كيف يمكنك الاستفادة من الإدارة بالأهداف لتحسين الأداء؟
تسعى الشركات دائمًا إلى الوصول للنموذج الأفضل لتحسين أداء الموظفين في الشركة. في الوقت ذاته، ترغب في أن يحصل الموظفون على الشعور بالراحة أثناء العمل، بالتالي يمكنهم تنفيذ المطلوب للشركة دون أي مشكلة.
أدى هذا إلى ظهور نهج استراتيجي جديد في الإدارة، وهو الإدارة بالأهداف "Management By Objectives" أو كما تعرف اختصارًا بـ"MBO". يركّز هذا النهج على عملية وضع الأهداف من الشركة ونقلها إلى الموظفين.
في الحالة المثالية للإدارة بالأهداف، فإنّ عملية وضع الأهداف تشهد مشاركة من الموظفين، وهو الأمر الذي يجعلهم أكثر التزامًا بها، وفهمًا لقيمة ما يقدمونه للشركة. كما يقلل هذا من اعتراضاتهم في المستقبل، نظرًا لأنّهم المسئولين عن اختياراتهم.
مميزات الاعتماد على الإدارة بالأهداف
عندما تستخدم الشركة نظام الإدارة بالأهداف، فهذا يساعدها في ضمان أنّ الأهداف المحققة تصب في صالح خطتها النهائية، إذ كل موظف يقوم بتنفيذ المطلوب منه في إطار التصور النهائي للعمل. إلى جانب هذه الميزة الأساسية، هناك بعض المميزات الأخرى لاستخدام منهجية الإدارة بالأهداف:
- تؤدي الإدارة بالأهداف إلى معرفة كل موظف بالمسئوليات والأدوار الأساسية المطلوبة منه، مما يزيد من إمكانية التزامه بتنفيذها. كما أنّها تجعله يقدّر قيمة الدور الذي يقوم به، لأنّه يعرف جيدًا أثر هذا الدور في تنفيذ خطة الشركة، وبالتالي يؤمن بأنّه لا غنى عنه، ويشعر بالولاء ناحية الشركة.
- تضع الشركة في هذه الحالة نتائج متوقعة لكل موظف، طبقًا لكفاءته وتخصصه في الشركة، بالتالي يكون هناك ضمان لجودة النتائج المتوقعة من الأداء. لا سيّما بتزويد الموظف بقائمة الأهداف المطلوبة منه قبل بدء العمل، وتحديد التوقعات.
- يترتب على الإدارة بالأهداف تحسن في العمل الجماعي والتواصل بين الفريق، إذ كل فرد يعرف مهامه ويدرك أثرها على بقية المهام داخل الشركة، كما يحدث ربط بين المهام المختلفة في سبيل الوصول إلى النتائج النهائية.
5 خطوات تساعدك على إدارة الأهداف في العمل
عيوب نظام الإدارة بالأهداف
بالطبع هناك بعض العيوب المحتملة من نظام الإدارة بالأهداف، لا سيّما إذا كان هناك إفراط باستخدامه في جميع المشكلات، وهو الأمر الذي لا يناسب طبيعة بعض المشكلات، التي تحتاج إلى طرق أخرى للتعامل معها. من اهم عيوب نظام الإدارة بالأهداف:
- تتجاهل الإدارة بالأهداف غالبًا ظروف العمل الخاصة بالموظفين. إذ يقرر بعض المديرين وضع أهداف غير منطقية من ناحية طبيعة الموظفين وقدراتهم، بالتالي يؤدي الأمر إلى مشكلة في الأداء بدلًا من التطوير.
- يركّز بعض المديرين فقط على مسألة تحقيق الأهداف، ويتناسى دوره مع الموظفين، من حيث المتابعة والإرشاد والنصح. إذ يهتم فقط بتقييم الأداء لمعرفة إذا كانت الأهداف تحققت أو لا. في النهاية الإدارة بالأهداف هي وسيلة ليست غاية، لذا يجب عدم تركيزها على الأهداف فقط.
- لا يؤكد النهج الخاص بالإدارة بالأهداف على قيمة السياق الذي يتم وضع الهدف به. يمكن للسياق أن يشمل جميع العوامل التي تؤثر في تنفيذ الأهداف، مثل الموارد المتوفرة، كفاءة الموظفين، وغيرها. بالتالي قد تكون الأهداف الموضوعة غير منطقية بالنسبة للشركة.
ما هو «نهج سمارت» الذي يساعد في تحديد الأهداف وتحقيقها؟
كيف يمكنك تطبيق الإدارة بالأهداف في الشركة؟
لا يعني هذا أنّ العيوب الخاصة بنهج الإدارة بالأهداف لا يمكن التحكم بها. في النهاية هو نهج استراتيجي يعتمد على كفاءة المديرين، إذ هم الأشخاص المسئولين عن تنفيذ الاستراتيجيات الإدارية المختلفة. لذا، إذا كنت ترغب في تطبيق النظام في الشركة، يمكنك تنفيذ الخطوات التالية:
1- تحديد أهداف الشركة: تعد هذه الخطوة هي الأهم، لأنّها البناء الأساسي لجميع الخطوات التالية. بالتالي إذا نفذت بشكل خاطئ، فلن يفيد في شيء تنفيذ الخطوات التالية بالشكل الصحيح. عند تحديد أهداف الشركة، من المهم التأكد من قابلية تنفيذها، مع وجود إطار زمني محدد لها.
حتى يحدث ذلك، فلا بد من مراجعة التقارير السابقة للشركة، وحصر الموارد الموجودة بها، لمعرفة ما الذي يمكنك تطبيقه بالفعل خلال الفترات القادمة، ومن هنا تحدد أهداف الشركة.
2- تحديد أهداف الموظفين: بعد الانتهاء من الخطة العامة وتحديد أهداف الشركة، يمكنك البدء في تحديد الأهداف الخاصة بالموظفين وأدائهم داخل الشركة. إشراك الموظفين في هذه الخطوة سيساعد في تحسين نتائج الأداء في المستقبل.
لأنّ الموظف سيكون لديه موافقة على الأهداف المطلوبة منه، كما أنّه سيشارك بآرائه وقد يطور فكرة تحسّن من الأداء. في هذه الحالة سيكون الموظف أكثر التزامًا بالمطلوب منه بفعل مشاركته في التنفيذ. إذا لم يشترك الموظفون في وضع الأهداف، فالأهم هو تعريفهم بالمتوقع منهم بالضبط.
كيف تستثمر الأهداف الذكية في تحقيق نجاحك المنشود؟
3- متابعة الأداء والتقدم المستمر: من المهم في تطبيق نظام الإدارة بالأهداف الحفاظ على متابعة الأداء، والتقدم الحادث في الشركة. سيساعد هذا على معرفة مدى واقعية الأهداف الموضوعة، وكذلك التزام الموظفين بتنفيذها، بدلًا من الانتظار حتى التقييم النهائي.
4- تقييم الأداء وتقديم الملحوظات: إلى جانب الملحوظات المستمرة، من المهم الاهتمام بتقييم الأداء على فترات دورية مختلفة، وتقديم الملحوظات على الأداء للموظفين، وكذلك إلى الإدارات الأخرى الموجودة. يؤدي هذا إلى تعديل مشكلات الأداء الموجودة، وتعديل الأهداف الموضوعة لتتوافق مع الظروف الحالية.
تعد الميزة الأساسية لنظام الإدارة بالأهداف هي إمكانية تحديد الأداء بما يتوافق مع احتياجات الشركة. لذا، لا يجب فقدان هذه الميزة بوضع أهداف غير منطقية، بل الأهم هو محاولة استثمار الإمكانيات والقدرات الموجودة، ومنها يمكن التفكير في آلية التطوير والبحث عن طرق أخرى لتحسين الأداء. هذا يضمن النجاح على المدى القريب، وعلى المدى البعيد للشركة، وهو ما يمنحها الاستمرارية في النجاح.
المصادر: