5 أساطير عن الشركات الناشئة عليك معرفتها قبل البدء في شركتك
على وشك البدء في رحلة جديدة لشركتك الناشئة؟ تشعر بأنّ لديك فكرة يمكنها مساعدتك في تحقيق النجاح. الطريق مرسوم أمامك، وهناك العديد من الطموحات التي تتمنى لو يمكنك تحقيقها عبر شركتك. لكن قبل البدء هناك بعض الأساطير التي تحتاج إلى معرفتها عن الشركات الناشئة.
إدراك هذه الأساطير سيساعدك كثيرًا على بدء شركتك بالشكل السليم، لأنّ بعضها قد يتعلّق بالأساس ذاته، مثل الفكرة الخاصة بالشركة، وبعضها يرتبط بالأمور المالية. لذا، في هذا المقال سنتحدث عن 5 من أساطير الشركات الناشئة.
1- يجب أن تكون الأول في مجالك
في عالم اليوم، يصبح من الصعب تمامًا الإتيان بأفكار جديدة كليًا. ذلك لأنّ أغلب الأفكار تم استكشافها والعمل على تنفيذها بصورة معينة. في الحقيقة أنت لا تحتاج دائمًا لبدء فكرة جديدة للنجاح، وإذا نظرت للمشاريع من حولك، فلن تجدها جميعًا تعتمد على فكرة جديدة.
على سبيل المثال جوجل لم تكن هي محرك البحث الأول، بل سبقتها عدة تجارب. لكن المميز في جوجل هو قدرتها على جعل ميزتها التنافسية قائمة بالأساس على تحقيق أفضل نتيجة للمستخدم، بناءً على احتياجاته.
على هذا السياق ستجد أنّ أغلب الأفكار نفذت فعلًا، وإذا بدأت فلا حاجة لك لأن تكون الأول في المجال. المهم هو امتلاكك لميزة تجعل العملاء يرغبون في الحصول على ما تقدمه أنت لا ما يقدمه الآخرون. فالناس تشتري القيمة لا المركز الأول.
من ناحية أخرى، فإنّ أصحاب الفكرة الأولى لا يحققون نجاحًا باهرًا بالتبعية. ذلك أنّه كلما كانت الفكرة جديدة على الجمهور، ولم يرها من قبل، فستحتاج إلى مجهود أكبر لإقناع الجمهور بها وبامتلاكها. بالتالي ليس ضروريًا أن تبدأ عندما تشعر فقط بامتلاكك فكرة جديدة، المهم هو امتلاكك لقيمة حقيقية.
لماذا عليك البحث عن وظيفة في شركة ناشئة؟
2- الشركات الناشئة تحتاج إلى مستثمر دائمًا
من الأساطير حول الشركات الناشئة أنّها تحتاج إلى وجود مستثمر للنجاح. هذا ليس شرطًا على الإطلاق. بل يمكن للشركة الناشئة العمل دون التعاون مع مستثمرين أبدًا. في النهاية وجود مستثمر هو إضافة للشركة، لكن يجب التفكير في ذلك جيدًا.
عندما تبدأ الشركة وتقرر الوصول إلى مستثمرين، فأنت غالبًا ستبذل مجهودًا كبيرًا معهم، ومن أجل إقناعهم بفكرة الشركة الخاصة بك. بالتالي ستوزّع مجهودك بين هذا الجزء، وبين إدارة الشركة وتطويرها، وهو ما يمكن أن يسبب مشكلة، لا سيّما في المراحل الأولى.
كما أنّ وجود مستثمرين سيجعلك ملتزما دائمًا بالاستماع إلى متطلباتهم، وتقديم تقارير عن الأداء. هذا الأمر يمكن أن يعطلك في بعض الأحيان عن تنفيذ الأفكار بالشكل الذي تريده، نتيجة تعليقات المستثمرين ورغباتهم.
لذا، فإنّ وجود مستثمرين يمكن أن يساعدك على تحقيق العديد من المميزات، لكنّه من ناحية أخرى، يفرض عليك العديد من القيود في العمل. من أجل هذا الأمر، توجد بعض الخيارات الأخرى التي يمكن استخدامها للتمويل، من بينها مثلًا:
- الاستفادة من الأموال الشخصية: يمكنك الاستفادة من الأموال الشخصية الخاصة بك، واستثمارها في الشركة كرأس مال. في الحقيقة قد يكون هذا من أفضل الخيارات، لأنّه يعطيك راحة في التجربة، وفي حالة فشل التجربة لأي سبب فأنت لن تشغل بالك بضرورة رد الأموال إلى أصحابها.
- الأهل والأصدقاء: من طرق تمويل الشركات الناشئة هي اللجوء إلى الأهل والأصدقاء. يمكنك من خلال إقناعهم بالفكرة، الحصول على المال الذي تريده لبدء الشركة.
- البنوك: توجد العديد من البنوك التي تقدم خيارات جيدة للاقتراض فيما يتعلق بالشركات الناشئة. إذ تكون الأقساط مريحة في سدادها، ولا تجعلك تعاني من مشكلات كثيرة أثناء التنفيذ.
3- ثقافة الشركة ستتكون مع الوقت
من الأشياء التي تؤثر على الشركات الناشئة هي ثقافة الشركة. يظن البعض أنّها شيء يتكون مع الوقت. لكن في الحقيقة فمن المهم التفكير في خطأ هذا الأمر، وأنّ تأسيس ثقافة الشركة من البداية هو أمر مؤثر في نجاحها.
أجرت شركة ديلويت بحثًا عن هذا الأمر، وجاءت نسبة 94% من المديرين التنفيذيين إلى جانب 88% من الموظفين، الذين يعتقدون أنّ ثقافة مكان العمل المميزة، هي سبب رئيسي في نجاحها. لذا فإنّ إنشاء ثقافة للشركة من البداية هو أحد عناصر النجاح.
يساعدك هذا من البداية في الوصول إلى أفضل الخيارات في فريق العمل. فمع فهم كل شخص لثقافة الشركة، وقدرته على تحديد الترابط بينها وبين ثقافته الشخصية، سيكون قادرًا على معرفة قدرته بالعمل في الشركة أو لا. يجنّبك هذا الوقت الضائع نتيجة الفهم الخاطئ.
4- المنافسة على السعر هي الأهم للفوز بالعملاء
عندما يؤسس أحد الأشخاص لشركة الناشئة، ويبدأ بالتفكير في كيفية الفوز بالعملاء، فإنّه غالبًا يفكر في الاعتماد على المنافسة من خلال السعر، فيجري بحث السوق ليعرف أسعار المنافسين، ثم يقدّم أسعارا أقل.
في الواقع التفكير في السعر كأحد خيارات الشراء، هو شيء منطقي بالنسبة للمستهلك، الذي يرغب دائمًا في التوفير. لكنّه في الوقت ذاته، لا يفكّر في السعر كعامل وحيد في قرار الشراء، بل هو يهتم بالمميزات الأخرى في المنتج.
10 أخطاء يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة.. كيف يمكنك التغلب عليها؟
من ناحية أخرى، فمحاولة تقديم أسعار أقل بالنسبة لك قد تعني خسارة، تراها على أنّها فترة مؤقتة. لكن أيضًا يمكن للمنافسين الدخول على الخط معك، وتقديم أسعار أقل منك. سيساعد هذه الشركات وجودها من فترة طويلة، وهو ما يعني إمكانية تحمل الخسائر، لكن أنت في البداية فلن تقدر على الاستمرارية.
لذا، عندما تبدأ فكرة مشروعك، حاول التخلّص من مبدأ المنافسة على السعر كأولوية قصوى، بل فكّر في كيفية خلق ميزة تنافسية، يمكنها مساعدتك على الفوز بالعملاء. ركّز في بحث السوق على دراسة الاحتياجات جيدًا، وتقديم أفكار يمكنها جذب المستهلكين لك.
5- وجود الفكرة هو كل شيء
يظن البعض أنّ وجود الفكرة هو كل شيء من أجل تحقيق النجاح. بالطبع الفكرة هي الأساس لتأسيس الشركة، لكن في الوقت ذاته هناك العديد من التفاصيل الأخرى التي تتحكم في النجاح. لذا، عندما تمتلك فكرة جيدة، قم بدراسة جميع العناصر الأخرى المرتبطة بها.
على سبيل المثال، هل يمكن خلق مصادر دخل مناسبة من هذه الفكرة؟ ما هي خطة التسويق التي ستتبعها لتنفيذها؟ كيف سيمكنك إدارة الأمور المالية والتأكد من وجود تدفق نقدي بشكل مستمر؟ التفكير في هذه الأسئلة قبل البدء سيساعدك كثيرًا في إدارة الشركة.
لأنّك إذا قررت البدء دون وضعها في اعتبارك، فغالبًا قد تكتشف عائقا يؤثر على إمكانية استمرارك في الفكرة، مثل وجود مشكلات في البيع، أو التدفق النقدي الذي يعتبر أحد أهم العوامل لسير العمل. بالتالي، مجرد وجود الفكرة لا يكفي، بل يجب ربطه مع بقية العناصر المهمة لنجاح الشركة.
إنشاء شركة ناشئة هي خطوة مميزة بالنسبة لك، يمكنها أن تساعدك على تحقيق العديد من النجاحات. لكن يتطلب الأمر دراسة جيدة لجميع التفاصيل الخاصة بها، وفهم العوامل المؤثرة على النجاح. معرفة الأساطير عن الشركات الناشئة قد يجنبك الدخول في العديد من المشكلات، أو تكوين الافتراضات الخاطئة، وسيمكنك من بدء شركة ناشئة قادرة على تحقيق النجاح.
المصادر: