حقق أكثر من 12 مليار دولار عبر Zoom.. من هو إريك يوان
قضت أزمة فيروس كورونا على مصادر الدخل لملايين الناس حول العالم، ولكن ليس مصادر دخل إريك يوان الرئيس التنفيذي لشركة "Zoom Technologies" التي تقف وراء تطبيق دردشة الفيديو زوم الأكثر شهرة أثناء الوباء.
وارتفعت القيمة السوقية للشركة على مدار الأشهر القليلة الماضية إلى 32 مليار دولار، ليدخل يوان قائمة أغنياء العالم بثروة تزيد على 16 مليار دولار وفقًا لمؤشر بلومبيرج.
كما أنه يصنف الآن رسميًا في قائمة فوربس 400، مما يجعله أحد أغنى الأشخاص في الولايات المتحدة.
منذ 22 مارس، ارتفع عدد المستخدمين اليومين للشركة بنسبة 380% تقريبًا عن العام السابق، وذلك بعد أن أضافت الشركة أكثر من 2.2 مليون مستخدم جديد شهريًا في أول شهرين من عام 2020، وهو أكثر من ما تم إضافته في كامل عام 2019 ليصل إجمالي الشركة إلى أكثر من 15 مليونًا، حيث يحتاج المزيد من الأشخاص الذين يعملون عن بُعد حول العالم إلى برامج لتواصل مع زملائهم وعملائهم بشكل يومي.
يعتبر إريك يوان واحد من القليلين من الأمريكيين ذوي الأصول الصينية الذين يقودون شركات كبرى في وادي السيلكون، ولد في مقاطعة شاندونغ الصينية في عام 1970، وكان والداه مهندسي جيولوجيا. ظهرت أولى أفكاره عن تطوير برامج الهاتف المرئي عندما كان طالبًا جامعيًا في السنة الأولى في عام 1987، أثناء ركوبه بالقطار لمدة 10 ساعات لزيارة صديقته التي أراد أن يجد طريقة أسهل لرؤيتها.
قبل 26 عاماً.. كيف ألهم خطاب بيل غيتس "إريك يوان" لتأسيس زووم؟
حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية مع تخصص ثانوي في تطبيقات الكمبيوتر من جامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا، وحصل بعد ذلك على درجة الماجستير في هندسة الجيولوجيا من جامعة الصين للتعدين والتكنولوجيا في بكين، ثم حاز على ماجستير إدارة الأعمال من كلية ستانفورد للأعمال في عام 2006.
قضى يوان أربع سنوات في العمل في اليابان بعد التخرج، ولكن بقي حلمه بمغادرة الصين للذهاب إلى وادي السيليكون يراوده منذ أن سمع أحد خطابات بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوف عن آفاق الإنترنت اللامحدودة، ولكنه عانى لأكثر من عامين للحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة حيث تم رفضه لثماني مرات متتالية، ولكنه تمكن من الحصول عليها في المحاولة التاسعة ليسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1997 عندما كان يبلغ 27 عامًا، وعلى الرغم من أنه لا يتحدث الإنجليزية إلا أن معرفته الواسعة والمتقنة لكتابة رموز الكمبيوتر جعلته يحصل على وظيفته الأولى في وادي السيليكون كمهندس برمجيات في شركة برامج مؤتمرات الفيديو الناشئة "WebEx".
في عام 2007، استحوذت شركة "Cisco Systems" على شركة "WebEx" مقابل 3.2 مليار دولار أمريكي، وبقي يوان مع الشركة وأصبح نائب رئيس قسم الهندسة لعملاق التكنولوجيا. أراد يوان بعد الاستحواذ أن يقوم بإعادة بناء منتج "WebEx" بعد أن بدأ يلاحظ عدم رضا العملاء عن مؤتمرات الفيديو، ولكنه لم يتمكن من إقناع رؤسائه في العمل ليقرر ترك الشركة في عام 2011 لبناء الجيل التالي من برامج الفيديو.
وبصفته مهندس برمجيات منذ فترة طويلة مع العديد من براءات الاختراع المتعلقة بتكنولوجيا، شعر يوان أن تطور الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية خلق فرصًا جديدة لجعل مؤتمرات الفيديو عبر الهاتف المحمول أكثر سهولة من أي وقت مضى.
بدأ بتطوير منصته الخاصة لبرمجيات مؤتمرات الفيديو، وكان بنفس الوقت يبحث عن التمويل الذي سيحتاج إليه لبناء منتج وإطلاق شركة جديدة.
المستفيدون من كورونا.. قيمة «زووم» تعادل أكبر 7 خطوط طيران في العالم!
تأسست الشركة في أبريل 2011 في ولاية ديلاوير وكانت تعرف في الأصل باسم "SaaSbee"، والتي جمعت حولي 3 ملايين دولار كتمويل أولي من أشخاص مثل الرئيس التنفيذي السابق لشركة "WebEx" وجيري المؤسس المشارك لشركة ياهو وسوبراه إيار.
غيرت الشركة الناشئة اسمها لاحقًا إلى "Zoom Video Communications, Inc" في 2012، وأطلقت النسخة الأولى من يرنامجها "Zoom" في أغسطس 2012. وبعد فترة وجيزة، تمت مراجعة منتجهم بواسطة والت موسبرغ من صحيفة وول ستريت جورنال، والذي قيّم المنتج بدرجة جيد جدًا مع الكثير من الاستخدامات العملية.
كان تركيز يوان في البداية ينصب على ابتكار منتج مثالي لذلك لم يوظف أي شخص في قسم المبيعات والتسويق حتى حققت الشركة أكثر من مليون دولار في إيراداتها الشهرية، وجذب حوالي 45 مهندسًا تركوا وظائفهم من شركة "WebEx".
وخلال تسع سنوات، حققت الشركة نموًا هائلًا لتوظف اليوم ما يقارب 2000 شخص، في حين تضاعفت إيراداتها في 2019 إلى أكثر من 620 مليون دولار. وبفضل التدفق المفاجئ للمستخدمين وسط جائحة فيروس كورونا، تضاعفت قيمة أسهم الشركة التي يمتلك منها يوان حصة 22% منذ بداية عام 2020 لتصل قيمتها السوقية إلى ما يقارب 42 مليار دولار.
وعلى الرغم من أن شركة "Zoom" قد شهدت بالفعل صعودًا سريعًا في سوق مؤتمرات الفيديو، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شديدة من شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا مثل "Cisco" و"Google" وMicrosoft"، ويعتقد يوان أن شركته تمتلك مستقبلًا مشرقًا للنمو لتصل يومًا ما إلى أكثر من مليار مستخدم فردي.