رائد الأعمال المهندس فوزي طلال سليماني: حولنا المباني الفارغة لفنادق عالمية ونطمح لنصبح شركة مشغلة
البطاقة التعريفية:
الاسم: فوزي طلال عبد الرحمن سليماني
تاريخ ومكان الميلاد: جدة – 1/5/1986
الدراسة: بكالوريوس هندسة معمارية جامعة الملك عبد العزيز
المهنة: المدير العام، والعضو المنتدب لمجموعة فنادق فيفيد جدة، إضافة إلى أنه مالك ومؤسس مكتب فوزي سليماني للاستشارات الهندسية، وشريك ورئيس مجلس الإدارة في شركة ( Three concepts )، شريك في دار الضيافة العالية الفندقية (شركة عائلية) تندرج تحت سقفها أكثر من علامة تجارية ( فيفيد خمس نجوم، فيفيد 1، فيفيد2 ثلاث نجوم، فيفيد إكسبريس، وفندق ريد أفينيو ) جميعها علامة تجارية محلية.
الاهتمامات: كل ما يتعلق بالهندسة المعمارية، والطب، والإدارة، الغوص، والبحر بشكل عام، التسوق.
ملخص:
عشق الطب منذ الصغر وكان الطموح استكمال الدراسة في ذات المجال، إلا أن المعدل النهائي لم يسمح له بتحقيق الحلم، وعندما تحدث مع والده، أشار عليه بالعمل معه. وبالفعل عمل بنصيحته واشتغل لبضعة أشهر فتعرف إلى الخرسانة، والطوب، والحديد وتشييد المباني من خلال جولاته الميدانية حيث كان يمتلك الأب شركة لتطوير الأراضي والعقار وتشييد المباني الفندقية، والشقق السكنية.
إلا أن الشاب الصغير كان لديه هدف واضح في استكمال مسيرته العلمية، وبالفعل انتسب لجامعة الملك عبد العزيز - قسم علوم البحار مدة عام ونصف العام. وبعد أن حصد معدلاً جيداً، قرر تغيير المسار إلى الهندسة المعمارية. تخرج في 2009، وحصل على منحة دراسية لاستكمال الدراسات العليا، متوجهاً للولايات المتحدة للحصول على الماجستير، إلا أنه قرر العودة بعد فترة، والانضمام إلى ركب أرباب العمل.
رائد الأعمال فوزي طلال سليماني، متحدثاً لمجلة " الرجل " عن وصوله إلى طريق مسدود، إلى أن قررت العائلة العمل معاً في مجال السياحة، حيث تمكن من إدارة مشروع العائلة للاستثمار الفندقي، وانتقل من مكتبه في الاستشارات الهندسية، ليصبح مدير عام مجموعة فيفيد الفندقية، ويحقق نجاحات تجعله يخطط لافتتاح المزيد من الفنادق، ويكشف لمجلة الرجل كيف غيّر اتجاه حياته الدراسية والمهنية مرات عديدة، وصولاً للمنافسة العالمية.
تعلق رائد الأعمال فوزي طلال سليماني، في بداية حياته بمجال الطب، وحين وجد الباب موصداً أمامه، انتقل إلى مجال آخر، غير أنه لم يكن الخيار المناسب، فعاد من جديد يبحث عما يناسبه، فافتتح عدة مشاريع وأغلقها، قبل أن ينتهي به المطاف في السياحة التي وجد بها ضالته، وحقق نجاحات جعلته ينافس كبرى الشركات.
خلال ثلاث سنوات فقط، وبرغم أن الظروف العامة لم تكن بأحسن حال، تمكن رائد الأعمال بالتعاون مع أسرته، من تحقيق انعطاف كبير في مسيرة أعماله وإنشاء وتشغيل سلسلة فنادق، ليصبح علامة فندقية تنافس العلامات العالمية.
بدايات متعثرة
يروي سليماني في حواره مع مجلة "الرجل"، القصة من البدايات، فقد كانت عينه على الرداء الأبيض وأروقة المستشفيات بكل تفاصيلها، مهتماً بالتخصص الطبي ومعلناً أنه يقرأ في هذا المجال حتى بات يفهم في أدق تفاصيله، يقول سليماني:" عشقت الطب وكان الطموح الانتساب للدراسة في جامعة الملك عبد العزيز للتخصص الطبي، إلا أن معدل الثانوية العامة لم يساعدني على ذلك. وعندما توجهت للوالد أشار عليّ بالعمل معه ضمن مجموعته العقارية، إلا أن قلبي تعلق بالدراسة ومع ذلك عملت في شركة الإنشاءات مدة من الزمن، وكانت البذرة الأساسية فيما أنا عليه اليوم".
إلا أن تفاصيل الحكاية تغيرت معالمها، وبدأ القدر يغير خيارات الشاب الصغير، يقول: "بعد مرور ثلاثة أشهر تقريباً أخبرني صديقي بأن الجامعة عاودت فتح باب القبول للطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في بداية العام الدراسي، وبالفعل توجهت للجامعة وكان هناك ثلاثة تخصصات متاحة فقط، من بينها علوم البحار".
ويضيف : "بما أنني كنت أعشق البحر، انتسبت لهذا التخصص مدة عام ونصف العام، ومع مرور الوقت وجدت أن التخصص الدراسي لا يتناسب معي ولا مع المهنة العائلية، رغم حصولي على درجات ومعدل جيد جداً، قررت التوقف والتحول إلى دراسة الهندسة المعمارية وكان لي ذلك".
استقرت في النهاية، خيارات سليماني على دراسة تخصص الهندسة، وعشق المسطرة والرسم الهندسي، وتخرج في عام 2009. ليس هذا فقط بل حصل أيضاً على منحة دراسية لاستكمال الدراسات العليا، فتوجه إلى الولايات المتحدة، ودرس هناك لمدة عامين، حصل خلالهما على الدبلوم الأول، إلا أنه قرر التوقف والعودة للسعودية.
إغلاق مشاريع بالجملة
بعد عودته إلى المملكة، عمل المهندس فوزي في عدة مكاتب استشارية، قبل أن يقرر أخيراً الاعتماد على نفسه.
عام 2011: افتتاح مكتبه الخاص
عام 2012: إنشاء مؤسسة مقاولات خاصة (سين للمقاولات)
عام 2014: مشاركة صديق وافتتاح شركة (Three concepts)، للإنتاج والتسويق.
عام 2018: قررت العائلة افتتاح عملها الخاص.
تغيير الاتجاه
يكمل سليماني قائلاً "كان والدي يعمل سابقاً في مجال السيارات المستعملة، ومن ثم تحول لمطور عقاري، حيث كان يعمل على بناء أراض ومنشآت، ومن ثم بيعها أو تأجيرها، وحين لم يجد من يستثمرها أو يشتريها، قرر في عام 2018، أن نتحول للعمل العائلي، كي نعمل معاً في تلك المنشآت".
ويوضح "في نهاية عام 2017، كنا قد بدأنا الدخول في الركود الاقتصادي العالمي، وبدأ الوضع بالتفاقم في عام 2018. في هذه الفترة كان الوالد قد أنشأ عدة منشآت فندقية جاهزة، وحين لم يتقدم أي مستثمر لتشغيلها، بقيت مجرد خرسانة إسمنتية لا تنتج أي شيء. في المقابل أنا شخصياً تأثرت بالأزمة الاقتصادية، ما استدعى إغلاق عدة مشاريع، منها مؤسسة المقاولات التي أغلقت هذا العام، إضافة إلى شركة (Three concepts) التي تم إغلاقها الفترة الماضية، وبالتالي أصبح التركيز فقط على مكتب الاستشارات الهندسية".
وسط هذه الظروف كان لا بدّ من التفكير بطريقة مختلفة يقول سليماني "هنا أخذنا خطوة مختلفة، حيث اجتمعنا عائليا واقترحنا إقامة شركة تحت مسمى (دار الضيافة العالية الفندقية)، والمكونة من الوالد والوالدة والإخوة جميعاً، لتكون شركة مشغلة للفنادق التي تم إنشاؤها للاستثمار، وبالتالي قمنا نحن خلال الشركة باستثمارها لصالحنا، وكانت أول علامة تجارية فندقية (VIVID) والمصنف خمس نجوم".
لكن الأمر لم يكن بالسهولة المتوقعة يقول "كانت خلفه حكاية كفاح طويلة لفهم كافة مفاصل العمل الفندقي، من تحويل المباني من مجرد منشآت فارغة، إلى علامة فندقية تجارية تنافس العلامات العالمية، من حيث الفخامة، والجودة، والخدمات، والتسويق، إلى أدق التفاصيل البسيطة جداً".
تخطي عنق الزجاجة
وعن الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الذي رسمته العائلة لنفسها، يروي سليماني "كان علينا أن نعرف كل شيء، حتى منمنماته الدقيقة اختلفت تماماً، فمن الخرسانة والصبة والإسمنت، إلى المفروشات، والخشب، والأسرّة وطرق الضيافة والاستقبال". وكان العمل على قدم وساق، حتى استطاع رائد الأعمال فوزي سليماني وعائلته الوصول إلى تصنيف الخمس نجوم، من هيئة السياحة، وتطبيق كافة الشروط والمواصفات، ليصبح علامة فندقية تنافس العلامات العالمية خلال عام واحد فقط من افتتاحه.
لم تتوقف باكورة أعمالهم الفندقية عند هذا الحد، يكشف رائد الأعمال سليماني أنه تندرج تحت (دار الضيافة العالية الفندقية ) حالياً سلسلة منها ( VIVID 1 ) و( VIVID 2 )، ليكون فوزي سليماني المدير العام والعضو المنتدب لها، إضافة إلى مجموعة فندقية سيتم افتتاحها خلال الفترة القادمة.
ويلفت سليماني إلى أنه قبل قرار العائلة، كان بعيداً عن هذا المجال ويوضح " تخصصي كان بعيداً كل البعد عن الضيافة والسياحة ومفهومهما؛ لقد تطلب مني ومن كافة العائلة مجهوداً كبيراً، للوقوف على كل شاردة وواردة، والبحث على نطاق واسع في كل ما يضيف لنا من خبرات في هذا المجال، وكانت نظرة الوالد أن يتم إسناد الإدارة العامة لي، فيما تتوزع باقي المهام بالتساوي على الأشقاء جميعاً، بحيث كل شخص يتولى إدارة معينة. وعندما بدأت بالعمل قمت بتوظيف عاملين يمتلكون خبرة واسعة في مجالاتهم، سواء كانت إدارية أو تنفيذية، وبالتالي كنت أتعلم من فريق العمل المساند لي، ويومياً كنت أعود للمنزل أطلع على كافة المواقع الفندقية، والمقالات، والمعلومات، والأبحاث والتطورات الحاصلة في المجال والمهنة، حتى أنني قمت بزيارة عدة فنادق عالمية، للاطلاع على تجاربها، حتى استطعت تأسيس منظومة متكاملة ناجحة والحمد الله وما زلت أتعلم".
وعن سلسلة الفنادق قال:" من المتعارف عليه كان من المفترض افتتاح الفئة الأقل، ومن ثم الفئة الأعلى، ولكن نحن كنا بعكس الشائع، حيث تم افتتاح فندق الخمس نجوم أولاً، ومن ثم افتتاح ثلاث نجوم، حيث استطعنا أيضاً استغلال مبانٍ كانت قائمة، شيّدها الوالد للاستثمار، وبسبب الأزمة الاقتصادية لم يتم بيعها أو استئجارها، وبالتالي كانت الفكرة تحويلها إلى شقق فندقية سكنية تخدم الفئة الأقل، بحكم موقعها اولاً، ومواصفات المبنى".
خطة الخمس سنوات القادمة:
إضافة أربعة مبانٍ
يصبح مجموع الفنادق 8 موزعة بين خمس وأربع وثلاث نجوم
- الوصول إلى 12 فندقاً
السياحة الفندقية ما بعد كورونا
في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، وما بعد جائحة كورونا التي غيرت معالم الحياة الاقتصادية والاجتماعية، كان لا بدّ من التطرق إلى النظرة المستقبلية للسياحة السعودية بشكل عام، والفندقية خاصة، يرى المهندس فواز سليماني أن "التوجه العام للدولة يدعم السياحة السعودية بشكل كبير وقوي جداً، فالتحول الملحوظ الذي انتهجته الدولة فتح أبواباً جديدة، وأصبحت السياحة أحد أهم الروافد الاقتصادية، بدون أن نغفل أن مدينة جدة هي بوابة لأهم موقعين: مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي بوابة لكل معتمر وحاج".
موضحاً أن السياحة السعودية آخذة في النمو والتطور، بخطوات غير مسبوقة، ما ينعكس إيجابياً على القطاع الفندقي بكل فئاته، ابتداء من الخمس نجوم إلى الثلاث نجوم والشقق الفندقية.
رؤيته للمجال السياحي
مجال السياحة في السعودية لا يزال غضاً، ومليئا بفرص العمل والاستثمار للشباب.
السياحة ليست المعيشة أو السكن بل حلقات متصلة تبدأ من الحجز الفندقي وتنتهي بعودة السائح للمطار.
السياحية يتخللها كثير من المشاريع الريادية، مثل المواصلات، المطاعم، الحرف الصناعات التراثية، ورحلات اكتشاف المدن السعودية.
الفترة الراهنة جوهرية للخروج بمشاريع استثمارية تخدم قطاع السياحة السعودي.
العالمية طموحي
ولكن ماذا عن المستقبل والمشاريع المستقبلية؟ يوضح المهندس فوزي سليماني:" مازلت أعشق الرسم الهندسي، ومن خلاله أمارس كل طقوس الخيال في تصور مبنى يحمل بصمة متفردة بي شخصياً؛ فالمهندس المعماري فنان في روحه، وهذا ما جعلني أنضمّ إلى إحدى الشركات العالمية، لأصبح واحداً من فروعها الستة والموزعة في مختلف دول العالم، منها ليون، وباريس، وبيروت وغيرها، لأكون ممثلهم داخل السعودية والمتحدث الرسمي لهم. ونعمل حالياً على إرسال فريق من العمل للتدريب في مكتبهم وأخذ خبرات عالمية، إضافة إلى تبادل الخبرات فيما بيننا وبين الفروع الأخرى، وتوجهنا لعقد اتفاقيات مع الوزارات، لأخذ مشاريع تخصّ الدولة، لتوسيع رقعة العمل الهندسي، ليكون أكثر ظهوراً وتأثيراً، هذا ما يخص الجانب الشخصي".
ويضيف "أما طموحنا في دار الضيافة العالية، فغير محدود؛ فحالياً توجهنا لاقتناص فرص خارج السعودية، وبالفعل لدينا عروض في إيطاليا وفرانكفورت، واخترنا هذه الدول لأن الوالد على اطلاع جيد بالبيئة وتفاصيلها، من خلال عمله السابق في مجال السيارات".
ويتابع "إضافة إلى أن لدينا خطة خلال الخمس سنوات، لافتتاح أربعة فنادق جديدة داخل السعودية، موزعة ما بين الخمس، والأربع، والثلاث نجوم، ومن ضمن الخطة أيضاً أن نصبح شركة مشغلة لفنادق خارج منظومة دار الضيافة العالية، أسوة بالمنظومات العالمية التي تندرج تحتها فنادق مختلفة العلامات ".