كيف تجيب على الأسئلة غير المألوفة في المقابلات الشخصية؟
"إذا كنت على جزيرة، وكان بإمكانك إحضار ثلاثة أشياء فقط معك. ماذا سوف تحضر؟". هل يمكنك التفكير في إجابة هذا السؤال؟ ماذا لو طُرح عليك هذا السؤال في المقابلة الشخصية خلال التقديم لوظيفة، وتعرف أنّه قد يصنع فارقًا في قبولك من عدمه، بالتالي أنت في حاجة إلى الإجابة.
قد لا يكون هذا السؤال الذي يُطرح عليك، لكنّك غالبًا تعرف أنّ أغلب مقابلات العمل تحتوي على أسئلة غير مألوفة بالنسبة لك. بعضها يسألك عن أشياءٍ خيالية، البعض الآخر عن إحصاءات وأرقام من الواقع لا علاقة لك بها.
أيًا يكن السؤال، بالتأكيد هناك إجابة، وكذلك هناك غرض من طرحه في المقابلة (الإنترفيو - Interview). إذًا، كيف تجيب على هذا النوع من الأسئلة؟
لماذا يطرح محاورك هذه الأسئلة من الأساس؟
تجربة المقابلة هي الفرصة التي تمكّن محاورك من تقييمك، لا أنت وحدك، ولكن جميع المتقدمين إلى الوظيفة أيضًا. بالتالي، هو بحاجة إلى وضع معايير مختلفة يمكنه من خلالها تقييم مستوى الجميع، وتساعده في الاختيار.
ولأنّ المقابلة لا تعتمد فقط على اختبار المهارات التقنية، بل تتطلب كذلك اختبار المهارات الشخصية مثل التفكير النقدي والإبداعي، فتكون الوسيلة المناسبة هي طرح أسئلة غير مألوفة. يمكن من خلالها تقييم طريقة الإجابة والتفكير في السؤال المطروح، لا فقط الوصول إلى الإجابة الصحيحة.
إذًا ما يهم المحاور ليس فقط الإجابة النموذجية للسؤال، لكنّه يهتم أكثر بكيفية تنظيم هذه الإجابة وطرحها. لأنّه ببساطة لا يهتم بالأشياء الثلاثة التي ستحضرها معك في الجزيرة، لكنّه يريد معرفة لماذا اخترت هذه الأشياء تحديدًا دونًا عن غيرها. لذا، اهتم بإعطائه الأسباب وراء إجابتك لا فقط الاكتفاء بالإجابة.
كذلك في بعض الحالات تكون هذه الأسئلة وسيلة في تقييم السلوكيات الخاصة بالأفراد. لأنّ البعض يسارع بالإجابة عليها دون تفكير، ويعطي إجابة بلا أسباب وبعيدة عن الواقع. هذا يعطي انطباعًا عن الشخص على أنّه متسرع لا يستخدم المنطق في إجاباته، ويفتي فيما لا يعرف ببساطة. هذا مؤشر خطير بالنسبة للمحاور، يؤثر على قبوله للمتقدم.
كيف يمكنك الإجابة على هذه الأسئلة بالشكل الأمثل؟
كما اتفقنا، لا توجد إجابات نموذجية على هذه الأسئلة، بل الأهم جعل هذه الإجابات شخصية قدر الإمكان، يمكنك من خلالها إبراز مهاراتك وإمكانياتك أنت. من الخطوات التي تساعدك في الإجابة على هذه الأسئلة القيام بالآتي:
1- الاستعداد للأسئلة: حتى مع كونها أسئلة غير مألوفة، فمن المهم الاستعداد لها. يمكنك الدخول على شبكة الإنترنت، أو محاولة الوصول إلى أفراد سبق لهم العمل في هذه الوظيفة، لمعرفة الأسئلة المحتملة للمقابلة. سيمكنك هذا من وضع تصور للإجابة عليها.
تجنّب استخدام الإجابات الموجودة مسبقًا على الإنترنت، لأنّها لن تميزك عن غيرك من المتقدمين. ومن الناحية الأخرى بالتأكيد يعرف محاورك هذه الإجابات أيضًا، وبالتالي لن تضيف لك قيمة حقيقية في المقابلة. لكن حاول الاستفادة منها في بناء إجابتك الشخصية.
2- خذ وقتك للتفكير: بالطبع لا يمكنك التنبؤ بجميع الأسئلة. لذا، عندما يُطرح عليك السؤال في المقابلة، خذ وقتك للتفكير في الإجابة. لا تتسرع بطرح الإجابة الأولى التي تأتي إلى ذهنك. حتى إذا تطلب الأمر طلب القليل من الوقت من المحاور للتفكير.
3- الربط بينها وبين الوظيفة: هناك حكمة من السؤال ورابط بينها وبين الوظيفة. مثلًا يرغب منه اختبار واحدة من المهارات الأساسية المطلوبة للوظيفة. بالتالي عند الإجابة حاول دائمًا التفكير في هذا الرابط. سيساعدك هذا على اختيار إجابة مناسبة للسؤال، وفي الوقت ذاته تميّزك عن البقية في المقابلة.
4- الاهتمام بتنظيم الإجابة: لا يقتصر الأمر على الإجابة النهائية، لكن أيضًا الاهتمام بتنظيم الإجابة بالشكل المناسب للسؤال، مع عمل ذلك بخطوات متسلسلة ومترابطة فيما بينها. حتى مع كون الإجابة غير صحيحة كلّيًا، فإنّ التنظيم سيجعل محاورك يقدر هذا الأمر، لا سيّما عندما لا تكون هناك إجابة واحدة على السؤال.
ماذا إذا لم تقدر على إجابة أحد الأسئلة؟
في النهاية من المتوقع ألّا تملك إجابة على أحد الأسئلة في المقابلة عندما تُطرح عليك. عليك معرفة أنّك لا تُقيّم من الإجابة على سؤال واحد فقط، وبالتالي لا تدع هذا الأمر يؤثر عليك سلبًا في بقية الأسئلة. في حين إعطاء أي إجابة ليس هو الحل الأمثل للموقف، لأنّ هذا سيرتبط مع سلوكك بالنسبة للمحاور، لأنّه سيقلق من كونك شخصا متسرعا، وبالتالي يتأثر تقييمه لك.
في حالة وجدت إجابة للسؤال أثناء المقابلة، يمكنك محاولة العودة له مرة أخرى، لكن بمرونة، من خلال الربط بين سؤال آخر يُطرح عليك مع السؤال السابق، بحيث تنتقل بين الإجابتين بسهولة. أمّا إذا لم تجد إجابة خلال المقابلة، فيمكنك بعث رسالة إلى محاورك بعد المقابلة لتشكره عليها، ومعها يمكنك تضمين الإجابة على السؤال. هذا سيعطي انطباعًا إيجابيًا عنك، وقد يحسّن فرصتك في الحصول على الوظيفة.
في النهاية تذكّر دائمًا أن المقابلة هي فرصتك لإبراز كل شيء لديك بالصورة المثلى، لذا حاول استغلالها جيدًا، والتعامل مع الأسئلة التي تُطرح عليك على أنّها تحد شخصي، فتبرز من إجاباتك عليها كيف أنّك الشخص المناسب للوظيفة.
المصادر: