السفر إلى مدغشقر: جزيرة العجائب والأسرار والسحر
مدغشقر، الاسم الذي يثير صوراً غريبة خارجة عن المألوف استوائية ومنعشة، ففيها في نهاية المطاف ٥٪ من الحيوانات والنباتات النادرة التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر. موطن أشجار التلبدي الضخمة التي تعرف باسم الشجرة المقلوبة وهي جنس نباتي يضم ٨ أنواع، ستة منها موجودة في مدغشقر. من الليمور ذي العينين الزرقاء إلى التنوع البيولوجي المذهل فالرمال الدافئة والمحيط المتلألئ بزرقة لا مثيل لها. جزيرة تبدو وكأنها أماكن متفرقة ولكنها مجتمعة في الوقت عينه.
الجزيرة الضخمة التي تعتبر رابع أكبر جزيرة في العالم هي واحدة من مناطق الجذب السياحي وذلك لأنها توفر الكثير من كل شيء. يمكن لعشاق الشواطئ الاستمتاع بمختلف أنواع الرياضات المائية وبالرمال الدافئة والغطس ومشاهدة الحيتان. كما يمكن لعشاق المغامرة زيارة الغابات واكتشاف أسرارها وخباياها. البعض يصفها بالقارة الثامنة والبعض يقول إنها جزيرة من كوكب مختلف، وبغض النظر عن التسميات والألقاب فإن مدغشقر هي مكان فريد من نوعه ويختلف كلياً عن أي مكان آخر على هذا الكوكب وزيارتها تنعش القلوب وتغذي الروح.
إيفاتي -Ifaty
إيفاتي التي تقع في الجنوب الغربي للجزيرة كانت فيما مضى عبارة عن مجموعة قرى للصيادين، ولكنها حالياً باتت تضم العديد من المنتجعات الفاخرة والفنادق وهي من الوجهات المفضلة للسياح لأن المنطقة خلابة بكل ما للكلمة من معنى. إيفاتي تتميز برمالها البيضاء الناعمة والمياه النقية، كما أن الشعب المرجانية هناك تمتد لأكثر من ٩٦ كلم ما يجعلها مثالية لرياضة الغوص والصيد وممارسة الرياضات المائية بكل أنواعها. على بعد أمتار قليلة من الشاطئ تقع الغابات التي تتميز بأشجارها الغريبة الشكل والتي ما تزال صامدة منذ مئات السنوات وهناك يمكن التنزه واستكشاف الحياة البرية المذهلة.
نوسي بي - Nosy Be
الشواطئ بالرمال الناصعة البياض والمياه النقية الزرقاء المتلألئة هي العلامة الفارقة لجزيرة مدغشقر، ونوسي بي هي المكان الذي يجب زيارته للإستمتاع بها. تقع على بعد ٨ كلم من ساحل الجزيزة الرئيسي وهي جزيرة بركانية تمتد على أكثر من ٣١٠ كيلومترات مربعة. تمتد الخلجان والرؤوس في الجزيرة وتلتف حول القرى الصغيرة في بعض المناطق بانحناءات مذهلة حتى تكاد تبدو وكأنها تحتضنها، بينما في أماكن أخرى حين لا توجد الخلجان والرؤوس فتتكفل أشجار النخيل الكثيفة بالمهمة حيث تنمو حول أطراف القرى وداخلها بتناسق غريب.
نوسي منجابي- Nosy Mangabe
تقع الجزيرة الصغيرة نوسي منجابي في أعماق التلال الساحلية لخليج هيلودرانو أنتونجيلا. جزيرة نوسي منجابي محمية طبيعية تضم عدداً كبيراً من الحيوانات التي لن تجدوها في أي مكان في العالم.
تشتهر هذه المنطقة بأعداد الليمور الكبيرة بالإضافة الى ضفادع المانتيلا. تعج بأشجار التين الضخمة التي تتداخل مع أشجار النخيل التي ترتفع فوق الرمال الشاطئية الصفراء. الجزيرة مكان مثالي لمحبي الطبيعة والحياة البرية، فهناك ومع كل خطوة ستجدون أنفسكم أمام نوع غير مألوف من الحيوانات أو الحشرات أو الزواحف.
فضل المطاعم في الباهاماس.. توج رحلتك إلى الجنة الكاريبية بأشهى الأطباق
تسينغي دي بيمارها-Tsingy de Bemaraha
لأن الجزيرة فريدة من نوعها فهي تضمن ٣ مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو. الموقع الأول هو محمية «تسينجي دي بيمارها» والتي يكثر فيها الحجر الجيري. المكان أشبه بمتاهة مكونة من الصخور الجيرية كما يضم العديد من الكهوف والأنفاق الفريدة من نوعها. المحمية هذه التي تقع في النصف الغربي لجزيرة مدغشقر ما تزال حتى يومنا هذا غير مكتشفة بالكامل وذلك لكثرة الكهوف فيها ووعورة الأخاديد والصخور الكلسية فيها. تضم المحمية بعض أنواع حيوانات الليمور الـ ١١ التي تشتهر بها مدغشقر وتمتد الغابات فيها لما يقارب ٥٣٧ كلم. الزيارة للمحمية واستكشافها يتطلبان لياقة بدنية عالية ولكنها تستحق المجهود.
أتسينانانا -Atsinanana
الموقع الثاني المدرج على لائحة التراث العالمي هو الغابات المطيرة في «أتسينانانا». تضم أتسينانانا ٦ حدائق وطنية تجدون فيها تنوعاً بيولوجياً مذهلاً بالإضافة إلى أنواع مختلفة من قرود الليمور . لهذه الغابات أهمية كبرى في الحفاظ على النظام الإيكولوجي الضروري للتنوع البيولوجي في الجزيرة وهو يعكس التاريخ الجيولوجي لها. تحتوي على عدد كبير من الحيوانات المهددة بالانقراض ما يجعل هذا المكان البيئة الآمنة لهم.
تلة «أمبوهيمانغا» الملكية -Ambohimanga
تلة «أمبوهيمانغا» الملكية هي الموقع الثالث المدرج على لائحة التراث العالمي. تتألف التلة التي تعرف أيضاً بالتلة الزرقاء من مدينة ملكية عبارة عن مجموعة من القصور ومجموعة من القرى بالإضافة إلى العديد من المعالم الطبيعية والمعمارية. للمكان أهمية روحية لسكان الجزيرة فهي كانت ولا تزال مكاناً للعبادة.
نوسي بوراها- Nosy Boraha
الجزيرة هذه كانت تعرف سابقاً باسم جزيرة سانت ماري وهي في الواقع ما تزال تعرف شعبياً بهذا الاسم برغم تغييره. تقع قبالة الساحل الشرقي لمدغشقر وهي تملك كل عناصر الجذب السياحي. لناحية الجمال فلا توجد كلمات تفي روعة هذا المكان حقه، فكل جزئية من الجزيرة خيالية من الرمال الصفراء المزينة بصخور بيضاء والمياه الزرقاء والأشجار الخضراء إلى المنازل والحيوانات وحتى السماء فيها تبدو مميزة. الجزيرة أيضاً تملك تاريخها المشوق فهي كانت مقراً للقراصنة في القرنين السابع عشر والثامن عشر حيث كانوا يخبئون كنوزهم، وطبعاً يجب التعريج على مقبرة القراصنة فالحكايات التي يتم سردها هناك مشوقة جداً.
جادة باوبابس- Avenue of the Baobabs
أشجار الباوباب تسمى أيضاً أشجار الحياة. هي من العجائب التي تشتهر بها الجزيرة، فهي معروفة بقدرتها على تخزين كميات كبيرة من الماء ما يمكنها من العيش وسط أجواء مناخية قاسية. الجادة هي عبارة عن مجموعة من الأشجار التي تصطف على جانبي الطريق الترابي بين موروندافا وبيلوني تسيريبهينا غرب مدغشقر ويصل عمرها إلى أكثر من ٨٠٠ عام. فيما مضى لم تكن الأشجار هذه تقف وحيدة بمعزل عن الأشجار الأخرى ولكنها كانت جزءاً من غابة استوائية كثيفة ولكن وعلى مر السنوات تمر قطع الأشجار لاستغلال الأراضي بالزراعة وهكذا بقيت أشجار الباوباب وحيدة في ذلك المكان.
توليارا- Toliara
توليارا هي مدنية ساحلية تقع في جنوب مدغشقر وتحيط بها البحيرات والمستنقعات والغابات. تعرف بجنة الجنوب لجمالها وتنوعها فهي عبارة عن مزيج من الشواطئ والشعاب المرجانية، والأشجار والغابات والمنتجعات والفنادق. الشعاب المرجانية الأمامية ضحلة وبالتالي ستجدون أندر النباتات والحيوانات هناك ومنها النباتات الشوكية التي تبدو وكأنها نباتات فضائية. من الحيوانات النادرة في ذلك المكان سوسة عنق الزراقة وهي حشرة تنتمي إلى فصيلة الأتلابيات تملك عنقاً طويلاً وجسد أسود وأجنحة حمراء بالإضافة إلى ليمور الآي أي وهو نوع نادر من الليمو لكونه يحمل صفات ترتبط بالشمبانزي والقردة.
حديقة إيسالو الوطنية-Isalo National Park
تم إعلانها كمحمية طبيعية في العام ١٩٦٢ . تقع في الجزء الجنوبي الأوسط من البلاد وتتميز بمساحات شاسعة ووعرة متعددة مثالية لممارسة الهايكينغ، كما أن تحتوي على المنحدرات والوديان والتلال وعدد كبير من الحيوانات والطيور، فالحديقة هي موطن لأكثر من ١٠٠ نوع من الطيور. مكان خلاب بالفعل وهو واحد من الأماكن الأكثر تنوعاً في الجزيرة.
هناك ستجدون الصخور التي وبفعل عوامل التعرية عبر السنوات اتخذت أشكالاً مميزة. المكان هذا كان مقدسا بالنسبة لقبيلة بارا وستجدون العديد من مواقع الدفن هناك بالإضافة الى حديقة ما تزال تحتفظ بمعالمها الأثرية.
أنتاناناريفو -Antananarivo
أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر تقع على ارتفاع يزيد عن ١٤٠٠ متر فوق سطح البحر. تأسست العاصمة في القرن السابع عشر وكانت مركزاً لقبيلة هوفا ثم صارت بعد ذلك عاصمة مملكة ميرنا التي حكمت الجزيرة لقرنين ولاحقاً كانت تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي ويمكن حتى هذا اليوم رؤية الأثر الفرنسي في المدينة من خلال المباني والقصور الأثرية. المكان ينبض بالحياة والحيوية في تناقض كبير مع مختلف مناطق الجزيرة الهادئة جداً.