أدنبرة.. جوهرة أسكتلندا التي تجمع السحر والتاريخ والمستقبل
أسكتلندا من البلاد الرائعة الجمال والتي بالفعل تعجز الكلمات عن وصفها. الدولة الخلابة هذه تضم الكثير من المدن والقرى التي تستحق الزيارة ولكن العاصمة أدنبرة لها مكانتها الخاصة.
أدنبرة المدينة الجميلة التي تعج بالفنون المذهلة والهندسة المعمارية والتراث، هي مدينة أعادت تعريف نفسها وباتت تعرف بـ«أثينا الشمال». الأسباب التي أدت الى حصول المدينة على هذه التسمية عديدة منها أن المقارنة بين المدينتين أظهرت بأن لديهما تضاريس مماثلة كما أن «كاسيل روك» يؤدي دوراً مشابها للإكروبوليس الأثيني. كلاهما يملك أرضٍ زراعية خصبة ومسطحة تنحدر إلى موانئ تبعد عنها لأميال مثل «ليث» و«بيرايوس» على التوالي. ولكن التأثير الأكبر كان في القرن الثامن عشر، في تلك الفترة كانت الحياة الفكرية في المدنية والمعروفة باسم التنوير الأسكتلندي في ذروتها وهذا الواقع كان من أهم الأسباب التي أدت الى حصولها على هذه تسمية أثينا الشمال لغناها الثقافي والتاريخي والجمالي.
هي أرض الثقافة والمهرجانات والفنون والحضارات والتاريخ والطبيعة الخلابة. مدينة تستحق الزيارة بلا شك. وقت الزيارة يعتمد على ما يبحث عنه السائح، فشهر آب/ أغسطس هو شهر المهرجانات وبالتالي سيكون هناك الكثير من السياح ولكن الطقس خلال هذه الفترة منعش. في المقابل إن كان السائح يريد استكشاف المدينة بهدوء فحينها مايو/أيار ويونيو/حزيران مثاليان كما أن كمية الأمطار خلال تلك الفترة تكون قليلة.
أفضل الأماكن السياحية في أدنبرة
الرياض قلب السعودية النابض .. كيف تحولت من قرية صغيرة لمدينة عالمية؟
البلدتان القديمة والحديثة وقلعة أدنبرة
غالباً ما يتم وصف أدنبرة بأنها تقسم إلى قسمين، قسم تاريخي وذلك بسبب البلدتين القديمة والحديثة وقد صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة البلدتين ضمن مواقع التراث العالمي عام ١٩٩٥.
ويوجد في البلدتين أكثر من ٤٥٠٠ مبنى من أشهرها «قلعة أدنبرة». القلعة هذه لها تاريخها المعقد والقديم، فالجزء الأقدم من أبنيتها والذي هو كنيسة سانت مارغريب يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر. هناك يمكن رؤية «بطارية نصف القمر» أيضاً والتي أضافها ريجنت مورتون في أواخر القرن السادس وهي بناء مرتفع من القلعة يشرف على المدينة وعند الساعة الواحدة يتم إطلاق تحية لها ويحتشد الزائرون للمشاهدة أو للمشاركة في هذه التحية.
الصخور السوداء المتداعية من صخرة القلعة غالباً ما تجذب السياح وذلك لأنها لعبت دوراً كبيراً في الحفاظ على المدينة وحتى أن علماء التاريخ يؤكدون أن المدينة تدين بوجودها لهذه الصخور.
من الأمور التي تجذب السياح بشكل كبير أيضاً حجر القدر الذي سرقه إدوارد الأول ووضع أسفل العرش في لندن ولم تتم إعادته الى مكانه الطبيعي إلا يعد ٧٠٠ عام من سرقته.
قصر هوليرود هاوس
واحد من أهم القصور الملكية في أسكتلندا وهو المقر الرئيس للملكة في أدنبرة. تم بناء القصر عام ١٦٧٨ وتزوج فيه كل من جايمس الثاني وجايمس الرابع وتوج فيه كل من جايمس الخامس وتشارلز الأول.
هو أيضاً مقر إقامة الملكة إليزابيث التي تمكث فيه لمدة أسبوع مع بداية كل صيف. خلال هذا الأسبوع يتم إقفال القصر أمام العامة ولكنه مفتوح أمامهم باقي أيام السنة. في القصر يمكن رؤية الغرف التاريخية المذهلة والتي كانت المنزل السابق لماري ملكة أسكتلندا والغرف الأخرى التي تحتوي على المفروشات والمنسوجات التاريخية المذهلة.
يمكن أيضاً زيارة المعرض الذي تعرض فيه لوحات ملوك أسكتلندا، الحقيقين والخياليين، بالإضافة الى معرض الملكة الذي تم افتتاحه عام ٢٠٠٢ والذي يضم الكثير من المقتنيات الملكية.
الممشى الملكي أو الميل الملكي
الممشى الملكي أو الميل الملكي هو طريق يربط بين قلعة أسكتلندا وقصر هوليرود الملكي. الممشى هذا الذي تحيط به المنازل والكنائس والمعالم التاريخية الخلابة واحد من أكثر الشوارع شهرة في المدينة. السير هناك متعة خالصة لأن المنظر بالفعل خلاب ويجعل الشخص وكأنه يعيش في عصور مختلفة في الوقت عينه. من المعالم الأكثر شهرة في الممشى الملكي الجزء العلوي منه والذي يعرف باسم «كاستل هيل» والذي يضم مجموعة من المباني التاريخية منها «أوتلوك تاور» وتول بوث».
مقعد أرثر وسالزبوري كراجز
مقعد أرثر هو بركان قديم و هو أعلى نقطة فى سلسلة جبال و مرتفعات متعددة في أدنبرة والتي تشكل فيما بينها ما يعرف بحديقة هوليرود.يقع مقعد أرثر فى شرق مدينة ادنبرة وهو مكان ساحر لرؤية المدينة ومشاهدة الطبيعة الخلابة التى تتميز بها و جبالها الخضراء الرائعة.
يسهل تسلق التل وعادة ما تكون الرحلة إلى أعلى مشوقة وممتعة بسبب روعة المكان. هناك يمكن أيضاً تحدي الذات وتسلق التل من خلال سالزبور كراجز.
كانت سالزبوري كراجز تاريخًا مكانًا للتسلق وهي عبارة عن درجات مختلفة الصعوبة ولكن وبسبب المخاطر قد تحتاجون إلى تصريح قبل القيام بذلك. المكان أيضاً موقع لحصن كبير جداً وهو واحد من أربعة موزعة على التلال والتي يعود عمرها لأكثر من ٢٠٠٠ عام .المكان يضم مجموعة من التباتات المختلفة وبعضها لا ينمو إلا هناك. يمكن أيضاً زيارة كنسية سانت أنثوني وهي كنسية صغيرة تعود للقرون الوسطى وبحيرة دانيدينغستن وهي بحيرة مياه عذبة تشتهر بطيورها الخلابة.
شارع الأمراء والحدائق
الشارع الرئيس، واحد من أكثر شوارع المدينة الجديدة ازدحامًا، يمتد لمسافة ميل واحد تقريبًا، وتحيط به الحدائق الملونة والمحلات التجارية الأنيقة، بما في ذلك جنزر أدنبرة وهو أقدم متجر مستقل في العالم، كما يقع مبني هاوس أوف فريزر الضخم في الطرف الغربي، بجانب مول الأمراء حيث تنتشر متاجره الصغيرة بين النافورات والمقاهي، والمطاعم مع منافذ الوجبات السريعة.
وتشمل المعالم التاريخية في شارع الأمراء مقر المحفوظات الوطنية الأسكتلندية، التي يعود تاريخها إلى القرن 13، النصب التذكاري دايفيد ليفينجستون، فعندما تنتهي من التسوق واستكشاف تاريخ المدينة، يمكنك التوجه إلى حدائق شارع الأمراء، وهي موطن لأقدم ساعة نباتية في العالم.
كالتون هيل
تقع كالتون هيل أو تل كالتون في وسط مدينة أدنبرة. الموقع هذا مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. الموقع هذا يبعد مسافة قصيرة عن شارع الأمراء كما أن موقعه المرتفع يوفر إطلالة بانورامية للمدينة وللبحر والنصب التذكارية المنتشرة. المكان هذا يعج بالحياة والحيوية خلال فترات المهرجانات وذلك لأن بقعة مثالية لمشاهدة الألعاب النارية.
يضم التل العديد من المعالم والمباني الشهيرة بما في ذلك النصب التذكاري الوطني ونصب دوجالد ستيوارت التذكاري ونصب نيلسون التذكاري والمدرسة الثانوية الملكية القديمة ونصب روبرت بيرنز والنصب السياسي مارتيز ومرصد المدينة. وإلى الجانب الشرقي هناك المقبرة التاريخية التي دفن فيها شخصيات أسكتلندية هامة والمفتوحة بشكل مجاني أمام السياح.
معرض أسكتلندا الوطني
يقام المعرض هذا في ثلاثة مواقع في مدينة أدنبرة، مجمع المعرض الوطني ومعرض الجداريات الوطني ومعرض الفنون الحديثة. هذه المعارض تضم مجموعة شاملة من الأعمال الفنية الأسكتلندية بالإضافة إلى أعمال لفنانين أوروبيين. زيارة المعرض ممتعة حتى للذين لا يحبون المعارض وذلك لأن الأجواء هناك وبشكل دائم ممتعة.
البرلمان الأسكتلندي
يقع البرلمان في هوليرود ضمن موقع التراث العالمي في مدينة أدنبرة. تم تشييده عام ١٩٩٩ وصممه إنريك ميراليس الذي توفي مباشرة بعد إنجازه. البرلمان بتصمميه المميز عبارة عن مجمع لعدة أبنية تعكس كل واحدة منها أساليب معمارية مختلفة كما أنها تشمل مساكن أعضاء البرلمان والباحثين والموظفين. الكثير من أجزاء البرلمان مفتوحة أمام الجمهور وحين لا تكون جلسات البرلمان منعقدة تقام جولات مجانية لساعة واحدة للسياح والراغبين باكتشاف جمال وروعة الهندسة الخاصة بالمبنى هذا.