لماذا يجب أن تكون قوياً بدنياً؟ حماية ونجاح ومآرب أخرى
"لديك عقل لكنه دون جسد، وبدون بنيان قوي. سيكون لعقلك حدود لا يتخطاها. عليك أن تبني جسمك".. نصيحة ذهبية تلقاها ثيودور روزفلت، الرئيس الأمريكي الأسبق من أبيه في صغره، وعمل بها حتى صار بقية حياته رياضياً يمارس الملاكمة والمصارعة والسباحة والمشي مسافات طويلة.
أما بالنسبة لنا اليوم أضحى الكثير منا يجلس خلف المكاتب طوال اليوم، ما أخّر ضرورة الحصول على بنيان قوي في سلم الأولويات بين ضروروات الحياة الأخرى، لكن القوة البدنية مفيدة للغاية في مجالات الحياة المختلفة، والأهم من ذلك، أنها مسألة أساسية في رجولتنا.
وتعد قوة البنيان من بين أهم الفروق بين الرجال والنساء، فإذا كان دور الحامي والنصير يمثل جوهر الرجولة، فإن قوة الجسد هي نواتها، كما أنه العامل الأساسي للصمود في قتال، وفي رد البأس بالبأس، ومن هنا فإن القوة مسألة أساسية للحكم على الرجولة والفحولة.
وقد يرى البعض أن هذه الطريقة (المظهرية) في الحكم صارت قديمة، لكن ذلك لا يغير حقيقة أن الرجال والنساء على حد سواء يرون أقوياء الجسد وذوي الياقة والجاهزية البدنية أكثر احتراماً وجاذبية ورجولة ممن ليسوا كذلك.
خطوات بسيطة تساعدك على تحديد الوزن المناسب في تمارين رفع الأثقال
وهناك من الفوائد والمنافع للبنيان القوي للرجال ما يصعب إحصاؤه، وهنا سنبرز أهم هذه الفوائد للقوة البدنية.
مميزات القوة البدنية
جسد وعقل
من المعروف أن السمنة يمكن أن تقتل صاحبها، كما أن ممارسة رفع الأثقال يحافظ على صحة الجسم ويحارب الاكتئاب ،فضلاً عن أنه يزيد من هرمون التستوستيرون، وهو أساس الذكورة، لذا فإذا أردت أن تعزز شعورك برجولتك، عليك ببناء جسمك.
استعداد للطوارئ
في حياتنا اليومية الآمنة، تبقى القوة البدنية مطمئنة، مع التأكد من أننا أقوياء بما يكفي لإخراج شخص من منزل محترق، أو لإنقاذ حياتنا في حالات الطوارئ، وفي الوقد نفسه لا يكره أحدنا أن يكون لديه المقدرة على رفع الحقائب الثقيلة عند ترتيب المنزل، أو على التصدي لمهاجم أو معتد على الأرض.
وبشكل ما، يمكن اعتبار أن القوة ضرورية للتعود على الخشونة، ففي الغالب نعتمد على التقنيات والأدوات المختلفة لإنجاز المهام بدلاً من أن نقوم بها بأنفسنا، لكننا لا نعرف متى بالضبط سنلجأ إلى قوتنا البدنية، إلا أننا سنكون سعداء بالتأكيد إذا اضطررنا لذلك ووجدنا لدينا المقدرة.
حياة ناجحة
هناك مقاربة شائعة لدى الكثيرين، وهي أن الاهتمام بالمظهر القوي والفحولة مسألة سطحية جوفاء وأن مجموعة من السخفاء السطحيين يفعلون ذلك، وفي المقابل يكون الإثراء الحقيقي متمثلاً في العقل والفضيلة، فأصبح لديهم الفضيلة في كفة والقوة في الكفة الأخرى، كذلك العقل في جانب والعضلات في جانب آخر، لكنها مقاربة خاطئة.
وقد رفض العديد من عظماء التاريخ ، بما في ذلك الفلاسفة والكتاب هذا التقسيم الزائف، وأكدوا على أهمية الارتقاء بالجسد مثل العقل، كما أنهم فهموا أن الجسد القوي سيساعد على تطوير الفضائل الأخرى.
ومن بين نماذج هؤلاء العظماء نجد أن ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني الاسطوري إبان الحرب العالمية الثانية، واجه معضلة كهذه حسبما ذكر كاتب سيرته الذاتية، ويليام مانشستر، إذ ذكر: كان تشرشل مريضاً ضعيفاً غير مهندم متلعثماً عند الحديث كما كان ضحية تنمر أقرانه، الذين ضربوه وسخروا منه ورشقوه بكرات الكريكيت، فكان يختبئ في غابة مجاورة، لكن سلاحه الوحيد في مواجهة ذلك كان إرادة قوية، فبداية من سن السابعة، شرع في التغيير وبعد أن كان رأسه ثقيلاً، وأطرافه صغيرة، وبطنه منتفخاً، وصدره ضعيفاً صار رياضياً حتى أن عمره ناهز السبعين ولم يكن يشعر بأي تعب رغم ما كان يبذله من جهد.
صفات حميدة
بالإضافة إلى حصولنا على الطاقة الدافعة لإنجاز المهام المنوطة بنا، تساعدنا القوة البدنية على اكتساب العديد من الصفات الحميدة، فالألم والتفاني اللازمان للتمرين بانتظام يعلمانا الانضباط والمرونة، وذكر الموسيقي والفنان هنري رولينز أن رفع الأثقال من شأنه تشكيل شخصية الرجل.
أمان للأخلاق
ما فائدة المبادئ الأخلاقية إذا كان من يحملونها خاضعين لمن لا يقدر قيمتها؟ من المهم أن يكون لدينا مبادئ أخلاقية، لكن الأهم من ذلك هل نحن مستعدون للقتال دفاعاً عن هذه المبادئ؟ كذلك لا يمكن أن تكون رجلاً يعول عائلة ويحميها بصورة جيدة إذا كان من السهل أن يتغلب عليك رجل أساء إلى من تعول.
ما القوة؟
ليس كل رجل لديه الصفات الجسدية ليصبح ضخم البنية، لكن بصورة عامة يمكن لكل رجل أن يصبح أقوى مما هو عليه الآن، فمهما كانت اهتماماتك، وبغض النظر عن بنيتك، إذا كنت تريد أن تشعر بالمزيد من الرجولة، فأنت بحاجة إلى رفع الأثقال.
أصبح نموذج "القوة" محل جدل، وقد تغير بمرور الوقت، فرجال القبائل قديماً كانوا نحفاء للغاية لكنهم واجهوا الشدائد والحروب وغيرها، أما الآن يركز بعض الرجال على الشكل الخارجي لبنيتهم، فيما يهتم آخرون بالقوة بغض النظر عن الشكل.
في النهاية، الشيء المهم بالنسبة لنا كرجال هو ممارسة التمارين التي نحبها بعيداً عن تحديد أهداف الحصول على جسم بصفات معينة.