كيفية غسل الجنابة كما وردت في السنة النبوية
حثَّ الدين الإسلامي على الطّهارة والتَطهُّر في عدد من النصوص الشرعيّة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ودعا لذلك عمليّاً بفرض مجموعة من الأعمال التي إن التزم بها المُسلم أصبح طاهراً، ومن تلك الفرائض التي لا يجوز للمسلم أن يُؤدّيها إلا بعد أن يتطهر لها، هي الصلاة.
والطهارة تنقسم لحدث أصغر وأكبر، وعلى هذا فالحدث الأكبر ما يوجب الغسل، وهو ثلاثة أنواع: الجنابة والحيض والنفاس، فالجنب والحائض والنفساء حدثهم حدث أكبر، ولا يرتفع إلا بالغسل، وأما الحدث الأصغر فلا يوجب الغسل، ويكفي فيه الوضوء، وعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية ذلك، وما الأسباب التي تدعو للطهارة.
والجنابة وصف للرجل والمرأة إذا حصل منهما جماع، أو نزول المني بشهوة ولو من غير جماع، والواجب عليهما بذلك هو الغسل، كما قال الله عز وجل: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، وسنتعرف على كيفية غسل الجنابة، وواجباته وسننه، وما الأوقات التي يسن الاغتسال بها، وأشهر الأخطاء التي يقع با المسلمون:
الحكمة من مشروعيّة الغسل في الإسلام
• طهارة المؤمن لتأدية العبادات التي تحتاج إلى طهارة.
• نَيل الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى امتثالاً لأوامره عز وجل.
• نيل محبّة الله تعالى ورضاه.
• محو الذّنوب، وحطّ الخطايا، وتكفير السّيئات.
• تحقيق النظافة التي يجدر على المسلم أن يتحلى بها.
• حصول النشاط، فالغسل يُكْسِبُ الجسم حيوية ونشاطًا، ويطرُد عنه الخمول والفتور والكسل.
كيفية غسل الجنابة
إنّ للغسل من الجنابة صفتين، هما: غسل مجزئ وغسل كامل.
كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها واصفةً كيفية غسل الجنابة للنبي صلى الله عليه وسلم: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ).
ويمكن شرح كيفية غسل الجنابة فيما يأتي:
كيفية غسل الجنابة المجزئ: يتم فيه رفع الحدث ويجزئ صاحبه بإجماع أهل العلم، ويكون باستحضار نية الغُسل ثمّ تعميم الماء وغسل كامل الجسد مع المضمضة والاستشناق بالماء الطهور.
كيفية غسل الجنابة الكامل: أكمل الغُسل هو الذي يشمل الواجب والمستحب، الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون بالترتيب على النحو الآتي:
1- استحضار نية الغسل.
2- غسل اليدين قبل البدء بإخراج الماء من الوعاء.
3- سكب الماء باليد اليمنى على اليد اليسرى؛ لغسل الفرج.
4- الوضوء بشكلٍ كاملٍ، أو تأخير غسل القدمين إلى نهاية الغسل.
5- غسل شعر الرأس بثلاث حثيات من الماء، بحيث يصل الماء إلى كامل الشعر، ويفضل فرقه في حال كان الشعر طويلاً.
6- غسل الشق الأيمن بشكلٍ كاملٍ.
7- غسل الشق الأيسر بشكلٍ كاملٍ.
مكروهات غسل الجنابة
يكره في غسل الجنابة عدّة أمورٍ، ويُعرَّف المكروه بأنّه: ما يُثاب تاركه إن تركه بنيّة الامتثال لأوامر الله، ولا يُعاقَب تاركه.
• الإسراف والتبذير في استعمال الماء.
• استعمال الماء الراكد في الغُسل.
• التّحدّث أو الاستعانة بأحد دون حاجةٍ أو عذرٍ.
أوقات يسن الاغتسال بها
• الاغتسال يوم العيد، ووقته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس على الأظهر، والأفضل أن يؤتى به قبل صلاة العيد.
• غسل الاستسقاء، حيث يسن قبل صلاة الاستسقاء.
• غسل الخسوف، وكذلك غسل الكسوف. ويكون قبل صلاة الكسوف.
• الاغتسال عند الإحرام: للحج أو العمرة.
• غسل الوقوف في عرفة، حيث يغتسل الحاج في التاسع من ذي الحجة.
• غسل المبيت بمزدلفة، لمن أراد المبيت فيها.
• غسل رمي الجمرات، وذلك في أيام التشريق.
• غسل الطواف، وذلك قبل الطاف.
• غسل السعي، ويكون قبله.
• غسل دخول المدينة، وهو قبل دخولها.
أخطاء شائعة في غسل الجنابة
• يعتقد البعض أنه لا يتم الوضوء في الغسل إلا إذا غسل الأعضاء ثلاث مرات، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، كما جاء في صحيح البخاري.
• عدم وصول الماء إلى ما بين أصابع اليدين والقدمين، أو خلف الأذن، أو أي منطقة من الجسم، فذلك يؤدي إلي بطلان الغسل.
• التلفظ بالنية قبل الغسل، لأن النية محلها القلب.
• كثرة الوساوس الشيطانية.
• وجود حائل يمنع وصول الماء إلى الجسم.
• أخطاء تتعلق بالنساء: هناك الكثير من النساء تغتسل أو تتوضأ وعلى أظفارهن طلاء الأظافر (المانكير)، وهذا يمنع وصول الماء، لذلك يجب إزالته قبل البدء في الوضوء.
• من الأخطاء الشائعة أيضا هو عدم تعليم الناس شرائع دينهم وشرحها، فيعمّ الجهل بأحكام الطهارة والصلاة، وحتى كيفية غسل الجنابة، فيأتي الناس عباداتهم على غير طهارة، وهذا خطأ كبير.
المصادر: