السياحة في جزر فارو الدنماركية.. تختصر جمال العالم كله
جزر الفارو عبارة عن أرخبيل يتكون من ١٨ جزيرة يقع بين بحر النرويج والمحيط الأطلسي أي أنها تقع في المنتصف بين النرويج وآيسلندا. تتبع إدارياً للتاج الدانماركي ولكنها تتمتع بالحكم الذاتي . تبلغ مساحتها ١٤٠٠ كلم وتعرف ببلاد الماعز وذلك لأن عدد الماعز في البلاد الذي يبلغ حوالى ٨٠ ألفاً يتجاوز عدد السكان الذين يقدر عددهم بـ ٥٠ ألفا فقط.
جزر الفارو خلابة لم تفسدها ممارسات السياح العشوائية. تضم القرى المنعزلة والجبال الرائعة التي ترتفع فوق القرى والسفوح بشكل دراماتيكي يضفي الجمال والغموض على المنطقة. صحيح أن هناك الكثير من المناطق السياحية النائية في العالم ولكن هناك ما يميز جزر الفارو عن غيرها، فعزلتها عن العالم مختلفة لسبب ما، فربما يتعلق الأمر بتاريخها الغامض أو بقلة عدد سكانها أو بواقع أن الزائر يشعر وكأنه في منطقة تقع على حدود نهاية الكرة الأرضية…وبما أنه لا سبيل لمعرفة ذلك فكل ما يمكن للزائر فعله هو الإستمتاع بذلك الشعور وبالروعة المتجسدة بالبحيرات والمضائق البحرية والوديان والشلالات والصخور الساحلية التي تختفي خلف غطاء كثيف من الضباب.
والخبر الجيد هو أن جزر الفارو افتتحت مؤخراً شبكة من الأنفاق الضخمة تحت الماء، تربط بعض جزرها ببعضها البعض. الأنفاق هذه تطلبت ثلاث سنوات لإنجازها وهي ستقلص وقت السفر بين مناطق مختلفة.
وبما أن الطقس هناك قاسٍ الأفضل زيارتها بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول إذ إن الطقس خلال تلك الفترة يكون مثالياً للقيام بنشاطات مختلفة وزيارة أكبر عدد ممكن من الجزر إذ إنه خلال فصل الشتاء يستحيل القيام بزيارة لبعض الجزر أو القيام بجولات في المضائق البحرية.
وإليك أهم المناطق لزيارتها عند السياحة في جزر فارو الدنماركية
شلال مولافوسور -Múlafossur Waterfall
حتى العام ٢٠٠٤ كانت قرية غاسادالور التي تقع على جزيرة فاغار معزولة عن العالم، ولكن وبفضل النفق الذي أنجز في ذلك العام بات بالإمكان الوصول الى أروع وأجمل شلال في العالم. شلال مولافوسور الذي يقع في قرية غاسادالور ينبثق من مجرى ضيق وهذا ما يجعل المياه التي تسقط من علو ٣٠ متراً مباشراً في المحيط تصدر صخباً خلاباً لا مثيل له.
ترالانيبا- Trælanípa
ترالانيبا عبارة عن جدار صخري عمودي يرتفع ١٤٢ متراً من سطح البحر. يسمى أيضاً منحدر العبيد وذلك لأنه وفق الرواية المتدولة فإن المنحدر هذا كان خلال عصر الفايكينغ يستخدم لرمي العبيد من فوق المنحدر باتجاه البحر.
عند زيارة المكان يجب الحذر وذلك لأن الحافة شديدة الانحدار، فحتى الفئات التي تملك خبرة مع المنحدرات قد تجد صعوبة في المحافظة على التوازن لذلك يفضل البقاء ضمن مسافة آمنة من الحافة وبطبيعة الحال ستحصلون على نفس الإطلالة الخلابة وإنما من دون تعريض أنفسكم للخطر.
في الجهة المقابلة للمنحدر ستجدون روعة نادراً ما ترونها في أي مكان في العالم، بحيرة فوق المحيط. المشهد هذا تجربة فريدة من نوعها يحفز جميع أنواع المشاعر، فمن جهة هناك تلك الحافة المخيفة التي ترتبط بها قصص مريعة، وفي الطرف المقابل نقاء وهدوء وسلام . وهذا التناقض الغريب يرتفع فوق محيط شاسع بزرقة طاغية تجعل التجرية سريالية.
وكأن كل هذه الروعة لا تكفي ضمن حيز جغرافي واحد.. فعلى بعد أمتار قليلة ستجدون شلال بودالافوسور الخلاب.
تروشفان- Tórshavn
تروشفان عاصمة البلاد وهي أكبر مدينة في جزر الفارو. تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة ستريموي وهي في في الواقع واحدة من أصغر العواصم في العالم. تتميز بمنازلها ذات الأسطح الملونة بمختلف الألوان من أحمر وأزرق وأخضر بحيث تبدو وكأنها غير حقيقة بل أقرب الى منازل مرسومة. تروشفان باللغة المحلية تعني ميناء الثور وهذه التسمية تنسب الى إله الرعد الإسكندنافي ثور.
ساكسون- Saksun
تبعد قرية ساكسون ساعة واحدة عن العاصمة تروشفان، وهي بالفعل مرادف للروعة التي لا حدود لها. هناك ستجدون أنفسكم وسط تكوين طبيعي نادر وخلاب من حقول خصبة وقمم شاهقة ومنازل ذات أسطح خشبية وبحيرة رملية. القرية تقع فوق مدرج دائري طبيعي وتمتاز بجو هادئ للغاية وتوفر إطلالات رائعة على الجبال المحيطة.
في المضيق البحري عند سفح القرية تقع بحيرة آسرة، وعند انخفاض المد والجزر يمكن السير على طول الشاطئ الرملي للبحيرة.
منارة كالور- Kallur Lighthouse
المنارات قد لا تستهوي الجميع وفئة قليلة تحرص على زيارتها عندما تزور بلدا معينا، ولكن منارة كالور مختلفة عن جميع المنارات في العالم، فهي تقع على حافة جرف صخري مرتفع في جزيرة كالسوي. المشاعر التي تثيرها المنارة متناقضة للغاية، فالشخص سيشعر وكأنه يقف على حافة جرف شديد الانحدار وما يعني ذلك من مشاعر قلق وخوف ولكنه في الوقت عينه سيشعر بالأمان فهو في نهاية المطاف محمي داخل بناء متين. المنارة مكان مثالي للاستمتاع بروعة الجرف الصخري بورغاين. المكان هذا ليس لضيعفي القلوب وذلك لأن الوصول إليه يتطلب عبور ممشى عشبي يقع بين منحدرات صخرية عمودية بطول ٢٠٠ متر لكل جانب من سطح البحر.
هافيثمار- Hvíthamar
بقعة بديعة تخطف الأنفاس تبعد مسافة ١٠ دقائق عن ممر غاجاسوركو الجبلي. هناك بالفعل سيشعر الشخص وكأنه يقف على قمة العالم، وسط أجواء تخطف الألباب وهادئة تماماً. المشهد في أي فصل من فصول السنة رائع ولكنه أكثر روعة خلال فصل الشتاء حين تكتسي الجبال المحيطة بالأبيض المذهل. ولكن وبما أن الرحلة خلال فضل الشتاء محفوفة بالمخاطر فالأفضل القيام بزيارة المنطقة بين نوفمبر/تشرين الثاني وومارس/أذار إذ إن الثلوج ستكون موجودة في تلك الفترة والطقس لن يكون عاصفاً جداً.
تجورنوفيك- Tjørnuvík
قرية معزولة تقع في وادٍ شديد الانحدار في جزيرة ستريموي ولهذا السبب عدد سكان القرية قليل جداً. من القرية يمكن السير إلى التلال المحيطة التي تقع على بعد ١٥ دقيقة للحصول على أجمل طلة بانورامية للقرية وللجبال المحيطة وللبحر والمرتفعات الصخرية. الهدوء والصفاء الذين يخيمان على المكان لا مثيل لهما.
حصن ساكنسن- Skansin
يقع حصن ساكنسن في تورشهافن ووفق الرواية فأنه في العام ١٥٨٠ أمر زعيم جزر فارو ماغنوس هيناسون ببناء حصن وذلك لحماية تورشهافن التي كانت مركزاً تجارية من هجمات القراصنة الذي كانوا ينشطون في شمال المحيط الأطلسي. ولكن الحصن هذا تعرض لهجوم من القراصنة الفرنسيين عام ١٦٧٧ الذين نجحوا بتدمير جزء منه.
في الحرب العالمية الثانية كان للحصن دور كبير إذ كان مقراً للبحرية البريطانية. وما زالت بعض المدافع موجودة وهي مصنوعة من النحاس الأصفر بقاعدة خشبية. التجربة هناك ليست تاريخية فحسب، فالحصن يوفر أطلالة أخاذة للبحر كما يمكن رؤية جزيرة نولسوي القريبة.
منحدرات بحر فيستمانا-Vestmanna Sea Cliffs
تعرف أيضاً بمنحدرات الطيور وهو بقعة مهيبة جذابة توفر إطلالة تخطف الأنفاس للجبال والمنحدرات الصخرية. يتم الوصول الى المكان عبر القارب إلى بحر فيستمانا وهناك يمكن رؤية أعداد هائلة من الطيور تحلق في السماء. يفضل الحرص على أن يكون الطقس مناسباً عند القيام بتلك الزيارة كي تسنح لكم فرصة الإبحار عبر الوديان. الجولة بشكل عام تمتد لساعتين وقد تطول أكثر وهناك ستجدون أنفسكم تبحرون بين مضائق ومنحدرات صخرية ترتفع الى ٧٠٠ متر والتي هي المكان الذي تتخذه الطيور منزلاً لها فهناك توجد عشرات آلاف الأعشاش للطيور البحرية. الزيارة إلى منحدرات بحر فيستمانا تعتبر من أفضل وأشهر النشاطات التي يقوم بها السياح عند زيارة جزر فارو الدنماركية.
المصدر: ١