الملاكم ماني باكياو.. بطل عالمي من تحت ركام الفقر
في عام 1990، وتحديداً في مقاطعة "جنرال سانتوس" بالفلبين، عاش ماني باكياو البالغ من العمر آنذاك 12 عاماً، وكان كثيراً ما يتحدث عن فضل عمه عليه، بفتح المجال أمامه في لعبة الملاكمة بعد أن تسرب من التعليم.
مشهد ملهم
كانت مشاهدة باكياو هزيمة مايك تايسون أمام جيمس دوجلاس في عام 1990 على شاشة التلفزيون مع عمه ملهمة له وكانت تجربة "غيرت حياته إلى الأبد" ليصبح أحد أفضل الملاكمين في العالم.
وفقا لسيرته الذاتية، فقد أقام حينها مباراة ملاكمة مفتوحة في بلدته، وتغلب على كل من نازله، وتحول من صغير تسرب من التعليم إلى بطل ملاكمة يافع.
المزيد: بعد وفاة ملاكم إيطالي بالضربة القاضية.. هؤلاء ماتوا أبطالًا أثناء نزالات على الحلبة (فيديو)
برغم نجاحه، ظلت عائلته تعيش في فقر مدقع إلى حد الجوع، حتى إن أباه اضطر لقتل كلبه الأليف لتناوله في وجبة عشاء، فلم يستطع باكياو أن يغفر لأبيه ذلك، فترك المنزل، ونام على الورق المقوى، وباع الخبز في الشوارع لكسب قوت يومه.
وفي تلك المرحلة، استخدم الملاكمة للهروب من الفقر، وفاز بالمباريات مقابل دولارين لكل منها، وسرعان ما انتقل إلى مانيلا (العاصمة الفلبينية) واستمر في الفوز بالعديد من مباريات الملاكمة، لكن نظراً لارتفاع مستويات المعيشة هناك، لم يكن يكسب ما يكفيه للبقاء صامداً.
سرعان ما حصل باكياو على وظيفة بستاني وعامل نظافة في صالة ألعاب رياضية بجانب ممارسته للملاكمة، فتدرب بكثافة طوال النهار وطوال الليل كلما استطاع، واستيقظ باكراً ليبدأ عمله بصالة الألعاب الرياضية ليغادر في وقت مناسب، وفي وقت مبكر، دفعه إصراره وتصميمه على أن يكون جزءاً من عالم الملاكمة إلى الغش وإضافة بعض الأوزان لتلبية متطلبات فئة وزن الريشة.
لايفوتك: بهذا السعر الخيالي عرض بيت أسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي للبيع
شهرة تتسع
بعد أن صارت المباريات أكثر صعوبة، بدأت شهرة باكياو تتسع، فهزم لاعبين من كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند، وفي سن 19 عاماً، وهو سن صغير جداً، حصل على أول لقب عالمي له بفوزه على تشاتشاي ساساكول، بطل العالم في وزن الذبابة آنذاك.
أما نقطة التحول الكبرى له، فجاءت عندما فاز على الملاكم العالمي في وزن الريشة ماركو أنطونيو باريرا في تكساس بالضربة القاضية، فبعد تلك المنازلة، تم الاعتراف به دولياً كلاعب لا يستهان به.
اليوم يعد باكياو أحد أهم الملاكمين، ولا يزال يستهوي العديد من مشجعي الملاكمة في كل من الفلبين والعالم، وستستمر قصته الفريدة في إلهامها وستصور دائماً رحلة ينظر إليها ملايين الفلبينيين بإعجاب.
المزيد: شاهد الضربة التي منحت أنطوني جوشوا لقب بطل العالم للملاكمة