الآن، سواءً من خلال متابعة الأشخاص المؤثرين في المجال الذي ترغب بدخوله على مواقع التواصل الاجتماعي المتخصصة، مثل لينكدإن، أو عبر المشاركة في الفاعليات التي تنظم في أرض الواقع. في الحالتين احرص على جعلهم يرون مشاريعك التي نفذتها، فهذا يزيد من قناعتهم بك.
تنمية سيرتك الذاتية
تعد السيرة الذاتية هي الطريقة الأساسية التي تعرّف الشركات بك في المقام الأول. لذا، حاول استغلال جميع العناصر السابقة التي تحدثنا عنها، وإضافتها إلى السيرة الذاتية في موضعها المناسب. مثلًا، الدورات التعليمية التي حصلت عليها، التدريبات التي شاركت بها، وهكذا.
يمكنك أيضًا إضافة مهاراتك المتعلقة بالوظيفة في موضعها، وتضمين نماذج الأعمال الخاصة بك في السيرة الذاتية. تساعدك جميع هذه العوامل في الظهور بالشكل الأمثل. من المهم ألّا تكذب بشأن أي تفاصيل في السيرة الذاتية، حتى لا يؤثر عليك هذا سلبًا ويضيع عليك فرصة الحصول على الوظيفة.
طريقة الإجابة أثناء المقابلة الشخصية
إذا نجحت في الحصول على فرصة لمقابلة شخصية، فأنت على بعد خطوات قليلة من الفوز بالوظيفة. هناك بعض النصائح التي من شأنها المساعدة في المقابلة:
1- ركّز على خبراتك ومؤهلاتك: إذا بدأت الحديث في المقابلة عن إدراكك لعدم امتلاك شهادة جامعية، فأنت توجّه الحديث نحو مسار لا تريده. فأنت لا تحتاج إلى تبرير موقفك. بدلًا من ذلك، ركّز على عرض الخبرات والمؤهلات التي تملكها حاليًا.
2- ماذا ستضيف للشركة؟: في النهاية تبحث الشركة عن شخص يقدم لها قيمة إضافية. لذا، يمكنك الحديث عن هذا الأمر، من خلال ربط مهاراتك ومشاريعك السابقة مع متطلبات الوظيفة. إذا كنت قد عملت مع شركة سابقة، أظهر كيف ساهمت في نجاحها.
3- جهّز إجابة لسؤال المؤهل: من المهم ألّا تكون الشخص الذي يبدأ الحديث عن جزء المؤهل. لكن إذا طُرح هذا السؤال، فحاول توجيه الأمر مرة أخرى نحو إمكانياتك، لا التصديق بوجود عائق معين سيؤثر عليك. يمكنك أيضًا الاستفادة من الأمر في توضيح شغفك بالمجال، وأنّ هذا ما يجعلك تبحث عن وظيفة في مجال لا تملك شهادته الجامعية.
عندما تطبق جميع الخطوات المذكورة في المقال، فإنّك تزيد من فرصتك في الحصول على وظيفة جيدة بدون شهادة جامعية، وتذكّر أنّ الشركات تبحث عن أفراد لا شهادات، لذا ركّز على التسويق لنفسك بالشكل المناسب، هذا ما سيساعدك في الحصول على الوظيفة التي تريدها.
المصادر: