أنظمة التوظيف (3): كيف تستفيد من نظام العمل الحر في شركتك؟
يتغيّر سوق العمل اليوم باستمرار، وتحتاج الشركات دائمًا لإيجاد أنظمة عمل تساعدها في الاستمرارية دون الاضطرار إلى تحمل تكاليف كثيرة طوال الوقت. لذا من أهم الاتّجاهات التي تساعد الشركات في هذا الأمر هي الاستعانة بالمستقلين بدلًا من الموظفين الذين يعملون بدوام كامل في الشركة.
ما هو نظام العمل الحر؟
نظام العمل الحر هو النظام الذي يتيح للشركات توظيف المستقلين لتنفيذ بعض المهام. إذ يعتمد الأمر على توظيفهم لتنفيذ مشاريع محددة. قد يقتصر الأمر على التعاون لتنفيذ مشروع واحد فقط، وقد يستمر التعاون في أكثر من مشروع مستقبلًا.
مميزات نظام العمل الحر
1- السعر: من أهم المميزات للشركة في توظيف المستقلين هي السعر. بينما تضطر الشركات إلى دفع رواتب للعاملين في الدوام الكلّي أو الجزئي. فإنّها فيما يتعلّق بالعمل الحر لا تدفع سوى تكلفة تنفيذ المشروع المتفق عليها، فهي لا تتحمل التكلفة بصورة مستمرة.
كما يحصل الموظفون في المعتاد على امتيازات أخرى تمثل تكلفة على الشركة. من بينها التأمين الصحي والإجازات مدفوعة الأجر، وكذلك التكاليف الخاصة بالتشغيل مثل توفير أدوات للموظفين. عندما يتعلّق الأمر بالعمل الحر، فإنّ الشركات لا تدفع هذه التكاليف الإضافية.
2- مخاطر مالية أقل: يضطر أصحاب الشركات إلى توظيف العاملين ودفع أجورهم من أموال الشركة بصورة مستمرة. على الرغم من كون بعض المشاريع لا تستمر لفترات طويلة، بجانب أنّه تحتاج الشركات أحيانًا إلى تغيير الهيكل الخاص بها، والاستغناء عن الموظفين.
من مميزات العمل الحر هي أنّه يجنب الشركات هذه المشكلات، فيؤدي تعيين المستقلين إلى تقليل المخاطر المالية، وتدفع الشركات مقابل الخدمات التي تريدها في المرة الواحدة، بدلًا من الرواتب المستمرة. كما أنّ تعيين المستقلين يتيح لها تعديل الهيكل دون أي مشكلة.
3- وفرة في العاملين المستقلين: أصبح من السهل الوصول إلى المستقلين في الوقت الحالي. إذ هناك العديد من المنصات المتخصصة في ذلك، مثل شبكة حسوب التي تعد من أكبر منصات العمل الحر في الوطن العربي.
تساعدك هذه المنصات على اختيار المستقلين بناءً على الأداء السابق لهم في المشاريع المشابهة، واختيار الأنسب للمهام التي تريدها داخل الشركة. ودائمًا سيكون بإمكانك الحصول على أفضل الكفاءات، بسبب وفرة المستقلين الذين يعملون في تخصصات مختلفة.
عيوب نظام العمل الحر
1- لا يمكن التنبؤ بالجودة: على الرغم من كون أحد المميزات في توظيف المستقلين هي السرعة. لكن من ناحية أخرى لا يكون هناك إمكانية لإجراء مقابلة شخصية معهم للتعرّف على مستواهم عن قرب فيما يتعلّق بالمشاريع المطلوبة للشركة، وبالتالي قد تكتشف الشركة أنّ مستوى المستقل لا يناسب احتياجاتها في العمل.
كما أنّ المستقل يعمل غالبًا في العديد من المشاريع الأخرى، وبالتالي لا يمكن ضمان اهتمامه الكلّي بالمشروع المطلوب للشركة، وتقديمه بالجودة المطلوبة. نظرًا لأنّه يوزّع تركيزه بين المهام المختلفة المطلوبة منه في الوقت ذاته.
2- عدم وجود إشراف على تنفيذ المهمة: في بعض الأحيان يكون التعاقد مع المستقل بالساعة لا بالمشروع. وفي الحالتين لا يكون للشركة قدرة الإشراف على تنفيذ المهمة، إذ يعمل الموظف بعيدًا عن مقر الشركة، ولا يمكن معرفة هل يعمل على تنفيذ المهمة أم يقضي وقته في شيءٍ آخر.
هذا قد يجعل الشركة تمر بحالة من القلق في بعض الأحيان، بسبب تخوّفها من تأخر موعد تسلّم المشاريع من المستقلين، وفي حالة الحساب بالساعة فلا يوجد ضمان لأنّ عدد الساعات المدفوع أجرها هي ساعات عمل فعلًا، بل يمكن للمستقل استغلالها بصورة أخرى.
3- لا يمكن تدريب المستقلين: لكل شركة نظام مختلف بالطبع، وبالتالي هناك بعض التفاصيل التي لا يعرفها الشخص إلّا من خلال تواجده داخل الشركة، وحصوله على تدريب تخصصي يساعده في فهم طبيعة العمل بدقة.
أمّا في حالة الاعتماد على المستقلين، فقد يكون من الصعب تدريبهم على هذه التفاصيل، لأنّ الاعتماد في هذه الحالة يكون على تنفيذ مشروع واحد فقط، فتضطر في بعض الأحيان إلى أخذ وقت إضافي لتنفيذ التعديلات المطلوبة.
كيف يمكنك تطبيق نظام العمل الحر في شركتك؟
تطبيق نظام العمل الحر داخل الشركة قد يعتبر من الخطوات المفيدة لها، من الأشياء التي تساعدك على فعل ذلك القيام بالخطوات التالية:
1- تحديد المرحلة التي تمر بها الشركة: كلّما كانت الشركة في مراحلها الأولى، فإنّها تسعى إلى توفير التكاليف الخاصة بها. لذا بدلًا من تعيين الموظفين بدوام كلّي في جميع الوظائف، يمكن الاعتماد في بعض الوظائف على المستقلين.
2- التفكير في مدى تكرار المهام: كلّما كانت المهام لا تتكرر، يعني هذا إمكانية الاعتماد على المستقلين. لذا، يمكنك مراجعة المهام التي تنفّذ داخل الشركة، وتحديد مدى تكرار كل واحدة. واختيار توظيف المستقلين في المهام التي تتكرر على فترات متباعدة.
3- محاولة الوصول إلى مستقلين دائمين: من الخطوات التي تساعد على تطبيق نظام العمل الحر، هي محاولة الوصول إلى مستقلين، يمكنهم العمل مع شركتك بصورة دائمة. يساعدك هذا في الاستعانة بهم عندما تكون هناك مهمة محددة مطلوبة داخل الشركة، فلا تضيّع وقت في الوصول إليهم، ويمكنك التغلّب على العيوب الخاصة بالعمل الحر من خلال هذه الخطوة. إذ يمكنك منحهم بعض التدريب، لأنّ هذا سيجعلهم يتقبلون الأمر في إطار التعاون الدائم.
توظيف المستقلين يساعد شركتك في الوصول إلى كفاءات واختيارات متميزة. إلى جانب الموظفين الدائمين، ستحصل على تنوع وثراء كبير للخبرات الموجودة في الشركة. لذا، يمكنك تطبيق نظام العمل الحر على المهام المناسبة لذلك، والاستفادة من مميزات العمل الحر.
لقراءة بقية السلسلة:
أنظمة التوظيف (1): كيف تستخدم الدوام الكلي في عملك؟
أنظمة التوظيف (2): كيف تستخدم الدوام الجزئي في عملك؟
المصادر: