هل يناسبك الصيام المتقطع لفقدان الوزن؟ إليك الإجابة
صحة 29 ديسمبر 2020
الصيام المتقطع أحد أكثر الأنظمة الغذائية انتشاراً، وإثارة للجدل في السنوات الأخيرة، حتى إنه كان المصطلح الغذائي الأكثر بحثاً على "جوجل" العام الماضي، ومن الواضح من تسميته أنه امتناع عن الطعام، أو على الأقل معظم الطعام، لفترات زمنية محددة.
وقد بادر الكثير من الناس باتباع هذا النظام، إذ يتم ربط الأنظمة الغذائية القائمة على الصيام المتقطع بقائمة طويلة من الفوائد، ومن بينها فقدان الوزن، و موازنة السكر في الدم، حتى أن البعض يتبعه من أجل تحقيق "الصفاء الذهني"، فعدم تناول وجبة غداء كبيرة يعني تجنب حالة الخمول بعد وقت قصير.
يقول خبراء إن السبب الأول الذي يدفع الناس إلى اتباع نظام الصيام المتقطع هو الحاجة إلى فقدان الوزن، لكن عندما تفقد الوزن، فإن ضغط دمك سينخفض، ما سيساعدك على الوقاية من
أمراض القلب والسكري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتباه إلى وقت تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعية ما تتناوله، والصيام المتقطع هو أحد أبسط الطرق لبدء تجربة نظام غذائي.
المسار السريع
عندما يتعلق الأمر بتفاصيل الصيام المتقطع، هناك 3 طرق مختلفة يمكن اتباعها، فبعض الناس يختارون صيام اليوم البديل، وهو تناول ما يريدون في أيام الراحة "الفري"، مع التقليل من السعرات الحرارية إلى حوالي 500 في أيام الصيام.
يحاول البعض الآخر اتباع نظام "5: 2" الغذائي، والذي يتضمن الصيام 5 أيام مع جعل يومي عطلة نهاية الأسبوع راحة، أما النوع الأكثر شيوعاً، وفقاً للخبراء، فإنه الأكل المقيّد بالوقت، والذي يقتصر على تناول الطعام خلال 8 ساعات يومياً، ويمكن تكييف هذا النظام وفقاً للجدول الزمني الخاص بك خلال اليوم.
وتكمن ميزة هذا النظام في أنه لا يحدد ما يجب تناوله من طعام، وإنما يحدد توقيت الكل فقط، لذا عليك اختيار جدول يناسبك لا أكثر، ويجد الكثير من الناس أن ذلك أسهل كثيراً من الاستغناء عن أطعمة معينة أو حساب السعرات الحرارية، وعلى الرغم من أن هذا ليس الهدف الواضح، فإن هناك دراسة وجدت أن الناس ينتهي بهم الأمر بالاستغناء عن تناول بين 300 إلى 500 سعرة حرارية يومياً، كما كشفت عن أن حوالي 80% من الأشخاص الذين يحاولون تناول طعام سريع مقيد بالوقت يقولون إنهم يخططون لمواصلة ذلك.
أما الأنظمة الغذائية الغربية التقليدية فتحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، التي تزود الجسم بالجلوكوز الذي يستخدمه الجسم كوقود، لكن ارتفاع نسبة الجلوكوز يصاحبها ارتفاع في الأنسولين الذي يستخدمه الجسم لحرق سكريات الدم، وهذا غالباً ما يتسبب في الشعور بالخمول مع مرور اليوم.
ووفقاً لأنصار الصيام المتقطع، فإن التوقف عن تناول الأكل 16 ساعة يعمل على التخلص من الترهلات وإعادة ضبط الجسم، لكن الصيام لفترة أطول يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، فيما تظهر العديد من الدراسات أن الأكل المقيّد بالوقت يرتبط بصحة أفضل للقلب والأوعية الدموية بسبب ما يحرقه الجسم للحصول على الطاقة، وفي حالة عدم وجود الجلوكوز، يتحول الجسم إلى حرق الدهون، وعندما يطلق الجسم المزيد من الدهون في مجرى الدم، ينخفض مستوى الأنسولين، وهذا بدوره يوفر استراحة للخلايا.
هل هو نظام فعال؟
إحدى الدراسات الأكثر حداثة والتي حظيت بتغطية إعلامية جيدة عن الأكل المقيَّد بالوقت أو "الصيام المتقطع"، والتي نُشرت في دورية JAMA Internal Medicine، تشكك في فوائد الأكل المقيد بالوقت - على الأقل بالنسبة لأي شخص يتطلع إلى إنقاص الوزن، إذ كشفت تجربة عشوائية مدتها 12 أسبوعاً عن أن البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن تناولوا جميع وجباتهم بين الظهر والساعة 8 مساءً، وقد فقدوا نفس القدر تقريباً من الوزن الذي فقدته مجموعة تطبق الصيام المتقطع، وأن معظم الوزن المفقود كان عبارة عن كتلة عضلية بدلاً من الدهون.
ويقول إيثان ويس، طبيب القلب في جامعة كاليفورنيا، بسان فرانسيسكو، الذي ساعد في إجراء الدراسة: "لقد حققت نجاحاً شخصياً في تناول الطعام المقيَّد بالوقت، وذهبنا إلى الدراسة بانحياز. لكن مجموعة الأكل المقيدة بالوقت فقدت قدراً بسيطاً من الوزن السريري، أي أقل من كيلوجرام".
وتم إخبار المشاركين في الدراسة بموعد تناول الطعام، لكن لم يُطلب منهم تقييد السعرات الحرارية، ومع ذلك، أوضحت نتائج الدراسة أن الأكل المقيّد بالوقت ليس وسيلة فعالة لفقدان الوزن.
ومع ذلك، فإن القرار النهائي بشأن الأكل المقيّد بالوقت لا يزال سؤالاً محيراً، ويرجع ذلك أساساً إلى قلة الدراسات التي تناولت هذا النظام، وعلى كل حال يبقى النظام الغذائي المناسب لك هو قرارك، ويمكن أن تساعدك بعض النصائح في فقدان الوزن (بالنسبة لمن يعانون من الزيادة الكبيرة في الوزن)، كما ستساعدك في زيادة لياقتك البدنية، إليك أهمها:
- تناول الألياف في الخضراوات والفواكه ولا تنس الحبوب الكاملة.
- مارس التمارين الرياضية.
- إذا لم تتمكن من ممارسة التمارين الرياضية بمكنك اللجوء إلى المشي نصف ساعة يومياً.
- اتباع نظاما غذائيا مناسبا ويمكن اللجوء في تحديده إلى الطبيب.
- فكر فيما تجنيه صحياً واجتماعياً ومادياً من فقدان الوزن الزائد.